أنيس باسويدان.. سياسي من أصل يمني يتطلع لرئاسة إندونيسيا
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
ينتمي باسويدان لعائلة أكاديمية لا باع لها في السياسة ولا تتمتع بالثراء، لكنه ولج عالم السياسة من النافذة الأكاديمية، ولمع نجمه في سمائها، وترشح بانتخابات الرئاسة عام 2024 من خارج الدوائر الحزبية والصالونات السياسية التقليدية في إندونيسيا.
أنيس رشيد باسويدان، المنحدر من أصول يمنية، صعد سريعا في عالم السياسة، وحقق إنجازه الأكبر عام 2017 عندما فاز بانتخابات حاكم العاصمة جاكرتا، وواصل صعوده بالترشح لانتخابات الرئاسة 2024، مستندا إلى شعبيته العالية التي جناها خلال السنوات الخمس التي قاد فيها العاصمة.
ولد في 7 مايو/أيار 1969 في كونينغان، في جاوة الغربية، وهو الابن الأكبر بين 3 أولاد رزق بهم والده رشيد الذي ينحدر من أصول عربية، من حضرموت في اليمن.
ورغم تولي العديد من الإندونيسيين من أصول حضرمية مناصب عليا فإنه يعد أول من ترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
أنيس باسويدان في لقاء انتخابي مع أنصاره (الجزيرة)عمل والده محاضرا في الجامعة الإسلامية في إندونيسيا، بينما كانت والدته علياء رشيد أستاذة العلوم الاجتماعية والاقتصادية في جامعة ولاية جوكجاكارتا.
وكان جده لأبيه عبد الرحمن باسويدان (1908-1986) من قادة حركة التحرر من الاستعمار الهولندي، وأعلن استقلال إندونيسيا من منزله، وكان صحفيا ودبلوماسيا بارزا، وشغل عدة مناصب عليا في الدولة بعد الاستقلال، ومنحته الدولة عام 2018 لقب "بطل قومي لإندونيسيا".
تزوج أنيس عام 1996، ورزقه الله تعالى 4 أطفال.
الدراسة والتكوين العلميتخرج أنيس عام 1993 في كلية الاقتصاد وإدارة الأعمال جامعة غادجاه مادا في جوكجاكرتا بإندونيسيا.
وحصل عام 1997 على منحة لدراسة الماجستير في كلية الأمن العالمي والسياسة الاقتصادية في جامعة ميريلاند الأميركية، وتخرج فيها عام 1998.
وعام 1999 حصل على منحة لدراسة الدكتوراة في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة، وعمل باحثا مساعدا في الجامعة، وقدم رسالة الدكتوراه تحت عنوان "الحكم الذاتي الإقليمي وأنماط الديمقراطية في إندونيسيا" وحصل على درجة الدكتوراه عام 2005.
التجربة السياسية والعمليةخاض أنيس معركة شرسة في انتخابات حاكم جاكرتا عام 2017 بدعم من أحزاب إسلامية، في مواجهة المرشح "أهوك" وهو من أصول صينية اتهم أثناء الحملة الانتخابية بالإساءة للدين الإسلامي وحكم عليه بالسجن عامين.
وقد عمقت أزمة الانتخابات الفجوة بين أنيس والرئيس جوكوي، إذ كان أهوك نائبا للرئيس عام 2012 وخليفته المختار حاكما لجاكرتا.
وخلال السنوات الخمس التي قضاها حاكما لجاكرتا، اعتُبر أنيس ناجحا في قيادة المدينة خلال أزمة وباء كورونا (كوفيد-19). وعمل على تحسين نظام النقل العام بالمدينة، وهو ما منحه العديد من الجوائز العالمية.
وقبل أيام من انتهاء ولاية أنيس حاكما لجاكرتا، في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أعلن زعيم حزب "ناسدم" ورجل الأعمال ومالك وسائل إعلام عديدة سوريا بالو دعمه لأنيس مرشحا لانتخابات الرئاسة 2024.
وفي سبتمبر/أيلول 2023 تقدم أنيس بشكل رسمي للسباق الرئاسي رفقة زعيم حزب النهضة الوطني مهيمن إسكندر نائبا للرئيس، وبدعم من 4 أحزاب (ناسدم، النهضة الوطني، العدالة والرفاه، الأمة) ضمن ما أطلقوا عليه "تحالف التغيير".
مشروع "إندونيسيا تعلم" الذي أشرف عليه أنيس باسويدان (من موقعه الرسمي) الوظائف والإنجازاتقد تكون الخطوة الأولى التي خطاها أنيس في طريق العمل العام عندما انتخب رئيسا لجامعة بارامدينا في جاكرتا، وكان يبلغ 37 عاما، ليكون بذلك أحد أصغر رؤساء الجامعات في البلاد.
وعين وزيرا للتعليم والثقافة عام 2014 بعد فوز جوكو ويدودو (جوكوي) بالرئاسة في فترته الأولى (2014-2019) تقديرا للجهد المميز الذي بذله أنيس متحدثا باسم حملته الانتخابية، لكنه أقاله بعد قرابة عامين من الخدمة في المنصب عام 2016.
