الرياح تهب على بغداد: جسور السياسة تتأرجح على صوت القنابل الأميركية
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
9 فبراير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: في خطوةٍ تهدد بزيادة التوتر في العراق، نفذت الولايات المتحدة ضربةً عسكريةً استهدفت قياديًا بارزًا في كتائب حزب الله العراقية، أبو باقر الساعدي، مما أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين واشنطن وبغداد.
تزامنًا مع ذلك، تصاعد الضغط الشعبي والسياسي على الحكومة العراقية لطرد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من العراق، حيث اتهمت بغداد التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” بأنه أصبح “عاملًا لعدم الاستقرار” في البلاد.
من ناحية أخرى، أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” أن الضربة الأميركية أدت إلى مقتل قيادي كان مسؤولًا عن التخطيط والمشاركة في هجمات على القوات الأميركية في المنطقة، مما يبرز تصاعد التوتر بين الطرفين.
وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فإن القوى السياسية في العراق منقسمة بين مؤيدة ومعارضة لبقاء قوات التحالف الدولي، حيث يطالب السنة ببقائها بينما يرفضها الفصائل. وتظهر القوى الشيعية تباينًا في آرائها، حيث يرى البعض ضرورة بقائها والتفاوض مع واشنطن، بينما تدعو الفصائل الأخرى إلى قطع العلاقات مع الولايات المتحدة.
وسط هذه التقلبات السياسية والتوترات الإقليمية، تثير مخاوف في العراق من فرض عقوبات اقتصادية على البلاد كما يمكن للولايات المتحدة إيقاف دعمها للقوات الأمنية العراقية، مثل جهاز مكافحة الإرهاب والقوة الجوية العراقية والدعم الاستخباراتي، مما يعقد منظومة الأمن والاستقرار في البلاد.
وفي ظل هذه التحديات السياسية والأمنية المعقدة، يظل العراق عرضة للتقلبات والضغوط الخارجية، مما يتطلب إدارة دقيقة وحكيمة للأزمة لتجنب تفاقم الوضع والحفاظ على استقرار
ويطالب العراقيون بابعاد الصراعات الدولية عن أراضيهم بعد سنوات طويلة من الحروب التي خاضتها بلادهم.
ويأمل الشعب العراقي في تحقيق الاستقرار والسلام الداخلي والتخلص من تداعيات الصراعات الإقليمية التي تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.
و يعبر سعد حسن ، مدرس، عن قلقه إزاء استمرار الضربات الأمريكية في العراق ويشدد على أهمية انسحاب القوات الأمريكية لتحقيق الاستقرار الداخلي والسلام في البلاد.
و قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، ان العراق يحاول إنهاء مهمة هذا التحالف لكن السؤال فيما اذا واشنطن ترغب في ذلك ايضا.
ويتحدث المحلل السياسي علي التميمي “نحن واثقون من أن العراق قد استعاد استقلاله وأمنه بما يكفي لتمكيننا من الانسحاب بشكل كامل وآمن ويجب دعم الحكومة العراقية على وضع خطة محكمة للانسحاب الذي سيكون في مصلحة العراق”.
وعلى الرغم من بعض التقدم الذي أحرزه العراق في استعادة الأمن والاستقرار، لا يزال هناك تحديات كبيرة تواجه البلاد. إذا تم الانسحاب المباشر للقوات الأمريكية الآن، قد يؤدي ذلك إلى تصاعد الفوضى والاضطرابات. لذلك، يجب على الولايات المتحدة النظر في الأمور بعناية والتحلي بالحذر قبل اتخاذ قرار بالانسحاب الكامل، وفق تحليلات تريد للوجود الامريكي ان يستمر في العراق.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق
إقرأ أيضاً:
أنقرة في مهمة ببغداد: مواجهة حزب العمال وتأهيل سوريا الجديدة
27 يناير، 2025
بغداد/المسلة: تتجه العلاقات بين العراق وتركيا نحو تعزيز التنسيق الأمني والعسكري في مواجهة التحديات المشتركة التي يمثلها وجود حزب العمال الكردستاني في مناطق شمال العراق.
و تعكس هذه الديناميكيات أهمية المصالح المتبادلة بين الجانبين في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والتصدي للتهديدات العابرة للحدود.
و في زيارته إلى بغداد، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان على الرؤية الاستراتيجية لبلاده تجاه العلاقة مع العراق.
وأوضح فيدان أن تحقيق الأمن والاستقرار في العراق ينعكس إيجاباً على تركيا، مشدداً على أهمية التنسيق بين البلدين، ليس فقط في ملف حزب العمال الكردستاني، بل أيضاً في قضايا أخرى كالتواصل مع الإدارة الجديدة في سورية. وتولي انقرة اهمية لتأهيل سوريا بين دول الجوار.
هذه التصريحات تكشف إدراك أنقرة لأهمية استقرار العراق في دعم أمنها القومي، خصوصاً أن الصراعات القائمة في المناطق الحدودية تنعكس سلباً على كلا الطرفين.
و زيارة هاكان فيدان جاءت عقب هجوم مباغت شنه مسلحو حزب العمال الكردستاني قرب الحدود التركية في محافظة دهوك، ما أدى إلى مقتل عنصري أمن عراقيين. هذا الحادث عزز القناعة المشتركة لدى بغداد وأنقرة بأن وجود الحزب بات يشكل تهديداً ليس فقط على الأمن التركي، وإنما على استقرار العراق أيضاً.
وفي هذا السياق، أظهرت الحكومة العراقية التزامها بتعهداتها الأمنية تجاه تركيا عبر سلسلة إجراءات تهدف إلى تضييق الخناق على مسلحي الحزب.
وشملت هذه الخطوات حظر أنشطة ثلاثة أحزاب مرتبطة بالعمال الكردستاني، وهي “الحرية والديمقراطية الإيزيدية”، و”جبهة النضال الديمقراطي”، و”حرية مجتمع كردستان/ تفكري آزادي” وهي تنشط بشكل ملحوظ في قضاء سنجار ومناطق غرب نينوى الحدودية مع سورية.
وتأني الإجراءات العراقية ضمن مسعى واضح لطمأنة تركيا بأن بغداد جادة في منع استخدام أراضيها كمنطلق لأي أنشطة تهدد أمن جيرانها.
و في الوقت ذاته، تشير هذه التحركات إلى محاولات بغداد لتحقيق توازن في علاقاتها الدولية، إذ أن الضغط التركي يترافق مع تحديات داخلية تعيشها الحكومة العراقية في مناطق شمال البلاد.
ويعكس التعاون بين العراق وتركيا تحولاً في مفهوم الشراكة الإقليمية، حيث تسعى الدولتان لمعالجة التهديدات المشتركة بطرق لا تقتصر على المواجهة العسكرية فقط، بل تتضمن جوانب سياسية وإدارية تهدف إلى تقليص تأثير الحزب في المناطق الحدودية.
كما يعكس هذا الملف تعقيد العلاقة بين بغداد وأنقرة، والتي تجمع بين المصالح المشتركة والضغوط المتبادلة. وبالنظر إلى التصعيد الأخير في دهوك، من المرجح أن تشهد المرحلة المقبلة تنسيقاً أمنياً أكبر، قد يتضمن عمليات عسكرية تركية أوسع في شمال العراق بالتعاون مع السلطات العراقية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts