بوتين: هزيمة روسيا الإستراتيجية لن تحدث أبداً
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
موسكو-سانا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهزيمة الإستراتيجية التي يحاول الغرب إلحاقها بروسيا لن تحدث أبداً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن بلاده لا تعتدي على أحد وإنما تدافع عن نفسها.
وقال بوتين في مقابلة مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون نُشرت صباح اليوم: “الدول الغربية تصدر ضوضاء صارخة بشأن إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، لكن بدأت تدرك مع طبقتها الحاكمة أن هذا ليس بالأمر السهل ولن يحدث أبداً”، مشيراً إلى “استعداد روسيا للحوار مع الغرب”.
وأضاف بوتين: “عندما يدور الحديث عن الدفاع عن نفسك وعائلتك ووطنك فنحن لا نعتدي على أحد إنما ندافع عن شعبنا وأنفسنا ووطننا ومستقبلنا، وروسيا لم تستطع الوقوف متفرجة بعد أن أطلقت كييف الحرب على دونباس عام 2014 لأن ذلك بمثابة إهمال إجرامي كما لم تستطع ترك إخوتنا، وفي الواقع جزء من الشعب الروسي تحت آلة الحرب تلك”.
وحول السياسة الأمريكية في أوكرانيا، قال بوتين: “السياسة الأمريكية في أوكرانيا بحلول عام 2022 وصلت إلى حدود خطيرة بالنسبة لروسيا، وإلى حد لم يعد بإمكاننا تجاوزه لأنه كان سيدمر روسيا نفسها”، مؤكداً أنه “في حال كانت القيادة الأمريكية تريد حقاً وقف الأعمال القتالية في أوكرانيا فيجب عليها وقف عمليات توريد الأسلحة إلى كييف، وسينتهي كل شيء في غضون أسابيع، وبعدها يمكن الاتفاق على بعض الشروط”.
وكشف بوتين أن بلاده اقترحت مرارا بعد انقلاب عام 2014 في أوكرانيا البحث عن حل للمشاكل التي نشأت بالوسائل السلمية لكن لم يستمع لها أحد بل أعلنت القيادة الأوكرانية عدم تنفيذها اتفاقيات مينسك واستمرت بالنشاط العسكري في المنطقة، موضحاً أنه “لو تم إقناع شعب دونباس بالعودة إلى إطار الدولة الأوكرانية مع مراعاة اتفاقيات مينسك كان من الممكن، لكن كييف أرادت حل القضية فقط بالقوة العسكرية، وروسيا ناشدت الولايات المتحدة والدول الأوروبية لوقف ذلك على الفور حتى يصبح ممكناً تنفيذ الاتفاقيات”.
وأشار الرئيس الروسي إلى أن روسيا وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق عاجلاً أم آجلاً، وأن استعادة العلاقات بينهما قد تستغرق وقتاً طويلاً لكنها ستتعافى، مشيراً إلى أنه “لأوكرانيا الحق في اعتبار نفسها شعباً منفصلاً لكن ليس على أساس النازية والأيديولوجية النازية”.
وأضاف بوتين: إن “أوكرانيا أضحت دولة تابعة للولايات المتحدة، ورغم ذلك روسيا لا ترفض التفاوض مع كييف”.
وبشأن المفاوضات بين روسيا وحلف الناتو حول الوضع الأمني الحالي، قال الرئيس الروسي: “موضوع المفاوضات بتعبير أدق يريدون ذلك.. لكنهم لا يعرفون كيف ولا يستطيعون فهم كيفية القيام بذلك… لقد أوصلوا الوضع إلى ما نحن فيه”.
وبخصوص دعم الولايات المتحدة للإرهابيين في شمال القوقاز، قال بوتين: “قمت من جانبي مرات كثيرة بإثارة موضوع عدم جواز دعم الولايات المتحدة للحركات الانفصالية أو الإرهاب في شمال القوقاز، لكن الأمريكيين استمروا في القيام بذلك، وقدموا الدعم السياسي والإعلامي والمالي والعسكري”.
وفي سياق آخر، أشار بوتين إلى أن استخدام الدولار كأداة للصراع في السياسة الخارجية (غباء) وأحد أكبر الأخطاء الإستراتيجية للولايات المتحدة، قائلاً: إن “الدولار هو السلاح الرئيسي للحفاظ على نفوذ واشنطن في العالم، وبمجرد استخدامه كأداة في الصراع السياسي تكون قد ضربت هذا النفوذ الأمريكي”.
وأضاف بوتين: إن “احتياطيات الدولار آخذة في الانخفاض حتى بين حلفاء الولايات المتحدة، فالجميع ينظر لما يحدث ويبدأ في البحث عن فرصة لحماية نفسه”، محذراً من أن “تطبيق واشنطن إجراءات تقييدية ضد بعض الدول مثل الحد من المدفوعات، وتجميد الأصول وما إلى ذلك إنذار كبير وإشارة للعالم بأسره على ما نتحدث عنه”.
