محسن أحمد مدير التصوير : التكنولوجيا ظلمت الموهوبين
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
دعاء والدتى سر نجاحى.. وشعارى ذاكر تنجح
حكاية «البسبوسة بالمكسرات» مع الزعيم عادل إمام.. ومسدس الإضاءة مع فريد شوقى
نور الشريف بمهارات التصوير.. عمر الشريف وجلوسه على باب البلاتوه
«زوجة رجل مهم.. ناصر 65» فى حياته الشخصية
قضى أستاذ التصوير فى مصر، الدكتور محسن أحمد، حياته وسط منطقة روحانية خرج منها أساتذة وفنانون وعباقرة فى جميع المجالات، لم يكن يعلم أنه ذات يوم سيقف وراء كاميرا تصور عباقرة ونجوم الفن فى مصر والوطن العربى، كانت دعوات والدته سلاحاً لمواجهة الإحباط وتمسكه بتحقيق النجاحات، نشأته فى حارة عنايت بحى السيدة زينب تحديداً بالعقار رقم 20 سجلت له أول سطور التعلق بالفن، خاصة أنه يجاور الفنان القدير نور الشريف الذى كان يسكن فى العقار رقم 16 لنفس الحارة، تلك الحوارى فى قلب حى السيدة زينب احتوت ذكريات الطفولة لنجوم وعباقرة ما زالوا يتمسكون بالمنطقة حتى الآن.
من وحش الشاشة فريد شوقى مروراً بالعباقرة عمر الشريف- نور الشريف- محمود ياسين- محمود عبدالعزيز- أحمد زكى- عادل إمام، جميع هؤلاء الفنانين الذين حفروا أسماءهم فى تاريخ الفن المصرى، كانت لهم كواليس خلف الكاميرا لا يعرفها سوى الذين عاشوا تلك المواقف أثناء التصوير.
حفر هؤلاء العباقرة هويتهم الجماهيرية أمام الشاشة من خلال أعمالهم الفنية المميزة التى تعرض حتى الآن، ولكن يحتفظ كل فنان بشخصية مستقلة خاصة بين جدران البلاتوه ومع فريق العمل.. «هنا» يظهر تقمص أحمد زكى المميز لشخصية ودور البطولة، وتعاونه الراقى مع فريق العمل، كما تظهر طيبة وتواضع «عمر الشريف» وتركيزه الشديد أثناء التصوير، اما خفيف الظل «محمود عبدالعزيز» فكان يملأ موقع التصوير بالسعادة والفكاهة. وخلف الكواليس أيضاً، يظهر حب واهتمام نور الشريف بمهارات التصوير، كما تظهر جدية الزعيم عادل إمام فى لوكيشن التصوير وتعاونه مع جميع فريق العمل من أصغر فرد حتى المخرج.
استعاد الدكتور محسن أحمد، المخرج وأستاذ التصوير فى مصر والوطن العربى، شريط الذكريات فى حواره لـ«الوفد»، وكشف لنا كواليس «ما وراء الكاميرا» تنشر لأول مرة لعباقرة الفن ونجوم السينما، من فريد شوقى، عمر الشريف، محمود ياسين، محمود عبدالعزيز، أحمد زكى، نور الشريف، عادل إمام، مواقف خاصة جمعت أستاذ التصوير فى مصر بهؤلاء النجوم ظهرت خلالها شخصيات نجوم الزمن الجميل الحقيقية، كما طرح رؤيته فى التصوير الحالى باستخدام معدات وأجهزة حديثة، إضافة إلى كشفه طرق الاستفادة من التطوير التكنولوجى والعصر الحديث للاستفادة منه لإنتاج «صورة بـ100 كلمة» وإلى نص الحوار..
- التطور التكنولوجى فى العصر الحديث، خاصة فى مجال التصوير والمعدات، له أضرار ومنافع، حيث سهل عملية التنفيذ بعد أن كان فى القرن الماضى وقبل إنتاج المعدات الحديثة مذاكرة جيدة قبل عملية التصوير، من الزوايا ووقت التصوير وغيره من الأمور التى كانت تأخذ وقتاً طويلاً لتنفيذ صورة حقيقة لا تحتاج إلى تدخل لعمل تعديلات وتغيير الإضاءة وغيره من الأمور الحديثة فى البرمجة التى سهلت لكن الأسوأ أنها صنعت شيئاً من المساواة بين الموهبة الحقيقية وأى شخص عادى.