وخلال توليه منصب وزير التعليم أطلق برنامج "إندونيسيا مينغاجار" (إندونيسيا تُعلِّم) يقوم على تدريب خريجي الجامعات الجدد وإرسالهم إلى المناطق النائية للتعليم فيها لمدة عام، من أجل القضاء على الأمية التي تنتشر بشكل واسع في القرى والأرياف الإندونيسية.
الجوائز والتكريماتوتم تصنيفه في العديد من القوائم والجوائز العالمية مثقفا ومؤثرا في العالم عموما والعالم الإسلامي خصوصا، ومن أبرز هذه التصنيفات:
أدرجته مجلة فورين بوليسي الأميركية عام 2009 ضمن قائمتها لأفضل 100 مثقف في العالم.وأدرجه المنتدى الاقتصادي العالمي في قائمة القادة العالميين الشباب عام 2009. وفي أبريل/نيسان 2010، تم اختياره في قائمة 20 شخصية مؤثرة في العالم بالعدد الخاص لمجلة الشؤون الدولية اليابانية. في يونيو/حزيران 2010، صنفه مركز الدراسات الإستراتيجية الإسلامية الملكي في الأردن ضمن قائمة أكثر 500 مسلم تأثيرا في العالم. في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، حصل على جائزة التعليم من مؤسسة باسياد التركية لجهوده في تطوير التعليم في المناطق الريفية في إندونيسيا. تقديرا لتوفيره وسائل نقل عادلة، وبأسعار معقولة وشاملة للجميع، اختير بطلا للنقل عام 2021 من قبل مبادرة التنقل الحضري التحويلي العالمية (وهي مبادرة مدعومة من ألمانيا تعمل على تعزيز النقل الحضري المستدام). كشف استطلاع للرأي -أجراه مركز بوبولي (مركز إندونيسي متخصص باستطلاعات الرأي) عام 2022- أن 86% من سكان جاكرتا كانوا راضين عن أداء أنيس حاكما للمدينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی إندونیسیا فی العالم من أصول
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الحوار منطق العقول الراشدة التي تسعى للصواب بعيدا عن الضجيج
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: « الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية»، مؤتمر مهم أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر السابق لكلية كان: «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية »، والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.
ودعا رئيس جامعة الأزهر، خلال كلمته بالمؤتمر، اليوم الأحد، إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وأن التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل.
وفي حديثه عن الحور الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أن موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة. وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.
وأوضح فضيلته أنه بالحوار قامت السماوات والأرض فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه: " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت 11). مضيفًا فضيلته أن الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى إلى الوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.
وأكد فضيلته أن الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه " حق الفيتو " الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا "رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها"، حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجازو أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.
وتابع فضيلته أن هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.
وأضاف أن لغة الحوار هي لغةُ العقل والمنطق، ولغةَ الحرب هي لغةُ السلاح والدمار، فيا عقلاء العالم: لماذا تركنا لغة السلام إلى لغةِ السلاح، ومنطقِ السلاح، ودمارِالسلاح، وإزهاقِ الأنفس والأرواح؟
فهل يمكن أن نجتمع على كلمة سواء توقف هذا الدمار؟ هل يمكن أن تصمت أصوات المدافع وتنطق أصوات الحوار الراشد بالدعوة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة والسلام؟
وقال رئيس جامعة: "إنني على يقين أن أمتنا الإسلامية إذا اتحدت واجتمعت كلمتُها فإن وَحدتها جديرةٌ بأن تُذْهِبَ " حق الفيتو " إلى غير رجعة، وتَرْكُمَه في مزبلة التاريخ، لأنه حقٌّ قام على الظلم والجَور والعدوان، وليس له مثقالُ ذرة من وصف الحق الذي يحمل اسمه، فهو حق أُرِيدَبه باطل، وظلمٌ ينبغي حَذْفُهُ من جميع المواثيق الدولية، بل هو رِجْس ونَجَسٌ لا يغسل أدرانَه ماء البحر!!
وفي ختام كلمته، أعرب فضيلته عن تقدير جامعة الأزهر لهذه الجهودَ المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذُ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر الشريفِ حفظه الله تعالى في ملف مهم جد، ملفِّ " الحوار الإسلامي الإسلامي " الذي يسعى إلى جمع كلمة الأمة الإسلامية، وَلَمِّشملِها، ووحدةِ صفها، حتى تكونَ لها رايةٌ مرفوعة، وكلمةٌ مسموعة، وتستردَ عافيتها وعزتها وكرامتها وتغسلَ عن وجهها المشرقِ وجسدِها النظيف أدرانَالفُرقة والتشتُّتِ والضَّعْفِ، وتعودَ أمةً واحدة كما أمر الله جل وعلا في قوله: " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ( الأنبياء 92)، نقولُ لأشقائنا في العالم الإسلامي: أطفئوا نار الخلاف والشقاق والنزاع، وتذكروا أننا جميعا أمةٌ واحدة، وأن السهم الذي يصيب به أحدُنا أخاه يرتد في صدره ويصيبُه هو.
اقرأ أيضاًأمين عام «البحوث الإسلامية» يلتقي نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي
رئيس جامعة الأزهر: العلاقات المصرية الفرنسية علاقات متينة وقوية
رئيس جامعة الأزهر: ندرس إنشاء كلية متخصصة في الذكاء الاصطناعي