طاولة المفاوضات.. هدف التصعيد في رفح ووجهته الحقيقية
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
واصل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تهديديات بإطلاق عملية عسكرية في مدينة رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر، مدعيا اقترابه من تحقيق نصر على المقاومة الفلسطينية التي تتصدرها حركة المقاومة حماس في قطاع غزة.
تصريحات نتنياهو التي تبعت تلقيه رد حركة حماس على اتفاق الإطار المقدم من الوسطاء في اجتماع باريس؛ أحرجت شركاءه في حكومة الطوارئ (بيني غانتس وإيزنكوت) قبيل مناقشة رد حركة حماس، لكنها أرضت داعميه في الائتلاف الحاكم (سموتريتش وبن غفير).
داعب نتنياهو أحلام اليمين الإسرائيلي بالقول إنه سيغير وجه الشرق الأوسط على أمل أن يعطيه ذلك مزيدا من الوقت لتحقيق أهداف عجز عن إنجازها رغم دخول الحرب على غزة شهرها الخامس.
نتنياهو الذي عجز عن حسم المعركة في غزة وخان يونس طوال الأشهر الأربعة لن يحسمها في رفح خلال شهر، وجل ما يريده هو ممارسة ضغوط على حركة حماس ومصر باستهداف النازحين في رفح؛ الضغوط الإسرائيلية سيف ذو حدين، فمن الممكن أن تنقلب ضد الاحتلال الإسرائيلي بأزمة كبرى في الإقليم، وعبء إنساني وفشل عسكري إسرائيلي يضاف لسجله، والأخطر من ذلك اتساع نطاق التوتر ليمشل الوسيط المصري الذي حذر من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفحللنزول عند شروطه باتفاق هدنة لا يمتد لوقف إطلاق النار، يستبدل فيه المقاومة في قطاع غزة بدور عربي وأممي لإدارة المعابر والقطاع بديلا لحكومة وحدة أو تكنوقراط مقترحة تضم السلطة والمقاومة.
الضغوط الإسرائيلية قابلتها رسالة نقلها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى المسؤولين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، بحسب زعم موقع "واللا" العبري، بأن قادة حماس شددوا خلال محادثات معه أنهم يدعون إسرائيل إلى تنفيذ تهديداتها بالعمل في رفح، وأضاف الموقع أن رسالة حماس مفادها أن إسرائيل لن تحقق شيئا بواسطة عملية عسكرية كهذه وأنها ستأتي إلى المفاوضات بشروط أفضل للحركة.
الضغوط الإسرائيلية سيف ذو حدين، فمن الممكن أن تنقلب ضد الاحتلال الإسرائيلي بأزمة كبرى في الإقليم، وعبء إنساني وفشل عسكري إسرائيلي يضاف لسجله، والأخطر من ذلك اتساع نطاق التوتر ليمشل الوسيط المصري الذي حذر من اجتياح جيش الاحتلال لمدينة رفح.
الرسائل المتبادلة بين المقاومة والاحتلال سواء عبر الوسطاء أو عبر الميدان؛ تؤكد بأن أهداف المعركة تغيرت من القضاء على المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، إلى تعزيز موقف المتفاوضين وتحسين شروط التفاوض على الطاولة التي بدأت أعمالها في باريس في 28 كانون الثاني/ يناير الفائت، واستأنفت أعمالها في القاهرة يوم أمس الخميس باستضافتها نائب رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية، إلى جانب الوسيط المصري والقطري لمناقشة الرد الإسرائيلي على شروط حركة حماس، وهو رد سيتضمن كل شيء إلا تقديم رفض لاتفاق الإطار المعلن في باريس.
التصعيد خلال الساعات الأخيرة أكد أن طاولة المفاوضات باتت محور اهتمام المتصارعين لتحسين شروط التفاوض على الطاولة، وليس لتحقيق الأهداف الحالمة التي قدمها نتنياهو في خطاباته لحلفائه وخصومه في الساحة الإسرائيلية المنقسمة على نفسها
طاولة المفاوضات باتت محور الاهتمام بعد أن استبدلت أهداف الحرب الإسرائيلية المعلنة بطاولة المفاوضات وإطارها العام للوصول إلى هدنة توقف القتال؛ وهو ما يفسر كثافة العمليات العسكرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف المقاومة ميناء اسدود شمال غزة، وضربات حزب الله لمواقع إسرائيلية شمال فلسطين، واستهداف جماعة أنصار الله في اليمن مزيدا من السفن الأمريكية والبريطانية، وتهديدات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بتصعيد في البحر الأحمر، بالتزامن مع هجمات للولايات المتحدة الأمريكية في العراق واليمن، وضربات إسرائيلية مساء أمس الخميس طالت مدينة النبطية جنوب لبنان.
التصعيد خلال الساعات الأخيرة أكد أن طاولة المفاوضات باتت محور اهتمام المتصارعين لتحسين شروط التفاوض على الطاولة، وليس لتحقيق الأهداف الحالمة التي قدمها نتنياهو في خطاباته لحلفائه وخصومه في الساحة الإسرائيلية المنقسمة على نفسها.
