تصاعدت حدة التوتر في باكستان، الجمعة، مع سعي السلطات جاهدة لتفسير التأخير في إعلان نتيجة الانتخابات البرلمانية، مما أدى إلى اتهامات بأن السلطات تحاول التكتم على الأصوات لصالح زعيم المعارضة المسجون، عمران خان، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وعززت انتخابات، الخميس، الدعم القوي لخان ضد أتباع رئيس الوزراء، نواز شريف.

لكن الكثيرين في البلاد رأوا أن الخصم الفعلي لخان هو الجيش، الذي اختلف معه خلال فترة رئاسته للوزراء، والذي يعتقد أنه يدعم شريف هذه المرة.

وقال حسن عسكري رضوي، مؤلف كتاب عن دور الجيش في السياسة الباكستانية، للصحيفة "هناك تناقض بين تفكير الناخب وأولئك الذين يسيطرون على السلطة في باكستان. سيكون هذا التناقض سببا رئيسيا لعدم الاستقرار في المستقبل".

واعترف الجيش الباكستاني بالتدخل في سياسة البلاد في الماضي، لكنه يقول إنه لم يعد يفعل ذلك.

وقال محللون إن الاضطرابات السياسية التي عصفت بالبلاد منذ الإطاحة بخان كرئيس للوزراء عام 2022، يبدو أنها ستستمر. وأدت حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات إلى انخفاض البورصة عند افتتاحها، الجمعة.

وتبدو النتائج متقاربة جدا في باكستان بين المرشحين المستقلين المؤيدين لخان، وحزب منافسه نواز شريف، الجمعة، إلا أن بطء فرز الأصوات يزيد من الشكوك حول احتمال التلاعب بنتائجها لغير صالحهم، وفقا لفرانس برس.

ومُنعت "حركة الإنصاف الباكستانية" التي يتزعمها خان من خوض انتخابات، الخميس، كحزب. إلا أن نتائج رسمية أظهرت فوز مرشحين مستقلين مرتبطين بالحركة بـ16 مقعدا في الانتخابات التشريعية أي أقل بمقعد واحد من حزب الرابطة الإسلامية بزعامة شريف.

وتظهر تعدادات غير رسمية لمحطات التلفزة المحلية تقدم حزب حركة الإنصاف في دوائر عدة متبقية.

إلا أن اللجنة الانتخابية الباكستانية أعلنت فقط 53 نتيجة حتى الساعة 11:30 (الساعة 06:30  ت غ) بعد 17 ساعة على إغلاق مراكز الاقتراع.

ويفيد مراقبون أن شريف (74 عاما) الذي عاد إلى باكستان بعدما أمضى أربع سنوات في منفاه اللندني، يحظى على ما يبدو بدعم الجيش. ومن شأن فوز حزبه أن يتيح له قيادة البلاد للمرة الرابعة.

وقالت، سارة خان، أستاذة العلوم السياسية في جامعة يال الأميركية لوكالة فرانس برس "شعور الثقة (بالنتيجة النهائية للاقتراع) تلاشى مبكرا" مع تحقيق المرشحين المرتبطين بحزب خان نتائج أفضل من المتوقع.

وأضافت "هذا ليس بالتأكيد الاعتقاد المحدد مسبقا الذي كان ينتظره الجميع".

وقبل إعلان أولى النتائج، قال المسؤول في حركة الإنصاف، عمر أيوب خان، لوسائل الإعلام إنه على ثقة أن حزبه "سيكون قادرا على تشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة بغالبية الثلثين".

إلا أن حزب نواز شريف يبقى في موقع جيد للفوز بإقليم بنجاب الأكثر تعدادا للسكان في البلاد ويضم أكثر من نصف الناخبين على ما قالت الناطقة باسمه، مريم اورانغزيب.

والفائز في هذا الإقليم عادة ما يكون في موقع قوة لتولي رئاسة الحكومة.

وانتُخِبَ نواز شريف في دائرة لاهور عاصمة الإقليم.

"تزوير قبل الانتخابات"

وتعزى الصعوبات النسبية لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى توليه السلطة بقيادة، شهباز شريف، شقيق نواز بعد الإطاحة بعمران خان من رئاسة الوزراء بفضل مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022.

ويسجل حزب الشعب الباكستاني، الذي شارك في هذه الحكومة، لكنه نأى عن حزب نواز شريف، منافسه التاريخي خلال الحملة، نتائج أفضل من المتوقع أيضا مع حصوله على 15 مقعدا بحسب اللجنة الانتخابية.

وتحدث زعيم الحزب، بيلاول بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة، بنازير بوتو، التي اغتيلت عام 2007، عن نتائج "مشجعة جدا".

وأشارت اللجنة بداية إلى وجود "مشاكل في الإنترنت" لتبرير البطء في النتائج. إلا أن وزارة الداخلية قالت في بيان إنه ناجم عن "تدابير احترازية متخذة لضمان الأمن المطلق" لعملية الفرز.

