لبنان ٢٤:
2025-02-01@03:51:48 GMT

أيّ هواجس تقلق بكركي من التفاوض المشبوه؟

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

أيّ هواجس تقلق بكركي من التفاوض المشبوه؟


كتبت سابين عويس في" النهار": لعلها المرة الأولى التي ترفع فيها بكركي مستوى التصعيد في خطابها السياسي منذ فترة طويلة، رغم العظات الشديدة اللهجة لسيدها مع صباح كل أحد، عندما تناولت ملف الحدود البرية، موجّهة تحذيراً غير مسبوق من المفاوضات المتصلة الحدود اللبنانية مع اسرائيل طارحة الملف من زاويتين تحملان دلالات فائقة الأهمية، أسقطت في الأولى شرعية أي مفاوضات يمكن أن تقوم بها الدولة في غياب رئيس الجمهورية، وشككت في الثانية في ما وصفته بالترسيم المشبوه للحدود.


تتمسك بكركي اليوم وأكثر من أي وقت مضى في حقها في رفع الصوت عالياً والتحذير من مغبة مسار التهميش المسيحي، خصوصاً بعدما لمست في حركة الحج الدولية للموفدين الدبلوماسيين تغييباً للموقع المسيحي، حيث تقتصر الزيارات الرسمية للموفدين على رئاستي المجلس والحكومة. وقد يكون ذلك مبرراً بروتوكولياً في ظل شغور موقع الرئاسة، ولكنه غير مبرر في استبعاد بعض المواقع في القيادات المسيحية التي من شأنها أن تملأ شيئاً من الفراغ، وإن لم يكن في شكل رسمي، لكنه يتيح على الأقل للموفدين الدوليين الاستماع إلى وجهة النظر المسيحية من الملفات المطروحة، خصوصاً ملف الرئاسة الذي يعني الشارع المسيحي قبل كل شيء.

بدا واضحاً من بيان المطارنة أن الرسالة ليست إلى الداخل فقط، أي إلى الحكومة التي ستتولى بموجب الدستور إبرام أي اتفاق أو معاهدة دولية، بفعل دور رئيس الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية من جهة، ودور مجلس الوزراء مجتمعاً في تولي صلاحيات الرئيس في حال الشغور، أو إلى الحزب الذي يتفرد اليوم بقرار التفاوض في المقعد الخلفي للحكومة، بل تستهدف الخارج أيضاً الذي يسعى إلى إنجاز مفاوضات ليس للمسيحيين فيها أي كلمة، حتى لو كان هذا الملف في يد صاحب النفوذ والقرار، أي "حزب الله" الطرف الرئيسي في المواجهة مع إسرائيل على الحدود، وصاحب الكلمة الأخيرة في الحل هناك. ولعل المقصود اليوم وإن في شكل غير مباشر الولايات المتحدة التي أوفد رئيسها كبير مستشاريه آموس هوكشتاين لإدارة ملف تثبيت الحدود، وهو يواصل مهمته بعيداً عن الإعلام ويعد الاتفاق ليكون جاهزاً عندما يحين وقت وقف الصواريخ والجلوس على الطاولة. ولعل هذا ما يفسر لجوء بكركي إلى الكلام عن "ترسيم مشبوه"، باعتبار أن الحكومة لا تقود التفاوض، كما أنه لا كلام علنياً عن مفاوضات جارية، بل وساطة مكوكية أميركية بين بيروت وتل أبيب، محصورة بنودها وشروطها بين الاسرائيليين من جهة والحزب ومن يدور في فلكه من الحلفاء من جهة أخرى. ولا يبدو حتى الآن أن للجيش وقيادته أي دور، كما يُفترض أن تجري الأمور، من خلال اللجنة الثلاثية بالرعاية الأممية، لأن ما يحصل ليس ترسيماً بل تثبيت لحدود معتدى عليها إسرائيلياً ولكن معترف بها دولياً ومسجلة في الأمم المتحدة!

تدرك بكركي أنها ليست في الموقع الذي يتيح لها التغيير في المعادلات الجارية، باعتبار أنها مرجعية روحية للطائفة المارونية، ولكنها في ظل غياب المرجعية المارونية الأعلى المكلفة تولي هذه المسؤولية تسعى إلى ملء فراغ أفرزه تعطيل انتخاب الرئيس والتشتت بين الزعامات المسيحية. وهي بذلك، ترمي من وراء رفع الصوت إلى ممارسة أقصى درجات الضغط من أجل تقديم أولوية انتخاب الرئيس على ملف المفاوضات، على نحو يتيح إنجاز الاستحقاق، بحيث يتولى الرئيس المنتخب إدارة التفاوض والتوقيع إلى جانب رئيس حكومة غير مستقيلة، تماماً كما حصل عند توقيع اتفاقية الترسيم البحري إبان عهد الرئيس الأسبق ميشال عون.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية

أدانت المحكمة الابتدائية أمس الخميس، رئيس جماعة الكنتور بإقليم اليوسفية بـ 10 أشهر حبسا نافذا، و50 ألف درهم غرامة مالية، لفائدة أم شاب توفي بعد أن أحرق نفسه أمام مقر البلدية، وأدائه لاثنين مطالبين بالحق المدني تعويضا ماديا قدره 10 آلاف درهم لكل واحد منهما.

وتعود أطوار القضية، إلى أكتوبر السنة الماضية، حيث أقدم الشاب المسمى « أيوب لحدود » الذي كان يبلغ 33 سنة من عمره قيد حياته، على إضرام النار في جسده أمام مقر البلدية.

