معهد سياسة الشعب اليهودي ومستقبل إسرائيل.. تقارير ومعطيات
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
في 2010، صدر تقرير ل"مركز سياسة الشعب اليهودي" Jewish People Policy Institute JPPI، عنوانه: "2030: البدائل المستقبلية للشعب اليهودي"، شارك في إعداده صفوة العقول اليهودية مثل: هنري كيسنجر، دينس روس المنسق السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط، إليوت إبرامز مدير قسم الشرق الأوسط بمجلس الأمن القومي الأمريكي في ولاية جورج بوش الابن ، والمفكر الاستراتيجي يحزقيل درور، وغيرهم.
وفي 2023، أخرج المعهد تقييمه السنوي: "وضع وديناميات الشعب اليهودي 2023"، ويدرس الأحداث والتطورات والاتجاهات المهمة من أجل تحسين الوضع في إسرائيل وتجمعات اليهود في العالم.
التعريف بالمركز
وفقا للتعريف الموجود على صفحة المعهد، فهو مركز بحثي مستقل، أسسته الوكالة اليهودية لتشكيل الاستراتيجية والسياسة للشعب اليهودي في إسرائيل والشتات، وأهدافه هي:
ـ ضمان استمرارية وازدهار الشعب اليهودي.
ـ الحفاظ على الهوية اليهودية، وتنميتها كثقافة وأمة ودين.
ـ تعزيز التماسك بين اليهود في كافة انحاء العالم، وارتباطهم مع إسرائيل.
ـ تحديد الخيارات الحاسمة وتطوير منظورات استراتيجية وسياسية طويلة الأجل للعوامل المؤثرة على مستقبل الشعب اليهودي.
أهمية التقريرين
في ظل حرب طوفان الأقصى، والصراع الدولي الإقليمي الذي تشهده المنطقة الآن، فإن هذين التقريرين يعطيان صورة مهمة لجوانب القوة والضعف لدى الشعب اليهودي، سواء داخل إسرائيل أو يهود الشتات. وكذلك أيضا دور يهود الشتات في دعم الكيان وتقويته على كافة الأصعدة الدولية، خصوصا داخل الإدارة الأمريكية. كما يعطي التقريران صورة مهمة عن مستقبل الكيان، والتي يجب على ضوئها أن نقرأ صورة المشهد سواء داخل إسرائيل أو على الصعيدين الإقليمي والدولي والتأثيرات الحالية والمستقبلية لطوفان الأقصى، وهو ما يحتاج إلى مقالات أخرى.
عرض تقرير البدائل المستقبلية للشعب اليهودي
يقول التقرير إنه حتى 2030، فهناك عاملان رئيسيان، يحددان البدائل المستقبلية للشعب اليهودي في إسرائيل والشتات، هما: قوة الدفع للشعب اليهودي، والأوضاع الخارجية المؤثرة عليه:
أولا ـ قوة الدفع لإسرائيل والشعب اليهودي
تتوقف قوة الدفع إسرائيل والشعب اليهودي على ستة عناصر: الديموجرافيا، الهوية، القوى الخشنة والناعمة والتأثير اليهودي، العلاقات الإسرائيلية مع يهود الشتات، الاقتصاديات والثروة اليهودية، والقيادة:
1 ـ الديموغرافيا اليهودية:
المركزان الرئيسيان لليهود هما في الولايات المتحدة وإسرائيل، ويؤلفان معا 80% من يهود العالم. ويسود الآن توازن سلبي في الولادات والوفيات اليهودية في المجتمعات اليهودية باستثناء واضح في إسرائيل.
أما في الشتات اليهودي، فإنه يتكرر كثيرا الزواج من خارج المجتمع اليهودي والذي يصحبه:
ـ تزايد نسب الأطفال الذين لا يُنشئون يهودا.
ـ تآكل الأعداد في جيل الشباب.
ـ اطراد عملية شيخوخة الشعب اليهودي وارتفاع معدلات الوفيات وانخفاض تعداده.
ـ عواقب ثقافية مثل: عدم وضوح حدود الهوية اليهودية، والتعقيدات في تعريف الجماعة اليهودية.
أما في إسرائيل، فإن اليهود ينمون بشكل طبيعي؛ لكن التوازن السكاني مع غير اليهود ينتج معادلة إشكالية ترتبط بشكل حاسم بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
2 ـ الهوية اليهودية:
هناك اختلاف في تعريف اليهودي من من الديني إلى العلماني، ومن العرقي إلى الثقافي، ومن المجتمعي إلى الفردي والعالمي. وقد ذلك أدى إلى أشكال أكثر اختلافا وتنوعا للهوية اليهودية، وأقل تركيزا على مجموعة القيم الأساسية المشتركة.
3 ـ القوى اليهودية الخشنة والناعمة:
لم يكن الشعب اليهودي قويا أبدا كما هو الآن: القوة العسكرية، المكانة العالمية لإسرائيل، القوة الناعمة التي تتضمنتها فكرة القرن اليهودي على الرغم من المبالغة فيها، والقوة السياسية والاقتصادية والتأثيرية للجالية اليهودية الأمريكية وبدرجة أقل للجاليات اليهودية الأخرى. ومع ذلك، فلا بد من تقييم القوة من حيث قيمتها النسبية أو الصافية، والتي تعني قوة الشعب اليهودي بالمقارنة مع المخاطر والتهديدات والتحديات التي يواجهها. فالشعب اليهودي خارج إسرائيل لا يواجه أي خطر مادي. أما إسرائيل، فإن أمنها له أهمية حاسمة على مستقبل الشعب اليهودي. لذلك، فإن رفع مستوى قوة الشعب اليهودي بما في ذلك صافي قوة إسرائيل هو ضرورة للشعب اليهودي وإسرائيل التي تتعرض لتهديدات وجودية، وتواجه أعداءا مصممين على تدميرها.
اليهود اليوم هم في ذروة تاريخية لخلق الثروة. ويعيش غالبيتهم في البلدان الأكثر والأكبر ثراء في العالم، وغالبيتهم ينتمون إلى الطبقات الوسطى والعليا اجتماعيا واقتصاديا. ويتمتعون بفرص الحصول على الثروة. وهناك المزيد من المال على مستوى الفرد، مطلقا أو نسبيا، عن أي وقت في التاريخ.ونظرا للأهمية الحاسمة لهذه التهديدات، فهناك مجموعة من العوامل والمحددات التي يجب أن توضع في الحسبان:
ـ تاريخيا، فإن العقود التي مرت على وجود إسرائيل غيّرت جذريا من رواية الشعب اليهودي. وهي الآن دولة مزدهرة هزمت جيوشا مسلمة.
ـ الشعب اليهودي هو أساسا حضارة غربية، وترتبط إسرائيل بالولايات المتحدة بشكل وثيق. ولهذا، فإن التراجع النسبي المحتمل للغرب قد يكون له آثار عميقة على إسرائيل والشعب اليهودي.
ـ إسرائيل قوية عسكريا؛ لكن إيران النووية واحتمال انتشار أسلحة نووية وأسلحة القتل الجماعي في يد أقطار معادية أو يُحتمل عداؤها يشكل تهديدا أمنيا خطيرا وربما وجوديا لإسرائيل.
ـ التقدم نحو السلام يتطلب تضحيات كبيرة جدا في الأراضي ذات القيمة اليهودية والأمنية الكبيرة.
ـ تعرُض أمن إسرائيل لأي خطر وجودي له آثار بالغة الأهمية على الشعب اليهودي.
4 ـ العلاقات الإسرائيلية بيهود الشتات:
ارتكزت العلاقات مع يهود الشتات على تلقي المساعدات والمهاجرين. وهي علاقات قوية حاليا؛ لكنها من المرجح أن تواجه تراجعا، فجيل شباب الشتات بعيد عن الأحداث التاريخية المثيرة التي صاحبت قيام إسرائيل، وعرضة لوجهات نظر سلبية عن سياساتها وتاريخها، وليس لديه خبرة في التعاطف معها، وهو أقل قلقا نحو مستقبلها، وارتباطه العاطفي بها أقل من الأجيال السابقة.
5 ـ الثروة اليهودية:
اليهود اليوم هم في ذروة تاريخية لخلق الثروة. ويعيش غالبيتهم في البلدان الأكثر والأكبر ثراء في العالم، وغالبيتهم ينتمون إلى الطبقات الوسطى والعليا اجتماعيا واقتصاديا. ويتمتعون بفرص الحصول على الثروة. وهناك المزيد من المال على مستوى الفرد، مطلقا أو نسبيا، عن أي وقت في التاريخ.
أما داخل إسرائيل، فإن تراكم الثروة هو أكثر اعتمادا على السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، وذلك في سياقات الظروف الأمنية الإقليمية والاقتصادية العالمية. والاتجاه المتوقع لإسرائيل هو أداء أفضل قليلا من معدلات النمو لمعظم البلدان المتقدمة. ويرجع ذلك إلى تحسن السياسات، وخاصة فيما يتعلق بتشجيع معدلات أعلى للمشاركة العمالية، ومكافحة الفقر عن طريق العمل.
العطاء الخيري الموجه إلى القضايا اليهودية ليس سوى حصة صغيرة جدا من العطاء اليهودي الخيري العام. وهناك المزيد من الأموال المتاحة اليوم للقضايا اليهودية أكثر من الماضي. سوف يأتي المنعطف الحرج عندما يقوم الجيل الحالي الملتزم بالمشاركة في القضايا اليهودية واليهود الأثرياء بتوزيع تركاتهم.
6 ـ القيادة:
القيادة والنخب المبدعة أمور حاسمة لازدهار الحضارات، وغيابهم سبب رئيسي لأفولها. والتقييم التاريخي يؤكد أن اليهود واليهودية أكثر اعتمادا بكثير على جودة القيادة من المجموعات والدول الأخرى. لكن يواجه الشعب اليهودي اليوم ندرة خطيرة في القيادة عالية الجودة: الروحية والسياسية والتنظيمية ، مع عدم وجود اتجاه واضح للتحسن. وتفتقر القيادة الحالية في إسرائيل والمؤسسات اليهودية ـ إلا من استثناءات فردية قليلة ـ إلى القدرة على التصدي للتحديات التي تواجه الشعب اليهودي، والفهم العميق للمتغيرات والأفكار التي تجعلهم قادرين على تحقيق الازدهار المستدام للجاليات اليهودية حول العالم.
حاليا، لا تجذب الوظائف القيادية اليهودية في إسرائيل الأفضل والأذكى إلا من استثناءات قليلة معدودة. والجهود لجذب وإعداد العناصر الأفضل والأذكى للقيادة غير كافية. وهناك أيضا نقص واضح جدا في الزعماء الروحيين المقبولين في قطاعات رئيسية في الشعب اليهودي.
ثانيا ـ الأوضاع الخارجية المؤثرة على الشعب اليهودي
قائمة التطورات الخارجية ذات التأثير طويل المدى على مستقبل الشعب اليهودي لا نهائية، ومعظمها مجهول، ولا يمكن تصورها. ويمكن تحديد عدد من العوامل الرئيسية المحتملة التي قد يعيش في ظلها الشعب اليهودي، رغم أنها قد تكون عرضة لتحولات مفاجئة:
ـ زيادة الاعتماد على نفط الشرق الأوسط قد يؤدي إلى زيادة الاستثمار في الطاقة البديلة.
ـ انتشار أسلحة القتل الجماعي قد يسرع من آلية إجراءات فعالة تقوم بها قوى الاستقرار والحرية.
ـ الضراوة المتزايدة للجماعات الإسلامية يمكن مواجهتها عن طريق إلتزام أكبر للولايات المتحدة وأوروبا بالقضاء على معاداة السامية والحفاظ على ذكرى المحرقة.
إسرائيل قوية عسكريا؛ لكن إيران النووية واحتمال انتشار أسلحة نووية وأسلحة القتل الجماعي في يد أقطار معادية أو يُحتمل عداؤها يشكل تهديدا أمنيا خطيرا وربما وجوديا لإسرائيل.ـ الحوكمة العالمية قد تساعد إسرائيل والشعب اليهودي إذا أخذت شكلا دستوريا قيميا؛ لكنها قد تكون ضارة جدا إذا كانت على أساس مبادئ الأغلبية البسيطة.
ـ قدمت الحداثة والنزعة القومية بعض أعظم الفرص المتاحة؛ لكنها بلغت أيضا ذروة أضرارهما.
ـ تجلب العولمة والتوسع في الاقتصاديات القائمة على المعرفة للشعب اليهودي حرية وثروة وحركة وقوة غير مسبوقة؛ لكنها أدت إلى تكثيف وإثارة أفكار الكراهية والتكنولوجيات التي تهدد بقاءها.
ـ هناك عالم من الاحتمالات مفتوح أمام القيادة الإسرائيلية والفلسطينية وفق الاتجاهات العالمية الأوسع نطاقا، مما يخلق بيئة خارجية أكثر سلاما وفرصا لحل الصراع. أما البيئة الأكثر راديكالية التي ميزت العقد الأول من هذا القرن فهي تجعل حل الصراع أكثر صعوبة إن لم يكن مستحيلا.
ـ تعتمد دول الشرق الأوسط على قدرتها على التعامل مع مزيج من الضغوط الديموجرافية والسياسية. وقد تؤدي الإدارة الحكيمة للنمو الاقتصادي إلى مسار انتاجي للكتلة السكانية المتضخمة في سن العمل ، واعتدال القوى الراديكالية. أما إذا استمر القادة في مقاومة الضغوط من أجل التغيير، فستصبح الأنظمة أكثر قمعا، وسيصبح السكان العاطلين أكثر إثارة للاضطرابات.
ـ من المرجح أن تزيد الهويات والشبكات القائمة على الدين في الأهمية والقوة مع تراجع الهويات والهياكل الأخرى. وسيستمر الإسلام كقوة فعالة في الشئون العالمية مع تطورات مثل الانقسامات العرقية والصراعات بين الأصالة والحداثة. ومن المرجح أن يصبح الإسلام الراديكالي أكثر عالمية وتطورا مع نزعات وقدرات عدوانية. وقد تكتسب الاتجاهات المضادة في الإسلام كالقوى المعتدلة قدرا أكبر من الثقة. ومن المحتمل أن تلعب النساء دورا حاسما في تحديد مسار مستقبل الإسلام.
السيناريوهات المستقبلية لإسرائيل والشعب اليهودي
إسرائيل ثقافيا وسياسيا وأمنيا منطقة جبهة. فهي تقع في شرق أوسط عربي؛ بينما هي ثقافيا جزء من الغرب، وأمنها يعتمد على الدعم الغربي، وخصوصا الولايات المتحدة. كما أن الغالبية العظمى لجاليات الشتات الداعمة لإسرائيل تقع في الغرب. وتعتمد قدرة إسرائيل على الازدهار على المدى الطويل وربما البقاء على التوصل على تسوية مع الإسلام والجهات الإسلامية الفاعلة.
ومهما تكن إسرائيل قوية عسكريا، فهي دولة صغيرة، ومعظم سكانها يتركزون في أجزاء من المنطقة الساحلية. ولديها أقلية عربية كبيرة قد تصبح فاعلة جزئيا في أعمال عدائية ضدها. ومهما تكن قاعدة إسرائيل الاقتصادية ناجحة فهي محدودة، ويحقق دعم الشعب اليهودي لها تحسينا في وضعها الأمني والسياسي. لكن إذا انخفض الدعم الغربي، فسيكون بقاؤها معرضا للخطر؛ بينما تحدث الدول العربية نفسها تكنولوجياً، وتنتشر أسلحة الدمار الشامل، وتقوم المقاومة برفع قدراتها وتركيز أنشطتها على إسرائيل.
لذا، في ضوء ما سبق عن وضع إسرائيل، ومدى إيجابية أو سلبية قوة الدفع اليهودي والعوامل الخارجية المؤثرة على مستقبل إسرائيل والشعب اليهودي، فهناك أربعة بدائل أو سيناريوهات مستقبلية، هي:
ـ مستقبل مزدهر: تكون فيه قوة الدفع اليهودية عالية، والأوضاع الخارجية إيجابية.
ـ مستقبل منحدر: تكون فيه قوة الدفع اليهودية منخفضة، والأوضاع الخارجية إيجابية من منظور القيمة. وهذا المستقبل مشكوك في نتائجه وعواقبه على اليهود.
ـ مستقبل دفاعي: تكون فيه قوة الدفع اليهودية عالية، والأوضاع الخارجية سلبية من منظور القيمة. وهذا المستقبل مشكوك في نتائجه أيضا كالمستقبل السابق.
ـ المستقبل الكابوس: تكون فيه قوة الدفع اليهودية منخفضة، والأوضاع الخارجية سلبية.
هذه البدائل المستقبلية الأربعة محتملة الحدوث في الإطار الزمني حتى عام 2030، على الرغم من أن الاحتمالات النسبية تبقى مفتوحة. وهي، وإن كانت مستقبلية، فإنها تمثل أيضا ماضي الشعب اليهودي وسرد التاريخي الذي يتحرك عبر مراحل: ازدهار، وانحدار، ودفاع، وكابوس. والانتقال من مرحلة إلى أخرى يمكن أن يكون سريعا جدا في غضون بضع سنوات، حتى لو كان من الازدهار إلى الكابوس أو العكس.
