عربي21:
2025-04-07@01:48:50 GMT

عن الشراكة الاستراتيجية بين قطر وكازاخسان

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

خلال رحلته المرتقبة إلى الدوحة منتصف الشهر الحالي، يجتمع رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، وذلك للمرة الرابعة خلال العامين المنصرمين.

اجتماعات دورية على مستوى القمة بين البلدين، تُعقد بين الحين والآخر وتُظهر أنّ ما يجمع الدوحة وأستانا لم يعد علاقة عادية بين دولتين، وإنّما بات ما يشبه شراكة استراتيجية في المجالين السياسي والاقتصادي، بين دولة خليجية وأخرى من منطقة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وهذا يجعل التعاون بينهما ذا أهمية كبرى.



العلاقات بين قطر وكازاخستان تتسم بالثبات والنماء والاستقرار، كما تمتدّ لثلاثة عقود، وتطوّرت خصوصا مع انتقال عاصمة كازاخستان من مدينة ألماتي إلى أستانا في العام 1997، حيث خصّصت الدوحة في حينه أولى استثماراتها للمساهمة في بناء العاصمة الجديدة، ومولت مشروع بناء مسجد أستانا الذي يُعد من أهمّ المعالم في العاصمة الجديدة.

وعلى مدى الزيارات الأربعة الماضية، وقّعت كازاخستان وقطر العديد من الاتفاقيات، بينها اتفاقية بشأن الحماية المتبادلة للاستثمارات، كما يعمل الطرفان اليوم بجدية منقطعة النظير، من أجل تنفيذ مجموعة إضافية من المشاريع المشتركة والواعدة في قطاعات شتّى، وخصوصا في المجال الاقتصادي، ويفترض أن تُبصر النور على شكل اتفاقيات إضافية خلال زيارة الرئيس الكازاخستاني إلى الدوحة المرتقبة في غضون الأيام المقبلة.

المشاريع التي بدأت الدولتان بتنفيذها، لا تقلّ قيمتها عن 1.3 مليار دولار:

في منطقة أكمولا الكازاخستانية، وضعت أستانا خططا من أجل بناء مصنعٍ لمعالجة الحبوب بمشاركة مستثمرين قطريين، وبتكلفة يقدّرها الطرفان بنحو 200 مليون دولار. وقد أبدت "شركة حصاد" الغذائية القطرية، باعتبارها الذراع الاستثمارية لصندوق قطر السيادي وأكبر مؤسسة متخصصة في الأمن الغذائي في قطر، اهتماما بالغا بقدرات المجمع الصناعي الزراعي في كازاخستان. إذ أكد ذلك رئيسها التنفيذي محمد السادة، يوم أعلن أنّ الشركة التي يرأسها، تعتزم "تعزيز العلاقات التجارية بين الدول لضمان الأمن الغذائي".

وتولي الدوحة منذ مدّة، أهمية كبرى لأمنها الغذائي، وتعتبر أنّ كازاخستان تملك إمكانات زراعية هائلة، ولهذا ترى أنّ تطوير التعاون مع أستانا في هذا المجال يمكن أن يساعدها في تنويع مصادر الإنتاج، وفي الوقت نفسه زيادة مصادر الدخل، خصوصا أنّ مستلزمات السلع الزراعية الهامة اليوم تعتريها حالة "عدم اليقين" وهي في وضع "غير مستقر"، بسبب الاضطرابات الحاصلة في سوق الغذاء العالمي نتيجة ارتفاع منسوب النزاعات في البحار وبين القارات، والتي أدت إلى تعطيل سلاسل التوريد بشكل واضح.

وتعتبر الدوحة كذلك أنّ كازاخستان تتمتع بحدود استراتيجية كبيرة مع العديد من الدول مثل الصين وروسيا، وهذا ما يجعل لها أهمية استراتيجية، ويساعدها على لعب دور مهم في ربط شرق ووسط القارة الآسيوية بدول مجلس التعاون الخليجي.

في المقابل، تقوم كازاخستان باتخاذ العديد من الإجراءات التي تخدم تعزيز التنوع الاقتصادي وحماية الاستثمارات الأجنبية، حيث تعمل على أن تكون مركزا تجاريا وماليا وتعليميا وصحيا وسياحيا، إلى جانب تميّزها في مجال الإنتاج الغذائي.

وإلى جانب المشروع في أكمولا، عقدت "الشركة القطرية للطاقة الدولية القابضة" اتفاقات مع شركة الصين الدولية لرأس المال الصينية، وشركة "بايتيريك" الكازاخستانية من أجل تطوير المجمّع الصناعي- الزراعي في كازاخستان، حيث من المفترض أن يقوم الطرفان بإنشاء صندوق استثمار مباشر في كازاخستان، بمشاركة الشركات القطرية والصينية على السواء، من أجل تطوير مجمّع الألبان والأجبان تصنيعا وتصديرا.

أمّا الحضور القطري في هذا المشروع فسيكون عبر شركة "باور إنترناشيونال" القابضة، وستكون بمنزلة "شريك تكنولوجي".

وبذلك أيضا، سيصبح الصندوق الخاص بهذه الشركة، الذي أنشأته الدوحة وأستانا، واحدا من أكبر صناديق شركات تصنيع منتجات الألبان والأجبان حول العالم، بل من بين الشركات العشر الأوائل.

