هآرتس: زيارة بلينكن كشفت عمق الخلاف مع نتنياهو
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
إسرائيل – رأى محلل إسرائيلي أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى إسرائيل كشفت “عمق الخلاف” مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو و”عدم ثقة” الإدارة الأمريكية به و”نفاذ صبرها تجاهه”.
وكتب ألون بينكاس، المختص بالشأن الأمريكي، في تحليله بصحيفة “هآرتس” العبرية: “يبدو أن الولايات المتحدة بدأت تفقد صبرها وتحاول بطريقة أو بأخرى التوفيق بين الدعم الأساسي والعميق لإسرائيل وبين عدم الثقة والإحباط العميقين تجاه نتنياهو”.
وأضاف: “الزيارة الأخيرة لبلينكن (انتهت الخميس) أظهرت مجددا أن الخلافات في المواقف والثقة تتزايد بدلا من أن تضيق”.
ونقل المحلل عن عضوين مؤيدين لإسرائيل في الكونغرس الأمريكي (لم يسمهما): “الإدارة على شفا قرار لا مفر منه (..) لا خيار ولا مجال للمرونة”.
وقال عضوا الكونغرس، وفق المحلل، إن “بايدن يدفع ثمنا سياسيا لدعمه الكبير وغير المحدود لإسرائيل، لكن مدى صبره وتسامحه وصل إلى أقصى الحدود”.
وأشار بينكاس في هذا السياق إلى أن “الزيارة السابعة لبلينكن إلى إسرائيل منذ اندلاع الحرب (على غزة) كشفت بوضوح عن اتساع وعمق الخلاف في الرأي بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وقال: “أول علامة على ذلك ظهرت في بيان بلينكن وطلبه، أولا، قال إن الإسرائيليين تم تجريدهم من إنسانيتهم في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكن هذا لا يعطي الإذن للآخرين للقيام بذلك (تجريد الآخرين من إنسانيتهم)”، في إشارة إلى سكان غزة.
وأضاف: “وبذلك، أعرب (بلينكن) عن عدم تسامحه مع الأضرار المتراكمة التي ألحقتها إسرائيل بغزة، والتي تقدر، من بين أمور أخرى، بأكثر من 26 ألف قتيل”.
واستدرك قائلا: “ناهيك عن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل نحو أسبوعين وصف الهجمات الإسرائيلية بأنها عشوائية”.
وتابع: “وفي إطار هذا الانتقاد، هناك أيضاً تقييم أميركي مفاده أن الحملة العسكرية الإسرائيلية التي دعمتها الولايات المتحدة بلا أدنى شك لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، استنفدت نفسها في شكلها الحالي (بالقصف المكثف والعمليات البرية)”.
وزاد: “في الواقع، استنفدت نفسها في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2023، كما أوضح وزير الدفاع لويد أوستن في ذلك الوقت”.
ولفت بينكاس في هذا السياق إلى طلب غير مسبوق لبلينكن في زيارته الأخيرة للقاء رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي “الذي يعتبره الأمريكيون محاورا موثوقا وجادا وشاملا”.
وقال: “يمكن للمرء أن يفهم غضب نتنياهو ورفضه السماح بعقد اللقاء، لكن الأمر لا يتعلق بالصواب الدبلوماسي، أو احترام فكرة السيادة الإسرائيلية، أو التجاهل الأميركي لتبعية الجيش للمستوى السياسي، وواشنطن على علم بكل ذلك، ولا تحتاج إليها (لإسرائيل) حتى لجمع المعلومات. ولديهم وسائل استخباراتية كافية لذلك، ومن المشكوك فيه جداً أن تخفي إسرائيل عنهم شيئاً”.
واستدرك: “يعبر طلب بلينكن عن فقدان واضح للثقة في السيد نتنياهو”.
وأضاف: “من المؤكد أن هياج الوزراء وأعضاء الكنيست من ائتلافه ضد الرئيس بايدن والألفاظ النابية لا تساعد صورته، ولا تزيد إلا من الافتقار العميق للمصداقية الذي يعاني منها في واشنطن في أسوأ الأحوال”.
وتابع: “وبينما يدرك الأمريكيون المشاكل السياسية التي يواجهها نتنياهو، يبدو أن مجال المناورة أمامهم قد نفد”.
وأوضح المحلل الإسرائيلي: “ويمكن تصنيف الخلافات حسب الأطر الزمنية: المدى القصير يشمل صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار الذي سيرافقها، ومسألة الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة”.
وأردف: “وفيما يتعلق بصفقة المختطفين، فمن الواضح للإدارة أن نتنياهو سيجد صعوبة في قبول شروط حماس، ومن ناحية أخرى، هناك تقييم بأن لديه دوافع سياسية في إطالة أمد الحرب”.
