ليبيا – أرجعت الأكاديمية جميلة بن عيسى، أسباب ارتفاع نسبة الفقر في ليبيا إلى غياب العدالة الاجتماعية،لذا لا بد من المساواة في الأجور والفرص، حيث أصبح في الآونة الأخيرة توزيع الأجور والمرتبات غير عادل مما سبب فجوة في المجتمع الليبي، وأدى إلى وجود طبقات بين الغني والفقير.

بن عيسى وفي تصريحها لوكالة “سبوتنيك”، أوضحت أن هناك بعض الطبقات تتقاضى مرتبات عالية بالإضافة إلى الامتيازات، وطبقات أخرى تعمل في وظائف رسمية في الدولة تتحصل على أجور أقل ومبالغ ضئيلة، من ضمنهم أصحاب مرتبات التضامن والتي تصنف بأنها لا تكفي لسد احتياجاتهم، بسبب ارتفاع أسعار الدولار الذي أدى إلى ارتفاع أسعار السلع، مما يساهم في ارتفاع معدلات الفقر في البلاد.

وأكدت بأن ليبيا تتعدد فيها الثروات والموارد ودولة غنية ولكن هذه الموارد مستنزفة بطريقة غير مشروعة خارج سلطة القانون والمحاسبة وغياب القيادة الحكيمة الرشيدة التي من المفترض أن تستثمر هذه الثروات وتوزيع الأرباح بشكل عادل على المجتمع.

وأشارت إلى عدم استثمار الثروات التي تزخر بها ليبيا واعتمادها اعتماد كلي على النفط، وإهمالها للموارد الأخرى كالثروة الزراعية، مشددة على أن ليبيا تمتلك مساحات شاسعة، مشيرة إلى وجود إهمال للثروة الحيوانية والبحرية والصيد البحري بالإضافة إلى السياحة من الموارد التي لم تستغل في ليبيا.

واعتبرت أن الانقسام السياسي سبب كبير في زيادة معدلات الفقر، وأن التنمية تمركزت في جزء وغابت في جزء آخر، وهي سبب في ضياع الأموال بين الحكومات المتصارعة، كما أن تعدد الوزارات ساهم في تبديد الأموال بسبب سياسة البذخ في الصرف على احتياجاتها،الأمر الذي جعل أموال الدولة تمركزت لدى فئة معينة من المجتمع وغابت عن آخرين.

بن عيسى أكدت بأن الشعب الليبي سوف يظل يعاني من الفقر، ولن يستفيد من الثروات والموارد إلا في ظل حكومة واحدة وسلطة واحدة تجمع كل الأقاليم مع بعضها في ظل انتخابات نزيهة وقيادة حكيمة تمكن ابناء المجتمع من الوصول لحقوقهم  من دون تمييز، عندها سيصل أبناء الشعب الليبي للرفاهية وسينعمون بثروات مجتمعهم.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: بن عیسى

إقرأ أيضاً:

«الوزراء»: كل ارتفاع في الحرارة بدرجة واحدة يقابله انخفاض المحاصيل بنسبة 20%

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً تناول من خلاله وضع النظام الغذائي العالمي، إذ أشار إلى أنَّ الفترة الراهنة تُعد من الفترات الصعبة التي يشهدها العالم، نتيجة زيادة الحروب، والنزاعات الجيوسياسية، وانتشار عدد من الأوبئة على خلفية ذلك، فضلاً عن التغيرات المناخية الحادة، مما ترتب عليه زيادة نسبة الجوع عالميًّا، وتسبب في تعطيل جهود تقليل هذه النسبة، علماً بأن القضاء على الجوع يمثل الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة 2030، والذي ينص على خلق عالم خالٍ من الجوع عن طريق تحقيق الأمن الغذائي والتغذية المحسنة وتعزيز الزراعة المستدامة.

3 مليارات شخص عالميا لا يستطيعون تحمل تكاليف النظام الغذائي الصحي

وأوضحت إحصاءات المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أنَّ 3 مليارات شخص في مختلف أنحاء العالم لا يستطيعون تحمل تكاليف النظام الغذائي الصحي، ويتركز هؤلاء الأفراد بالأساس في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى 875 مليون نسمة، وكذلك في جنوب آسيا 1283 مليون نسمة.

