أعجبنى مسلسل «الخائن»، النسخة العربية المأخوذة من النسخة التركية، لأسباب متعددة، أهمها أنه يغوص فى النفس البشرية، موضحًا الإيجابيات والسلبيات بموضوعية وعمق شديد.
تدور الأحداث حول طبيبة أمراض نساء تعيش حياة هادئة مستقرة مع زوجها وابنها. هى سيدة تقليدية منظمة جدًا، شديدة الانضباط، لا تدخر جهدًا فى أن تُسيّر حياتها الأسرية كما يجب (من وجهة نظرها).
فجأة تكتشف شعرة شقراء على ملابس زوجها. تنقلب حياتها رأسًا على عقب، فتبدأ رحلة الشك فى تصرفاته حتى تتأكد من خيانته لها. تُفاجأ أن الفتاة التى يعرفها زوجها حامل منه، وأنه يسعى إلى عقد شراكة عمل مع والدها رجل الأعمال القوى!
تذهب بصحبة الزوج إلى منزل أسرة الفتاه، وتفضح علاقة الخيانة أمام الجميع، ومن هنا تبدأ مرحلة الطلاق، تليها رحلة انتقام من الفتاة وأسرتها، ونرى التأثير السيئ للأحداث على حياة ابنها المراهق!
والسؤال الذى أحب أن أطرحه هنا: هل كان من الأفضل أن تسيطر الزوجة على انفعالاتها وتستمر فى المحافظة على كيان الأسرة، متجاهلة الخيانة، حتى تمر النزوة ويعود الزوج لعقله؟ هل كان يمكن أن تفكر بموضوعية وتراجع نفسها لتعرف ما ينقصها لكى يرتبط بامرأة أخرى؟ هل الطلاق هو أفضل الحلول لها ولابنها أم كان من الأفضل تحكيم العقل؟ هل الانتقام من الزوج على حساب الابن أسعدها وأرضاها أم كان من الأفيد السعى لتحقيق علاقة متحضرة مع الزوج بعد الطلاق من أجل مصلحة الابن المراهق؟
أنا رأيى أن الزوجة الذكية القوية الصبورة الحنونة هى المصحة التى تشفى الزوج من عيوبه، فهى تستطيع أن تجعله يُسرع إلى بيته بدلًا من أن يهرب منها إلى المقهى أو إلى النادى، هى التى لا تصدمه برأيها فى وقت غير مناسب بأسلوب جامد يجعله يطفش إلى أى صدر حنون يجده حتى لو كان صدر والدته!
بعض الأزواج يهربون إلى أصدقائهم ليضحكوا.. لماذا لا تجعل الزوجة بيتها ضاحكًا باسمًا بدلًا من أن يكون كئيبًا متجهمًا؟ لماذا لا تحاول أن تفهم طباع زوجها وتختار الوقت المناسب لتقول له ما تريد؟
العيب الوحيد الذى لا يمكن للزوجة أن تُصلحه هو البخل.. فهذا مرض عضال لا يمكن الشفاء منه!.
صفية مصطفى أمين – المصري اليوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
أسرار مذهلة بعد تشريح بقايا حيوان منقرض منذ 130 ألف سنة.. ما الذى تم اكتشافه؟
نجت بقايا أنثى الماموث "إيانا" من قسوة الزمن، بعد أن أصبح جسدها بعد الموت مدفون في الجليد الدائم بساخا الروسية لآلاف السنين.
وقد كشف ذوبان الجليد – الناتج عن التغير المناخي – عن جثتها المحنطة بحالة مذهلة من الحفظ.
داخل أحد المختبرات في أقصى شرق روسيا، يعمل العلماء على تشريح جثة "إيانا"، التي عُثر عليها العام الماضي.
ويُعد هذا الاكتشاف فريداً من نوعه، نظراً لحالة الحفظ النادرة التي ظهرت بها: جلدها البني الرمادي لا يزال مكسوًا ببعض الشعر، وجذعها المجعد منحني باتجاه فمها، كما أن تجاويف عينيها وأطرافها تحتفظ بتشابه واضح مع الفيلة المعاصرة.
