هل تنجح أمريكا في وقف التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟.. خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
كشفت بعض الصحف الأمريكية، أن هناك اتفاق يتم خلال تلك الفترة بين حزب الله وإسرائيل من أجل وقف التصعيد بين الطرفين وذلك في مقابل حصول لبنان على دعم اقتصادي.
هذا الأمر جعل البعض يتساءل عن كافة التفاصيل حول تلك الصفقة التي تأتي برعاية أمريكية أوروبية وما وراء هذا الاتفاق؟.
نهاية لقتال حزب الله مع إسرائيلأوضحت صحيفة أكسيوس الأمريكية عن محاولات لوضع نهاية لقتال حزب الله مع إسرائيل خلال الأسابيع المقبلة، وسط مزايا اقتصادية للبنان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر مطلع أن الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين، تأمل الإعلان في الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل وحزب الله لنزع فتيل التوترات واستعادة الهدوء على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
أشارت إلى أن تمنع نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله يعد هدفا رئيسيا لإدارة الرئيس جو بايدن، خاصة في إطار جهودها لمنع القتال في غزة من التوسع إلى صراع إقليمي أوسع بكثير.
ووفق أكسيوس، التقى عاموس هوشستين، أحد أقرب مستشاري بايدن وأكثرهم ثقة، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في إسرائيل يوم الأحد الماضي، وناقش اقتراحه بشأن تفاهمات جديدة بشأن الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
عناقيد الغضبويستند الاقتراح إلى نموذج تفاهمات "عناقيد الغضب" عام 1996 بين إسرائيل وحزب الله والتي أعلنتها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى لإنهاء العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.
وقالت المصادر إن التفاهمات الجديدة لن يتم التوقيع عليها رسميا من قبل الأطراف، لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيين -المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا- ستصدر بيانا يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها.
ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006، وتتضمن التزاما من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي تحدث منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر.
تفاصيل الصفقةوقال محمد الرز، المحلل السياسي اللبناني، إن إيران منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر الماضي أعلنت عدم علاقتها بطوفان الأقصى وأعلنت عن تأييدها لعدم توسيع الحرب، وسبب هذه المواقف الإيرانية هو أن طهران كانت في قلب مفاوضات تجريها مع واشنطن بوساطة عمانية في موضوع السلاح النووي كما في قضية استرداد أموالها المجمدة التي تناهز 50 مليار دولار.
وأضاف «الرز» لـ "الفجر"، صحيح أن وكلاء إيران في المنطقة يتلقون منها كل الدعم المالي والتسليحي والسياسي لكنها في الصراع الدائر في غزة وتردداتها تتخذ موقع الدعوة إلى وقف إطلاق النار ولم نسمع من مسؤوليها عبارات الموت لأمريكا أو الموت لإسرائيل وزحفا نحو القدس الخ.. جل ما سمعناه أن إيران سوف ترد بقوة على كل من يعتدي عليها.
أشار إلى أن موضوع التفاوض حول الجنوب اللبناني فهو مبادرة طرحها وزير الخارجية الفرنسي سي جورنيه عند زيارته بيروت قبل يومين ومفادها أن يتراجع مقاتلو حزب الله 8 كيلومتر عن الحدود في خطوة أولى، ويتم تعزيز قوات الطوارئ الدولية ونصب عدد من الأبراج لها على الحدود ثم يجري تمويل الجيش اللبناني لتطويع 15 ألف جندي يتولون الأمن الحدودي، ثم يتراجع حزب الله مسافة 5 كيلومتر إضافي ليصار بعدها إلى إعادة المستوطنين إلى مناطق إقامتهم شمال فلسطين المحتلة كما يعود أبناء الجنوب اللبناني وعددهم يربو على 70 ألفا إلى قراهم وبلداتهم.
وأكمل حديثه قائلًا:" أن هذا المشروع الفرنسي رفضه حزب الله وقال إنه لن يناقش اي مبادرة قبل وقف النار في غزة، كما رفضته الحكومة اللبنانية وأعلن وزير الخارجية عبد الله بوحبيب أن لبنان متمسك بالقرار الأممي 1701 والذي ينص على انسحاب حزب الله 10 كيلومتر عن الحدود وتنسحب إسرائيل من المناطق اللبنانية التي لا تزال تحتلها في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وشمالي قرية الغجر وضواحي بلدة الناقورة أي أن يكون الحل شاملا بتطبيق القرار الدولي".
وأكد المحلل السياسي اللبناني، أن إسرائيل ترفض ذلك وتهدد بتدمير لبنان، وحزب الله يشترط وقف النار في غزة أولا، واحتمالات الحرب الشاملة تتقدم كل يوم وكل طرف يحشد قواته وصواريخه باتجاه صدام سيكون قاسيا على كل الأطراف.
