«رانـيا شوقي» أول مدربة تحطيب تحي فـنًا قتـاليًا فرعـونيًا
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
رانيا مدحت شوقي تقدم نموذجًا مغايرًا لبنات الصعيد، لم تمارس مُعلمة التربية الرياضية، تمردًا تقليديًا وهو السائد بين بنات جيلها اللاتي يتمردن على الواقع بأساليب متباينة.
غردت رانيا مدحت منفردة خارج السرب بطريقتها، لتدخل التاريخ كونها أول أنثي تمارس وتدرب لعبة العصا أو رياضة التحطيب الضاربة في عمق التاريخ المصري.
تقول لاعبة التحطيب لـ «الوفد» إن التحطيب رياضة فرعونية تعود زمنيًا إلى 5 ألاف سنة وتحديدًا في عصر الأسرة الخامسة الفرعونية، حيث تم اكتشاف مناظر تصور المصريين القدماء يمارسون تلك الرياضة بغرض الدفاع عن النفس.
لاعبة ومدربة التحطيب رانيا مدحتوكانت من الفنون القتالية التي يتدرب عليها المحاربين في الجيش المصري بغرض الدفاع عن النفس.
وتضيف أن التحطيب تحوّل من رياضة قتالية للدفاع عن النفس، بمرور الزمن إلى لعبة شعبية تمارس في القري حيث انتقلت إلى الفلكلور كرقص شعبي يمارس في الاحتفالات الشعبية المتنوعة.
درست رانيا مدحت بكلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط وهي الكلية التي كانت تتفق مع توجهاتها وهواياتها في حب الرياضة وممارستها منذ طفولتها.
مُطوّر التحطيب:وكان تعلّم رياضة التحطيب تحدي كبير لها، لأنها رياضة ذكورية، ولم يكن مألوفًا للإناث بممارستها أو تعلّمها.
وإن كانت لم تجد معارضة من عائلتها في مركز صدفا بمحافظة أسيوط في تعلّم تلك اللعبة.
حتي واتتها الفرصة عندما رشحتها جمعية الصعيد للتربية والتنمية ـ مكتب محافظة أسيوط، لخوض دورة تدريبية في القاهرة.
علي يد الدكتور عادل بولاد مطور رياضة التحطيب الفرعونية، وهو مصري أصول شامية وفُد جده الأكبر «حبيب بولاد» إلى مصر هربًا من مذابح العثمانيين في دمشق سنة 1860، وكان مهتمًا برياضة التحطيب وعمل على إحياءها.
بعروض في متحف اللوفر في باريس ومحافل أخري بأوروبا ، كما عمل لمدة 5 سنوات مع اليونسكو في ملف تسجيل «التحطيب بلعبة العصي» وتسجيل اللعبة ضمن التراث الإنساني.
توضح رانيا مدحت أن عادل بولاد اكتشف خلال توثيقه لرياضة التحطيب من خلال دراسة نماذج اللاعبين التقليدين الذي تعرّف علي أدائهم أنه كان أقرب إلى الفنون القتالية الآسيوية وأبعد ما يكون عن التوجه الاستعراضي الراقص.
وتبيّن أن التحطيب المعاصر الذي طوره «بولاد» هو عودة للجذور الأساسية للرياضة، وتضيف ما فعله الدكتور عادل بولاد هو هيكلة التحطيب التقليدي وابتكار منهج رياضي معاصر مستمد من تجربة الفنون القتالية اليابانية.
فيما يتعلق بإدخال نظام التشكيلات، والزى الرياضي العصري، وإتاحة الفرصة للجنسين في ممارسة تلك الرياضة بعد أن كانت قاصرة على الرجال، وإضافة المبارزة الثنائية التقليدية لإحياء الأصل الفرعوني للرياضة في ميادين المعارك.
