قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ليست لديها مصلحة في توسيع حربها بأوكرانيا إلى دول أخرى بالمنطقة أو أعضاء بحلف شمال الأطلسي (ناتو) مثل بولندا ولاتفيا أو دول بالقارة الأوروبية، مضيفا أن الغرب بدأ يدرك استحالة هزيمة روسيا في أوكرانيا.

وأكد بوتين -في مقابلة أجراها معه المذيع الأميركي تاكر كارلسون بموسكو وبثّت أمس الخميس- أن بلاده لا تسعى إلا إلى مصالحها ولن تهاجم بلدا حين لا يكون لها مصلحة بذلك.

وردا على سؤال عما إذا كان يمكنه تصور سيناريو يتم خلاله إرسال قوات روسية إلى بولندا، أجاب بوتين بأن ذلك يمكن أن يحدث في حالة واحدة فقط، وهي إذا هاجمت بولندا روسيا.

وقال إنه كان هناك مؤخرا أصوات تطالب بإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا في ساحة المعركة، مشيرا إلى أن أصحاب هذه الأصوات بدؤوا يدركون الآن أن تحقيق هذه الغاية أمر مستحيل.

العلاقات مع واشنطن

كما أكد الرئيس الروسي أن انتخاب رئيس أميركي جديد، في استحقاق مقرر إجراؤه في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل ويرجح أن يضع الجمهوري دونالد ترامب في مواجهة الديمقراطي جو بايدن، لن يغيّر العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال بوتين ردا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن أن تتغير العلاقات الأميركية الروسية بوصول رئيس جديد للولايات المتحدة، إنها ليست مسألة من هو الزعيم، كما أن العلاقات بين البلدين لا ترتبط بشخص محدد.

وأعلن بوتين أن بلاده منفتحة للتوصل إلى اتفاق للإفراج عن الصحفي الأميركي إيفان غيرشكوفيتش المحتجز في روسيا منذ نحو عام بتهمة التجسس.

إنهاء الحرب

وأضاف بوتين أنه لو أرادت الإدارة الأميركية إنهاء الحرب في أوكرانيا حقا، فعليها التوقف عن إرسال الأسلحة لكييف.

وأشار إلى أن بلاده وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق عاجلا أم آجلا، لافتا إلى أن طريق المفاوضات مفتوح.

وذكر أن وقف الحرب كان ممكنا في حال تنفيذ القرارات المتفق عليها في محادثات السلام التي عقدت في إسطنبول بين أوكرانيا وروسيا بوساطة تركيا، إلا أن كييف تراجعت عن ذلك بناء على تعليمات من الغرب، وخاصة واشنطن.

توسّع الناتو

كما أعرب بوتين عن انزعاج موسكو من سياسات التوسع التي يتبعها حلف الناتو منذ تسعينيات القرن الماضي.

وأفاد بأن الناتو ليس بحاجة للتوسع، قائلا إن توسع الحلف يعني أن الوضع سيكون كما كان أثناء الحرب الباردة، ولكن بشكل أقرب إلى حدود روسيا، وفق تعبيره.

وأكد أن الولايات المتحدة لم تف بوعدها بألا يتوسع الناتو شرقا.

وقال الكرملين إن بوتين وافق على إجراء المقابلة مع كارلسون -في أول مقابلة له مع الإعلام الغربي منذ بدء الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022- لأن النهج الذي يتبعه مذيع فوكس نيوز السابق يختلف عن التغطية الأحادية الجانب للصراع الروسي الأوكراني التي تتبعها كثير من وسائل الإعلام الغربية.

ولكارلسون علاقة وثيقة بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي يدعو إلى وقف تصعيد الحرب في أوكرانيا.

واشنطن تعلّق

وعلّق البيت الأبيض على مقابلة بوتين قائلا إنها لم تكن ضرورية لكي يدرك الشعب الأميركي "وحشية" الرئيس الروسي.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بوتين يحاول تبرير أفعاله بأوكرانيا بـ"أسباب وهمية وسخيفة"، وإن حقيقة ما يفعله في أوكرانيا يجب أن تكون واضحة للجميع، بحسب تعبيره.

وكان كارلسون قال إنه أجرى المقابلة لأن الشعب الأميركي ليس لديه أي فكرة حول ما يجري في روسيا وأوكرانيا، وعليه أن يعرف لأنه يدفع جزءا كبيرا من تكاليف الحرب، في إشارة إلى الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لأوكرانيا والذي انتقده دائما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

أنباء عن قبول واشنطن استخدام أوكرانيا أسلحتها لضرب العمق الروسي

قالت 3 مصادر مطلعة لوكالة رويترز إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رفعت القيود التي كانت تمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة التي تزودها بها واشنطن لضرب عمق الأراضي الروسية، في تغيير كبير بالسياسة الأميركية تجاه الحرب المستمرة بين البلدين منذ فبراير/شباط 2022.

