"ذاكرتي جيّدة".. بين زلات بايدن وترامب
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الخميس بنبرة ملؤها الغضب أنّه لا يعاني مشاكل في الذاكرة، وذلك في خطاب إلى الأمة ألقاه بعيد صدور تقرير أعدّه مدّع خاص ووصف فيه سيّد البيت الأبيض بأنّه "رجل مسنّ ذاكرته ضعيفة".
وقال الرئيس الثمانيني أمام الصحفيين في البيت الأبيض "حسناً، أنا رجل مسنّ وأعرف ما أفعله. لا أعاني مشاكل في الذاكرة"، مندداً بشدّة بما أورده المحقّق في تقريره من أنّه نسي تاريخ وفاة ابنه بو بايدن، وفقا لفرانس برس.
وقال بايدن "ذاكرتي جيدة. أنظروا ماذا فعلت منذ أن أصبحت رئيسا.. كيف حدث ذلك؟" وأضاف بنبرة ساخرة: "أعتقد أنني نسيت للتو ما كان يحدث".
بايدن المسن
كان عمر بايدن وقدراته المعرفية هدفا رئيسيا للمعارضين الجمهوريين، الذين كافحوا لتوجيه ضربات إليه بسبب مواقفه السياسية. وأظهرت استطلاعات الرأي أن الأمر لا يزال يشكل مصدر قلق بين العديد من الناخبين قبل الانتخابات العامة في نوفمبر.
أظهر استطلاع أجرته شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية هذا الأسبوع أن 76% من الناخبين، بما في ذلك 54% من الديمقراطيين، قالوا إن لديهم مخاوف كبيرة أو معتدلة عندما سئلوا عما إذا كان بايدن، 81 عاما، يتمتع "بالصحة العقلية والجسدية اللازمة ليكون رئيسًا لولاية ثانية".
وسيكون عمر بايدن 86 عامًا في نهاية فترة ولايته الثانية المحتملة. وقال الرئيس إنه من العدل أن يأخذ الناخبون في الاعتبار عمره، لكنه وفريقه أكدوا أنه يجب الحكم عليه على أساس سجل إنجازاته أثناء وجوده في منصبه.
ويبلغ خصمه المحتمل، الرئيس السابق ترامب، 77 عامًا، وقد واجه في الأسابيع الأخيرة تدقيقًا متزايدًا بسبب أخطائه.
زلات بايدن
على الرغم من زلات بايدن فيما يخص الحديث عن زعماء العالم، فإن ترامب بدوره ترتكب مثل هذه الزلات، وفيما يلي أبرز زلاتهما:
أخبر بايدن المانحين في حفل لجمع التبرعات في نيويورك يوم الأربعاء قصة رحلته إلى أول اجتماع له مع مجموعة السبع بعد توليه منصبه، عندما أعلن "عودة أميركا"، لكنه أشار في روايته للقصة إلى هيلموت كول، المستشار الألماني من عام 1982 إلى عام 1988. وتوفي في عام 2017، كانت أنغيلا ميركل هي المستشارة الألمانية في وقت اجتماع بايدن الأول لمجموعة السبع كرئيس. كرر هذا الاختلاط حالة مماثلة يوم الأحد الماضي خلال إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في نيفادا، عندما كان بايدن يروي نفس القصة عن اجتماعه مع قادة العالم في مجموعة السبع. لكن في تلك الحلقة، أخطأ بايدن في تسمية رئيس فرنسا باسم فرانسوا ميتران، الذي تولى رئاسة فرنسا بين عامي 1981 و1995، بدلاً من إيمانويل ماكرون، الذي يتولى منصبه منذ عام 2017.زلات ترامب
بدا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب زل في خطاب ألقاه خلال حملته الانتخابية في نيو هامبشاير في أكتوبر الماضي عندما خلط بين زعيمي تركيا وهنغاريا، حيث قال "هناك رجل، فيكتور أوربان، هل سمع عنه أحد من قبل؟ إنه على الأرجح أحد أقوى القادة في أي مكان في العالم. إنه رئيس تركيا ( رجب طيب أردوغان)". في يناير، خلط مراراً وتكراراً بين رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا) ومنافسته الأساسية في الحزب الجمهوري نيكي هيلي، مدعياً كذباً أن هيلي كانت مسؤولة عن الأمن خلال هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البيت الأبيض بايدن الصحة العقلية ترامب نيويورك أميركا أنغيلا ميركل فرانسوا ميتران إيمانويل ماكرون فيكتور أوربان رجب طيب أردوغان نانسي بيلوسي نيكي هيلي أخبار أميركا جو بايدن دونالد ترامب انتخابات أميركا بايدن وترامب ذاكرة بايدن البيت الأبيض بايدن الصحة العقلية ترامب نيويورك أميركا أنغيلا ميركل فرانسوا ميتران إيمانويل ماكرون فيكتور أوربان رجب طيب أردوغان نانسي بيلوسي نيكي هيلي أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
يعتقد خبراء أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفخيخ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن تصل إلى شيء بسبب تغير الموقف المصري وتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديداته.
