للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات على الحدود الجنوبية في 8 تشرين الأول الماضي، كان وسط مدينة النبطية عصر أمس مسرحاً لغارة إسرائيلية استهدفت قياديين في «حزب الله». وبدا مشهد السيارة المستهدفة كأنه نسخة عن مشهد السيارة التي استهدفتها غارة أميركية قبل يومين في وسط بغداد ما أدى الى مقتل القيادي البارز في «حزب الله» العراقي أبو باقر الساعدي.

وبغارة النبطية اجتازت إسرائيل مجدّداً الخط الأحمر الذي طبع مواجهات الجنوب قبل 4 أشهر، إذ سبق لإسرائيل أن اجتازت هذا الخط في عمق الضاحية الجنوبية لبيروت باغتيال القيادي في حركة «حماس» صالح العاروري مطلع العام الجاري، وفق ما كتبت" نداء الوطن".

وكتبت" الشرق الاوسط": شهدت المواجهات بين إسرائيل و«حزب الله»، في جنوب لبنان، تصعيداً غير مسبوق باستهداف الطيران الإسرائيلي عمق مدينة النبطية، للمرة الأولى، عبر غارة أُطلقت من مسيّرة باتجاه سيارة في محاولة اغتيال قيادي في «حزب الله»، وعدت خرقاً جديداً لـ «قواعد الاشتباك».
وفيما لم يعلن «حزب الله» بعد الغارة عن مقتل أحد من عناصره أو قيادييه، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الغارة استهدفت شخصية كبيرة في الحزب، وأفادت وكالة «الصحافة الفرنسية»، نقلا عن مصدر أمني، بإصابة مسؤول عسكري في «حزب الله» بجروح «خطرة» جراء ضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة النبطية في جنوب لبنان.

وقال مصدر متابع لزيارة الوفد الفرنسي الأمني والدبلوماسي الى بيروت ل" البناء" أن الحديث يدور على اليوم التالي لبدء تطبيق اتفاق غزة، بعدما اقتنع الوسطاء وخصوصاً الجانب الفرنسي باستحالة البحث بترتيبات على الحدود اللبنانية قبل وقف الحرب على غزة. وقال المصدر إن مناقشات الوفد الفرنسي حول القرار 1701 تتم تحت عنوان التطبيق النسبي للقرار باعتبار أن التطبيق الكامل دونه عقبات إسرائيلية وأخرى لبنانية. ووضعت المصادر تعيين رئيس أركان جديد للجيش اللبناني في إطار استكمال العدة اللازمة لمرحلة ما بعد اتفاق غزة والمنتظر أن يولد خلال أسابيع.

اضافت: أراد العدو الإسرائيلي من خلالها وفق مصادر سياسية ومطلعة على الوضع الحدودي لـ»البناء» توجيه رسالة لحزب الله بأن جيش الاحتلال على جهوزيّة لتوسيع الحرب ضد لبنان إذا لم تنجح الجهود الدبلوماسية، لا سيما أن استهداف النبطية جاء بعد إبلاغ الحكومة اللبنانية الموقف الرسمي للمبعوثين الدوليين لا سيما الأوروبيين الذين زاروا لبنان مؤخراً برفض تطبيق القرار 1701 من جانب واحد ورفض المطالب والعروض الإسرائيلية في الملف الحدودي. كما ربطت المصادر التصعيد الإسرائيلي بتأجيل الموفد الأميركي أموس هوكشتاين زيارته التي كانت متوقعة الى لبنان بعد زيارته «إسرائيل»، ما يشي بأن المفاوضات بين لبنان و»إسرائيل» لا تزال معقدة لا سيما أن حزب الله رفض البحث بأي مقترحات قبل توقف العدوان على غزة. كما جاء التصعيد الإسرائيلي بالتزامن مع تصعيد أميركي في العراق باغتيال قياديين في المقاومة العراقية، ما يخفي توجهاً أميركياً – إسرائيلياً بالتصعيد المتعمّد غداة تسليم حركة حماس باسم المقاومة الفلسطينية الردّ على ورقة الإطار في مفاوضات باريس. ويهدف هذا التصعيد إلى الضغط على محور المقاومة وتحسين ظروف التفاوض لتحقيق مكاسب أكبر لـ»إسرائيل» ودفع حركة حماس إلى التنازل عن مطالبها وملاحظاتها على ورقة باريس التي قال عنها الرئيس الأميركي جو بايدن بأنها مبالغ فيها.