ومضى: “ولا يقل وقف إطلاق النار أهمية: سواء كان محددا لمدة 35 أو 45 أو 60 يوما، مع إمكانية التمديد، كما اقترح الوسطاء القطريون والأمريكيون، الذين امتنعوا حتى الآن عن المطالبة بوقف شامل لإطلاق النار، فإنهم يقدرون أن مثل هذه الهدنة المطولة تعني النهاية الفعلية للحرب، وبالتأكيد على النطاق الذي كان موجودًا حتى الآن”.
وقال: “إن احتمال قيام إسرائيل بالهجوم مرة أخرى في اليوم التالي لانتهاء المهلة من النقطة التي توقف فيها القتال يبدو للأمريكيين غير محتمل بشكل واضح”.
وأضاف: “من هنا يبدأ المدى المتوسط، الذي يتضمن قضية اليوم التالي في غزة والسؤال الرئيسي: من سيحكم هناك، فحتى الآن، منذ ثلاثة أشهر، لم تتلق الولايات المتحدة ردا إسرائيليا، ولم تسمع خطة سياسية منظمة”.
وتابع بينكاس: “وبدلاً من ذلك، تجاهلت إسرائيل أو رفضت كل فكرة أمريكية دون الدخول في نقاش جدي. إن درجة تسامح الإدارة مع شعارات نتنياهو حول “النصر الكامل” أو “لن أسمح لحماستان بأن تصبح فتح ستان” تتضاءل يوما بعد يوم”.
ويقصد نتنياهو بتصريحه إنه لن يسمح “لحماستان بأن تصبح فتحستان”، أنه لا يريد أن تكون غزة الخاضعة الآن تحت سيطرة حركة الفصائل الفلسطينية أن تكون بعد الحرب تحت سيطرتها .
والخميس، أنهى بلينكن زيارته السابعة لإسرائيل والخامسة للمنطقة بعد هجوم 7 أكتوبر، ضمن جولة شملت السعودية وقطر والأردن ومصر والأراضي الفلسطينية، في إطار بحث صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
ومنذ 7 أكتوبر يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع الفلسطيني، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات إسرائيل من العقاب.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
ماذا قال دروز السويداء عن زيارة إسرائيل؟
سوريا- لم تلقَ دعوة إسرائيل رجال الدين الدروز في السويداء، أمس الجمعة، لزيارة مقام "النبي شعيب" في قرية حطين شمال فلسطين المحتلة قبولا لديهم، لكنها أثارت تساؤلات، في ظل مشهد سياسي سوري متأزم أصلا.
ونفى الشيخ سعيد البكفاني، أحد شيوخ الدروز في السويداء، مشاركة أحد منهم في الزيارة، وقال للجزيرة نت إن من زار مقام النبي شعيب "هم رجال دين من القنيطرة وريف دمشق".
وهذا ما أكده الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز فلسطين، عندما نفى عبر تصريحات إعلامية قدوم رجال دين من السويداء تلبية لدعوة وجهها لهم لزيارة مقام النبي شعيب.
رفض الاتهاماتوتنتظم هذه الزيارة سنويا، في الفترة الممتدة بين 25 و28 أبريل/نيسان، لكن الدعوة الإسرائيلية لزيارة المقام بغير الموعد المعلوم، قد تحمل -حسب البعض- دلالات سياسية وتوددا إسرائيليا تجاه دروز السويداء.
ونفى الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الدروز في السويداء، معرفته أو تدخله بهذه الزيارة، وأشار إلى أنه رأى الإعلان عنها كأي شخص آخر.
وقال للجزيرة نت "الزيارة قد تكون سابقة لوقتها بظل الظروف المتسارعة داخل سوريا، ولا علم لي إن شارك بها أحد مشايخ السويداء، وإن حدث، فهي تحمل صفة دينية تقليدية، لا شأن للسياسة بها".
إعلانوندّد الشيخ الحناوي بالاتهامات لسكان السويداء بـ"العمالة الخارجية"، ورغبتهم "بالانفصال عن الوطن الأم"، وأكد أن السويداء "كانت وستبقى جزءا لا يتجزأ من سوريا".
وذكر الشيخ يوسف جربوع، شيخ عقل الدروز في السويداء، أن الزيارة، تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1973. وقال للجزيرة نت "قد تكون الزيارة مبادرة من الشيخ موفق طريف، بهدف إعادة الروابط، واستئناف الزيارات الدينية، لتعزيز اللحمة الوطنية وتحقيق التوافق والمحبة بين أبناء الوطن من كلا الجانبين".
وأوضح جربوع أن الاعتراض على الزيارة جاء لاعتبارات عديدة، أهمها، عدم ملاءمة التوقيت السياسي الحالي لها، بظل التحديات التي تواجه سوريا عموما، ومنطقة جبل العرب والطائفة الدرزية خاصة، بالإضافة لعدم وجود سلام بين سوريا وإسرائيل، على حد تعبيره.
