قالت مصادر إن شركات التأمين ضد مخاطر الحرب رفعت علاوات التأمين على السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية التي تعبر البحر الأحمر بنسبة تصل إلى 50%، فيما يتجنب بعض مقدمي خدمات التأمين تغطية مثل هذه السفن بسبب استهداف جماعة الحوثي لسفنها.

 

وأبطأت الهجمات التي يشنها الحوثيون منذ نوفمبر/تشرين الثاني التجارة بين آسيا وأوروبا وأثارت قلق القوى الكبرى.

 

ويقول الحوثيون إنهم مستمرون في شن هجماتهم على السفن المتجهة لإسرائيل حتى توقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

ولجأت شركات كثيرة إلى تغيير مسار السفن لتدور حول جنوب أفريقيا على الرغم من أن بعض السفن ما زالت تعبر البحر الأحمر.

 

وقال ديفيد سميث، رئيس قسم السفن والالتزامات البحرية في شركة مجيل آند بارتنرز للتأمين، إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل تدفع الآن علاوة مخاطر حرب إضافية تتراوح من 25 إلى 50% زيادة على السفن الأخرى العابرة للبحر الأحمر.

 

وقال مصدران في صناعة التأمين إن السفن ذات الصلة بالولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل ستخضع لأقساط أعلى تزيد حتى على 50%.

 

وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات للبحرية والشحن في شركة مارش للتأمين "السفن التي واجهت مشكلات حتى الآن، جميعها تقريبا ترتبط، على نحو ما، بعناصر ملكية إسرائيلية أو أميركية أو بريطانية".

 

وقال مصدران إن بعض شركات التأمين تتجنب تغطية مثل هذه الأعمال حاليا.

 

وفي واحدة من أخطر الحوادث، أصيبت ناقلة تديرها شركة مقرها المملكة المتحدة وكانت حمولتها مملوكة لشركة تجارة السلع الأولية العالمية ترافيجورا، بصاروخ تسبب في نشوب حريق أُخمد لاحقا.

 

تكلفة مرتفعة

 

قالت مصادر في صناعة التأمين إن علاوات التأمين ضد مخاطر الحرب لرحلات البحر الأحمر بلغت نحو 1% من قيمة السفينة في الأيام العشرة الماضية، ارتفاعا من نحو 0.7% سابقا مع خصومات مختلفة تطبقها شركات التأمين.

 

وهذا يتحول إلى مئات الآلاف من الدولارات من الكلفة الإضافية لرحلة تستغرق 7 أيام.

 

وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة فيسيل بروتيكت المتخصصة في تأمين الشحن البحري والمخاطر في الحروب وهي جزء من شركة بن اندرايتر "الممر الآمن فيما يبدو الذي يقدمه الحوثيون للسفن التي ترفع علم روسيا والصين أو المملوكة لهما، بما في ذلك هونغ كونغ، وإيران، يراد به توفير درجة من الضمان للأسواق التجارية المرتبطة بتلك الدول".

 

وأظهرت بيانات شحن أن السفن تضيف أيضا رسائل إلى بياناتها التعريفية المعلنة لتتبع السفن توضح فيها وجود طاقم صيني على متنها أو تفيد بأنها لا علاقة لها بشركات بريطانية أو أميركية أو إسرائيلية.

 

وقالت شركة الشحن الإسرائيلية (زيم) إنها تحول سفنها بعيدا عن البحر الأحمر.

 

ونصحت شركة مخاطر وأمن الشحن البحري الاستشارية البريطانية درايد غلوبال عملاءها بتجنب المنطقة حتى إشعار آخر.

 

وقال كوري رانسلم، الرئيس التنفيذي لشركة درايد غلوبال "يدهشني أن السفن التي ترفع علم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أو التي تديرها (شركات من الدولتين) ما زالت تعبر البحر الأحمر وخليج عدن. وهي تمثل الفئات الأكثر خطورة من السفن لاحتمال تعرضها لهجوم في هذه المنطقة".

 

وأضاف "السفن التي تديرها إيران وروسيا والصين وترفع علم هذه الدول هي السفن الوحيدة التي بوسعها العبور بأمان بهذه المنطقة. ولن يهاجم الحوثيون المتحالفون مع إيران السفن التي تحمل هذه الأعلام أو هذه الاتحادات لأن روسيا والصين متعاطفتان مع إيران".

 

وتتزايد المخاوف من احتمال أن تطال التداعيات سفنا أخرى.

 

وجاء في مذكرة استشارية، الاثنين 5 فبراير/شباط الجاري، أصدرتها اتحادات شحن بارزة أن "مستوى التهديد الذي تتعرض له سفن ذات مصالح إسرائيلية وبريطانية وأميركية ما زال مرتفعا".

 

وأضافت المذكرة "لكن يجب على جميع المالكين والمشغلين والطواقم أن يدركوا أنه قد يقع خطأ في التعرف على سفينتهم وأن يفهموا مخاطر تعرضهم لأضرار جانبية".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر أوروبا سفن النفط اقتصاد البحر الأحمر السفن التی المتحدة أو

إقرأ أيضاً:

تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة

حذر تقرير نشره موقع "معهد واشنطن" من أن تعطيل جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن لحركة الشحن في البحر الأحمر يشكل تهديدا مباشرا لقدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها بسرعة وإيصال الإمدادات العسكرية إلى مناطق النزاع.