تفريغ المشهدأوضح قال الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية تسعى في التعامل مع الكيانات التي تشارك في حرب غزة على حدة ومنها حزب الله أو حتي جماعة الحوثي مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية الموجودة في لبنان سوف تلعب دورًا كبيرًا في الضغط على حزب الله من خلال القوى اللبنانية من أجل الحصول على هذا الدعم الاقتصادي.
وأضاف «سليمان» لـ "الفجر"، أن حزب الله يعاني من مشاكل اقتصادية لذلك من الممكن أن يوافق على العرض الأمريكي والأوربي مؤكدًا أن أمريكا تحاول تأمين الحدود الإسرائيلية وتفرغ إسرائيل في حرب غزة وأيضا عزل حماس وغزة من أجل إتمام عملية الغزو البري الإسرائيلي في قطاع غزة.
واختتم مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول تصدر إلى الجميع أنها تحاول بالضغط على إسرائيل ولكن في الحقيقة تدعم إسرائيل بشكل قوي.
زيارة بلينكن لإتمام الصفقةوفي تصريحات سابقة كشف المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور خالد سعيد، أن زيارة بلينكن إلى المنطقة ليس من أجل وقف الحرب في قطاع غزة ولكن من أجل وقف الحرب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية الذي أصبحت تهدد إسرائيل بشكل كبير خصوصًا مع زيادة التوترات بينهم وأيضا زيادة الضربات المتبادلة لذلك يحاول بلينكن في تلك الزيارة إلى الوصول إلى الاتفاق مع حزب الله من أجل وقف تلك الضربات عودتهم إلى ما وراء نهر الليطاني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل حزب الله أمريكا لبنان اسرائيل و حزب الله أخبار عاجلة الولایات المتحدة على الحدود من أجل وقف وحزب الله حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
خبراء عسكريون يفككون دور الجيش اللبناني في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
بيروت – مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل يوم الأربعاء الماضي، تتجه الأنظار إلى الجيش اللبناني الذي تقع على عاتقه مهمة تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض، في خطوة تُعتبر اختبارا لقدراته وللتفاهمات الدولية والمحلية المتعلقة بالوضع الأمني في الجنوب.
الاتفاق ينص على نشر الجيش اللبناني 10 آلاف جندي في جنوب نهر الليطاني، بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل مع إقامة نقاط تفتيش ومراكز مراقبة لمنع أي نشاط عسكري غير مشروع، إضافة إلى مصادرة الأسلحة غير المرخصة وتفكيك المنشآت العسكرية غير القانونية، وتعزيز الرقابة على الحدود.
وتثير هذه المهمة تساؤلات حول كيفية تنفيذ الجيش اللبناني لها، وكيف ستكون علاقته بحزب الله؟ وهل سيتم التنسيق والتعاون بينهما؟ أم ستتجه الأمور نحو التوتر؟
تغيير وتعديلات
وفق الخبير العسكري والإستراتيجي العميد علي أبي رعد، يتضمن تنفيذ الجيش لبنود الاتفاق نشر قواته على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، حيث سيتم نشر نحو 1000 جندي في مناطق تبدأ من رأس الناقورة وصولا إلى مزارع شبعا وكفرشوبا، أي حتى حدود الجولان السوري المحتل، علما أن العدد حاليا في جنوب لبنان لا يتجاوز 4500 جندي، على أن يتم نشر الجيش تدريجيا.
إعلانوقال للجزيرة نت إنه رغم انتشار الجيش في الجنوب سابقا، فإنه جرى تغيير تموضعه نتيجة تعديلات على مواقعه حيث تم إخلاء بعض المراكز العسكرية على طول الحدود، وذكر أنه كان قد انتشر على الخط الأزرق الذي تم تحديده بعد حرب 2006 من قبل الأمم المتحدة، ولا تزال هناك 13 نقطة نزاع لم يتم حلها حتى الآن رغم الجهود المبذولة لذلك بإشراف قوات حفظ السلام الأممية في لبنان (يونيفيل) والأمم المتحدة.
وعن الوضع بعد الحرب، أكد أبي رعد أنه كان من المفترض أن يعيد الجيش تموضعه بشكل نهائي بعد انسحابه تحت ضغط الضربات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن حتى قوات اليونيفيل لم تكن بمنأى عن تلك الضربات التي كانت تهدف إلى إبعادها والجيش اللبناني لتقليص التوسع الإسرائيلي.
وأوضح أن الجيش بدأ في نشر قواته في مناطق مثل مرجعيون ودبل وعين إبل، وتم تحديد المراكز مسبقا، وأن الانتشار الرئيسي سيكون على الخط الأزرق، ولكن الأمر يتطلب انسحاب القوات الإسرائيلية من كل منطقة قبل أن ينتشر الجيش اللبناني فيها، وتم التنسيق بشأن ذلك عبر لجنة أصبحت خماسية بدلا من ثلاثية بعد إضافة ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا.
