فلسطين – أكدت جمعيات حقوقية فلسطينية، امس الخميس، إن التراخيص الإسرائيلية للتنقيب الاستكشافي عن الغاز الطبيعي قبالة ساحل غزة “غير قانونية” كونها تنتهك القوانين الدولية وتنهب الموارد الطبيعية الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن “مركز الميزان” و”مؤسسة الحق” والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والمركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل “عدالة”، الخميس.

وناشد البيان “الشركات التي فازت بالتراخيص الامتناع الفوري عن المشاركة في أعمال نهب الموارد الطبيعية السيادية للشعب الفلسطيني”.

وأوضح أنه “في 29 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي خضم الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، أعلنت وزارة الطاقة الإسرائيلية أنها منحت تراخيص لست منشآت إسرائيلية وشركات عالمية للتنقيب الاستكشافي عن الغاز الطبيعي في المناطق التي تعتبر بموجب القانون الدولي مناطق بحرية فلسطينية”.

وأضاف: “من بين الشركات، إيني الإيطالية، ودانا للبترول البريطانية (وهي شركة تابعة لشركة البترول الوطنية الكورية الجنوبية)، وراشيو للبترول الإسرائيلية”.

ولفت بيان المؤسسات الحقوقية إلى أن “إسرائيل منحت تراخيص التنقيب عن الغاز في المنطقة G، وهي منطقة بحرية محاذية لشواطئ غزة”.

وقال إن “62 بالمئة من المنطقة G تقع ضمن الحدود البحرية التي أعلنتها دولة فلسطين عام 2019، وفقًا لأحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982، والتي وقعت فلسطين عليها”.

وتابع البيان: “بالإضافة إلى التراخيص التي تم منحها بالفعل في المنطقة G، أصدرت إسرائيل أيضًا مناقصات للمنطقتين H وE حيث يقع 73 بالمئة من المنطقة H ضمن الحدود البحرية المعلنة لفلسطين، إلى جانب 5 بالمئة من المنطقة E”.

وأكمل: “رغم عدم كونها طرفا في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، إلا أن إسرائيل ردت على الإعلان الفلسطيني (بشأن حدوده البحرية) بالقول: بما أن إسرائيل لا تعترف بفلسطين كدولة ذات سيادة، فهي تفتقر إلى صلاحية إعلان حدودها البحرية ومياهها”.

وعليه، أكدت الجمعيات الحقوقية الفلسطينية أن الموقف الإسرائيلي “يتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الراسخة للقانون الدولي”.

ولفتت إلى أن مركز “عدالة” وجه، الاثنين، رسالة إلى وزير الطاقة الإسرائيلي والمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية، يطالب فيها بإلغاء تراخيص التنقيب عن الغاز الممنوحة في المنطقة “G”، بحسب البيان ذاته.

وقالت إن الرسالة طالبت أيضا بـ “إلغاء أي مناقصات جارية في المناطق التي تقع ضمن الحدود البحرية لفلسطين، والوقف الفوري لأي نشاط ينطوي على استغلال موارد الغاز في الحدود البحرية لفلسطين، حيث إن هذه المناطق لا تنتمي إلى دولة إسرائيل، ولا تمتلك إسرائيل أي حقوق سيادية عليها، بما في ذلك الحقوق الاقتصادية الحصرية”.

واعتبرت الجمعيات الحقوقية في بيانها أن “التنقيب عن الغاز واستغلاله في المناطق البحرية الفلسطينية ينتهك بشكل صارخ الحق الأساسي للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، والذي يشمل إدارة موارده الطبيعية”.

ولفتت الجمعيات الحقوقية إلى أن مكتب محاماة دوليا يمثل مؤسسة الحق ومركز الميزان لحقوق الإنسان والمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وجه، الثلاثاء، إخطارات إلى الشركات الأجنبية “تطالب بالكف عن القيام بأية أنشطة في المنطقة (G) التي تقع ضمن المناطق البحرية لدولة فلسطين، والتأكيد على أن مثل هذه الأنشطة من شأنها أن تشكل انتهاكا سافرًا للقانون الدولي”.

وأشارت أن “قيام إسرائيل بترسيم حدودها البحرية بشكل أحاديّ الجانب لتشمل المناطق البحرية الفلسطينية والموارد الطبيعية لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يديم أيضًا نمطًا طويل الأمد من استغلال الموارد الطبيعية للفلسطينيين لتحقيق مكاسب مالية واستعمارية خاصة بها”.

ولم يصدر تعليق فوري من الجانب الإسرائيلي على بيان المؤسسات الحقوقية.

وتأتي هذه الممارسات الإسرائيلية بينما تشن تل أبيب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الخميس 27 ألفا و840 شهيدا و67 ألفا و317 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثولها أمام محكمة العدل الدولية لمحاكمتها بتهمة الإبادة الجماعية.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: الحدود البحریة فی المنطقة عن الغاز

إقرأ أيضاً:

هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”

شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.

وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.

ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.

قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.

وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.

وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.

وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.

وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.

“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”

لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.

بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.

وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.

وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.

وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.

وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.

ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام

ولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.

ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”

كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.

وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.

وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.

وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.

ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.

وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يتعمد “إبادة المدارس” لتدمير نظام التعليم بغزة
  • نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية “مقتدر”
  • متظاهرون يغلقون الطريق المؤدي لحفل “الأوسكار” احتجاجاً على الإبادة الجماعية بغزة
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • أمير منطقة الرياض يدشّن مشاركة المنطقة في حملة “جود المناطق2”
  • أمير منطقة الباحة يدشّن مشاركة المنطقة في حملة “جود المناطق2”
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة يدشّن مشاركة المنطقة في حملة “جود المناطق 2”
  • أمير منطقة جازان يدشّن مشاركة المنطقة في حملة “جود المناطق2”
  • أمير منطقة المدينة المنورة يدشّن مشاركة المنطقة في حملة “جود المناطق 2”
  • هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”