تقييم 2023: واقع إسرائيل اليوم
قبل حرب طوفان الأقصى، صدر تقييم معهد سياسة الشعب اليهودي لعام 2023، والذي عرض وضع إسرائيل الداخلي والإقليمي والدولي، ونقاط القوة والضعف في كل منها، وركز على الموضوعات التالية:
1 ـ الأزمة الاجتماعية والسياسية في إسرائيل
تورطت إسرائيل في أزمة اجتماعية سياسية كبرى بسبب الإعلان عن خطة إصلاح قضائي شامل. وكانت للأزمة آثار سلبية على الأمن والعلاقات الخارجية والمرونة الاقتصادية والعلاقة بيهود الشتات. وكان التأثير الأبرز لها هو الضرر الذي ألحقته بالتماسك الإسرائيلي، وانخفاض ثقة الجمهور في مؤسسات الدولة، وتآكل الثقة في مستقبل البلاد، والقلق بشأن ما ينتظرها ، وارتفاع مستويات الشك بين مجموعات الهوية المختلفة، ورغبة أقلية لا يستهان بها حول الهجرة إلى بلدان أخرى. وتقوض الأزمة الحالية الردع الإسرائيلي بسبب تآكل استعداد جنود الاحتياط في القوات الخاصة ومئات الطيارين للخدمة الطوعية في الجيش الإسرائيلي.
2 ـ الساحة الدولية
تشهد الساحة الدولية تصعيدا في التنافس بين القوى العظمى، وتستمر الحرب في أوكرانيا بلا هوادة، ولا يزال احتمال حدوث أزمة اقتصادية عالمية يلقي بظلاله. وكلما أصبح الصراع بين القوى أعمق، كلما كان الأمر أكثر تعقيدا بالنسبة لإسرائيل للمناورة في علاقاتها معهم، ويضيف أسئلة حول السياسة الأمريكية في المجالات التي تؤثر على مرونة إسرائيل، ومدى قوة المثلث الاستراتيجي: القدس، واشنطن، ويهود أمريكا.
3 ـ الشرق الأوسط
إسرائيل قوة إقليمية ذات اقتصاد قوي، ويميل جيرانها إلى الاعتماد عليها والتعاون معها خصوصا مع الانسحاب الأمريكي من المنطقة، والوضع في الشرق الأوسط كما يلي:
ـ هناك خطر اندلاع للعنف في الضفة الغربية وعلى الحدود الشمالية مع لبنان.
ـ تواصل إيران المضي في مشروعها النووي وتحسين موقفها التفاوضي الدبلوماسي.
ـ سيكون نجاح الجهود المبذولة لعقد معاهدة سلام مع السعودية نقطة تحول تاريخية، ستظهر قبول إسرائيل في منطقة أنكرت وجودها، وستخلق شرعية لدول عربية وإسلامية أخرى لتطبيع العلاقات معها، وستكون الفرص السياسية والاقتصادية والأمنية التي قد تنجم عنها كبيرة.
ـ لا تزال اتفاقيات إبراهيم مستقرة. وتشتري دولها حوالي ربع صادرات الدفاع الإسرائيلية، التي زادت بنحو 50٪ في السنوات الثلاث الماضية وبلغ مجموعها 12.5 مليار دولار في عام 2022.
ـ لا تزال حقول الغاز الإسرائيلية ذات تأثير اقتصادي إيجابي، وتمكنها من أداء دور رئيسي في منتدى غاز الشرق الأوسط، ولها تأثير إيجابي على اتفاقيات السلام مع مصر والأردن.
ـ تُعد مصر في عهد السيسي شريكا فعالا في التعاون الأمني، وتلعب دورا في تهدئة قطاع غزة.
4 ـ معاداة السامية
أدى تعزيز اليمين المتطرف في أوروبا إلى العديد من التعبيرات عن معاداة السامية في المجال السياسي. وتم الإبلاغ عن سيل من الحوادث المعادية للسامية في الولايات المتحدة، حيث حكم على إرهابي كنيس بيتسبرغ الذي قتل 11 يهوديا بالإعدام بسبب جرائمه.
5 ـ الديموغرافيا اليهودية
أدت حرب أوكرانيا إلى موجة كبيرة من هجرة يهودها إلى إسرائيل ودول أخرى خاصة في أوروبا، وزيادة الهجرة إلى إسرائيل من روسيا وبيلاروسيا. تعمل هذه الاتجاهات على تكثيف التركيز الحالي لليهود في بلدين رئيسيين: إسرائيل والولايات المتحدة؛ بعد أن كانت روسيا وأوكرانيا أكبر المراكز اليهودية قبل قرنين.