وبشأن هذه اللجنة، أوضح العميد أبي رعد أن الاجتماعات لم تبدأ بعد حيث يجب تحديد آلية تنفيذ قرار وقف إطلاق النار التي تشمل الإجراءات اللازمة لمراقبة الخروقات وكيفية معالجتها، وتوقع تعيين الأعضاء مما يسمح ببدء الاجتماعات بين الأطراف المعنية لتحديد خطة العمل وتنفيذ الإجراءات.
وأشار إلى أن المسؤول الأميركي الحالي يعمل مع 12 مساعدا في مكتب تابع للسفارة الأميركية في بيروت وعند بدء التنفيذ سيكون لهم مكاتب في مقر الأمم المتحدة في الناقورة وفي منطقة صفد لمتابعة تنفيذ المهام.
تنسيق وتعاونوعن تنسيق حزب الله مع الجيش اللبناني، أكد العميد أبي رعد أنه لا يشارك بشكل رسمي في هذه العمليات حتى إن الإسرائيليين اعترفوا بعدم رؤية مقاتليه خلال الحرب الأخيرة، ومع ذلك استمر التنسيق بينهما والذي كان موجودا منذ فترة طويلة حيث يقاتلان معا ضد "العدو الإسرائيلي".
إعلانووفقا له، فإن مقاتلي الحزب ليسوا في مراكز عسكرية أو يرتدون زيا عسكريا، بل هم من أهالي المنطقة أي من سكان الجنوب، مشددا على أنه لا يمكن الحديث عن "إخلاء مقاتلين" لأنهم لا يوجدون بشكل رسمي أو عسكري. واعتبر أن قضية السلاح تبقى من أهم المواضيع، وأن أي سحب له يتطلب تنسيقا بين الجيش وحزب الله.
من جانبه، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي حسن جوني أن الجيش اللبناني كان ينفذ بنود القرار 1701 منذ عام 2006 بالتعاون مع قوات اليونيفيل في منطقة جنوب الليطاني. وأضاف أنه رغم ذلك، كانت هناك خروقات لهذا القرار خاصة من الجانب الإسرائيلي، وأنه تبين -لاحقا- "أن هناك خروقات أيضا من الجانب اللبناني حيث بنى حزب الله بنى تحتية دفاعية في المنطقة التي كان محظورا عليه الوجود فيها".
وتابع "اليوم، نعود إلى هذا القرار، ولكن ضمن آلية تنفيذية أكثر جدية ومتابعة تقتضي أن ينسق الجيش مع قوات اليونيفيل وأن يلتزم بتنفيذ بنوده بكل جدية لضمان حماية لبنان أولا".
وأوضح للجزيرة نت أن عملية تنفيذ القرار ستكون تحت مراقبة لجنة المراقبة الموسعة التي يترأسها الجانب الأميركي، والتي ستكون مسؤولة عن رصد أي خروقات قد تحدث من الطرفين اللبناني والإسرائيلي.
التزام وتعهدوتابع الخبير جوني "من هنا يمكننا القول إن حزب الله قد وافق على هذا القرار عبر تفويضه للرئيس نبيه بري، وأعلن عن التزامه بتنفيذه من خلال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، الذي أكد أن هناك تنسيقا عالي المستوى مع الجيش اللبناني، ويبدو أن الحزب ملتزم بتنفيذ القرار 1701، لا سيما في منطقة جنوب الليطاني حيث سيظل متعاونا مع الجيش في هذا السياق".
وبرأيه، سيسعى الجيش "جاهدا" لتطبيق بنود هذا القرار بالكامل مستفيدا من التنسيق الإيجابي مع الحزب الذي توقع انسحابه من منطقة جنوب الليطاني في غضون 60 يوما بالتوازي مع انسحاب القوات الإسرائيلية. وبعد ذلك، سيتولى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل المسؤولية الكاملة عن المنطقة.
إعلانوأشار الخبير جوني إلى أن التنسيق سيشمل أيضا مراقبة الحدود لمنع إدخال أي سلاح غير قانوني، فوفقا للقرار يقع على عاتق الجيش اللبناني مهمة ضبط الحدود ومنع تهريب السلاح، ولا بد من تعاون حزب الله في هذا الإطار.
وبشأن الدعم الأميركي والفرنسي للجيش اللبناني، قال إنه مستمر ويعكس التزاما قويا بتلبية احتياجات الجيش في تنفيذ مهامه الوطنية. ومن المتوقع أن يشمل مساعدات لوجستية ومالية لتدريب أكثر من 5 آلاف جندي على 3 دفعات، إضافة إلى توفير الأسلحة والمعدات الضرورية بما في ذلك آليات النقل والعتاد الخفيف، مع التركيز على تعزيز قدرات التدريب.
وأكد الخبير جوني أن الدعم مشروط بالتزام لبنان بتنفيذ بنود الاتفاق، معتبرا أن الأمور تسير بشكل إيجابي محليا ودوليا، كما يجب على الجانب الإسرائيلي التعاون مع لجنة المراقبة لضمان تنفيذ الاتفاق والتزام جميع الأطراف به.