في الوقت الذي يصعد فيه الاحتلال الإسرائيلي من هجماته في سوريا ضد أهداف تابعة للمليشيات الإيرانية، كشفت مصادر سورية شبه رسمية عن زيارة قريبة يجريها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق.

وأضافت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، أن عبد اللهيان سيصل دمشق مطلع الأسبوع المقبل في زيارة يلتقي خلالها كبار مسؤوليها، مبينة أن الزيارة تبحث تطورات الساعة والاعتداءات "الإسرائيلية" على سوريا والتصعيد المتواصل في غزة، ولفتت إلى أن عبد اللهيان سيغادر دمشق متوجها إلى قطر.





يأتي ذلك على خلفية استمرار الهجمات "الإسرائيلية" على مواقع تابعة لإيران في سوريا، وآخرها في مدينة حمص، حيث تعرضت بعض المواقع في المدينة إلى قصف، الأربعاء، أدى إلى جرح ومقتل العشرات بعضهم ينتمي إلى "حزب الله" اللبناني.

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس" قد أكدت نقلا عن مصدر أن اثنين من مقاتلي "حزب الله" كانوا من بين القتلى جراء غارات الاحتلال على حمص.

أهمية حمص لإيران
والهجوم الأخير هو الأول الذي يستهدف وسط مدينة حمص، على حد تأكيد الصحفي خالد الحمصي لـ"عربي21"، مبينا أن "المناطق التي استهدفت هي منطقة الحمراء قرب الملعب البلدي، ومنطقة الأوراس جنوب مركز المحافظة حيث تم استهداف مبنى المرأب العام للخدمات الفنية التابع للنظام الذي تستخدمه شخصيات إيرانية لإيواء سياراتها".

وأوضح أن البناء يقع بالقرب من المربع الأمني لجهاز أمن الدولة وقصر المحافظ في شارع الحمراء قرب الملعب البلدي وهو مؤلف من ثلاث طوابق وملحق الطابق الثاني كان يقيم مسؤول من "حزب الله" الذي يعمل في مجال تقديم الدعم الفني واللوجستي للمليشيات المنتشرة قرب المدينة، ومرافقه الشخصي".


أما عن المرأب فقد أكد الحمصي أنه تم تدميره بشكل كامل، مرجحاً أن "السيارات التي كانت بداخله تعود تبعيتها للحرس الثوري الإيراني التي كانت قد وصلت قبل ساعات قليلة من الضربات".

ووفق الصحفي تتمتع مدينة حمص بأهمية كبيرة لإيران و"حزب الله"، كونها تتوسط المحافظات السورية وتربط ما بين الحدود اللبنانية والعراقية، وهذا ما يؤمن لطهران الشريان والخط العسكري المتناسق والسهل والضروري لتحركاتها، لافتاً تواجد قرى شيعية في محيط المدينة.

بدوره، وصف الباحث في "مركز جسور للدراسات" النقيب رشيد حوراني وهو من حمص، وجود إيران وحزب الله في حمص بـ"القوي"، وقال لـ"عربي21": "المليشيات سيطرت على أحياء بكاملها، ولا شك أن هذا الوجود الاجتماعي يحتاج لوجود عسكري لحمايته واستدامة السيطرة".

وأضاف أن "المليشيات باتت في الآونة الأخيرة تنتشر بين المدنيين وتقيم في ممتلكات المهجرين منهم كما تستخدم مرافق الدولة لخدماتها وأغراضها العسكرية سواء للتمويه أو كمستودعات للتخزين أو مراكز للتدريب، والأماكن المستهدفة تقع ضمن هذه الإطارات المذكورة".

ما خيارات إيران؟
وبالعودة إلى زيارة عبد اللهيان، يبدو أن الزيارة تأتي في إطار تعامل طهران مع زيادة الضربات والاغتيالات من جانب الاحتلال في سوريا، إلى جانب الضربات الأمريكية الأخيرة.

وفي هذا الإطار أشار الكاتب المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، إلى الأنباء عن سحب إيران كبار ضباطها من سوريا، وقال: "لكن لا تغيير على استراتيجية إيران في سوريا، وغالباً ستعتمد طهران على ضباط الرتب المتوسطة لإدارة المشروع الإيراني في سوريا مرحلياً، إلى جانب التركيز على زيادة استقطاب المليشيات الشيعية".

وأضاف أن إيران تشعر أنها باتت مستهدفة أكثر، ولذلك هي تعيد تحديث آلياتها في سوريا والعراق.
وعن الردود الإيرانية المحتملة على الاغتيالات واستهداف قاداتها، يرى جلو أن لا خيار أمام إيران للرد إلا عبر الوكلاء، ومن خلال رد منضبط لا يؤدي إلى توسيع الصراع، معتبراً أن "إيران تحاول تحصين نفسها في الداخل، خشية عمل غير محسوب العواقب من الوكلاء".