ختاما.. رسائل نتنياهو كما هي رسائل التصعيد تعددت وجهاتها للشارع الإسرائيلي؛ وللمعارضة ولحكومة الطوارئ ولدول الإقليم، إلا أن الوجهة الحقيقة لهذه التصريحات كانت طاولة المفاوضات والوسطاء المجتمعين في القاهرة مع نائب رئيس حركة حماس خليل الحية؛ فما يبحث عنه الاحتلال دور عربي وأممي على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) يمتد إلى كامل قطاع غزة، متجنبا بذلك أي دور للسلطة وأي احتمال لتشكيل حكومة وحدة وطنية أو حكومة تكنوقراط تنهي الحرب وتنهي دور الاحتلال الأمني في القطاع في الآن ذاته.
twitter.com/hma36
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو رفح حماس غزة المفاوضات حماس غزة نتنياهو مفاوضات رفح مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة طاولة المفاوضات حرکة حماس فی رفح
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة تخضع لتعتيم شديد والكابينت يجتمع غدا
قالت مصادر إسرائيلية للقناة 12 الإسرائيلية ، مساء السبت 14 ديسمبر 2024 ، إن التوصل إلى اتفاق جديد مع حركة حماس في غزة ، على تبادل الأسرى قد يكون ممكنًا "في غضون شهر"، واعتبرت أن ذلك "هدفا غير مستبعد" وذلك في أعقاب تصريحات صادرة عن مسؤولين أميركيين في هذا الشأن.
أفادت القناة بأن "المفاوضات تخضع لتعتيم شديد، إذ يُخشى أن يؤدي تسريب أي تفاصيل إلى إفشال الجهود الجارية وإفساد مسار المباحثات" غير المباشرة مع حماس.
ومن المقرر أن يجتمع الكابينيت الإسرائيلي عند الساعة الرابعة عصر يوم غد، الأحد، معتبرة أن تكرار الاجتماعات بهذا المستوى قد يشير إلى تطورات وراء الكواليس.
وذكرت القناة أن إسرائيل تتعامل مع المفاوضات بحذر شديد"، معتبرة أن حماس قد تفشلها في أي لحظة.
وادعت القناة أن الجديد في هذه المرحلة هو ما زعمت أنه "عزم" رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، وإصراره على التوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، ونقلت عن مصادر مقربه من نتنياهو أنه "أكثر تصميمًا من أي وقت مضى".
وقال إن ذلك يأتي في ظل ما وصفته بـ"النجاحات الإسرائيلية في الجبهة الشمالية، وإضعاف حزب الله، وسقوط نظام الأسد"، والتطورات التي تعتبر إسرائيل أنها "أثّرت بشكل كبير على حركة حماس في قطاع غزة".
ووفقًا للقناة، يرى نتنياهو أن استعادة الأسرى تمثل "النصر المطلق"، وهو الهدف الذي يكرره باستمرار في سياق حديثه عن الحرب على قطاع غزة. ويعتبر نتنياهو أن تحقيق هذا الهدف يأتي بعد ما يصفه بـ"الهزيمة العسكرية لحماس" في إطار الحرب المستمرة على القطاع.
ورغم "التفاؤل الحذر" التي تروج له واشنطن وإسرائيل، ذكرت القناة أنه "لا تزال هناك عقبات تعترض المفاوضات"، وقالت إن "الخلاف الأساسي هو حول عدد الأسرى الإسرائيليين الذين ستشملهم الصفقة، حيث تصر إسرائيل على إطلاق سراح عدد أكبر ممكن.
وذكرت أن الملف الآخر الذي يعتبر "شائكا" في المفاوضات يتمثل في محور صلاح الدين "فيلادلفيا" الحدودي بين غزة ومصر، حيث تفيد تقارير بأن إسرائيل قد وافقت على انسحاب مؤقت منه، غير أن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون التعليق على هذه التقارير.
كما تبرز خلافات حول طبيعة الصفقة نفسها، حيث تنقسم الآراء بين إتمام صفقة شاملة تشمل إعادة جميع الأسرى وإنهاء الحرب، وبين صفقة جزئية تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار. وذكر التقرير أنه "حتى الآن، لم يتم التوصل إلى إجماع داخل إسرائيل بشأن هذه القضية".
وفي هذه الأثناء، تواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين تنظيم احتجاجات تطالب الحكومة بالتوصل إلى صفقة فورية للإفراج عن جميع الأسرى علما بأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة تكاد تدخل في يومها الـ435.
وخلال مظاهرة أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب (الكرياه)، انتقدت عيناف تسنغاوكر، والدة الأسير متان تسنغاوكر المحتجز في غز، نتنياهو بشدة. وقالت: "من خلال حديثي مع مسؤولي المفاوضات، أدركت أنك تخطط لإعادة عدد قليل من الأسرى وقتل البقية عبر ضغط عسكري لأنك لا تريد صفقة شاملة. لقد كذبت علينا". وأضافت: "لن أغفر لك، وسأطاردك شخصيًا إذا عاد متان في كيس. سأكون الكابوس الأكبر في حياتك".
المصدر : وكالة سوا