منظمات دولية ووكالات إغاثة تحذر من تفاقم أزمة اليمن جراء التصعيد في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تحذر منظمات إغاثية عاملة في اليمن من أن ارتفاع تكاليف الشحن وتأخر عمليات التسليم جراء التصعيد في البحر الأحمر، يهدد بتفاقم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد إلى المساعدات.
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه يلمس بالفعل الآثار المترتبة عن التصعيد الناجم عن هجمات للمليشيات الحوثية على سفن تجارية في البرح الأحمر وباب المندب، و الضربات الأمريكية والبريطانية على أهداف عسكرية للحوثيين.
وقالت الوكالة الأممية في تقرير صدر الأسبوع الحالي إنه "مع استمرار تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر، يواجه برنامج الأغذية العالمي زيادة في تكاليف الشحن بالإضافة إلى تأخيرات محتملة في التسليم".
وأضاف البرنامج في تقريره أنه "من المتوقع أن يتدهور وضع الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة"، مضيفاً أن اليمن الذي يعاني من تبعات الحرب، يعتمد على الواردات في 90 بالمئة من احتياجاتها الغذائية.
وأدت الهجمات إلى تفاقم مشاكل البلاد، إذ تواجه شركات الشحن تكاليف أعلى لاضطرارها إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب المرور في الممر المائي الاستراتيجي.
ومنذ 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ينفّذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة.
وأدت الهجمات إلى تفاقم مشاكل البلاد، إذ تواجه شركات الشحن تكاليف أعلى لاضطرارها إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب المرور في الممر المائي الاستراتيجي.
وبحسب صندوق النقد الدولي، فقد تراجعت حركة المرور في البحر الأحمر بالفعل بنسبة 30% على الأقل هذا العام نتيجة للهجمات.
وإذ لجأت شركات عدة إلى سلوك طريق طويل يلفّ حول جنوب إفريقيا لتجنب الممر المائي المضطرب، فإن ذلك يضيف تكلفة كبيرة، بما في ذلك تكاليف الوقود، والتي قد تنعكس على السلع الاستهلاكية. وقد تؤدي الرحلة الأطول أيضاً إلى تأخير عمليات التسليم.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يواجه ارتفاعاً في تكاليف الشحن بسبب "زيادة أسعار الشحن والتأمين وتكاليف الوقود الإضافية"، بدون أن يحدد المسار الذي تسلكه سفن المساعدات.
من جهتها، قالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة أخرى تعمل في اليمن ، إنها "تشهد بالفعل تأخيرات في شحنات السلع المنقذة للحياة، بما في ذلك الأدوية، بسبب التصعيد العسكري". وأشارت أنيا كاولي منسقة السياسات والمناصرة والاتصالات في اللجنة باليمن، إن المنظمة لا تزال تقدم خدماتها بكامل طاقتها باستخدام مخزونها من المساعدات.
لكنها أضافت لوكالة فرانس برس أن الوضع بدأ يشهد "ارتفاعاً في التضخم وزيادة في أسعار السلع الأساسية في الأسواق المحلية مثل الغذاء والوقود". واعتبرت أنه "إذا ما تصاعد الوضع في البحر الأحمر، فقد تتأثر قدرة المنظمات الإنسانية مثل لجنة الإنقاذ الدولية على تقديم المساعدة الإنسانية".
وبعد تسع سنوات من النزاع، يحتاج أكثر من نصف سكان اليمن إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية، وفقاً للأمم المتحدة، تزامناً مع النقص الحاد في التمويل الذي يعيق عملية الاستجابة.
والأسبوع الماضي، أطلق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية نداءً للحصول على مساعدات بقيمة 4 مليارات دولار لليمن هذا العام بعد نقص التمويل الذي أجبر منظمات عدة على قطع المساعدات.