أما الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي، فقال إن خيارات إيران للرد في ظل الصمت الاستراتيجي الذي تنتهجه، تدلل على أن هنالك إشكاليات في سلاسل التوريد لذلك هي تقوم بعمليات نقل موازية للمعدات الجاهزة على صعيد المسيرات أو حتى المقاتلين من خلال عمليات التمويه التي تجري، مؤكداً في حديثه لـ"عربي21"أن "إيران غير قادرة على الرد المباشر".

من جهته، المستشار الدولي هادي دلول المقرب من إيران، فقد أكد أن الرد الإيراني على الاغتيالات والضربات "الإسرائيلية" سيكون انطلاقاً من سوريا، على غرار ما حدث في العراق.
وبسؤاله عن توقيت الضربات، قال لـ"عربي21" إن "توقيت الرد يرتبط باللوجستيات العسكرية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال سوريا الإيرانية حمص إيران سوريا فلسطين حمص الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد اللهیان فی سوریا حزب الله

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: الضربة الإسرائيلية الأخيرة أرجعت إيران 20 عامًا إلى الوراء

قال عبد الله نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن دولة الاحتلال ضربت أشياء خاصة بالمفاعل النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن الضربة الإسرائيلية لطهران كانت قاسية، وأرجعت إيران إلى الخلف 20 عامًا. 

وأضاف "نعمة"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية رحاب فارس، ببرنامج "نقطة ومن أول السطر"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، أن إيران تريد أن ترد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة، ولكنها تعلم بأنها إذا قامت بضرب تل أبيب، فلن تصمت دولة الاحتلال أو الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

إعلام إسرائيلي: 40 انفجارا جراء اعتراضات وسقوط صواريخ أطلقت من جنوب لبنان جيش الاحتلال يعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان

 

وأوضح أن الرئيس الإيراني تحدث خلال الفترة الأخيرة عن أن طهران مستعدة لعدم الرد على الضربة الإسرائيلية الأخيرة حال إيقاف الحرب في لبنان وقطاع غزة، معقبًا: "هذا الكلام في الهواء، ولا يقدم ولا يؤخر، هذه أفلام أصبحت محروقة". 

ولفت إلى أن إيران لا تشكل أي تهديد لدولة الاحتلال أو الولايات المتحدة، مضيفًا أن إيران ضحت بلبنان ووضعته في وجه المدفع، والشعب اللبناني يدفع ثمن أفعال طهران.

ونو إلى أن إصرار إيران على مواقفها يجعل دولة الاحتلال تتمادى في ضرب لبنان، وعدم القبول بأي حل، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد أن حرق 11 بلدة على الشريط الحدودي يتحدث عن إقامة حزام أمني للسماح بعودة المستوطنين مرة أخرى إلى الشمال الإسرائيلي. 

ولفت إلى أن إيران هي من تحرض حزب الله على عدم القبول بقرار 1701 الذي يتحدث عن انسحاب قوات حزب الله من الحدود اللبنانية الإسرائيلية. 

وأوضح أن هناك قرارًا دوليًا بنزع حزب الله من لبنان، لأنه احد أذرع إيران، مشيرًا إلى أن لبنان تعرض لضربات كبيرة من قبل دولة الاحتلال، وطهران تخلت بصورة كاملة عن لبنان.

 

 

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال: هاجمنا مستودعات أسلحة لحزب الله في منطقة القصير وسط سوريا
  • إعلام سوري يكشف حصيلة العدوان الإسرائيلي على مدينة حمص
  • إسرائيل تشن عدوانا على مدينة حمص السورية
  • غالانت يرفض وجود إيران في سوريا ويتمسك بدفع حزب الله لشمال الليطاني
  • بعد قصف دمشق.. سوريا تطالب الأمم المتحدة بمواجهة العدوان الإسرائيلي
  • محلل سياسي: الضربة الإسرائيلية الأخيرة أرجعت إيران 20 عامًا إلى الوراء
  • جيش الاحتلال يستهدف مقر الاستخبارات التابع لـ"حزب الله" في سوريا
  • إيران تواصل استعراضاتها العسكرية مع ترقب لردها المتوقع على الاحتلال الإسرائيلي
  • «البث الإسرائيلية»: الهجوم الإيراني المرتقب لن يؤثر على محادثات التسوية في لبنان
  • الاحتلال يكشف تفاصيل عملية أسر رجلا سوريا "متعاون" مع الحرس الثوري الإيراني |شاهد