وعليه، تطمح الدولتان من خلال هذا المشروع، إلى جذب استثمارات متنوعة وطويلة الأجل، وتراهنان أنّ يعطي ذلك زخما جديدا لتطوير صناعة الألبان والأجبان، وكذلك لتطوير المجمّع الصناعي الزراعي بأكمله في كازاخستان بشكل عام، خصوصا زراعة وتصنيع الحبوب والبقوليات من أجل تعزيز الصادرات خارج البلاد.

كما تعتزم أستانا من خلال هذا كلّه، إلى زيادة التجارة البينية مع الدوحة، من خلال رفع حجم صادرات المنتجات المحلية، عبر 60 سلعة بقيمة 245 مليون دولار تقريبا، مع العلم أنّ أستانا والدوحة قد وقعتا أكثر من اتفاقية في السنتين الماضيتين طالت قطاعات أخرى إضافية، كما يهتم المستثمرون القطريون حاليا بقطاعات السياحة والرعاية الصحية، ولا يستبعد المراقبون أن يشمل ذاك التعاون بين الطرفين مستقبلا المجالات العسكرية أيضا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات كازاخستان قطر العلاقات الاقتصادي الاستثمارية اقتصاد قطر استثمار علاقات كازاخستان مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی کازاخستان من أجل

إقرأ أيضاً:

متمردو الكونغو يستعدون لمفاوضات قطر بالانسحاب من مدينة واليكالي

أعلنت حركة إم23 المتمردة في شرق الكونغو الديمقراطية انسحابها من بلدة واليكالي الإستراتيجية، ووصفت الخطوة بأنها بادرة حسن نية قبل محادثات السلام المقررة مع الحكومة الكونغولية في العاصمة القطرية الدوحة يوم 9 أبريل/نيسان القادم.

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي سيطر المتمردون على مدينتي غوما وبوكافاو في شرق الكونغو بعد قتال عنيف مع القوات الحكومية راح ضحيته آلاف القتلى، وأجبر مئات الآلاف من السكان على ترك منازلهم.

وفي وقت سابق من الشهر الماضي، تعهدت حركة إم23 بالخروج من المدينة لكنها تأخرت في ذلك بسبب ما قالت إنه تراجع للجيش النظامي عن الوفاء بالتزامه بسحب الطائرات الهجومية المسيرة من المنطقة.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم الجيش الكونغولي تأكيده انسحاب المتمردين من مدينة واليكالي، ووجود القوات النظامية فيها.

وحذر المتمردون أفراد الجيش الحكومي من الهجوم على المواطنين الأبرياء أو الاعتداء على المناطق التابعة للحركة.

وقال المتمردون إن الجيش الحكومي إذا قام بأعمال استفزازية فإنهم سيرجعون للمدينة من جديد ويقضون على مصادر الفوضى.

وتقع واليكالي في منطقة إستراتيجية مهمة، إذ تربط بين 4 مقاطعات في شرق الكونغو الديمقراطية، وهي إحدى المدن الغنية بمعادن القصدير والذهب، ويعاني سكانها من أوضاع إنسانية صعبة بسبب القتال المستمر طيلة الشهرين الماضيين بين الجيش الحكومي وحركة إم23.

إعلان

وفي الأسبوع الماضي، قالت منظمة بلا حدود إن طاقمها محاصر بسبب العنف في واليكالي وإن إمداداته أوشكت على النفاد.

محادثات سلام في الدوحة

وقال المتمردون إن انسحابهم من المدينة جاء كتعبير عن بادرة حسن نية قبل محادثات السلام المقررة في الدوحة.

خريطة جمهورية الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)

ويوم 9 أبريل/نيسان القادم تستضيف دولة قطر أول محادثات مباشرة بين المتمردين والمسؤولين الحكوميين في كنشاسا منذ أن استولى مقاتلو حركة إم23 مارس/آذار الماضي على مدينتين في شرق الكونغو.

وتأتي جلسة المحادثات امتدادا للوساطة القطرية التي انطلقت في 18 مارس/آذار الماضي في الدوحة من خلال القمة المفاجئة التي جمعت بين رئيسي الكونغو ورواندا بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

ويأمل كثير من المراقبين والمجتمع الدولي في أن تنجح الوساطة القطرية في وضع حد للنزاع المسلح الذي بات يهدد باندلاع حرب إقليمية في منطقة تشهد الكثير من التوترات والمشاكل.

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: أكثر من 9 غارات استهدفت جزيرة كمران الاستراتيجية
  • «التموين»: الأمن الغذائي والاستقرار المجتمعي أولوية قصوى
  • وزير التموين أمام الشيوخ: مشروعات نوعية لتعزيز الأمن الغذائي وتحديث منظومة الدعم
  • وزير التموين: مشروعات نوعية لتعزيز الأمن الغذائي وتحديث منظومة الدعم
  • 12 زيارة لـ السيسي وماكرون دشنت الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وباريس
  • تفاصيل تطور الشراكة الاستراتيجية المصرية الفرنسية في عهد السيسي وماكرون
  • متمردو الكونغو يستعدون لمفاوضات قطر بالانسحاب من مدينة واليكالي
  • وزير البترول: «غاز مصر» لها بصمة واضحة فى تنفيذ المحاور الاستراتيجية للوزارة
  • اكتشاف كميات ضخمة من المعادن الأرضية النادرة في كازاخستان
  • الدوحة ترد رسميا على فضيحة “قطر غيت”.. وتنفي دفع أموال للتقليل من جهود مصر