مصفاة الدقم العمانية.. أكبر مشروع للمنتجات النفطية بين عُمان والكويت
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
مسقط – تعد مصفاة الدقم "أو كيو 8" (OQ8) في منطقة الدقم الاقتصادية جنوبي سلطنة عمان من أكبر المشاريع الاستثمارية في السلطنة، وتمثل المصفاة التي دشنها سلطان عُمان هيثم بن طارق وأمير الكويت مشعل الأحمد الصباح مشروعا استثماريا مشتركا بين الدولتين ممثلة بمجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية.
تسهم المصفاة في زيادة الطاقة الإنتاجية للمصافي العمانية من 230 ألف برميل يوميا إلى 500 ألف برميل يوميا.
ووفقا للمحلل الاقتصادي والأكاديمي محمد الوردي، ستحقق هذه المنطقة "مكاسب اقتصادية بارزة"، حيث ستعزز منطقة الدقم الاقتصادية، وتعتبر ركيزة أساسية للتسويق للمنطقة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
كما تسهم المصفاة في دعم الصناعات التحويلية، خصوصا تلك التي تعتمد على منتجات المصفاة كالبترول المسال والكبريت والفحم.
ومن المؤمل إقامة مشروع بتروكيميائيات ملحق بالمصفاة بالشراكة بين سلطنة عمان ودولة الكويت والمملكة العربية السعودية ممثلة في شركة سابك، بالإضافة إلى ذلك ستعمل مصفاة الدقم على تعزيز وتوسعة الاقتصاد العماني وتنويع هياكله الاقتصادية وتوطين المشاريع الاقتصادية وإيجاد فرص عمل، بحسب تصريح الوردي للجزيرة نت.
محطة تخزين النفط في رأس مركز (شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيميائية) جذب الاستثمارويرى الوردي أن نجاح منطقة الدقم الاقتصادية في استقطاب مصفاة بهذا الحجم سيزيد قدرتها التنافسية لجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية في المستقبل، مشيرا إلى أن منتجات المصفاة البترولية ستسهم في إيجاد صناعات تحويلية معتمدة على منتجات المصفاة.
وتبلغ تكلفة المصفاة قرابة 9 مليارات دولار، وتعد من أكبر المشاريع الاستثمارية في سلطنة عمان وبين دولتين خليجيتين.
من جهته يشير ملهم بن بشير الجرف نائب رئيس جهاز الاستثمار العماني للاستثمار رئيس مجلس إدارة مجموعة أوكيو، إلى أن مشروع مصفاة الدقم يعكس عمق الشراكات الإستراتيجية التي تنتهجها سلطنة عمان لا سيما مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال للجزيرة نت إن هذه المصفاة -بالشراكة مع دولة الكويت- تمثل نموذجا للمشاريع الكبيرة، مضيفا أنها تقع في منطقة الدقم التي تطل على خطوط الملاحة العالمية.
ولفت ملهم بن بشير الجرف إلى أن مصفاة الدقم تهدف إلى تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية، وإضفاء قيمة مضافة عالية للنفط الخام، وقال إن هذه المصفاة أنشئت وفق أعلى المعايير وباستخدام أحدث التقنيات.
وأضاف أن المشروع يأتي في إطار إستراتيجية استثمارات مجموعة أوكيو الرامية إلى تحقيق قيمة مضافة للاقتصاد العماني عبر تنويع الاستثمارات، بالإضافة إلى تكامل المصفاة مع عدد من المشاريع الإستراتيجية القريبة منها، مما يؤهلها لأن تصبح مركزا صناعيا للعديد من الصناعات البتروكيميائية وصناعات الشق السفلي في المنطقة.
تصدير المنتجاتوبحسب تقرير صادر من المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، فإن مصفاة الدقم بدأت في تصدير منتجاتها إلى الأسواق العالمية في عام 2023، إذ صدرت زيت الوقود العالي الكبريت بين نهاية أبريل/نيسان ومنتصف مايو/أيار 2023، وفي يونيو/حزيران من العام نفسه تم تصدير أولى شحنات النافثا، وفي سبتمبر/أيلول من العام ذاته بدأت المصفاة بتصدير الديزل العالي الجودة وفقا للمواصفات العالمية.