وكتبت" اللواء": الاخطر ما نُقل عن قائد جيش الاحتلال من ان عشرات الطائرات المعادية تنشط في سماء الجنوب، وعند الحاجة ستتحول الى مئات.
واشارت مصادر ديبلوماسية الى ان مسار الاتصالات الجارية بين المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين والمسؤولين اللبنانيين، بخصوص الطروحات والافكار الإسرائيلية التي تسلمها في زيارته الاخيرة، لانهاء الاشتباكات المسلحة والتوتر المتصاعد على الحدود اللبنانية الجنوبية ،بين حزب الله  والقوات الإسرائيلية، والتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى تثبيت الامن والاستقرار، ويساهم في عودة سكان المستوطنات الإسرائيليين إلى منازلهم، عبر الاقنية الديبلوماسية  في بيروت، لتبادل وجهات النظر والتعديلات المطلوبة عليها، لنقلها الى الجانب الاسرائيلي، ما يعني ان مسودة التفاهم المطروحة للنقاش لم تصل إلى نهاياتها، وماتزال في طور  التفاوض عليها، ما يتطلب مزيدا من الوقت والتشاور وتذليل العقد والصعوبات التي ماتزال موجوده. 
واعربت المصادر عن اعتقادها بتشدد إسرائيلي في المطالب والشروط المطروحة ،لاسيما مايتعلق بالمسافة التي ينسحب اليها عناصر حزب الله ومناطق التمركز  الجديدة، وأماكن تمركز الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، وتوقيت تنفيذ التفاهم المقترح، وعدم ربطه بوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وهو ما يتعارض مع  تشدد الحزب بضرورة إنهاء هذه الحرب قبل تنفيذ اي اتفاق يتم التوصل اليه في هذه المفاوضات، وهذا ما ادى الى عدم زيارة اوكشتاين لبنان بعد زيارته لإسرائيل، واستعيض  عنها بنقل الموقف الاسرائيلي  من الاقتراحات المطروحة بواسطة الاقنية الديبلوماسية. 
واستبعدت المصادر ان يزور هوكشتاين لبنان قبل انضاج اطار التفاهم المقترح لإنهاء التصعيد العسكري في الجنوب، وهذا يعني انتظار التوصل إلى هدنة او وقف لاطلاق النار في غزة، لاستكمال الجهود والمساعي المبذولة لإحلال السلام على الحدود الجنوبية اللبنانية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

يونيفيل بين ناري اسرائيل وحزب الله..تحتمي في الملاجئ

عندما يتبادل حزب الله وإسرائيل الهجمات، تلجأ قوات حفظ السلام ليونيفيل إلى المخابئ.

وعلى مدى سنوات، كانت قوات يونيفيل تراقب وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، الذي ظل صامداً إلى حد كبير منذ  2006. ولكن منذ أكتوبر(تشرين الأول)، كان القتال بين إسرائيل وحزب الله عبر الخط الأزرق، الترسيم غير الرسمي بين لبنان وإسرائيل، مستمراً إلى حد كبير، وهدد في بعض الأحيان بالتحول إلى حرب شاملة.

Under the missiles: U.N. force caught between Israel and Hezbollah. pic.twitter.com/wYVlVIC83t

— Gopal Sengupta (@senguptacanada) September 14, 2024

وينقل المراسل كريم فيهم في تحقيق ميداني من جنوب لبنان عن المقدم الإسباني خوسيه إيريساري إن هناك لحظات "يسود فيها الهدوء. ثم فجأة، يومان من القتال المتواصل".
وكان إيريساري، وهو عضو في الوحدة الإسبانية في يونيفيل، يرافق مراسلي "واشنطن بوست" في جولة صباحية عندما بدا أن الحرب قد انحسرت.
ومع فرار المدنيين على جانبي الحدود بأعداد كبيرة، تحول موقف يونيفيل من مراقبة الانتهاكات على الحدود إلى دوريات على جبهة القتال، وهو دور محرج، شبهه إيريساري بدور العازل. وقال: "نحن لا نتحرك ضد أحد. ولكن إذا لم تكن يونيفيل هنا، فأنا متأكد  أن الموقف سيتصاعد.. لن يكون هناك رادع حقيقي لأحد".