وتابع: “إن قررت الولايات المتحدة الحد من تسويات روسيا بالدولار وأعتقد أنه هراء كامل، فمن وجهة نظر مصالح الولايات المتحدة نفسها ودافعي الضرائب فيها يعتبر هذا ضربة للاقتصاد الأمريكي ويقوض قوتها في العالم”، مشيراً إلى أن “حصة الروبل الآن في التسويات الدولية لروسيا تبلغ 34 بالمئة”.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة تتكيف مع توجهات تطور العالم والاقتصاد العالمي من خلال القوة والعقوبات والضغط والقصف واستخدام القوات المسلحة، وذلك كله “مرتبط بالغطرسة”.
من جهة أخرى، كشف بوتين أن دول مجموعة بريكس تتطور بوتيرة سريعة للغاية وحصتها في الاقتصاد العالمي تتجاوز الآن حصة مجموعة السبع، وهذا لا علاقة له بأحداث أوكرانيا.
وعن سؤال حول تفجيرات خط السيل الشمالي، قال بوتين: “من فجر خط السيل الشمالي هو من لديه القدرات على ارتكاب ذلك، والمستفيد منه وعند التحقيق في التفجيرات لا يجب البحث عن الجهة صاحبة المصلحة في ذلك فحسب بل والقادرة على القيام بذلك أيضا.. لقد أصبح الأمر واضحاً للعالم أجمع ما الذي حدث لخطوط أنابيب السيل الشمالي”.
وبخصوص إرسال قوات روسية إلى بولندا، أكد بوتين أن “روسيا لن ترسل قواتها المسلحة إلى بولندا إلا في حال هجوم الأخيرة”.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الرئیس الروسی فی أوکرانیا قال بوتین بوتین أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
بوتين يحذر الدول التي تزود أوكرانيا بالسلاح ضد روسيا
حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس من أن موسكو لا تستبعد ضرب الدول التي تستخدم أوكرانيا أسلحتها ضد الأراضي الروسية، وذلك بعدما ضربت كييف العمق الروسي مستخدمة صواريخ أميركية وبريطانية.
وقال بوتين -في خطاب بثه التلفزيون العام- إن "الصراع بدأ يأخذ طابعا عالميا".
وأضاف "نعتبر أن من حقنا استخدام أسلحتنا ضد المنشآت العسكرية العائدة إلى دول تجيز استخدام أسلحتها ضد منشآتنا، وفي حال تصاعد الأفعال العدوانية سنرد بقوة موازية".
كما أكد أن الهجوم الذي شنته بلاده اليوم على أوكرانيا جاء رد فعل على الضربات الأوكرانية لأراض روسية بصواريخ أميركية وبريطانية في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وأعلن أن روسيا سوف توجه تحذيرات مسبقة إذا شنت مزيدا من الهجمات باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد أوكرانيا كي تتيح للمدنيين الإجلاء إلى أماكن آمنة، محذرا من أن أنظمة الدفاع الجوي الأميركية لن تكون قادرة على اعتراض الصواريخ الروسية.
عابر للقاراتواتهمت كييف في وقت سابق اليوم الخميس روسيا بإطلاق صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رأس نووي على أراضيها، وهو أول استخدام لهذا السلاح ويشكل تصعيدا غير مسبوق للنزاع والتوترات بين روسيا والغرب.
وقال سلاح الجو الأوكراني في بيان إن القوات الروسية استخدمت الصاروخ في هجوم في الصباح الباكر على مدينة دنيبرو (وسط) شمل أنواعا عدة من الصواريخ واستهدف منشآت حيوية.
وقال مسؤول أميركي كبير إن موسكو "تسعى الى ترهيب أوكرانيا والدول التي تدعمها عبر استخدام هذا السلاح أو إلى لفت الانتباه، لكن ذلك لا يبدل المعطيات في هذا النزاع".
ويأتي الهجوم في وقت بلغت التوترات أعلى مستوياتها بين موسكو والغرب، مع اقتراب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، والتي ينظر إليها على أنها نقطة تحول.
وعلى الطرف المقابل، استخدمت أوكرانيا قبل أيام صواريخ أتاكمز الأميركية التي يبلغ مداها 300 كيلومتر، وذلك لأول مرة ضد منشأة عسكرية في منطقة بريانسك الروسية بعد حصولها على إذن من واشنطن.
كما أكدت موسكو أن أنظمة الدفاع الجوي لديها أسقطت صاروخين من طراز "ستورم شادو" (ظل العاصفة) بريطانية الصنع، و6 صواريخ أميركية من طراز هيمارس، و67 طائرة مسيرة.
وزودت دول غربية عدة كييف بصواريخ بعيدة المدى، لكنها لم تسمح باستخدامها على الأراضي الروسية خوفا من رد فعل موسكو.
وعززت روسيا تحذيراتها النووية في الأيام الأخيرة، وفي عقيدتها الجديدة بشأن استخدام الأسلحة النووية -التي أصبحت رسمية أول أمس الثلاثاء- يمكن لروسيا الآن استخدامها عند وقوع هجوم "ضخم" من قبل دولة غير نووية ولكن مدعومة بقوة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة.