لبنان ٢٤:
2024-10-02@03:30:46 GMT

مليارات الدولارات تحت نيران حزب الله.. أين وكيف؟

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

مليارات الدولارات تحت نيران حزب الله.. أين وكيف؟

رغم عدم وجود أيّ بوادر إيجابية على صعيد المقترح الأميركي المرتبط بـ"وقف الحرب" عند جبهة لبنان ضد إسرائيل، تبرزُ قضية أساسية ترتبطُ بـ"المواجهة المالية" التي سيخوضها "حزب الله" في وجه الجيش الإسرائيلي والتي كرست نفسها واقعاً في الوقت الراهن من خلال الميدان العسكري.
من يقرأ التقارير الإسرائيليّة بشأن الخسائر الإقتصادية التي تكبدتها المُستوطنات جراء المواجهات "المحدودة" مع لبنان، سيلاحظ تماماً أن هناك خسائر ضخمة باتت أمراً ملموساً من جهة أخرى، فإنّ ما قد يلاقيه الجيش الإسرائيلي من خسائر ميدانية سيكون له تأثير كبير على ميزانياته العسكرية مقارنة بـ"حزب الله".

. فكيف ذلك؟
في حديث عبر إذاعة "103" الإسرائيلية، دعا العقيد (إحتياط) كوبي ماروم، الخبير في شؤون الأمن القومي والساحة الشمالية في إسرائيل، إلى تجنب حرب شاملة مع "حزب الله" قد الإمكان، ويقول: "بعد القتال العنيف الذي خاضه الجيش الإسرائيلي في غزة، يتعين علينا تجنب حرب شاملة في الشمال قدر الإمكان. لا يمكن لهذه الدولة والجيش الإسرائيلي أن يشنوا مثل هذه الحروب الضخمة الواحدة تلو الأخرى".
في خلفية هذا الكلام، لا يمكن إغفال أبداً أهمية المعطى العسكري الإسرائيلي الذي قد يتأثر خلال أي مواجهة. أولاً، المواقع التي يديرها العدو الإسرائيلي عند أطراف الحدود مع لبنان تتضمن بنى تحتية بملايين الدولارات، هذا فضلاً عن الشريط التقني مع لبنان والذي كلف إسرائيل نحو مليار دولار.
في حال تضررت هذه المواقع، عندها فإن الخسائر المالية التي ستطالُ إسرائيل ستكون باهظة وغير محدودة، هذا ناهيك عن الضربات الأخرى التي قد تتلقاها الآليات العسكرية والدبابات وناقلات الجند.
إذاً، يمكن لكل هذه المعطيات أن تُشكل هاجساً كبيراً لتل أبيب في حال قررت شنّ حرب، كما أن المشكلة التي تواجهها ترتبط بأن الجيش الإسرائيليّ من الجيوش النظامية، وبالتالي مهما "شطح" كثراً باتجاه لعبة "حرب العصابات"، ستبقى هناك أسس واضحة تشير علناً إلى هوية الجيش الظاهرة والتي يمكن استهدافها بسهولة عبر بنيته العلنية.
المفارقة هنا هي أن "حزب الله" وخلال استهدافاته الأخيرة، لم يعمل فقط على تحقيق "إستهدافات عسكرية" فحسب، بل قصف أيضاً مبانٍ سكنية يتحصن فيها جنود إسرائيليون. الضربة هنا مدنية – عسكرية، وحتى لو لم يكن الهدف بمثابة ثكنة عسكرية مجهزة بمعدات تقنية، إلا أنه يشكل خسارة لأصحابه أولاً وثانياً للجيش الإسرائيلي من حيث الفاتورة البشريّة.
ماذا عن "حزب الله"؟
عسكرياً، المواقع التي يديرها "حزب الله" ليست ظاهرة، في حين أن المنازل التي يتحصن بها عناصره في الجبهة مدنية بالدرجة الأولى، لكنها لا تُمثل هدفاً أساسياً، بمعنى أنها لا تضم بنى تحتية مهمة يمكن أن تؤثر على الحزب أو "تُفرمل" قدرته على التحرك العسكري. وعليه، فإن خسائر الحزب مالياً من هذه البوابة محدودة، فهو لم يخسر مخازن صواريخ أساسية ثمنها يُعتبر باهظاً، حتى وإن طالت بعض الغارات مراكز قيل أنها عسكرية وتابعة لـ"حزب الله".
الضربة الأكبر التي قد ينالها الحزب مالياً من البوابة العسكرية لا تحصل إلا من خلال استهداف المخازن التي يخزن بها أسلحته. وخلال حرب تموز عام 2006، ورغم الحرب التي شنتها إسرائيل ضد لبنان، تبين أن الحزب لم يخسر عتاده ولا أسلحته، وبالتالي فإن الترسانة الموجودة تحت الأرض تحمي كل ما يمتلكه الحزب، على عكس الإسرائيلي الذي لديه مراكز أمنية علنية يمكن استهدافها بسهولةٍ تامّة.
إزاء ذلك، فإن الحرب الإستخباراتية التي تخاض ضد الحزب ترتكز على ضرورة تجفيف "الينابيع المالية" بمعزل عن الحرب. وأصلاً، فإن هذه المعركة مستمرة منذ سنوات وليست وليدة اليوم. الأمر هذا بديهي في إطار المواجهة، لكن قوة "حزب الله" تتمثل بقدراته العسكرية، وطالما أن الأخيرة محصنة، طالما أن الأمور المالية ستكون تحت السيطرة، وهناك آلاف الطرق لحمايتها وتوفيرها.
أمام كل هذه المشهدية، فإنّ إسرائيل ومن خلال مساعيها لإستهداف "حزب الله" وإبعاده عن الحدود أولاً، وتدمير قدراته العسكرية ثانياً، تحتاج إلى إستثمارات مالية ضخمة، سواء من خلال التكنولوجيا أو الأسلحة المستخدمة. في المقابل، فإن الحزب وبصواريخ عديدة لديه، يمكن أن يدمر ثكنات إسرائيلية أو أن يلحق الضرر بمراكز عسكرية ضخمة، فضلاً عن أن باستطاعته أيضاً أن يضرب البارجات الإسرائيلية في عرض البحر بواسطة قذائف معدودة، بينما الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية هي التي تتطلب أموالاً كثيرة، والمثال على ذلك "القبة الحديدية" الإسرائيلية التي تبين أنها فشلت في اعتراض مختلف صواريخ الحزب.
إذاً، في خلاصة القول، يتبين أن المعطى الإقتصادي يندمج في المعركة العسكرية، فلا يمكن فصل الأول عن الأخير.. وما يبقى الآن هو معرفة آفاق كل المعارك الميدانيّة والتوجهات القائمة ليبنى الواقع المنتظر عليها.. فماذا سيحصل؟ فلننتظر ونُراقب.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله من خلال