وفي كانون الثاني/يناير، أصدرت 26 منظمة إغاثة تعمل في اليمن بياناً مشتركاً حذّرت فيه من أن المنظمات الإنسانية بدأت تشعر بالفعل بتأثير التصعيد في البحر الأحمر. وقالت المنظمات التي تضم منظمة "كير" و"المجلس النروجي للاجئين" و"سايف ذا تشيلدرن"، إن "اضطراب التجارة يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويتسبب في تأخير شحنات السلع المنقذة للحياة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر منظمات دولية الأزمة اليمنية مجاعة فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
35 وكالة إغاثة دولية تؤكد إلحاق الضرر بالمدنيين في غزة عن عمد وسبق إصرار
أظهر استطلاع جديد لـ 35 وكالة إغاثة إنسانية تعمل في غزة أن إسرائيل فشلت في تحسين الوصول الإنساني خلال العام الماضي، على الرغم من صدور حكم من "محكمة العدل الدولية" يطالب باتخاذ إجراءات فورية لحماية الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية وخطر الضرر الذي لا يمكن إصلاحه لحقوقهم.
وقد تم إجراء المسح للمنظمات غير الحكومية قبل توقّف الأعمال العدائية بأيام قليلة، حيث جرى الاستطلاع من 2 إلى 14 كانون الثاني/يناير 2025.
يكشف الاستطلاع، الذي أجري بين منظمات غير حكومية، بما في ذلك أوكسفام، والإغاثة الإسلامية، وأطباء العالم، وأكشن أيد، والمجلس النرويجي للاجئين، كيف أن إسرائيل منعت بشكل منهجي وقيدت المساعدات والإمدادات والخدمات داخل غزة، منذ حكم "محكمة العدل الدولية" في 26 كانون الثاني/يناير 2024.
ووجد أن النتائج التي توصّل إليها الاستطلاع حتى بدء وقف إطلاق النار المؤقت جاءت كما يلي:
– إن 89% من الذين أكملوا الاستطلاع قالوا إن الإجراءات الإسرائيلية في ما يتعلق بتقديم المساعدات ساءت منذ حكم "محكمة العدل الدولية".
– وقال 93% إن الوضع الإنساني للأشخاص الذين يتلقّون مساعداتهم وخدماتهم تدهور.
– كما أقرّت الوكالات التي شملها الاستطلاع، والتي تستورد الإمدادات الإنسانية إلى غزة بنسبة 100% بأن الإجراءات الإسرائيلية لدخول المساعدات كانت إما غير فعالة، أو أعاقت الاستجابة الإنسانية بشكل منهجي، أو كانت غير كافية لتلبية الاحتياجات الضخمة.
– كما واجهت 95% من الوكالات التي استوردت إمدادات المساعدات داخل قطاع غزة تأخيرات بشكل منتظم، مع بعض التقارير التي أفادت بتأخيرات لأكثر من شهرين.
وأفادت الوكالات الإغاثية أن بعض المواد الأساسية، مثل معدات الحماية الشخصية، والقماش المشمع، ولوازم الشتاء، والمطابخ المتنقلة، ومستلزمات النظافة، والمواد الغذائية والتعليمية تم رفضها بسبب إجراء ما يسمى "الاستخدام المزدوج"، لأن إسرائيل اعتبرت أن هناك إمكانية استخدامها لأغراض عسكرية.
وفي تصريح للسيدة بشرى الخالدي، مسؤولة السياسات في أوكسفام، جاء: "نظرًا لحجم المساعدات التي تدخل غزة الآن، فمن الواضح مدى عرقلة إسرائيل للاستجابة الإنسانية خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية. وكما يُظهر المسح، فشلت إسرائيل تمامًا في تحسين الظروف الإنسانية، متجاهلة القانون الدولي، في حين منعت بشكل منهجي وصول المساعدات المنقذة للحياة".
وقالت: "من الأهمية بمكان تقييم الإخفاقات السابقة، حتى في ظل وقف إطلاق النار. فبدون المساءلة والالتزام بحماية العمليات الإنسانية، فإننا نخاطر بتكرار نفس دورات الإفلات من العقاب والإهمال، ما يترك الملايين بلا أمل في مستقبل أفضل".