الدورة التدريبيةتدريب مكثف:خاضت رانيا مدحت، تدريبًا لمدة شهر ضمن 12 فردًا، علي يد المدرب عادل بولاد وتنقلت بين القاهرة والمنيا، وحازت علي المركز الثاني كأفضل من حصلوا علي الدورة التدريبية.
ورشحها مدربها لتخوض اختبار المدربين مع 5 أفراد آخرين، ونجحت لتكون أول مدربة تحطيب معاصر مصرية معتمدة من مؤسس التحطيب المعاصر عادل بولاد.
لعبة التحطيب لعبة شعبية بالدرجة الأولي في الصعيد وتجذب العديد من الشباب وتقام حلقات كبيرة لممارسة اللعبة في التجمعات الموسمية وتكون في الغالب في الاحتفالات الشعبية بموالد الأولياء والمهرجانات الشعبية في الساحات الكبرى في القري.
ما موقف فتاة أسيوط من المشاركة في مثل تلك المحافل؟!تقول رانيا مدحت، إنها لا تمانع في أن تمارس اللعبة أمام الرجال في حلقات كبيرة وأنها كانت الفتاة الأولي التي تمارس اللعبة أمام الرجال وتتغلب عليهم، وهي لديها رسالة من إتقانها لتلك الرياضة وهي تعزيز الهوية المصرية بنشر رياضة التحطيب الفرعونية لكل المصريين.
وتنوه رانيا مدحت، أن التحطيب رياضة مقرونة بالضرورة بالشهامة والشموخ والأخلاق وهي من ثوابت الشخصية المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رانـيا شوقي لعبة التحطيب بنات الصعيد لعبة العصا
إقرأ أيضاً:
شغف متزايد بألعاب الفيديو القديمة في زمن التطوّر الرقمي للقطاع
ستوك أون ترنت (المملكة المتحدة) "أ.ف.ب": تتسع ظاهرة عودة أجهزة ألعاب الفيديو القديمة، بدافع لدى البعض من الحنين إلى الماضي، ولدى البعض الآخر من الحاجة إلى الابتعاد عن الألعاب السائدة راهنا، ولا تبدو مجرّد اتجاه عابر.
وتشهد على هذه الظاهرة طرود من مختلف أنحاء العالم يتسلمها لوك مالباس في مدينة ستوك أون ترنت في وسط إنكلترا، تحتوي على وحدات تحكم تحتاج إلى تجديد.
قبل ست سنوات، حوّل هذا اللاعب البالغ 38 عاما شغفه إلى مهنة، إذ افتتح في منزله محل "ريتروسيكس" RetroSix لتصليح وحدات التحكم القديمة، على غرار "غايم بوي"، و"نينتندو سوبر إن إي إس" و"سيغا ميغا درايف" وسواها. وبات لديه اليوم بشكل دائم ما بين 50 و150 وحدة تحكم في الانتظار.
على امتداد جدران مشغله، تحتضن الرفوف مكونات إلكترونية وإكسسوارات لكل الموديلات تقريبا التي طُرحت منذ ثمانينات القرن العشرين. ويمكن لأصحاب الأجهزة القديمة تجديدها في مقابل مبلغ يبدأ من 60 يورو ويمكن أن يصل إلى المئات.
ويرى لوك أن "ثمة عنصرا حنينيا أساسيا" في رغبة البعض في العودة إلى هذه الألعاب، لكنه يعتبر أيضا أن "الأمر يتعلق بالتجربة اللمسية، إذ إن أخذ صندوق من على الرف، وإدخال اللعبة في وحدة التحكم، يزيد من متعة اللعبة".
لكنه يلاحظ كذلك أن ثمة عنصرا آخر هو الحاجة إلى الانفصال عن الألعاب الحالية التي يتم لعب معظمها عبر الإنترنت ضد آخرين، وهو ما يتطلب الكثير من التدريب للوصول إلى المستوى المنشود.