وأضاف "نحن ملتزمون بالقوانين السورية، وبانتمائنا القومي والعربي وبسوريتنا". وتوقع أن "تتفهم الدولة السورية الزيارة، باعتبارها تعبيرا عن مشاعر الشوق للقاء الأهل، وليس محاولة للتطبيع مع إسرائيل، أو تحقيق أهداف سياسية".
ويحظى "النبي شعيب" بمكانة خاصة لدى كلّ الدروز، لدرجة أن دروز السويداء أنشؤوا مقاما رمزيا يحمل اسم النبي شعيب في قرية قيصما، "كمكرمة" من المقام الحقيقي في فلسطين، ولأجل التبرّك بالاسم.
انعكاسات التوقيتويرى مروان حمزة، الناشط السياسي السوري، أن هذه الزيارة "دينية تقليدية تخلو من أي دلالات سياسية". وقال للجزيرة نت "المشاركون بالزيارة ليسوا من أبناء السويداء، بل من دروز فلسطين المحتلة والجولان والجليل".
وفي السابق -يضيف حمزة مقارنا- "كان دروز الجولان وفلسطين المحتلة يزورون الأماكن المقدسة في جبل العرب، ويلتقون الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وينظمون رحلات لمناطق مختلفة في سوريا".
إعلانوعن توقيت الزيارة والتشنج القائم بين بعض مشايخ الجبل والإدارة الجديدة في سوريا، يقول حمزة إنها أثارت تساؤلات تؤدي إلى "زيادة التوتر الطائفي بالمنطقة، وبسوريا عموما، ولذلك هي غير مناسبة بهذا الظرف".
أما مفيد أبو عمار، رئيس المكتب الإداري للهيئة العامة لحراك السويداء، فرأى أن الزيارة "ودية بين الأهل"، من باب "الصلة وعلاقات القربى، وأن الدروز طائفة واحدة بكل بلاد الشام، لكن العلاقات الأسرية انقطعت بين الأهل في فلسطين وباقي مكونات الطائفة سواء في سوريا ولبنان والأردن منذ 1948″.
وعن موعد الزيارة، يقول أبو عمار إنه "جاء بوقت نعيش فيه الكثير من الإرهاصات السياسية، وشرع البعض يبني عليها مواقف سياسية، وأخذ آخرون بالاصطياد بالماء العكر".
ونفى جازما أن يكون لهذه الزيارة "الدينية الودية" أي هدف سياسي، إذ لم يرافق الزائرين أي وفد سياسي أو عسكري، وأضاف "جميع الزوار كانوا من أهلنا بجبل الشيخ، وهم رجال دين لا سياسة".
وشدد أبو عمار على أن هدف الزيارة "ليس الانفصال عن الوطن"، مستدلا برفض الدروز قيام الدولة الدرزية أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وأن هذا المشروع أجهضه سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى.
كما قدّم الدروز -حسب أبو عمار- شهداء كثر أثناء الاحتلال الفرنسي لسوريا، وقدمت الطائفة 75% من الشهداء السوريين.
وأجهض كمال جنبلاط، وكمال أبو صالح، وكمال كنج (الكمالات الثلاثة) مشروع الدولة الدرزية في ستينيات القرن الماضي.
"الحافلات سلكت طريقًا عسكريًا أنشأه جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد 8 ديسمبر داخل #سوريا".. دخول العشرات من رجال الدين الدروز السوريين إلى #الجولان المحتل لزيارة "قبر النبي شعيب"#فيديو pic.twitter.com/KmSuhZSh3h
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) March 14, 2025
زيارة دينيةمن جهته، رأى الناشط السياسي نضال عامر أنها مجرد زيارة دينية طقسية، لكن توقيتها يبدو مستفزا من الناحية السياسية، نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية.
إعلانوقال عامر للجزيرة نت إن "طائفة كل سوري شريف هي (سوريا)، وانتفاضة السويداء كانت بمثابة إعادة الروح للثورة السورية، ولم تحمل أي هتافات تدعو للطائفية أو التقسيم، بل شملت جميع أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم". وتابع "يفتخر أهالي السويداء بسوريتهم ووطنيتهم، وبأنهم جزء من النسيج السوري الواحد".
وتحظى المقامات الدينية -حسب أبو عامر- بمكانة خاصة لدى الطائفة الدرزية، وهي بالعشرات على امتداد الجغرافيا التي قطنها الدروز في بلاد الشام، و"تحاول إسرائيل الاستثمار السياسي داخل النسيج الدرزي الواحد، والعابر لحدود سايكس بيكو، وكسب ولائه لها، ولو تسوّلت ذلك من خلال النبي شعيب".