توصيات تقرير 2023
ـ بذل الجهود لإنهاء الأزمة الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل التي تقوض مكانتها دوليا وتؤثر على اقتصادها وتماسكها وقوة الردع والانتماء القومي.
ـ استخدام نهاية الأزمة كرافعة لصياغة قواعد لعبة دائمة لمناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بهوية إسرائيل ورؤيتها دون جر الدولة إلى دورات متكررة من الأزمات الاجتماعية والدستورية.
ـ على إسرائيل والمنظمات اليهودية الانخراط في عمل دبلوماسي مركز لعمل اتفاق سلام مع السعودية.
أدت حرب أوكرانيا إلى موجة كبيرة من هجرة يهودها إلى إسرائيل ودول أخرى خاصة في أوروبا، وزيادة الهجرة إلى إسرائيل من روسيا وبيلاروسيا. تعمل هذه الاتجاهات على تكثيف التركيز الحالي لليهود في بلدين رئيسيين: إسرائيل والولايات المتحدة؛ بعد أن كانت روسيا وأوكرانيا أكبر المراكز اليهودية قبل قرنين.ـ على إسرائيل أن تبذل جهدا مستمرا وحازما وطموحا لتوسيع دائرة أعضائها من القوى العاملة عالية الإنتاجية والاحتفاظ بأولئك الموجودين بالفعل في تلك الدائرة.
ـ زيادة التعاون اليهودي العالمي لمحاربة تطبيع الخطاب المعادي للسامية، بهدف التوصل إلى توافق في الآراء حول معايير التعريف والقياس والتشريع والعمل.
التعليق
هناك أمور مهمة تناولها التقريران، ويجب أن نربطها بالواقع الذي نراه بأعيينا اليوم سواء في أمتنا العربية والإسلامية، والأفكار والسياسات السائدة على مستوى الأنظمة والنخب الفكرية والسياسية والبناء المجتمعي والقيمي:
ـ يحافظ اليهود على هويتهم، ويعتبرونها مصدر قوتهم وعامل بقائهم؛ بينما هناك الكثير في دولنا العربية يحاربون الهوية الإسلامية العربية دون أدنى سبب مقنع من سياسة أو فكر أو تاريخ.
ـ هذا الترابط القوي بين إسرائيل ويهود الشتات هو رسالة لنا ليجمع العرب والمسلمون شتاتهم، فنحن وطن واحد وأمة واحدة تحيط بها المخاطر من كل مكان.
ـ على الرغم من عناصر القوة لدى الكيان، فعوامل الزوال لديه كثيرة، وهو في حالة تراجع نتيجة التغير الكبير في موازين القوى الدولية والإقليمية، وبروز أنواع جديدة من الحروب، وتعدد ساحات الصراع في الواقع المادي والافتراضي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب إسرائيل عرض إسرائيل تقارير عرض مكونات كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة والأوضاع الخارجیة الشعب الیهودی الشرق الأوسط داخل إسرائیل على إسرائیل إلى إسرائیل على مستقبل فی إسرائیل
إقرأ أيضاً:
باحث: أمريكا تدعم إسرائيل على أرض الواقع رغم حديثها عن وقف إطلاق النار
قال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنّ المتغيرات الراهنة في المنطقة لا تتغير من حيث استمرار العدوان الإسرائيلي وتحدي الشرعية الدولية واستخدام كل أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية دون وازع أخلاقي أو قانوني.
وأضاف أحمد، في مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن المتغير الثاني هو الازدواجية الأمريكية، ففي الوقت الذي تعلن فيه دعمها لوقف إطلاق النار والتهدئة وتقديم المساعدات الإنسانية، إلا أن العذاب يكمن في باطن هذه الشعارات التي ظاهرها الرحمة.
وأوضح، أن أمريكا تدعم إسرائيل عسكريا على أرض الواقع، وتشجعها على جرائمها ضد الفلسطينيين، وتستخدم حق الفيتو لمنع الوقف الفوري بإطلاق النار، وهو ما شجع حكومة الاحتلال الإسرائيلي على المضي قدما في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني واستخدام سلاح التجويع، وتحدي الشرعية الدولية والقرارات الدولية والمناشدات الدولية.