واستطرد، حديثه، حالياً أى مصحح ألوان شاطر قادر يصل بالصورة إلى مستوى الموهوب الذى بذل جهداً لالتقاط صورة، ومع ذلك فإن الموهوب دائماً له رؤيته لأن الحصول على صورة سليمة تحتاج إلى مذاكرة وتحضيرات جيدة واختيار الزاوية ووقت التصوير ودراسة موقع التصوير بدرجة 360 فى محيط مكان التصوير لاختيار أفضل صورة.
التحضيرات أهم من التصوير، والمذاكرة الجيدة قبل تنفيذ الفكرة مهم جداً، واستشهد بتفاصيل فكرة وتنفيذ كليب «قولى أحبك» للفنان كاظم الساهر الذى حقق نجاحاً كبيراً، معلقاً: «فكرة تنفيذ الكليب كانت وسيلة النجاح.. كان التصوير فى باريس، واعتاد الفنان كاظم الساهر الظهور بالشكل الفورمال فى الزى، حددنا الهدف من الفيديو من الفورمال لـ«كيف يصل إلى قلوب الناس»، فكان «الفرح» وسيلة البهجة والفرح لدى الجمهور، والذى يعد الداعم لتحقيق الهدف من فكرة الأغنية، كما اعترضت على اختيار الموديلز الفتيات فى الكليب من باريس، لأنك بهذه الصورة لا تصلح للوصول بالفكرة إلى الجمهور العربى؛ وبلغتهم بأننى أريد ملامح شرقية للوصول إلى قلوب الناس، ومن هنا كان النجاح الذى حققه كليب «قولى أحبك»، أؤكد أن التحضيرات للفكرة وتحديد الهدف من التصوير يسهل عليك الطريق للنجاح.
مقولة «التحضير أهم من التصوير»، كانت لأستاذى عبدالعزيز فهمى مدير التصوير المصرى الذى رحل عن عالمنا فى مارس 1988، بعد أن وقف خلف الكاميرا أكثر من خمسة وأربعين عاماً، وهو إنك ازاى توصل الصورة لأحسن شكل ممكن يعبر عن هدف الصورة وكأنها تتحدث عن نفسها، فضلاً عن أن يوم التصوير مكلف جداً، والعمل يكون بسرعة لإنجازه، ولن يكون فى اهتمام بالصورة والزاوية بالقدر الكافى، لذلك التحضير قبل التصوير سيحدد أفضل زاوية وتوقيت، ويوفر الجهد الذى يبذل أثناء يوم التصوير.
تقمص الشخصية لأحمد زكى فى «زوجة رجل مهم.. وناصر 56»
كشف أستاذ التصوير الدكتور محسن أحمد، كواليس وتفاصيل ما خلف الكاميرا، أثناء تصوير فيلم «زوجة رجل مهم» للفنان القدير أحمد زكى الذى حقق نجاحاً كبيراً لسنوات طويلة جداً، قائلاً: «كان ليا الشرف أن أكون ضمن صناع فيلم «زوجة رجل مهم» للعبقرى أحمد زكى، والفضل الأكبر كان للمبدع المخرج محمد خان صاحب الرؤية، وكنت مديراً لتصوير الفيلم، حيث إن العمل بجوار كوكبة من المبدعين، مثل المخرج محمد خان- رحمة الله عليه- ورؤوف توفيق، مهندس ديكور، وأنسى أبوسيف الذى يعد أحد أهرامات صناعة الفن فى مصر، وجمعنى به عدد من الأعمال الفنية كزوجة رجل مهم، الكيت كات، المطارد، حصلت كلها على جوائز أفضل تصوير، لافتاً إلى أن العمل الجماعى يصنع النجاح.
وأكثر ما كان لافتاً للنظر هو قدرة أحمد زكى على التقمص الرهيب لشخصية الضابط وكأنه كان يعيش الشخصية الحقيقية، فهو فنان صادق مع نفسه والحقيقة كان أحمد زكى، بحكم التعامل المباشر معه، يعيش الدور بنسبة 1000%، وفى عام 1996، كنت مرشحاً لتصوير فيلم ناصر 56، ولسوء الحظ فى حينها كنت مرتبطاً بأعمال أخرى، وخلال تصوير الفيلم فى استوديو النحاس، كنت معيداً فى معهد السينما الذى كان على بعد خطوات من استوديو النحاس، قلت اروح أهنئ فريق العمل والفنان أحمد زكى، ووصلت وقدمت السلام على الفنان أحمد زكى، وكان بيسلم عليا بشكل نمطى جداً غير معتاد عليه فى التعامل معه من قبل، أخد باله، رد قال لى «يا محسن.. أوعى تكون زعلت منى.. أنت مش بتسلم على أحمد زكى.. أنت بتسلم على سيادة الرئيس جمال عبدالناصر»، ذلك الموقف يدل على قوة تقمص ومعايشة الشخصية بشكل مميز كان ينفرد به العبقرى أحمد زكى.