وشهد عام 2023 تنفيذ العمليات التجريبية لتشغيل المصفاة والمتمثلة في اختبار كافة سلاسل الإمداد بالمصفاة والمتضمنة منشآت تخزين النفط الخام برأس مركز، وأنبوب نقل النفط الخام إلى المصفاة بطول 80 كيلومترا، واختبار جاهزية منشآت تخزين وتصدير المنتجات النفطية في ميناء الدقم.
رصيف المواد السائلة والسائبة لتصدير المشتقات النفطية (شركة مصفاة الدقم للصناعات البتروكيميائية) محطة تخزين النفط تضم منشآت تخزين النفط للمصفاة 8 خزانات ضخمة ومنصات عائمة لاستيراد وتصدير النفط، وخطوط أنابيب تحت البحر لاستقبال وتصدير النفط بطول 7 كيلومترات، ومحطة لضخه إلى الخزانات، بالإضافة إلى غرف التحكم والمكاتب الإدارية للشركة والمنشآت الأخرى المتعلقة بتجهيزات الأمن والسلامة. تتيح الخصائص الفنية للمحطة إمكانية مزج أنواع مختلفة من النفط الخام، وتحميل وتفريغ السفن في أوقات قياسية، مما يتيح للزبائن إمكانية توفير التكاليف اللوجيستية باعتبارها ميزة تنافسية. تبلغ السعة الاستيعابية للتخزين في المرحلة الأولى 25 مليون برميل من النفط، إلا أن المساحة المخصصة للمحطة، والتي تبلغ 40 كيلومترا مربعا، تتيح لها تخزين حوالي 200 مليون برميل من النفط. استقبلت المحطة في الفترة من يناير/كانون الثاني وحتى سبتمبر/أيلول 2023 أكثر من 3 ملايين برميل من النفط الخام العماني والكويتي التي ضُخَّت من رأس مركز إلى مصفاة الدقم عبر أنبوب نقل النفط. ترتبط مصفاة الدقم برصيف المواد السائلة والسائبة عن طريق ممر الخدمات الذي أُنشئ بغرض تسهيل تصدير المشتقات النفطية، ويبلغ طول الممر 6.5 كيلومترات وعرض 37.2 مترا، ويشتمل الممر على عدد من المرافق والملاحق الخدمية ووحدات وأجزاء خاصة تضمن نقل المشتقات النفطية السائلة إلى وحدات التخزين بالرصيف النفطي، كما رُصفَت الطرق بطول الممر وتنفيذ جسر لعبور الأنابيب عبر ملتقى قناتي صاي وجرف.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مصفاة الدقم تخزین النفط النفط الخام منطقة الدقم سلطنة عمان من النفط
إقرأ أيضاً:
من التضخم إلى البيتكوين.. هذه أبرز القوى الاقتصادية التي شكلت 2024
أثرت العديد من القوى والعوامل على الاقتصاد والأعمال في عام 2024، مثل خفض أسعار الفائدة، وارتفاعات سوق الأسهم، وتهديدات التعريفات الجمركية من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير ترجمته "عربي21"، إنه من المتوقع أن ينهي الاقتصاد سنة 2024 في وضع مستقر، مع انخفاض التضخم ونمو اقتصادي قوي، خاصة في الولايات المتحدة، وذلك رغم الحملة الانتخابية الأمريكية المضطربة والصراعات العالمية المتصاعدة.
وأضافت أنه رغم ذلك فلا تزال التوقعات لسنة 2025 غامضة بسبب تأثير تغييرات سياسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
أرقام قياسية
في نهاية سنة 2023، كان مؤشر "إس آند بي 500" يتجه نحو تسجيل رقم قياسي جديد، وفي كانون الثاني/ يناير، وصل أخيرًا إلى هذا الارتفاع، مدفوعًا جزئيًا بأسهم شركات التكنولوجيا "السبع الرائعة" وهي: "ألفابت، وأمازون، وآبل، وميتا، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وتسلا"، ومع استمرار السوق الصاعدة، فقد أصبحت الارتفاعات في سوق الأسهم أمرًا شائعا.
حقق مؤشر "إس آند بي" 500 إلى مستوى قياسي مرتفع 57 مرة في سنة 2024، مع بعض الارتفاعات الكبيرة خصوصًا بعد الانتخابات، رغم أن الارتفاع قد تباطأ في الأسابيع الأخيرة.