يعد المسح جزءًا من لقطات سريعة للوصول الإنساني، أنتجتها منظمات غير حكومية، والتي تفحص امتثال إسرائيل لتدابير "محكمة العدل الدولية" في ما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية. ووجدت أن توفير المواد الأساسية، مثل الغذاء والمياه والوقود والمأوى والصرف الصحي، في غزة كان أقل بكثير من الحد الأدنى المطلوب لدعم الحياة للفلسطينيين في غزة، وأن السياسات والإجراءات الإسرائيلية أدّت إلى تفكيك البنية الإنسانية والبيئة التشغيلية في قطاع غزة.
وقال الدكتور جان فرانسوا كورتي، رئيس منظمة أطباء العالم: "الآن، وبعد أن بدأت المساعدات تصل إلى غزة، فإن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة، ولكنها صعبة، نظراً لمستوى الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة وتدميرها شبه الكامل للبنية الأساسية الإنسانية والقدرة التشغيلية".
وكشف المسح عن الظروف الصعبة للغاية التي واجهها العاملون في مجال الإغاثة في غزة، حيث تشن إسرائيل هجمات منهجية على الخدمات الأساسية والبنية الأساسية الإنسانية والعاملين فيها.
وكانت نتائج المسح كالتالي:
– 94 في المئة من عمال الإغاثة من المنظمات الإنسانية المشاركة قد نزحوا مرة واحدة على الأقل – وكثير منهم عدة مرات.
– 72 في المئة من وكالات الإغاثة التي شملها الاستطلاع أفادت بأن مبانيها تضررت بسبب الهجمات الجوية أو البرية من قبل القوات الإسرائيلية مرة واحدة على الأقل منذ 26 كانون الثاني/يناير 2024، مع العديد من المنظمات التي أبلغت عن هجمات متعددة. وتعرضت مكاتب 7 وكالات على الأقل في مدينة غزة لأضرار بالغة، أو دُمّرت، بالإضافة إلى العديد من المراكز الطبية التي تديرها المنظمات غير الحكومية.
– 93 في المئة من وكالات الإغاثة التي شملها الاستطلاع اضطرت إلى نقل عملياتها قسرًا مرة واحدة على الأقل منذ حكم "محكمة العدل الدولية"، ويرجع ذلك أساسًا إلى أوامر النزوح الإسرائيلية والهجمات العسكرية. واضطر جميعهم تقريبًا إلى الانتقال عدة مرات.
يسلط المسح أيضًا الضوء على فشل الدول الثالثة في الوفاء الكامل بالتزاماتها بمنع الجرائم الفظيعة، بما في ذلك خطر الإبادة الجماعية. ويؤكد التقرير أن بعض الدول واصلت إمداد حكومة إسرائيل بالأسلحة والدعم، في حين امتنعت عن إدانة الانتهاكات أو اتخاذ إجراءات ذات مغزى لمنعها.
وتدعو الوكالات إلى استمرار وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتدعو المجتمع الدولي إلى معالجة انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي بشكل عاجل.
وقالت ريهام جعفري، منسقة الاتصالات والمناصرة في منظمة "أكشن أيد" في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "من الضروري ألا يكون وصول المساعدات الإنسانية فوريًا فحسب، بل مستدامًا ودون عوائق. ويجب حماية حقوق الفلسطينيين في غزة من أعمال الإبادة الجماعية، ويجب محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي. وبدون المساءلة ذات المغزى، فإن المعاناة سوف تتفاقم، وسيظل الطريق إلى العدالة والسلام مسدودًا".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة القدس العربي اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين شهداء وإصابات - استمرار العدوان على جنين لليوم الثامن على التوالي ترامب: أرجح قبول الرئيس المصري وملك الأردن استقبال الفلسطينيين من غزة وزير خارجية مصر : تشغيل معبر رفح قريبا الأكثر قراءة ترامب يلغي العقوبات المفروضة على المستوطنين وسموتريتش وبن غفير يُعقّبان الضفة: حملة اعتقالات واسعة وتشديد الإجراءات العسكرية على الطرق الحرب تنتهي بنتنياهو مطلوباً للعدالة "رجب" يتحدث عن أبرز إنجازات قوى الأمن في جنين الأسبوع الماضي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025