- كنا بنصور فيلم الأراجوز، ومعتاد على الفنانين وجودهم فى مكان التصوير قبل بدء التصوير بوقت قصير، وعند ذهابى إلى الاستوديو، وجدت الفنان البسيط الراقى عمر الشريف وهو يرتدى زى «الفلاح» الشخصية التى يجسدها جالساً على باب الاستوديو يراجع دور «محمد جاد الكريم» فى الأراجوز، حيث إنه كان دقيقاً جداً فى عمله ودوره، بالإضافة إلى أنه حريص على الاهتمام بالبسطاء فى البلاتوه من أصغر عامل لأكبر فرد فى فريق العمل.
وأتذكر كان القدير عمر الشريف له رأى خاص تحدث فيه أن الفنان أحمد زكى، لو كان يحمل اللغات الأجنبية وقتها كان هيكون «فيلم زوجة رجل مهم»، فى موسكو ينافس الأفلام العالمية، ويكون ممثلاً عالمياً.
- «ارتبطت مع الفنان القدير نور الشريف، فى عدد كبير من الأعمال الفنية، خلال تصوير فيلم ناجى العلى، إخراج الراحل الرائع عاطف الطيب، فى لبنان، كانوا يلقبونى «أخ لنور الشريف»، رغم ظاهرياً مختلفين فى الملامح، ولكن تأثير أننا أولاد حى واحد وشارع واحد فى السيدة زينب بالقاهرة، حيث نشأة الفنان نور الشريف- رحمة الله عليه- فى شارع عنايا متفرع من بورسعيد السيدة زينب، بمنزل رقم 20، ومنزلى كان رقم 16، أجواء جيرة قبل العمل الفنى، وكان يشعرنى أنه أخ كبير لى، حيث إنه دفعة شقيقى الأكبر لواء متقاعد محمد أحمد، وزامله فى لعب كرة القدم بالحارة».
واستطرد، «نور الشريف كان يجيد فهم فين التصوير جيداً ويهوى التصوير ويمتلك كاميرا تصوير سينمائى فى مكتبه بشارع رمسيس، وصورنى خلال مشاركتى معه فى أحد الأفلام وكان محترفاً للتصوير بشكل جيد ولديه علم بعدسات الكاميرات بشكل جيد، ويفهم تقنية صناع السينما والإخراج، وأضافت كل هذه المهارات له كممثل جعلته نجم قدير.
وعن ذكرياته مع محمود ياسين، علق قائلاً: «أنه الفنان صاحب الأداء والصوت المميز المؤثر، عندما تذكر اسمه لابد أن تنحنى له احتراماً لموهبته وقدراته المميزة، وقدمنا معاً أفلاماً عديدة منها «الكماشة والوعد»، وكان ينير الاستوديو بالتزامه الشديد فهو أو من يحضر إلى اللوكيشن.
- «كان الفنان محمود عبدالعزيز- رحمة الله عليه- خفيف الظل ويمتاز بأدائه الرائع، خاصة فى دور الشيخ حسنى بفيلم الكيت كات الذى جمعنى العمل معه فيه، وكان ظاهرياً يبدو على الفنان محمود عبدالعزيز، عدم الجدية الشديدة، والاهتمام المبالغ فيه، أما داخلياً كان يهتم بتجسيد الشخصية والذى حصل عليه جوائز كثيرة، كان يملأ اللوكيشن بالسعادة والضحك حتى لو كان الفيلم سياسياً أو وثائقياً إلا أنه خلف الكاميرا كان يمزح مع جميع فريق العمل ويعشق الكوميدية، فضلاً عن إصراره لخلق بهجة فى مكان التصوير.