عام من تخفيضات أسعار الفائدة
وأشارت الصحيفة إلى أن التباطؤ العالمي ساعد في التضخم، ومعه التوقعات بتخفيف السياسة النقدية، في تعزيز سوق الأسهم الرائجة.
وذكرت أن سياسة التشديد النقدي كانت هي السائدة في معظم الاقتصادات الكبرى على مدار السنتين الماضيتين، حيث رفع محافظو البنوك المركزية أسعار الفائدة لكبح التضخم المتصاعد. وفي صيف وخريف هذه السنة، بدأت العديد من الاقتصادات المتقدمة في خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ الجائحة.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، اتبع بنك الاحتياطي الفيدرالي نفس النهج بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة، وهي خطوة كبيرة غير معتادة وإشارة واضحة إلى أنهم يحوّلون اهتمامهم من مكافحة التضخم إلى حماية سوق العمل.
ومع تحسن الظروف الاقتصادية في الولايات المتحدة، فقد انخفضت أسعار الفائدة لدى الاحتياطي الفيدرالي أيضًا.
وأفادت الصحيفة بأن التحركات الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي أوضحت أن مخاطر التضخم عادت، وفي 18 كانون الأول/ ديسمبر، أعلن عن خفض ثالث للفائدة هذه السنة بمقدار ربع نقطة، لكنه قلل من التوقعات بتخفيضات إضافية، مشيرًا إلى أنه قد يتم خفض الفائدة مرتين فقط حتى نهاية 2025.
ويعتقد مسؤول واحد فقط من الاحتياطي الفدرالي أن أسعار الفائدة ستبقى على حالها السنة المقبلة، بينما يتوقع آخرون إجراء تخفيضات.
وأدى هذا الإعلان، مع نطاق عدم اليقين في توقعات الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عدم إجراء أي تخفيضات على الإطلاق السنة المقبلة، بينما يتوقع مسؤول آخر خمسة تخفيضات، إلى تراجع الأسواق.
السندات تروي قصة أقل تفاؤلاً
وعلى خلفية أخبار الاحتياطي الفيدرالي، ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ أيار/ مايو.
وبينت الصحيفة أن عوائد سندات الخزانة ارتفعت في أيلول/ سبتمبر وأوائل تشرين الثاني/ نوفمبر، حتى بعد بدء الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة وارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب. وارتفع متوسط سعر الفائدة على الرهن العقاري لمدة 30 سنة، ما يبدو متناقضًا مع تخفيضات الفائدة.
ويشير ارتفاع العوائد طويلة الأجل إلى أن "وول ستريت" لا تزال غير متأكدة من استمرار حالة عدم اليقين في ظل تخفيضات الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.
ويفكر المستثمرون في الأصول مثل سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فيما سيحدث للنمو والتضخم على مدى شهور أو سنوات، وقد يشير ارتفاع العوائد إلى أن المستثمرين يتوقعون ارتفاع التضخم في المستقبل بالنسبة للاستثمارات طويلة الأجل.
وذكرت الصحيفة أن بعض العوامل التي أدت إلى ارتفاع الأسهم بعد فوز ترامب، مثل خفض الضرائب، وإلغاء اللوائح التنظيمية، والإنفاق الحكومي، قد تشكل مصدر قلق لمستثمري السندات، الذين يخشون أن تؤدي خطط ترامب الاقتصادية إلى زيادة العجز الفيدرالي والتضخم.
تهديدات ترامب بالتعريفات الجمركية
وخلال موسم الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، عبّر كلا المرشحين عن دعمهما للتعريفات الجمركية كأداة أساسية لحماية الشركات الأمريكية من المنافسين الصينيين والعالميين الآخرين.
وأضافت الصحيفة أن ترامب أعلن، بعد أسابيع قليلة من فوزه بالانتخابات، أنه سيفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك والصين في أول يوم له في المنصب، وخلال ولايته الأولى، فرض ترامب تعريفات جمركية على بعض الواردات، خصوصًا تلك القادمة من الصين، ما أدى إلى انخفاض حصتها من الواردات.