وأشار التقرير الذي أعده العقيد في القوات الجوية الأمريكية جيمس إي. شيبرد، وهو زميل عسكري في "معهد واشنطن"، إلى أن الحل يكمن في "مزيج من الإجراءات اللوجستية والتدابير العسكرية والجهود الدبلوماسية المتكاملة".

ولفت التقرير إلى أن التصعيد الحوثي الأخير جاء بعد إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 15 آذار/مارس حملة عسكرية مستمرة ضد الجماعة اليمنية استهدفت كبار المسؤولين ومراكز القيادة ومستودعات الأسلحة والبنية التحتية في اليمن.

وأوضح أن الهدف من الحملة الأمريكية على الحوثيين هو "استعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، مشددا على أن "أهمية هذا الممر المائي لا تقتصر على كونه طريقا تجاريا لبضائع بقيمة تريليون دولار سنويا، بل هو أيضا مسار لوجستي رئيسي للقوات الأمريكية".


وشدد التقرير على أن الهجمات التي تنفذها جماعة أنصار الله في اليمن "تمثل تحديا مباشرا لما وصفته الولايات المتحدة بأنه مصلحة وطنية أساسية".

وأشار التقرير إلى أن الهجمات الحوثية جزء من استراتيجية إيرانية تهدف إلى "حرمان الخصوم من حرية المناورة في المنطقة"، مضيفا أن "طهران زودت الحوثيين بالتدريب والمعدات والتوجيه اللازم لتطوير قدراتهم في استهداف السفن بصواريخ كروز وباليستية وطائرات مسيرة".

وأوضح أن هذا التهديد دفع العديد من شركات الشحن إلى سلوك طريق أطول وأكثر كلفة حول رأس الرجاء الصالح، ما يبطئ وتيرة الدعم اللوجستي العسكري ويهدد بفعالية قدرة واشنطن على الاستجابة الطارئة في مناطق النزاع.

ولفت التقرير إلى أن الولايات المتحدة تعتمد على الشحن التجاري في نقل نحو 80 بالمئة من العتاد الدفاعي، موضحا أن خطورة الوضع تكمن في أن السفن غير المسلحة لا يمكن حمايتها جميعا بسبب محدودية الموارد البحرية الأمريكية.

وأكد التقرير أن تجاوز باب المندب عبر رأس الرجاء الصالح يضيف ما يصل إلى 15 يوما من وقت العبور ومليون دولار من تكاليف الوقود، محذرا من أن مثل هذه التأخيرات غير عملية في السيناريوهات العسكرية العاجلة.

واعتبر أن الحل يكمن في تنويع وسائل النقل، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تعمل على مشروع شبكة النقل عبر البحر العربي (TAN)، التي تشمل 300 مركز لوجستي ومرافئ ومطارات ومحاور برية في المنطقة، لكنها لم تفعّل بالكامل بعد بسبب مشكلات تنظيمية وجمركية.

وأبرز التقرير كذلك إمكانية استخدام الممر البري بين الإمارات ودولة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يُشغل حاليا بواسطة شركتي "تراك نت" و"بيور ترانس"، ويمكنه نقل حتى 350 شاحنة يوميا، ما يجعله منافسا للمسارات التقليدية، حسب التقرير.


وفي توصياته التي قدمها إلى الإدارة الأمريكية لمواجهة تهديد الحوثي، شدد معد التقرير على ضرورة "مواصلة الضغط على الحوثيين إلى أن يصبحوا غير قادرين أو غير راغبين في تهديد الملاحة".

كما دعا إلى "تصعيد الحملة الجوية الحالية مع دعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني بقوات برية موثوقة"، مشددا على ضرورة "ردع إيران، الداعم الرئيسي للحوثيين، من خلال إبراز القدرات العسكرية الأمريكية في المنطقة".

وأضاف أن "توسيع التعاون الأمني مع شركاء إقليميين مثل مصر وإسرائيل والأردن والسعودية أمر حاسم"، إلى جانب "استكشاف طرق بديلة للنقل العسكري، من بينها الممر الإماراتي الإسرائيلي".

وختم التقرير بالقول إن "تنفيذ هذه التدابير مجتمعة كفيل بوضع استراتيجية شاملة للتصدي النهائي لتهديدات الحوثيين وإيران على الصعيدين العسكري والتجاري العالمي".

مقالات مشابهة

  • وزير البترول يبحث مع شركة هاربور إنرجي زيادة الاستثمارات في مصر
  • إقــــرار أمــريــكي بـالـفـشل
  • خفض المساعدات الأميركية يجبر منظمة الصحة العالمية على تقليص الوظائف
  • تقرير: هجمات الحوثيين في اليمن تمثل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة
  • عمليات جديدة للحوثيين ضد القوات الأميركية وترامب يتوعد
  • شركات الشحن تواجه اضطرابات مستمرة في ظل تقلبات التعرفات الجمركية
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • بيت الزكاة يعلن وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بالبحر الأحمر
  • حماس: ندعو لحصار السفارات الأميركية والإسرائيلية حتى يتوقف العدوان
  • ما الأماكن التي استهدفتها الغارات الأميركية في اليمن؟