- يعود بالذاكرة لسنوات مضت ويحكى، «تتفرج عليه كان يضرب العصابات ووحش الشاشة المصرية فعلاً تخاف منه، بـ«كف يبططك» ومع ذلك كان كثير الهزار خلف الكاميرا مع فريق العمل، أتذكر أثناء تصوير فيلم «عندما يأتى المساء» بطولة الفنان فريد شوقى، إخراج هانى لاشين، فى ذلك الوقت استخدمت جهازاً لقياس الضوء على وجه الممثل أو الديكور عن بعد وكان على شكل «مسدس»، تقنية حديثة فى ذلك الوقت بعد شرائى الجهاز من ألمانيا، وأثناء استخدامى لهذا الجهاز من مكان التصوير، كان فريد شوقى معتاداً أن مدير التصوير يعمل بجهاز آخر، يقيس الضوء من نقطة سقوط الضوء، وجهت الجهاز على الفنان فريد شوقى لقياس نسبة الضوء، وكان رد الفعل، عمل حركة كأنه هيوقع على الأرض ويخبى وجهه وقال «يا ساتر يا ساتر» كأن حد هيضربه بالنار، وانهال كل الموجودين فى الاستوديو بالضحك، ذلك الموقف تعبير عن أن الفنان القدير فريد شوقى روحه طيبة وجميلة وسط فريق العمل خاصة فى مكان التصوير.
- جمعتنى أعمال فنية عديدة مع الزعيم عادل إمام، منها: «الزهايمر، النوم فى العسل، هاللو أمريكا»، وغيرها من الأعمال، لقد تتلمذ على يد الأستاذ فؤاد المهندس وأقل ما يقال إنه ورث لقب «الأستاذ»، إضافة إلى اهتمامه الكبير بالتعاون مع فريق العمل أثناء التصوير.
- وعن كواليس وجود الزعيم فى كواليس الأعمال الفنية، أكد الدكتور محسن أحمد، «كان شديد الانضباط والالتزام ويعطى العمل والتصوير اهتماماً كبيراً، وعلى الرغم من تقديمه أعمالاً كوميدية إلا أنه خلف الشاشة جاد جداً فى التعامل مع الفريق، إضافة إلى تعامله مع الزملاء الشباب أكثر ويقدم كل المعونة والمساعدة الفنية.
أما على المستوى الإنسانى، فكان تعامل الزعيم مع عامل الإضاءة مثله تماماً مثل مدير التصوير، لا تفرقة فى التعامل، الأمر الذى يدفع جميع المتعاونين معه لتقديم أفضل ما لديهم من موهبة، سواء تصوير أو إخراج أو من زملائه فى الوسط الفنى.
ويحكى عن الزعيم وراء الكاميرا.. وحكايته مع حلوانى الحلمية، قائلاً: «يربطنى مع الزعيم غير الأعمال الفنية، أننا أبناء منطقة واحدة، الزعيم من حى الحلمية القديمة وأنا من السيدة زينب، واعتاد جميع العاملين المتعاونين معى فى الأعمال الفنية أن أشترى لهم بسبوسة بالمكسرات من الحلمية، وكان الزعيم معتاداً على تناولها فى كل الأعمال التى جمعتنى معه».
واستكمل محسن، حديثه: فى أحد أسابيع تصوير فيلم الزهايمر، استدعانى الزعيم عادل إمام، وسألنى.. أى يا محسن انا زعلتك فى حاجة ولا أى؟، لا يا أستاذ عادل ليه بس؟، أجاب وقال: «فين البسبوسة بالمكسرات اللى اتعودنا عليها»، وقال معلقاً: من وقتها أصبحت البسبوسة بالمكسرات علامة مسجلة فى أى عمل يجمعنى مع الزعيم عادل إمام.
- هناك العديد من المخرجين والمصورين المحترفين الموهوبين فى مصر، وأخص بالذكر المخرج محمد ياسين، أحد موهبى السينما المصرية الحديثة، الذى شاركت معه أفلام «دم الغزال والوعد»، وحصلت على جوائز أفضل تصوير بالمهرجان القومى للسينما. لافتا إلى أنه يمزج الخبرات مع حيوية الشباب ويصنع الكثير من النجاح، وأيضاً الجمع بين مصور محترف ومخرج هاوٍ أو العكس يحقق نجاحات كبيرة، ولابد أن نحافظ على دور الفنون فى بناء المجتمعات.
