هناك صعوبات تعترض استئناف الحوار بين سوريا وبقية الدول العربية. حول ذلك، كتب الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية، دميتري بولياكوف، في "إزفيستيا":
في بداية العام 2024، وقع حدثان دبلوماسيان مهمان في سوريا. ففي 30 كانون الثاني/يناير، تم تعيين أول سفير لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ 13 عاماً، وهو حسن أحمد الشحي.
في ربيع 2023، فتحت "العائلة العربية" أبوابها أمام سوريا. سار التطبيع بوتيرة سريعة. كان من المفترض أن يبدأ تدفق الاستثمارات من الممالك العربية، إنما ذلك لم يتحقق.
ناقشت دوائر الخبراء سيناريوهات تقليل ظروف عودة دمشق إلى الحضن العربي من نفوذ روسيا وإيران في الجمهورية العربية السورية. ومع ذلك، فإن هذا لم يحدث.
فأولاً، لم يكن هناك إجماع عربي حول إعادة سوريا إلى "الأسرة العربية". فقد طُرحت شروط معينة على السلطات السورية، وخاصة من المملكة العربية السعودية. وتم حصر المطالب في ثلاثة مجالات (إنسانية وسياسية وأمنية) وهي تتعلق بالقضايا التالية: عودة اللاجئين، وإجراء إصلاحات سياسية، واستئناف عمل اللجنة الدستورية، وإجراء تغييرات على القانون الأساسي للبلاد؛ ومكافحة التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات، وانسحاب القوات الأجنبية. ومن المهم التأكيد على أن النقطة الأخيرة تهدف بشكل مباشر إلى الحد من نفوذ إيران. تبين أن سقف الشروط المشار إليها مرتفع للغاية، وهذا ما حد من تطوير العلاقات.
منذ الصيف، توقفت عملية التطبيع. والسبب عدم تلبية الحكومة السورية حتى لبعض هذه المطالب.
وتشير الأخبار الحالية حول تعيين سفير الإمارات والقائم بالأعمال السعودي إلى أن هناك تقدما في استيفاء شروط محددة. من الواضح أن دمشق قررت تقديم تنازلات. الموضوع الرئيس على جدول الأعمال هو مكافحة التهريب عبر الحدود، وبالدرجة الأولى المخدرات.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار سوريا بشار الأسد جامعة الدول العربية دمشق
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تعتزم إيفاد مبعوث إلى دمشق للقاء الإدارة الجديدة وممثلي الأطياف الأخرى
سوريا – كشف مصدر دبلوماسي عربي عن توجه جامعة الدول العربية نحو إيفاد مبعوث خاص إلى دمشق بهدف استكشاف الأوضاع وعقد لقاءات مع الإدارة الجديدة وممثلي الأطياف الأخرى في البلاد.
وقال المصدر الدبلوماسي لصحيفة “الشرق الأوسط”: “في ظل التطورات الأخيرة في سوريا، فإن هناك اتجاه داخل الجامعة العربية لإيفاد مبعوث خاص إلى دمشق، بهدف فتح قناة اتصال مع السلطات الجديدة، والاستماع لرؤيتها، ووضعها في صورة ميكانيزمات عمل الجامعة، وعلاقتها بسوريا”.
وأشار المصدر إلى أنه لم يتم تحديد موعد الزيارة الاستكشافية بعد، لا سيما أنه لم يتم الاستقرار بعد على شكلها وطبيعتها وإن توافقت الرؤى نحو تنفيذها، لافتا إلى أنها لن تكون قاصرة على لقاء السلطات الجديدة في سوريا، بل ستمتد لعقد اجتماعات مع مختلف مكونات المجتمع السوري.
وأضاف: “من بين أهداف الزيارة المعتزم تنفيذها العمل على تقديم قراءة أمينة بشأن الوضع في دمشق وتصورات الإدارة الجديدة لعواصم عربية أخرى في شمال إفريقيا خارج لجنة الاتصال المعنية بسوريا”.
يشار إلى أن مجلس وزراء الخارجية العرب أقر في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو 2023 عودة سوريا لمقعدها بالجامعة.
وتضمن القرار تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، لمتابعة تنفيذ “بيان عمّان”، والاستمرار في الحوار المباشر مع الحكومة السورية للتوصل لحل شامل للأزمة السورية وفق منهجية “خطوة مقابل خطوة”.
وحول ذلك قال المصدر الدبلوماسي إن “الوضع مختلف الآن، بعد سقوط نظام بشار الأسد، وبالتالي فهدف اللجنة المعنية بسوريا تغير وأصبح مساعدة السوريين في الوضع الجديد”.
المصدر: الشرق الأوسط