ويرى هؤلاء أن نتنياهو دخل الاتفاق منذ البداية وهو عازم على عدم إكماله لكنه اصطدم بأن الرئيس الأميركي ألقى بالكرة في ملعب دول المنطقة التي أصبح دورها من القضية مختلفا عما كان عليه في السابق ولاسيما الموقف المصري.
وأمس الأربعاء، قالت وسائل إعلام إن إسرائيل قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بشرط نزع سلاح المقاومة، في حين رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي مقترح بنزع السلاح أو إبعادها من القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائىلية إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل. في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التزم بأن تتضمن المرحلة الثانية من الصفقة نزع السلاح في غزة ورفض خطة نقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية.
ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين فإن مشكلة نتنياهو تكمن في أنه دخل الحرب من أجل الحرب وليس من أجل خلق واقع سياسي معين، وأنه أيضا كان يعول على ترامب في إفشال الاتفاق بعد المرحلة الأولى وهو ما لم يحدث.
إعلانوحتى اللحظة، يعلن نتنياهو رفضه أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم القطاع لكنه في الوقت نفسه لا يقدم البديل الذي يراه مناسبا، كما يقول جبارين.
وفي حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعول على ترامب لتقديم هذا البديل، فإن تراجع الأخير عن تهديداته وإلقائه كرة اللهب في ملعب الدول العربية لم يكن في حسابات نتنياهو، برأي جبارين.
ويتهم نتنياهو رئيسي الموساد والشاباك بإدارة مفاوضات الاتفاق على أساس تقديم تنالازت دون الحصول على شيء في المقابل، وهي -كما يقول جبارين- محاولة منه لتصوير الصفقة على أنها فاشلة بالنسبة لإسرائيل وأنه ليس مسؤولا عن الفشل.
غير أن المشكلة في رأي خالد صفوري رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن، لا تكمن في مواقف نتنياهو الرامية لتخريب الاتفاق بقدر ما هي في نظرة الرئيس الأميركي قصيرة الأمد للأمور.
فترامب، كما يقول صفوري، يتعامل مع المفاوضات السياسية بمنطق الصفقات العقارية، ومن ثم فقد كان مهتما فقط بالتوصل لاتفاق وليس بمواصلة تنفيذه لأنه يعتقد أن هذا الأمر منحه انتصارا لم يتمكن جو بايدن من تحقيقه.
كما أن اعتماد الرئيس الأميركي وثقته المفرطة في قدرات مبعوثه الخاص للمنطقة ليست في محلها، كما يقول صفوري- لأن ويتكوف أيضا لا يمتلك خبرة في السياسة وإنما في سوق العقارات.
وعلى هذا، فإن ترامب غير معني بإفشال الاتفاق وهو ما جعله يدفع نتنياهو نحو طرح شروط جديدة لم تكن موجودة عندما تم توقيع الصفقة، وفق صفوري، الذي أشار إلى خطورة المسؤولين الأميركيين الحاليين على قضية فلسطين ككل.
فهؤلاء المسؤولون -كما يقول المتحدث- يعتبرون إسرائيل أولوية حتى قبل الولايات المتحدة نفسها لأنهم ينتمون للمسيحية الصهيونية ومن ثم فهم يدفعون الرئيس لإطلاق يد إسرائيل من منطلقات عقائدية وليست سياسية.
إعلان
المقاومة تملك أوراق قوة
ومع ذلك، يعتقد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن المقاومة والوسطاء لن يقبلوا بضم شروط جديدة للاتفاق في مرحلته الثانية، خصوصا بعدما التزم الجانب الفلسطيني بكل ما عليه في حين لم تلتزم إسرائيل بكل ما عليها.
ويرى الحيلة أن ترامب وويتكوف أيضا لا يرغبان في إفشال الاتفاق لأن هذا سيفتح الأبواب أمام أمور كثيرة قد لا يمكن توقعها، وهو ما دفع الرئيس الأميركي للتراجع عن خطة التهجير غالبا وإحالتها إلى الدول العربية.
ومع امتلاك المقاومة أوراق قوة في مقدمتها بقية الأسرى الأحياء وغالبيتهم من العسكريين، ستكون محاولة إضافة شروط جديدة لم يتم الاتفاق عليها مثل تسليم سلاح حماس أو إخراجها من المشهد، تراجعا إسرائيليا غير مقبول بنظر الوسطاء.
وخلص الحيلة إلى أن الموقف العربي الحالي وخصوصا الموقف المصري لم يعد كما كان في السابق لأن البدائل المطروحة ليست مقبولة أبدا بالنسبة له.
لكن صفوري يرى أن المواقف العربية غير موحدة وأن بعض المواقف تبدو قريبة للجانب الإسرائيلي والأميركي، ويرى أن هذا يساعد واشنطن وتل أبيب على عدم احترام الاتفاقات، ومن ثم فإن ورقة القوة الحقيقية تظل في يد حماس، برأيه.
وتتمثل هذه الورقة في الأسرى الأحياء والسلاح، وهما أمران لو تخلت عنهما المقاومة فإنها ستخسر كل شيء، كما يقول صفوري، مؤكدا أن المقاومة لا يمكنها قبول أي ضمانة مقابل إلقاء السلاح.