- دعوات والدتى كانت سلاحاً قوياً لتحقيق النجاح الذى وصلت إليه، ووقوفى خلف الكاميرا لتصوير هذه الأسماء الكبيرة من الفنانين وعباقرة السينما، وأضاف لمحسن أحمد فى حياته الفنية والشخصية أيضاً، فضلًا عن أننى قضيت حياتى فى التصوير والعمل على التطوير المستمر لمهارات فن التصوير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التصوير مصر الدكتور محسن أحمد جميع المجالات الزعیم عادل إمام محمود عبدالعزیز الأعمال الفنیة مع فریق العمل مدیر التصویر السیدة زینب کان التصویر التصویر فى عمر الشریف نور الشریف على الفنان تصویر فیلم فرید شوقى مع الزعیم أحمد زکى فى مصر
إقرأ أيضاً:
برامج شتوية لتنمية الطلبة الموهوبين بتعليمية مسندم
- الشحي: يهدف البرنامج إلى تطوير القدرات الإبداعية الطلابية ومهارات التفكيرالنقدي
تعد البرامج الشتوية للطلبة الموهوبين من المناشط الهادفة والمتنوعة للاستفادة من أوقات الفراغ واستغلال الإجازة لا سيما تعزيز المهارات وصقل وتنمية المواهب لدى النشء، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الطلبة الموهوبين والمجيدين وتمكينهم وإظهار إبداعاتهم. كذلك توعية المجتمع المحلي بدور المؤسسات التربوية في احتضان الطلبة الموهوبين وتفعيل المشاركة المجتمعية في رعايتهم وفهم القدرات والاستعدادات لديهم وتوجيهها التوجيه السليم والتأكيد على استثمار مهاراتهم وقدراتهم وزرع الثقة في نفوسهم وتوسيع مدارك الطلبة الموهوبين في مجالات مواهبهم وإبراز ما لديهم من طاقات وقدرات وترغيبهم للاستمرار في ممارستها وتطويرها.
تنمية المواهب
وقال المشرف على تنفيذ البرنامج خالد بن أحمد الشحي، المدير المساعد لدائرة التربية الخاصة والتعلم المستمر بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة مسندم إن البرنامج الشتوي للطلبة الموهوبين لعام 2025م استهدف الطلبة الموهوبين لثروة 2 و3 هدف إلى تنمية المواهب الطلابية المميزة واستثمارها ومساعدة الطلبة الموهوبين في تحديد المسارات العلمية ذات الاهتمام المستقبلي لديهم إلى جانب إكسابهم المهارات البحثية المتعمقة في مختلف المجالات التي تلبي اهتماماتهم وميولهم مشيرا إلى أن البرنامج هدف كذلك إلى تنمية المواهب والقدرات الإبداعية الطلابية في مختلف المواهب وتطوير مهارات التفكير الإبداعي والنقدي لديهم وتعزيز الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وتهيئتهم لمستقبلهم الأكاديمي والمهني وغرس قيم القيادة والمسؤولية المجتمعية وجاء تنفيذ البرنامج للعام الحالي بالشراكة والتعاون مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم.
برامج تدريبية
اشتمل البرنامج على جملة من الحلقات التدريبية في مجالات تطوير الذات والمجالات العملية والأدبية والفنية قدمها عدد من المدربين والمهتمين في هذه المجالات، حيث خصصت الفترة الأولى من البرنامج لحلقات تطوير الذات في الذكاء العاطفي وتنمية الذات وبناء الثقة بالنفس. أما الفترة الثانية من البرنامج فقدمت الحلقات المهارية التخصصية ففي مجال العلوم والتقنية قدمت حلقة في التطبيقات الذكية وحلقات في الفنون والآداب وحلقة تعال لنكتب قصيدة والفن الرقمي بالإضافة إلى حلقة عن كتابة القصة.
وقدمت الدكتورة منه الطاهر محمد، محاضرة في قسم الدراسات التربوية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسندم حلقة عمل بعنوان الكيمياء في الطب رحلة إلى عالم الذرات واكتشاف سحر الكيمياء النووية واستخداماتها في حياتنا اليومية، حيث تم تعريفهم بمفاهيم ذرات النوى والإشعاعات النووية بالإضافة إلى النظائر واستكشاف تطبيقات الكيمياء النووية في الحياة اليومية وشرح كيف يمكن للكيمياء النووية أن تسهم في الطب، والزراعة والطاقة والتكنولوجيا كما تطرقت إلى استخدام التقنيات النووية في الزراعة وتحسين المحاصيل باستخدام الأشعة النووية وتقنيات الري والجودة الغذائية ومكافحة التلوث واستخدام الطاقة النووية والتقنيات النووية في توليد الكهرباء وتوفير طاقة نظيفة، كما تطرقت إلى التحديات البيئية من حيث الفوائد والمخاطر المرتبطة بالطاقة النووية وعرض أمثلة حية ومقاطع فيديوهات لدراسات حالة حول تأثير هذه التقنيات على المرضى.