واختلفت الروايات حول أسباب حادثة وفاة الضحية. والدة الضحية من خلال شكايتها إلى وكيل الملك، حملت مسؤولية وفاة ابنها لرئيس الجماعة. وقالت إنه سبق أن اشترى بقعة أرضية سنة 2021، وقام ببناء منزل دون توفره على الوثائق اللازمة، من تصميم ورخص إدارية، مما جعل السلطة المحلية تتدخل لهدمه. فتوجه نحو رئيس الجماعة لمساعدته في إنجاز وثائق إدارية تخص البقعة، فرفض استقباله وتقديم المساعدة له.

روايات أخرى تؤكد أن ما جعل الشاب يتردد على الجماعة هو فقط طلبه للشغل والسكن بالكنتور التي تعتبر من أهم المواقع الفوسفاطية بالمغرب.

وفي صباح يوم الجمعة من شهر أكتوبر الماضي، قرر الضحية « أيوب » حضور أشغال دورة أكتوبر العادية التي كانت تجري أطوارها بمقر الجماعة. وتزامن ذلك مع احتجاج للساكنة أمام باب مقر البلدية، مطالبين برفع التهميش عن منطقتهم.

لكن قبل انتهاء أشغال الدورة، عاد « أيوب » إلى بيت أمه في حالة هستيرية حسب شكايتها لوكيل الملك. وطلب منها مبلغ 10 دراهم، ثم غادر المنزل متجها نحو البلدية. وبعد ساعات جاءها خبر إضرام النار  بجسده مما تسبب له في حروق بليغة.

وتم نقله على متن سيارة إسعاف إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وقال وهو يعاني من الاحتراق، إن « الرئيس هدده بالتصفية الجسدية »، وطالب بتدخل ملكي لأجل إنصافه وأسرته. ووثقت أمه تصريحاته عبر تسجيل مصور، وقدمته ضمن شكاية تتهم بواسطتها الرئيس بالمسؤولية في وفاة ابنها.

وأكد واحد من ضمن سبعة شهود خلال الاستماع إليهم من طرف الدرك الملكي واقعة التهديد، بينما أكد الأخرون رفض الرئيس تقديم المساعدة للهالك.

وقال شهود من المعارضة إنهم طالبوا بتوقيف أشغال الدورة، لكن الرئيس فضل استمرار أشغالها.

وبعد 7 أيام من الحادثة توفي « أيوب » يوم الاثنين 13 أكتوبر متأثرا بجروحه وتاركا وراءه عشرات المواطنين يطالبون بحقهم في الشغل والكرامة.

من جهته يحكي الرئيس المدان بالحبس والغرامة، رواية أخرى، حيث يحمل المسؤولية للذين يعتبرهم حرضوا الضحية ومن معه، وشحنوه ضد الرئيس، واستغلوا ظروفه النفسية والاجتماعية لتصفية حساباتهم الشخصية. نافيا أن يكون الهالك قد زاره في مكتبه، أو طلب لقاءه، أو أنه قام هو بتهديده. مؤكدا أنه خلال أشغال الدورة بلغ إلى علمه أن مواطنا من المنطقة أضرم النار في جسده لأسباب يجهلها. وأنه أرسل سيارة إسعاف تابعة للجماعة لنقله إلى المستشفى باليوسفية ثم إلى مراكش، لكن العائلة رفضت مطلبه.

وقال إن من ضمن نقط الدورة « كتابة ملتمس إلى مدير موقع الكنتور للفوسفاط، لأجل مساعدتهم للتأهيل الحضري لأحياء بجماعة الكنتور القروية، لكن أعضاء من المعارضة أوهموا الساكنة أن الجماعة ستتسلم منهم المنازل التابعة للفوسفاط، وستفرض عليهم مبالغ رسم كراء شهري جديد واستخلاص مبالغ مالية كبيرة تخص الماء والكهرباء، ونظرا للظروف الاجتماعية ومخلفات الجفاف خرجت الساكنة تحتج بتحريض من آخرين طرقوا أبوابهم ليلا لحضور أشغال الدورة.

وتسببت وفاة « أيوب » في احتقان شديد باليوسفية، وخرجت الساكنة من النساء والرجال والأطفال لاستقبال جثمانه ودفنه، تحت هتافات التهليل والتكبير.

ونظمت مسيرة نحو العمالة، رددت فيها شعارات قوية مثل »ولادكم قريتوهم وولادنا حرقتوهم ». وطالب المحتجون بمعاقبة من تسبب في هذه المأساة الإنسانية. وحملت الشعارات المسؤولية لعامل الإقليم، وطالبوه برفع التهميش عنهم وتوفير فرص الشغل لأبنائهم.

كلمات دلالية إضرام النار احتحاج الكنتور المجلس البلدي المحكمة اليوسفية انتحار

مقالات مشابهة

  • إدانة رئيس جماعة اتهمته عائلة شاب بالتسبب في موت ابنها الذي أحرق نفسه أمام باب البلدية
  • الشعب على الحدود .. حشود المصريين فى رفح تؤيد الرئيس وترفض التهجير
  • الراعي استقبل وزير الخارجية المصري في بكركي
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟
  • حظك اليوم برج العذراء الخميس 30 يناير.. لا تقلق من ضغوط العمل
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • ما الأسرار التي يحاول ترامب كشفها حول اغتيال الرئيس جون كينيدي؟
  • وفد كتائبي في بكركي.. وحكيم: نرفض الاستفزازات
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد
  • بوتين يرفض التفاوض مع زيلينيسكي.. رئيس غير شرعي.. والأخير يرد