إقرأ أيضاً:

متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان

يرى محللان عسكريان أن العملية البرية المحتملة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان قد تكون وشيكة، غير أن توقيتها وطبيعتها يخضعان لعوامل ميدانية وإستراتيجية متعددة.

ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين أن إسرائيل تستعد لاجتياح "وشيك" للبنان، وسط قلق أميركي من توسع نطاق الحرب، ودعوات بريطانية وفرنسية إلى عدم شن هجوم بري على لبنان.

وفي تحليل للمشهد العسكري، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن العملية قد تنطلق في غضون ساعات أو أيام، وهي مرهونة بالظروف الميدانية والموضوعية واستكمال التحضيرات اللازمة.

ويتوقع الدويري أن تتخذ العملية شكل مناورة متعددة الأبعاد، تشمل هجوما رئيسيا وآخر ثانويا، إضافة إلى هجوم مساند، في إطار ما يعرف بالعمليات العسكرية المشتركة.

ويفصّل الدويري سيناريو محتملا للعملية، حيث تبدأ بقتال في الجبهة الأمامية، مع احتمال تنفيذ عمليات إنزال في العمق وهجوم مساند في محور آخر.

هجوم ثانوي

ويرجح الدويري أن يكون الجهد الرئيسي والهجوم الأساسي في المنطقة الوسطى بين بنت جبيل وعيتا الشعب وحولا، مع إمكانية تعزيز الهجوم الثانوي من البحر، مصحوبا بعمليات إنزال وحملة جوية واسعة النطاق.

وفيما يتعلق بعمق العملية، يشير الدويري إلى وجود عوامل ضاغطة على جيش الاحتلال قد تدفعه لتوسيع نطاق العملية، فحتى لو بدأت العملية بعمق 5 كيلومترات، فإن العقيدة العسكرية الإسرائيلية تدعو إلى تعزيز النجاح وتطويره، مما قد يؤدي إلى توسيع العملية وصولا إلى نهر الليطاني في حال تحقيق نجاحات أولية.

ويلفت الدويري الانتباه إلى أهمية الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى التي يمتلكها حزب الله، والتي قد يصل مداها إلى ما يتجاوز 300 كيلومتر/ويعتقد أن إسرائيل تستهدف مناطق التكديس والمصانع والمستودعات المرتبطة بهذه الصواريخ، خاصة في مناطق شمال بعلبك وقرب الهرمل.

كما يشير الدويري إلى هدف العمل خلف خطوط العدو، وهو تحديث بنك المعلومات الاستخباراتية، خاصة في ضوء التطورات الأخيرة والتغيرات المحتملة في الخطة الدفاعية لحزب الله.

من جانبه، يركز العميد إلياس حنا على الانتشار العملياتي لحزب الله، مشيرا إلى أهمية مناطق نصر وعزيز وبدر كمركز للتماس الأساسي، ويرى أن المعركة الحاسمة ستكون بين منطقتي نصر وعزيز، حيث يعتمد حزب الله على الدفاع الإستراتيجي لحماية منظومته الصاروخية.

عمق العملية

ويعتقد حنا أن جيش الاحتلال لن يقبل بالدخول في حرب وفق شروط حزب الله، مشددا على أن عمق العملية سيعتمد على رغبة إسرائيل في كسب الوقت والمساحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المتزايدة كلما توغلت القوات.

ويرى حنا أن توغل القوات الإسرائيلية وبقاءها في الأراضي اللبنانية قد يحولها إلى أهداف سهلة، فضلا عن حاجتها إلى نشر عدد كبير من الوحدات للحفاظ على وجودها، كما يشير إلى أن هذا التوغل سيعيد الشرعية لحزب الله كحركة مقاومة ضد الاحتلال.

ويقارن حنا بين الوضع الحالي وحرب 2006، مشيرا إلى الاختلافات في الجهوزية والتحضيرات، ويستذكر معركة وادي الحجير، حيث تكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة دون تحقيق أهدافها.

ويؤكد أن نجاح العملية الحالية سيعتمد بشكل كبير على مدى استعداد حزب الله وتحضيره لأرضية المعركة للقتال التراجعي والدفاع المرن.

كما يلفت حنا الانتباه إلى الاختلافات بين البيئة التي سيواجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان مقارنة بما واجهه في قطاع غزة، مؤكدا على الطبيعة الجبلية للأرض اللبنانية وتأثيرها على سير العمليات.

مقالات مشابهة

  • نيران إسرائيل تتسلل إلى قلب لبنان.. الاحتلال يتوسع في ضرباته على الجنوب
  • بيان جديد بشأن مراكز الايواء التي يمكن أن تستقبل النازحين
  • نيران تتسلل إلى قلب لبنان.. تصعيد خطير ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • دمُ السيد نصر الله.. وحتميةُ زوال الكيان الإسرائيلي
  • هكذا وصل الصاروخ الإسرائيلي إلى نفق نصرالله.. تقارير جديدة!
  •  متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
  • متى وكيف سينفذ الاحتلال عمليته البرية بجنوب لبنان؟ الدويري وحنا يجيبان
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • إسرائيل تلجأ للعمليات القذرة للتغطية على الهزيمة العسكرية والاستراتيجية
  • سيناتور: الأمريكيون يشككون في جدوى مواصلة دعم أوكرانيا بعد إهدار مليارات الدولارات عليها بلا فائدة