أما البرنامج الثاني فكان بعنوان "تطبيقات الألعاب والواقع الافتراضي" قدمتها سحر بنت عبدالله العجمية، محاضرة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم التي استعرضت فيها تاريخ التقنيات ومراحل تطورها وتطبيقاتها العملية. حيث بدأت بالتعريف بمفهوم الألعاب الإلكترونية والواقع الافتراضي ومناقشة طبيعة كل منهما وكيفية استخدامهما. ثم تناولت تطور هذه التقنيات منذ بداياتها البسيطة وحتى وصولها إلى المستوى المتقدم الذي نراه اليوم. حيث شهدت الألعاب الإلكترونية قفزات نوعية من الألعاب الكلاسيكية في السبعينيات إلى الألعاب المتطورة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أما الواقع الافتراضي فقد بدأ كفكرة نظرية قبل أن يتحول إلى تقنية مستخدمة بفضل تطور الأجهزة والبرمجيات. كما تم مناقشة تطبيقاتها العملية في الحياة اليومية، حيث أصبحت جزءًا أساسيًا في صناعة الترفية من خلال ألعاب الفيديو والتجارب التفاعلية كما دخلت مجال التعليم عبر المحاكاة والتجارب الافتراضية التي تسهل استيعاب المفاهيم بالإضافة إلى استخدامها في الهندسة والتصميم، وكذلك في المجال الطبي تساعد هذه التقنيات في تدريب الأطباء وتحسين مهاراتهم العملية كما توفر للسياحة بعدًا جديدًا عبر التجارب الافتراضية لاستكشاف المعالم دون الحاجة إلى السفر. وخلال البرنامج تعرف الطلبة الموهوبون على الفرق بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، وعلى بعض الأدوات والبرامج المستخدمة في تطوير الألعاب الإلكترونية.
برامج متنوعة
كما قدم الدكتور ياسر صلاح الدين، رئيس قسم الابتكار ونقل التكنولوجيا بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسندم حلقة عمل بعنوان "أساسيات الروبوتات" تناولت أنواعها واستخداماتها وتطبيقاتها بالإضافة إلى حلقة العمل برمجة الروبوتات التعليمية باستخدام طريقة العصف الذهني ومقدمه عامة عن برمجة الروبوتات ومتحكم الأردوينو وراسبيري باي واللغات المستخدمة.
كما قدم المهندس الاستشاري الهادي بن محمد بن علي ورشة افتراضية بعنوان العمارة والتصميم الداخلي للطلبة الموهوبين تناول فيها الخرائط الإنشائية والمعمارية هدفت إلى إثراء معرفة الطلبة الموهوبين بمجال العمارة والتصميم الداخلي حيث تم شرح أنواع الخرائط المعمارية والإنشائية من خلال الأمثلة المرئية والمقاطع التوضيحية.
وقدمت أميرة بنت محمد الشحية، مساعدة مديرة مدرسة سكينة بنت الحسين حلقة عمل تدريبية متنوعة في الاختراعات والابتكارات للطلبة الموهوبين حيث تم تدريب الطلبة الموهوبين على مجموعة برامج متنوعة منها برنامج mootion لإنشاء القصص الإلكترونية وبرنامج الشات جي بي تي لكتابه القصص وبرنامج olab المختبر الافتراضي لإنشاء التجارب العلمية وبرنامج codepen لتصميم التطبيقات وبرنامج الخوت لعمل التطبيقات الإلكترونية وبرنامج تصميم الصور بالذكاء الاصطناعي وبرنامج عمل التطبيقات لصناعة الألعاب. بالإضافة إلى تقديم برنامج لتصميم العروض وإضافة التطبيقات الإلكترونية عليه وبرنامج جاما لإنشاء عرض تقديمي في ثواني وبرنامج الشخصيات بالذكاء الاصطناعي فيدنوز وهيجين.