تهدئة التوترات

تعمل القوة، التي أنشئت في 1978 لمراقبة انسحاب إسرائيل من لبنان، وفي الصراع الحالي، على تهدئة التوترات من خلال تمرير الرسائل بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي. وقد علقت آلية الوساطة الأكثر رسمية، والتي جمعت المسؤولين العسكريين الإسرائيليين واللبنانيين في نفس الغرفة مع يونيفيل، منذ أكتوبر(تشرين الأول). ورغم أن حزب الله لم يشارك فيها، كان الجيش اللبناني ممثلاً لمصالحه.

???? WATCH: Danny Danon shows PROOF in a conference before UN Council, Hezbollah are firing rockets next to UNIFIL sites.

He said earlier in a statement today that if Lebanese Government do not remove Hezbollah from the border then ???????????????????????? ????????????????

Hezbollah’s continued use… pic.twitter.com/iDpUNxMQiN

— Kosher???????? (@K0sher_C0ckney) August 28, 2024

وكتب ثاناسيس كامبانيس، مدير شركة سنتشري إنترناشيونال، أن هذه القوة كانت تهدف إلى أن تكون "نموذجاً لإدارة الصراع وتجنب التصعيد غير المقصود، لا لحل الصراعات وعكس التصعيد المتعمد أو القائم على غياب الثقة وسوء التقدير".
بلغت المخاوف من صراع أوسع نطاقاً ذروتها هذا الصيف. ففي 30 يوليو(تموز)، اغتالت إسرائيل أحد كبار قادة حزب الله في ضواحي بيروت. وبعد أقل من شهر، في 25 أغسطس(آب)، تبادل حزب الله وإسرائيل أعنف الهجمات، بدءاً بضربات إسرائيلية في الصباح الباكر على جنوب لبنان وصفتها القوات الإسرائيلية بـ "استباقية".

أعلى مستوى تأهب

وفي ذلك الصباح، وُضِعَت قوات حفظ السلام يونيفيل في أعلى مستوى تأهب، وهو المستوى الثالث، الذي يتطلب الاحتماء في مخابئ تحت الأرض، وفق الكابتن ألفونسو ألبار، وهو عضو آخر في الوحدة الإسبانية، الذي وقال: "قضينا خمس ساعات في المخبأ... سمعنا الكثير من أصوات القبة الحديدية".
وفي بعض الأحيان، يتلقى جنود حفظ السلام تحذيراً يشير إلى أن إسرائيل تستعد لشن هجوم. وفي بعض الأحيان، لا يحصل أي هجوم، ما يشير إلى أن بعض التحذيرات على الأقل كانت خدعة في ساحة المعركة، على حد قول المسؤولين.
وعندما لا يكون جنود حفظ السلام في حالة تأهب قصوى، يسيرون دوريات على طول الخط الأزرق. وبصرف النظر عن الاشتباكات العرضية بين حزب الله وإسرائيل، فإن الانتهاكات قبل أكتوبر (تشرين الأول) شملت حوادث مثل تسيير المزارعين  الحيوانات عبر الحدود، واليوم تطلق عشرات القذائف ذهاباً وإياباً يومياً.

وقالت المتحدثة باسم يونيفيل كانديس أرديل إن "حجم الانتهاكات هائل". ورغم القصف، لا يزال جنود حفظ السلام ينسقون بين الجيشين الإسرائيلي واللبناني لتسهيل المهام اليومية في منطقة الحدود، مثل إطفاء الحرائق، أو إصلاح المرافق.

مقالات مشابهة

  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • ماهي أجهزة بيجر التي أوقعت ألفي مصاب في لبنان وما علاقة اسرائيل؟
  • ماهي أجهزة بيجر التي أوقعت ألفي مصاب في لبنان وما علاقة اسرائيل؟- عاجل
  • التكنولوجيا القاتلة.. ماهي أجهزة بيجر التي أوقعت ألفي مصاب في لبنان وما علاقة اسرائيل؟ - عاجل
  • بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة قدّمت شكوى أمام مجلس الأمن بعد استهداف اسرائيل آلية للدفاع المدني
  • التهديدات مستمرّة… فهل حزب الله مردوع؟!
  • سيد الناس.. غادة عادل تخوض تجربة الدراما الصعيدية للمرة الأولى
  • جوائز إيمي 2024.. نجمات تحصدن ألقاباً للمرة الأولى
  • الضغوط مستمرّة.. هل تتراجع اسرائيل عن حربها على لبنان؟
  • يونيفيل بين ناري اسرائيل وحزب الله..تحتمي في الملاجئ