الخليج الجديد:
2025-03-13@04:51:08 GMT

انهيار الحضارة الغربية في غزة

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT

انهيار الحضارة الغربية في غزة

انهيار الحضارة الغربية في غزة

هذا الانهيار الكبير للحضارة الغربية، يعطي بشرى جديدة للإنسانية جمعاء!

ترتكب إسرائيل اليوم أكبر إبادة جماعية في التاريخ في غزة، بدعم مادي ومعنوي من أمريكا ودول الغرب.

أظهرت لنا غزة أن الحضارة الغربية التي تحولت إلى حضارة سلاح وبارود، قد انهارت تماما من جميع الجوانب.

«إن غزة لا تتسبب في إيقاظ العالم الإسلامي فحسب، بل البشرية جمعاء»، وهذا بالضبط ما نشهده في العالم الآن.

من الذي سينشئ حضارة جديدة قادرة على إقامة العدل والسلام ضمن النظام العالمي الذي سيعاد تشكيله في العالم؟

هل يمكن لعالم إسلامي يدرك أهمية دينه وموارده الطبيعية وقوته البشرية أن يكون أملا ونورا ومرشدا للعالم أجمع رغم كل الأزمات التي يعاني منها؟

«ألا ترون! الغرب الآن يعني الفجور بالنسبة إلى شعوب العالم. نحن لا نعِدْ بمستقبل للإنسانية! أنهوا الحرب اللاإنسانية في غزة على الفور! لقد طفح الكيل!».

عقدت 18 دولة غربية شراكة كاملة مع إسرائيل لتجويع الفلسطينيين في غزة، عبر تعليق مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

«نحن الأمريكيون القتلة الأكثر قسوة وتأثيرا على هذا الكوكب، ولهذا السبب وحده نفرض حكمنا على مساكين العالم. هذا الأمر لا يتعلق بالديمقراطية، أو الحرية أو التحرير».

«لم يعد للإنسانية مستقبل سلمي في ظل المنطق الغربي المتوحش، فـ«أنتم بحاجة إلى مقاتلات F-35 لاستهداف مبنى سكني أو مدرسة أو مستشفى في منطقة صغيرة، أليس كذلك يا سادة؟».

* * *

ترتكب إسرائيل اليوم أكبر إبادة جماعية في التاريخ في غزة، بدعم مادي ومعنوي من أمريكا والدول الأوروبية. وقررت 18 دولة غربية عقد شراكة كاملة مع إسرائيل من أجل ترك الفلسطينيين يتضورون جوعا في غزة، عبر تعليق مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

الغرب الذي ينادي بالديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الدولي، يغض الطرف ويدعم قتل الأطفال والنساء والأطباء والصحافيين وقصف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، أمام مرأى ومسمع من العالم كله.

وجميع المؤسسات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، التي من المفترض أن تكون ضامنة السلام في العالم، أصبحت غير فعالة تماما، وهي مع شعوب العالم تقف متفرجة على المذبحة اللاإنسانية.

في خضم ذلك، تواصل جميع شعوب العالم المظاهرات في الشوارع منذ أشهر، وسط مشاعر من الخجل أمام هذه المأساة الإنسانية والمشاهد المروعة في غزة.

وقد كتب الصحافي البريطاني جوليان بورجر، أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تخليا عن جهود التدخل لوقف الفظائع الجماعية التي تحدث في جميع أنحاء العالم، وأن مثل هذه الأحداث بصدد التحول إلى ما هو أشبه بالأعراف على مستوى عالمي.

بدوره أكد جوناثان كوك الكاتب في صحيفة «الغارديان» البريطانية، أن المشكلة لا تكمن في «التقاعس العالمي» وإنما في الدعم المكثف الذي تقدمه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة للفظائع الجماعية.

من جهته، وجه الكاتب البريطاني البارز ماكس بورتر، انتقادات لاذعة للدول الغربية، التي تلتزم الصمت تجاه قضية غزة. وقال بورتر، إنه لم يعد هناك مستقبل سلمي للإنسانية في ظل هذا المنطق الغربي المتوحش، مضيفا «أنتم بحاجة إلى مقاتلات F-35 لاستهداف مبنى سكني أو مدرسة أو مستشفى في منطقة صغيرة، أليس كذلك يا سادة؟».

ولفت بورتر بسخرية إلى المنطق المادي الوحشي للغرب، منتقدا خلق الدول الغربية للمآسي، ومن ثم استغلالها لتلك المآسي بمنطق الربح والانتهازية. وقال ماكس بورتر: «ألا ترون! الغرب الآن يعني الفجور بالنسبة إلى شعوب العالم. نحن لا نعِدْ بمستقبل للإنسانية! أنهوا الحرب اللاإنسانية في غزة على الفور! لقد طفح الكيل!».

الصحافي الأمريكي البارز كريس هيدجز، قال أيضا خلال خطاب انتقد فيه الولايات المتحدة: «نحن الأمريكيون القتلة الأكثر قسوة وتأثيرا على هذا الكوكب، ولهذا السبب وحده نفرض حكمنا على مساكين العالم. هذا الأمر لا يتعلق بالديمقراطية، أو الحرية أو التحرير».

وتابع كريس هيدجيز قائلا: «إن إسرائيل والولايات المتحدة تبعثان برسالة مخيفة إلى بقية العالم. نصوص القانون الدولي والقانون الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف، هي مجرد قطع من الورق لا معنى لها. وهي لم تطبق في العراق، وليست صالحة في غزة أيضا».