أما "اللعبة القديمة، فتلتقطها، وتشغّلها لعشر دقائق أو ساعة، لا فرق. إنها فورية وممتعة. لا تتنافس مع أحد، ولا تجعلك حزينا أو غاضبا"، بحسب لوك الذي يهوى شخصيا ألعابا من أبرزها "ريزيدنت إيفل" Resident Evil و"جوراسيك بارك" Jurassic Park.
حتى أن الأمر يصل بلوك إلى حد شراء أجهزة تلفاز قديمة عاملة بواسطة أنبوب الأشعة المهبطية ليحصل على تجربة أكثر تطابقا مع تجربة طفولته. وتحظى مقاطع الفيديو المتعلقة بتصليحاته والتي ينشرها على "يوتيوب" أو "تيك توك" بعشرات الآلاف من المشاهدات.
ويتوقع لوك ألاّ تنتهي هذه الظاهرة قريبا.
وفي نظر لوك "سيظل لدى الناس شغف فطري بالأشياء التي نشأوا عليها في طفولتهم، لذا أعتقد أننا سنحصل دائما على عمل. سيتطور ذلك، وعلى الأرجح لن يعود متعلقا بأجهزة غايم بوي"، ولكن "ستوجد دائما لعبة تُصبح من الماضي".
وأجرت منظمة "بافتا" البريطانية التي تقيم الثلاثاء احتفالها السنوي المخصص لتوزيع جوائزها لألعاب الفيديو، استطلاع رأي لاختيار لعبة الفيديو الأكثر تأثيرا على الإطلاق في كل الحقب الزمنية. وفازت باللقب لعبة "شينمو" Shenmue التي صدرت عام 1999، متقدمة على سلسلة "دوم" Doom الصادرة عام 1993، فيما حلّت في المرتبة الثالثة "سوبر ماريو براذرز" التي طرحتها "نينتندو" عام 1985.
وشهد معرض "لندن غيمينغ ماركت" المخصص لألعاب الفيديو القديمة والذي أقيمت نسخته العاشرة في العاصمة البريطانية في منتصف مارس، زيادة في عدد زواره في السنوات الأخيرة.
وبين الأكشاك التي تعرض الأقراص المرنة والأقراص المضغوطة وأجهزة التحكم القديمة، راح محبو هذه الألعاب وهواة جمعها يتسابقون للحصول على جوهرة نادرة.
وقال أدريان إنه "من أشدّ المعجبين" بلعبة "سونيك ذي هيدجهوغ" Sonic the Hedgehog. وأضاف أدريان الذي كان يرتدي قميصا يحمل صورة القنفذ الشهير الذي ابتكرته شركة "سيغا": "لدي الساعة وأشياء أخرى، وأبحث دائما" عن أشياء جديدة.
ولاحظ مدير شركة "ريبلاي إيفنتس" المنظمة للمعرض آندي براون تغييرا حقيقيا منذ ظهور جائحة كوفيد. وقال "كان الناس محصورين في منازلهم، يبحثون عن أنشطة تذكرهم بأوقات أفضل، لأن الحالة المزاجية كانت متشائمة جدا".
وأظهرت دراسة أجرتها جمعية المستهلكين الأميركية "كونسيومر ريبورتس" في مطلع سنة 2025 أن 14 في المئة من الأميركيين يلعبون على أجهزة صدرت قبل عام 2000.
وفي المملكة المتحدة، يمتلك 24 في المئة من "الجيل زي" (الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و28 عاما) جهاز ألعاب قديما، وفقا لاستطلاع شمل 2000 بريطاني أجري أخيرا في فعالية مخصصة للألعاب القديمة في لندن، نظمتها العلامة التجارية "برينغلز".
وفي سبتمبر الفائت، فككت الجمارك الإيطالية شبكة اتجار بأجهزة ألعاب الفيديو القديمة المقلدة، وضبطت نحو 12 ألف وحدة تحتوي على بعض الألعاب الأكثر شعبية من ثمانينات القرن العشرين وتسعيناته.