كما قدمت رقية بنت محمد النظرية، فنية دعم أجهزة مدرسية حلقة عمل تدريبية متخصصة حول الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يعد من أهم التطورات التقنية الحديثة حيث يتيح إنشاء محتوى جديد وإبداعي بطرق لم تكن ممكنة من قبل بهدف تمكين الطلبة الموهوبين من توليد النصوص والصور والفيديوهات لتعزز الإنتاجية واختصار الوقت في مختلف المجالات كما تناولت ثلاثة محاور رئيسية من حيث توليد النصوص باستخدام ChatGPT واستعراض كيفية الاستفادة من هذه التقنية في الكتابة الإبداعية وصياغة المحتوى بالإضافة إلى توليد الصور عبر Copilot لتجربة تحويل الأفكار إلى صور رقمية متقدمة كما تم التطرق إلى إنشاء الشخصيات المتحركة باستخدام Adobe Express، مما فتح آفاقًا جديدة في مجال تصميم المحتوى البصري التفاعلي وتم تسليط الضوء على أهمية هذه الأدوات في تعزيز الإنتاجية والإبداع في مختلف المجالات لمواكبة التطورات التقنية والاستفادة من إمكاناتها المتزايدة.
تطبيقات عملية
كما قام الطلبة الموهوبين بتنزيل وتجربة بعض تطبيقات الهواتف التي تعتمد على الواقع الافتراضي مما أتاح لهم فرصة عملية لاستكشاف هذه التكنولوجيا. وفي ختام البرنامج خاض المشاركون تجربة ممتعة لصناعة مجسمات هولوجرامية بسيطة تعرض صورًا ثلاثية الأبعاد مما أضفى طابعًا تفاعليًا وعزز فهمهم للمفاهيم المطروحة، وقد ساهمت هذه حلقة العمل في توسيع مدارك المشاركين حول إمكانيات الألعاب الإلكترونية والواقع الافتراضي، كما أتاحت لهم فرصة التفاعل المباشر مع هذه التقنيات المتطورة التي أصبحت تشكل مستقبل التكنولوجيا الرقمية.
معارف ومهارات
وعبرت الطالبة الموهوبة سارة الهادي بن علي من مدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي عن مدى سعادتها بالالتحاق بالبرنامج الشتوي للطلبة الموهوبين واكتسابها العديد من المعارف والمهارات الخاصة بأساسيات الروبوتات والاستخدامات العديدة بالإضافة إلى التطبيقات المختلفة لها والتعرف على برمجة الروبوتات والتحكم بالأردوينو.
وقالت الطالبة الموهوبة موزة بنت سلطان بن سعيد الشحية والمقيدة من مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي تلقيت العديد من البرامج التدريبية في مجال الاختراعات والابتكارات حول الذكاء الاصطناعي التوليدي والذي من خلاله تمكنت من توليد النصوص والصور والفيديوهات كما استفدت من تلك البرامج في تنمية مهاراتي الإبداعية في تصميم الصور بالذكاء الاصطناعي وعمل التطبيقات لصناعة الألعاب وتصميم العروض وإضافة التطبيقات الإلكترونية عليه.
وتحدثت الطالبة الموهوبة مياسم بنت إسماعيل الجزمية والمقيدة في الصف الثامن الأساسي بمدرسة خولة بنت الأزور للتعليم الأساسي عن تجربتها الفريدة بالمشاركة في البرنامج الشتوي للطلبة الموهوبين واستفادتها الكبيرة من حلقات العمل التي قدمت لها حول تطبيقات الألعاب والواقع الافتراضي في رحاب جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، وأخذ نبذة عن التقنيات ومراحل تطورها وتطبيقاتها المختلفة والتعرف على الواقع الافتراضي بتقنية ثلاثية الأبعاد والتجربة العملية الرائعة التي من خلالها تم تنزيل مجموعة من الألعاب الإلكترونية وتطبيقات الهواتف التي تحاكي الواقع الافتراضي.
وقالت الطالبة الموهوبة الريم بنت أيوب البدرية إن حلقات العمل المتنوعة أثرت مواهبنا وأضافت لنا الكثير من الخبرات من خلال التعرف على التجارب العديدة في مجال الكيمياء في الطب وفهم أساسيات الكيمياء النووية واستخداماتها في مختلف مجال التقنيات النووية في الزراعة والتعرف على التحديات البيئية وغيرها.