وسألت، أمبرين ناز، سيدة الأعمال البالغة 35 عاما في لاهور في شرق البلاد في تصريح لوكالة فرانس برس "لم يحتاجون إلى كل هذا الوقت؟ هل تعرفون ماذا سيحصل؟ ستفتح البورصة مع تقلبات كثيرة وسيرتفع سعر صرف الدولار وستنهار الروبية وذلك نتيجة تأخرهم في نشر النتائج ما يجعلها مثار جدل".

ودعي نحو 128 مليون ناخب للمشاركة بالاقتراع، الخميس، لانتخاب 336 نائبا في البرلمان الاتحادي والتجديد لمجالس المحافظات.

وتخللت الحملة اتهامات بحصول "تزوير قبل الانتخابات" مع استبعاد عمران خان (71 عاما) الذي يتمتع بشعبية واسعة. وقد صدرت في حق خان ثلاثة أحكام طويلة بالسجن فيما تعرض حزبه للقمع.

وعزز قطع السلطات لخدمة الإنترنت والهواتف الجوالة خلال يوم الاقتراع  الشكوك حول نزاهة الانتخابات.

وقال مسؤول الإعلام في حزب خان خلال الليل "تُبذل جهود لتزوير النتائج".

معارضة المؤسسات القائمة

وكان استطلاع للرأي أعده معهد غالوب ونشرت نتائجه خلال الأسبوع الحالي، أظهر أن 70% من الباكستانيين "لا يثقون بنزاهة الانتخابات". ويؤشر ذلك إلى تراجع ديمقراطي في البلاد التي حكمها الجيش لعقود لكنها تحظى بحكومة مدنية منذ عام 2008.

وقال مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن، إن "المخاوف من حصول تزوير للنتائج وعمليات احتيال، منتشرة وهي مشروعة".

وعول عمران خان على حصول تعبئة في صفوف الشباب كما حصل عام 2018، إذ أن هذه الفئة متعطشة إلى التغيير بعد سيطرة الأسر السياسية التي تعتبر فاسدة على الحياة السياسية لعقود، وفقا لفرانس برس.

ولا يزال نجم الكريكت السابق يتمتع بشعبية واسعة بسبب مواقفه المناهضة للمؤسسات القائمة رغم توليه الحكم وتسجيل تدهور للوضع الاقتصادي عندما كان رئيسا للوزراء.

وقد تحدى بشكل مباشر الجيش الذي يقال إنه دعمه عام 2018، متهما إياه بالوقوف وراء سقوطه عام 2022 ومتاعبه القضائية.

وسجل مقتل 28 شخصا في تفجيرين، الأربعاء، في محافظة بلوشستان بجنوب غرب البلاد، في هجوم تبناه تنظيم داعش.

ووقعت عدة هجمات، الخميس، أسفرت عن سقوط 12 قتيلا بينهم 10 من عناصر القوى الأمنية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی باکستان نواز شریف إلا أن

إقرأ أيضاً:

تحرير الجيش السوداني للخرطوم يُثير تفاعل اليمنيين.. أما آن لقيادات الشرعية مغادرة فنادق الرياض؟

لاقت سيطرة الجيش السواني على العاصمة طرابلس وظهور رئيس مجلس السيادة السوداني القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في القصر الرئاسي، تفاعلا واسعا بين أوساط اليمنيين، الذي يشهد بلدهم صراعا منذ زهاء عقد، خاصة وقيادات الدولة في الحكومة الشرعية مقيمين في العاصمة السعودية الرياض وعواصم الشتات بالخارج.

 

وتداول رواد التواصل الاجتماعي صورة للفريق البرهان وهو في القصر الرئاسي، بعد دحر قوات الدعم السريع، مذكرين بواقع الحال في اليمن وانتكاس كل جبهات الشرعية، بينما قيادات دولتهم غادرت البلاد منذ اندلاع الحرب قبل عشر سنوات ولا يزالون يتنقلون بين الرياض وبعض العواصم العربية والأوروبية، في الوقت الذي لا تزال جماعة الحوثي هي الطرف المسيطر واللاعب الأقوى على الأرض.

 

ويشهد السودان منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربا بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، المدعومة إماراتيا والتي نفذت انقلابا على الدولة وخلّفت آلاف القتلى ونحو 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

 

والأربعاء، ظهر البرهان، في القصر الرئاسي في العاصمة، وأعلن الخرطوم "حرة" بعد طرد قوات "الدعم السريع". وقال: "انتهى الأمر.. الخرطوم حرة".

 

ما بين انتصار الجيش السوداني واستعادة عاصمته، تمنى يمنيون أن يكون لهم قيادات مدنية وعسكرية يعملون من الداخل كالسودان ويحسمون المعركة وينهون حالة التمزق والتشرذم الحاصلة في البلاد منذ عشر سنوات.

 

وفي السياق قال الكاتب عامر الدميني، إن "البرهان رجع للقصر الجمهوري في الخرطوم بعد تحريره من انقلاب الدعم السريع، وقيادته للجيش والشعب لهزيمة المليشيا والانتصار للوطن".