وقد تؤدي التعريفات الجمركية الشاملة إلى اندلاع حرب تجارية إذا ردت الدول بفرض تعريفات جمركية مماثلة، وأظهرت الدراسات أن تكلفة التعريفات الجمركية غالبًا ما يتم تمريرها إلى المستهلكين الأمريكيين، ما يؤدي إلى ارتفاع التضخم.
آفاق اقتصادية منقسمة
ويرى الديمقراطيون والجمهوريون آثار سياسات ترامب المحتملة بشكل مختلف، فقد ارتفعت مشاعر المستهلكين بين الجمهوريين بعد يوم الانتخابات، وفقًا لاستطلاع رأي المستهلكين الذي أجرته جامعة ميتشيغان. بينما انخفضت لدى الديمقراطيين.
ونقلت الصحيفة عن جوان و. شو، مديرة استطلاع جامعة ميتشيغان، قولها: "أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أن التغييرات السياسية المتوقعة، خاصة زيادة التعريفات الجمركية، ستؤدي إلى عودة التضخم، بينما توقع الجمهوريون أن الرئيس المقبل سيؤدي إلى تباطؤ كبير في التضخم".
عودة البيتكوين
وقالت الصحيفة إن ازدهار العملات المشفرة كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بفوز ترامب، فخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة في العالم"، وفي اليوم الذي تلاه فوزه، ارتفعت قيمة بيتكوين إلى مستوى قياسي.
ويأتي هذا بينما قفزت أسعار البيتكوين بشكل هائل في الأشهر الأخيرة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، ارتفع سعر البيتكوين الواحد إلى 100 ألف دولار لأول مرة، وهو تحول مذهل بعد أن انخفض سعره إلى أقل من 17 ألف دولار في 2022 بعد انهيار بورصة "إف تي إكس" للعملات المشفرة.
لكن، مثل سوق الأسهم، تتسم البيتكوين بالتقلب، ما يجعلها أكثر من مجرد أداة مضاربة أكثر من كونها عملة، وبعد أن سجلت أعلى مستوى لها فوق 108 ألف دولار هذا الأسبوع، انخفضت إلى أقل من 100 ألف دولار.
وقال جاي باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي: "إنها ليست منافسًا للدولار، بل للذهب".
النمو الفلكي لشركة إنفيديا
وأشارت الصحيفة إلى أن شركة إنفيديا، التي أصبحت هذه السنة الأكثر قيمة في العالم لفترة قصيرة، ستستفيد أيضًا من ازدهار العملات المشفرة، حيث تُستخدم شرائحها في ألعاب الفيديو وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وكذلك في تعدين العملات المشفرة.
وكانت إنفيديا من أفضل الشركات أداءً في السوق.
وقالت الصحيفة أن إنفيديا سجلت أكبر نمو، حيث ارتفعت أسهمها بنحو 800 بالمئة منذ بداية سنة 2023، وفي مؤشر آخر على ازدهار الذكاء الاصطناعي، بلغت شركة "برودكوم"، وهي شركة تصنيع شرائح أخرى، قيمتها السوقية تريليون دولار في وقت سابق من هذا الشهر.
ورغم ذلك، انخفضت أسهم إنفيديا في الأسابيع الأخيرة بعد فتح السلطات الصينية تحقيقًا لمكافحة الاحتكار ضدها.
مستقبل عقد الصفقات
في سنة 2023، انخفضت صفقات الاندماج والاستحواذ العالمية إلى أدنى مستوى لها منذ 10 سنوات، مما يعكس القلق بشأن الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية، فضلاً عن عدم اليقين قبيل الانتخابات في العديد من البلدان.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن صانعي الصفقات في الولايات المتحدة يأملون أن تكون إدارة ترامب الثانية مفيدة لعمليات الاندماج، خاصة مع توقع تساهل رئيس لجنة التجارة الفيدرالية الجديد، أندرو فيرغسون، مع عمليات الاندماج مقارنةً برئيسة اللجنة الحالية، لينا خان.
وتعهد فيرغسون أيضًا بمكافحة هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى، وقد تبقى أسعار الفائدة مرتفعة مع استمرار الغموض حول مقترحات ترامب الاقتصادية، فهل انتهت حقبة الاندماجات الكبرى أم ستعود بقوة؟