فرصة لدراسة ماضي الكوكبيصف أرتيمي غونتشاروف، رئيس مختبر الجينوميات في معهد الطب التجريبي بسانت بطرسبرغ، هذا الاكتشاف بأنه "فرصة لدراسة ماضي كوكبنا".
ويبلغ طول إيانا نحو مترين وارتفاعها عند الكتفين 1.2 متر، بينما يقدر وزنها بـ180 كيلوجراما، ويعتقد العلماء الروس أنها قد تكون إحدى أفضل عينات الماموث المحفوظة التي تم العثور عليها حتى اليوم.
اكتشاف استثنائي في متحف الماموثشهد متحف الماموث في ياكوتسك عملية التشريح في نهاية مارس، حيث ارتدى العلماء ملابس وقاية كاملة أثناء فحص الجزء الأمامي من الجثة واستمرت العملية لساعات طويلة، تم خلالها جمع عينات من الأنسجة والأعضاء المختلفة.
بحسب غونتشاروف، فقد حفظت العديد من الأعضاء والأنسجة بحالة ممتازة، من بينها المعدة، والأمعاء، والقولون ، و تعد هذه الأجزاء مهمة للغاية لأنها تحتفظ بكائنات دقيقة قديمة يمكن دراستها لفهم تطورها مقارنة بالكائنات الحالية.
خلال العملية، تم تقطيع الجلد بالمقص، وشق الجوف باستخدام مشرط، ثم جُمعت الأنسجة ووضعت في أوعية محكمة التحكيم لتحليلها لاحقا في المقابل، ظلت الأجزاء الخلفية من الجثة مغروسة في التربة السيبيرية، التي منحتها رائحة تشبه مزيجاً من اللحم المحفوظ والتربة المخمرة.
الاهتمام بالبكتيريا والأعضاء التناسليةيركّز العلماء أيضاً على فحص الأعضاء التناسلية لـ"إيانا" بهدف دراسة نوع البكتيريا الدقيقة التي عاشت في جسدها، وهو ما قد يوفر مؤشرات مهمة حول بيئتها وتكوينها الحيوي، كما يوضح أرتيوم نيدولويكو، مدير مختبر علم الجينوم القديم.
عمر مذهل وأصل غامضفي البداية، قدر العلماء عمر الجثة بـ50 ألف سنة، لكن بعد تحليل طبقة التربة التي عُثر عليها فيها، تبين أن "إيانا" عاشت قبل أكثر من 130 ألف عام، بحسب ماكسيم تشيبراسوف، مدير متحف الماموث في الجامعة الفيدرالية الشمالية الشرقية.
أما من الناحية البيولوجية، فيُعتقد أن "إيانا" كانت تبلغ أكثر من عام عند وفاتها، بناء على ظهور سن الحليب لديها، لكن السبب الحقيقي لنفوقها لا يزال مجهول.
ويُشير تشيبراسوف إلى أن "إيانا" عاشت في زمن لم يكن البشر قد وصلوا فيه بعد إلى سيبيريا، إذ لم يظهروا في هذه المنطقة إلا بعد نحو 28 إلى 32 ألف سنة.
ثلاجة طبيعية للكائنات المنقرضةيكمن سر هذا الحفظ الاستثنائي في التربة الصقيعية، التي تبقى متجمدة طوال العام وتعمل كثلاجة طبيعية تحفظ أجساد الحيوانات المنقرضة. لكن ظاهرة الاحترار المناخي بدأت تتسبب في ذوبان هذا الجليد، ما سمح باكتشاف جثة "إيانا".
ويحذر غونتشاروف من أن هذا الذوبان لا يكشف فقط عن مخلوقات من عصور ما قبل التاريخ، بل قد يطلق أيضاً كائنات دقيقة ضارة، بعضها قد يكون مسبباً للأمراض، مما يسلط الضوء على جانب آخر من المخاطر البيولوجية المرتبطة بتغير المناخ.