أكثر من ثلث سكان العالم غير قادرين على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي حتى 2030

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، فمن المتوقع أن يظل أكثر من ثلث سكان العالم غير قادرين على تحمل تكلفة اتباع نظام غذائي صحي حتى عام 2030.

وسجلت أعداد الجوعى عالمياً في عام 2015 نحو 564 مليون شخص، بينما وصلت أعداد الجوعى في عام 2022 إلى 735.1 مليون شخص، ورغم أنه من المتوقع أن تنخفض نسبة سكان العالم غير القادرين على تحمل تكاليف اتباع النظم الغذائية الصحية من 42% في عام 2021 إلى 36% بحلول عام 2030، فإن هذه النسبة تظل مرتفعة أيضاً للغاية، الأمر الذي يجعل الاهتمام بالنظام الغذائي العالمي أحد أهم القضايا التي يجب تسليط الضوء عليها في الوقت الراهن.

إنتاج الغذاء العالمي ارتفع بوتيرة سريعة على مدار الـ60 سنة الماضية

وأضاف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار أن إنتاج الغذاء العالمي ارتفع بوتيرة سريعة على مدار الستين سنة الماضية، حيث ارتفع نصيب الفرد من الغذاء بنحو 4 أضعاف من عام 1961 إلى 2021، الأمر الذي يرجع إلى نشر تكنولوجيا «الثورة الخضراء» للمحاصيل الأساسية الغنية بالسعرات الحرارية، وخاصة الحبوب، بالإضافة إلى مساهمة مراكز البحوث الزراعية على مستوى العالم في تطوير أصناف زراعية عالية الإنتاجية، وقد لعب هذا دورًا في خفض أسعار المنتجات الغذائية الأساسية، ومن ثم خفض نسب الفقر والجوع في العديد من الدول حول العالم.

وتشير معدلات نمو الرقعة الزراعية بنحو (1.09 ضعف)، مقارنة بمعدلات نمو الإنتاج (3.8 أضعاف)، والنمو السكاني (2.6 ضعف)، إلى احتمالية تدهور التربة الزراعية نتيجة الضغط على التربة لمواكبة متطلبات الطلب على الغذاء، علاوة على ذلك، فمن المتوقع حدوث ضغط إضافي كبير على طلب المنتجات الزراعية بسبب زيادة الطلب على إنتاج الوقود الحيوي.

التغيرات المناخية تؤثر على إنتاجية المحاصيل الزراعية

وتؤثر التغيرات المناخية على إنتاجية المحاصيل الزراعية، فوفقًا لتقرير Warmer planet will trigger increased farm losses الصادر عن مركز "Cornell Atkinson Center for Sustainability في يناير 2024، فإن كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة يقابله انخفاض المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل الذرة وفول الصويا والقمح بنسبة تتراوح بين 16% و20%، كما يؤدي كل ارتفاع في درجة الحرارة بدرجة مئوية واحدة إلى انخفاض إجمالي دخل المزرعة بنسبة 7%؛ مما قد يتسبب في انخفاض صافي دخل المُزارع بنسبة 66%.

وعن تحقيق هدف «القضاء على الجوع» بحلول عام 2030، أشار التحليل إلى أنه يجب النظر إلى الأوجه المختلفة التي يحاول الهدف الثاني من أهداف التنمية المُستدامة تحقيقها، والمتمثلة في القضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030. ونظرا للتحديات الكبرى التي يواجهها النظام الغذائي العالمي، فإن الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة يبدو هدفًا بعيد المنال.

علاوة على ذلك، فإن الأمن الغذائي يتأثر بالصراعات في العديد من الدول النامية ذات الدخل المنخفض والمتوسط، كما يُعد كل من تفاقم النزاعات السياسية في كثير من الأحيان والتغيرات المناخية الشديدة من العوامل الرئيسة وراء عودة ارتفاع نسب الجوع العالمي مقارنة بعام 2015، كما أن كلا من الصدمات الاقتصادية العالمية الأخيرة، وخاصة تلك الناجمة عن جائحة كوفيد-19، والصدمة التي تعرضت لها أسواق القمح والزيوت النباتية والأسمدة العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، أدوا إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي، مما أثر على 735.1 مليون شخص على مستوى العالم في عام 2022، مقارنةً بعدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع في عام 2015.