 

وأضاف "رئيسنا عبدربه منصور هادي جلس ثمان سنوات يعد برفع العلم في مران، ثم جاء بعده مجلس الثمانية وقالوا إنهم سيقضون على الانقلاب في صنعاء ويحررون اليمن، ومعهم كانت نفس شعارات الداعمين لهم من السعودية والإمارات.

 

 

وتساءل: ماذا حدث؟ لم نرفع العلم في مران، وضيعنا العلم في عدن، وتحكمت المليشيا بنا شمالا وجنوبا، وتمزقت أوصال البلاد، وتدهورت حياة الناس، وعشنا حروب ومؤامرات وتمزيق من الصديق والعدو.

 

واعتبر الدميني ذلك درسا قدمه السودان على طريق النضال والتحرر الوطني ووضع يده في عين المتآمر الخارجي، وفي حلق المنقلب الداخلي.

 

وقال "نسأل الله أن يفرحنا بعودة بلدنا ويكرمنا بانتصار على كل أعداء اليمن الداخليين والخارجيين". مردفا "لن يحدث هذا إلا بقرار وطني خالص، وإيمان حقيقي بمقتضيات المعركة، والتخلص من وهم دعم الشقيق، وخيانة القريب".

 

الإعلامية شيماء أمين الشرعبي، كتبت "نشعر بالخزي من قادة طُردوا حتى من الفنادق، ثقيلين علينا وعلى المتحكم بهم".

 

 

وقالت مخاطبة قيادات الحكومة المقيمين في الرياض والخارج "تعلموا قليل من السودان".

 

الناشط الإعلامي أسامة المحويتي علق بالقول "الدول تتحرر ثم تنتظر الدعم والمشاريع، في اليمن نريد الدعم أولًا، ويكون كاش، ما لم فلن نتحرر"، في إشارة إلى فساد قيادات الدولة.

 

وقال "لم يتبق من مليشيات دوناك الناس في العالم، إلا حفتر في ليبيا والانتقالي في اليمن، تحسس ذيلك يا عيدروس، ولا تأمن مكر عيال مسعدة وطارق، فلو اتخذ القرار، لن يكلفهم الوضع سوى ساعات لحسم المعركة، ولن تجد مليشياتكم منفذًا للهروب سوى البحر".


 

 

وأضاف المحويتي "هذا ليس تهديدًا، بل تحليل واستقراء، وكمان تنبيه عشان تتعلموا السباحة وتخزنوا تيوبات وقوارب سريعة ومرنة في سواحل عدن".

 

وزاد "الشعوب تطلب من السعودية مشاريع ودعم وتنمية بعد أن تتحرر وتستعيد دولتها، نحن في اليمن نسعى لنفس المطالب + مطلب واحد، وهو: يحررونا ويسلموا لنا البلاد مقرطسة جاهزة".

 

وختم المحويتي منشوره بالقول "نحن حالة فريدة ونادرة وغريبة في التاريخ والعالم".

 

الكاتب الصحفي شاكر أحمد خالد هو أيضا قال "أي عروبي سيطير فرحا بتحرر بلد آخر من مشاريع التقسيم والفوضى والدمار".


 

 

وأضاف "ما رأيكم لو كان هذا القطر هو السودان الطيب أهله، السودان المعلم والمربي الفاضل الذي درس أجيال أبجديات التعليم ومدارس الأخلاق الحميدة".

 

في حين قال الإعلامي بشير الحارثي: متى سنرى قائد يمني يستعيد البلاد مثلما فعل السودانيون؟

 

وأضاف "البرهان في القصر الجمهوري بالخرطوم يكتب التاريخ بأبهى صور العزة والكرامة والوطنية، قائد جسور يستعيد سيادة بلاده رغم التحديات، ليؤكد أن إرادة الشعوب لا تُهزم".

 

 

وتابع "مبروك للسودان هذا الإنجاز وعقبى لليمن فمصير الشعوب الحرة أن تنتصر على مشاريع التدمير والخراب".


مقالات مشابهة

  • الجيش العراقي يُعلن مقتل 10 إرهابيين في عمليات استباقية بـ"صلاح الدين" وسط البلاد
  • سلام يطالب الجيش اللبناني بالتحقيق في إطلاق صواريخ من جنوبي البلاد
  • الجيش الباكستاني يعلن مقتل 11 مسلحًا في عمليات أمنية شمال غرب البلاد
  • تحرير الجيش السوداني للخرطوم يُثير تفاعل اليمنيين.. أما آن لقيادات الشرعية مغادرة فنادق الرياض؟
  • أسرع وأكثر دقة.. تقنية بالذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي
  • رئيس الوزراء الأسترالي يدعو إلى انتخابات وطنية
  • الشيخوخة السياسية والانقلاب الداخلي.. مرحلة جديدة نحو تغيير النظام السياسي
  • التشيك تغلق حدودها جزئيا مع سلوفاكيا بسبب تفشي مرض الحمى القلاعية
  • رئيس زيمبابوي يقيل قائد الجيش قبل الاحتجاجات المخطط لها في البلاد
  • رامي عياش: رفضت منصبا وزاريا بسبب الفوضى السياسية ولبنان سيعود سويسرا الشرق