يأتي ذلك فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الضربات الجوية الروسية الكبرى على أوكرانيا اليوم الأحد أظهرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى السلام.

وأشار مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن الولايات المتحدة "أعطت الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ بعيدة المدى". وبذلك وافق الرئيس جو بايدن على مطلب كييف الملح قبيل تسليمه السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي ينتقد بشدة المساعدات الأميركية لأوكرانيا.

وهزت اليوم انفجارات عدة العاصمة الأوكرانية كييف ومدنا أخرى، حيث أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا أن بلاده "تتعرض لإحدى أوسع الهجمات الجوية الروسية، بعد استهداف منشآت للطاقة في البلاد".

كما قالت القوات الجوية الأوكرانية إنه تم إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز على أهداف في أنحاء عدة من البلاد.

شولتس: المحادثة مع بوتين كانت ضرورية لتبديد أي أوهام بشأن تخلي الغرب عن دعم أوكرانيا (رويترز) تبديد الأوهام

من ناحية أخرى، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الماضي لم تكشف عن أي مؤشرات على تغيير في طريقة تفكيره في الحرب، مدافعا عن قراره بالتواصل معه رغم تعرضه لانتقادات حادة.

وفي حديثه بمطار برلين اليوم -قبل مغادرته لحضور قمة مجموعة العشرين في البرازيل- ذكر شولتس أن محادثته مع بوتين كانت ضرورية لتبديد أي أوهام قد تكون لدى الرئيس الروسي بشأن تخلي الغرب عن دعمه لأوكرانيا.

وقال المستشار الألماني إنه يرى عدم تواصل أي زعيم أوروبي مع بوتين في وقت تتواصل فيه واشنطن بشكل متكرر معه ليس بالأمر الصائب، في إشارة إلى العودة القريبة لدونالد ترامب إلى الرئاسة الأميركية.

وأضاف للصحفيين "كانت المحادثة مفصلة للغاية لكنها أسهمت في إدراك أمر وهو أن آراء الرئيس الروسي بشأن الحرب لم تشهد تغيرا يذكر.. وهذا ليس نبأ جيدا".

مخاوف من هجوم

يشار إلى أن أوكرانيا تخضع للتحذيرات من الضربات والقصف منذ أسابيع خشية هجوم روسي صاروخي كبير مع اقتراب الشتاء.

واستهدفت هجمات سابقة شبكة الكهرباء مما تسبب في انقطاع واسع النطاق للخدمة.

وتواجه القوات المسلحة الأوكرانية مهمة هائلة في الأيام والأسابيع المقبلة، حيث يتشكل هجوم مضاد من قبل موسكو في منطقة كورسك غربي روسيا، التي تحتلها القوات الأوكرانية جزئيا، فيما يعاني الجنود الأوكرانيون في الشرق قرب حافة إقليم دونباس من المزيد من الانتكاسات في شكل خسائر إقليمية.

وقال خبراء عسكريون غربيون وأوكرانيون، إن روسيا حشدت بالفعل نحو 50 ألف جندي للهجوم المضاد في كورسك، بما في ذلك أكثر من 10 آلاف مقاتل من كوريا الشمالية.

مقالات مشابهة

  • البنتاجون يرد على مؤشرات احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية في أوكرانيا
  • (الفيتو) الروسي أثلج صدر البرهان
  • خصائص صاروخ أتاكمز الأميركي الذي قصفت به أوكرانيا روسيا
  • عاجل - الكرملين يرد على قرار بايدن: الغرب يستغل أوكرانيا لتدمير روسيا
  • «دميتري بيسكوف»: الغرب يحاول استخدام أوكرانيا لهزيمة روسيا
  • أخطر رد عسكري للرئيس الروسي ”بوتين” بعد سماح أمريكا لأوكرانيا قصف روسيا بصواريخ بعيدة المدى!
  • روسيا تعدّل عقيدتها النووية وتهدد الغرب
  • وزير الخارجية البولندي: تفويض واشنطن لكييف بضرب روسيا بالصواريخ لغة يفهمها بوتين
  • أنباء عن قبول واشنطن استخدام أوكرانيا أسلحتها لضرب العمق الروسي
  • ستستخدمه أوكرانيا ضد روسيا لأول مرة.. ماذا نعرف عن نظام أتاكمز الصاروخي الأميركي؟