الأجندة المقترحة للأمم المتحدة للحد من أزمة الجوع العالمي

وعن الأجندة المقترحة للأمم المتحدة للحد من أزمة الجوع العالمي، فقد أوضح التحليل أنَّه تمّ إعداد الأجندة للوصول إلى نسب منخفضة لمعدلات الجوع العالمية بحلول عام 2030.

وتشير الأجندة التي تمّ إعدادها إلى أن التنفيذ الواسع النطاق لهذه البرامج من شأنه أن يولد مكاسب مهمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة مثل تحقيق أهداف الأمن الغذائي وتخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة للبيئة، وتتضمن الإجراءات، على وجه التحديد ما يلي:

أولاً: إجراءات لتحقيق مزيد من العدالة تشمل:

1- شبكات الأمان الاجتماعي: يتمّ تقديم كوبونات غذائية أو تحويلات مالية مخصصة للإنفاق على الغذاء لجميع الفقراء، بحيث يكون متوسط حجم التحويلات كافيا لسد الفجوة بين دخل الفرد في الأسر الفقيرة والتكلفة الأساسية لحياة صحية.

2- برامج التغذية المدرسية: يتمّ منح جميع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة إمكانية الوصول إلى برامج التغذية المدرسية لمدة 200 يوم في السنة.

ثانياً: إجراءات لتحقيق خيارات أفضل

1- إعادة توجيه الإعانات الزراعية لتحفيز إنتاج الأغذية الصحية ومنخفضة الانبعاثات: تتمّ إعادة تخصيص جميع الإعانات الزراعية للدفع المباشر للمزارعين، بما يتناسب مع إيرادات المزرعة. ويتم حساب معدل الدعم داخليًّا للحفاظ على ثبات الميزانيات المخصصة لدعم المزارع.

2- تقديم الإعانات للمستهلكين لتشجيع شراء الأطعمة الصحية مع وضع إصلاحات وحوافز للمستهلك.

ثالثاً: إجراءات لتحقيق الكفاءة وتشمل:

1- زيادة الإنفاق على البحث والتطوير.

2- تقديم الحوافز لتشجيع الابتكارات الخضراء في مجال الزراعة: ومن المفترض أن يشمل ذلك ثلاث مكونات تتضمن: (توسيع وتحسين أنظمة الري التي تختلف حسب الاحتياجات لكل المناطق- وتحسين تربية الماشية وتحسين الممارسات من أجل زيادة الإنتاجية وخفض الانبعاثات لكل وحدة من وحدات الإنتاج- وخدمات الإرشاد وتدريب المزارعين لتبني ممارسات محسنة وزيادة إنتاجية المزرعة).

3- الحد من إهدار الطعام: ويستهدف هذا البرنامج تحقيق خفض بنسبة 25% في جميع الدول من خلال الاستثمار في تحسين التعامل مع المنتجات داخل وخارج المزرعة وصولا إلى مستوى البيع بالتجزئة.

مقالات مشابهة

  • ولي عهد رأس الخيمة يشهد فعاليات "خلوة الأسرة" ضمن اجتماعات حكومة الإمارات
  • “عيسى” و”شكشك” يناقشان الوضع الاقتصادي والمالي في ليبيا
  • حكومة جنوب كردفان تحتفل بوداع واستقبال مديرجهاز المخابرات العامة
  • رويترز: زيادة إنتاج النفط الليبي تدعم ارتفاع إنتاج أوبك
  • المرعاش: إذا لم يتحرك الشارع الليبي لرفض الهيمنة الأجنبية ودعم الجيش الوطني ستبقى ليبيا دولة فاشلة
  • إبراهيم عيسى: مصر الدولة الوحيدة التي أنقذت فلسطين ووقفت ضد تصفية القضية
  • عيسى: ليبيا مهتمة بعمقها الأفريقي
  • حكومة غزة: المجازر ضد الشعب الفلسطيني تتم بدعم غربي
  • المرعاش: ليبيا ستظل دولة فاشلة ما لم ندعم الجيش الليبي لرفض الهيمنة الغربية
  • «الوزراء»: كل ارتفاع في الحرارة بدرجة واحدة يقابله انخفاض المحاصيل بنسبة 20%