وذكر هيدجيز أن الرسالة التي وجهتها الولايات المتحدة وإسرائيل للعالم بهجمات غزة كانت كما يلي:

«سندمر أحياءكم ومدنكم بالقنابل والصواريخ. سوف نذبح نساءكم وأطفالكم وشيوخكم ومرضاكم دون خجل. سنفرض الحصار لخلق الجوع وضمان انتشار الأمراض المعدية. يا أبناء «الأعراق الثانوية» في العالم؛ أنتم لا أهمية لكم. بالنسبة لنا، أنتم حشرات يجب القضاء عليها. نحن نمتلك كل شيء. إذا حاولتم أن تأخذوا منا أيا مما نملك، فسوف نقتلكم. ولا ندفع ثمن ذلك أبدا».

كل ذلك أصبح يدل على أن الحضارة الغربية لم يبق لديها ما تقدمه للإنسانية سوى المرض والدمار والمذابح. لقد أهمل الغرب كل ما هو معنوي لسنوات طويلة وقدم الأشياء المادية للبشرية، وهذه الأشياء المادية أصبحت الآن تفوح منها رائحة الموت، وباتت رائحة البارود والقنابل الكيماوية والأسلحة النووية والأمراض البيولوجية أحدث المنتجات التي قدمها الغرب الحديث لشعوب العالم.

ورغم التقدم الكبير الذي أحرزته العلوم الطبيعية في الماضي، إلا أن حضارة الطاقة والآلات لم تعد تعِدْ بأي شيء للناس الذين يسعون وراء رفاهيتهم ورغباتهم. هذه الحضارة المتوحشة لا تجعل لله مكانا في عالمها الفكري، ولا تقدم للإنسانية إلا الخوف والقلق والظلام.

الحضارة الغربية التي أهملت في القرون الماضية الجانب المعنوي واتجهت فقط إلى الجانب المادي للإنسان، كانت في الماضي تبشر بالأمل والمرح والمستقبل المشرق. وفي القرن الحادي والعشرين، تخلت الحضارة الغربية عن هذه الأمور أيضا.

لم يعد لدى الغرب شخصيات من العمالقة العظماء، مثل أوغست كونت، وسان سيمون، وماكس فيبر، ونيتشه، وسبنسر، وهيغل، وماركس، وكانط، وفرويد، ويونغ. كل هؤلاء معلقون اليوم على رفوف التاريخ الغربي المغبرة.

وبالطبع لن يولي مجرم كالزعيم الصهيوني بنيامين نتنياهو، أي اهتمام بالقانون، أو السياسة، أو الفلسفة، أو علم الاجتماع، أو الديمقراطية، أو حقوق الإنسان في عالم يحكم فيه ريشي سوناك بريطانيا، وجو بايدن الولايات المتحدة، وإيمانويل ماكرون فرنسا، وفرانك – فالتر شتاينماير ألمانيا.

لكن هذا الانهيار الكبير للحضارة الغربية، يعطي بشرى جديدة للإنسانية جمعاء. وكما يقال: «إن غزة لا تتسبب في إيقاظ العالم الإسلامي فحسب، بل البشرية جمعاء»، وهذا بالضبط ما نشهده في العالم الآن.

خلاصة الكلام؛ أظهرت لنا غزة أن الحضارة الغربية التي تحولت إلى حضارة سلاح وبارود، انهارت تماما من جميع الجوانب. حسنا! من الذي سينشئ حضارة جديدة قادرة على إقامة العدل والسلام ضمن النظام العالمي الذي سيعاد تشكيله في العالم؟ وهل يمكن لعالم إسلامي يدرك أهمية دينه وموارده الطبيعية وقوته البشرية أن يكون أملا ونورا ومرشدا للعالم أجمع رغم كل الأزمات التي يعاني منها؟

*توران قشلاقجي كاتب تركي

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا بريطانيا غزة الغرب انهيار إنسانية الحضارة الغربية عالم إسلامي النظام العالمي الولایات المتحدة الحضارة الغربیة الأمم المتحدة شعوب العالم فی العالم فی غزة

إقرأ أيضاً:

4 دول عربية تتصدر مستوردي السلاح في العالم

 ونقل موقع nziv الإخباري الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية عن تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن دول الشرق الأوسط استحوذت على 27% من إجمالي واردات الأسلحة العالمية بين عامي 2020 و2024، مشيرا إلى أن أربع دول عربية كانت ضمن أكبر عشر دول مستوردة للأسلحة في العالم.

وأوضح التقرير أنه على الرغم من استمرار التوترات الإقليمية والصراعات المسلحة في المنطقة، فإن واردات الأسلحة في الشرق الأوسط شهدت انخفاضا بنسبة 20% خلال الفترة 2020-2024 مقارنة بالفترة 2015-2019.

واتخذت الدول العربية مسارات مختلفة في استيراد الأسلحة خلال هذه الفترة، حيث زادت بعض الدول مثل قطر والكويت والبحرين من وارداتها بشكل كبير، بينما سجلت دول أخرى مثل السعودية ومصر والإمارات والجزائر انخفاضات كبيرة.

وفقا لتقرير معهد ستوكهولم، احتلت مصر المرتبة الثالثة عالميا في واردات الأسلحة، بنسبة 3.3% من إجمالي الواردات العالمية، رغم انخفاض وارداتها بنسبة 44% مقارنة بالفترة السابقة.

وكانت ألمانيا المورد الرئيسي لمصر بنسبة 32%، تليها إيطاليا بنسبة 27%، ثم فرنسا بنسبة 19%.

وأشار موقع nziv إلى أن وصول مصر لمركز متقدم عالميًا في التسلح يقابله تراجع إسرائيل إلى المرتبة 15 عالميًا، مما يعكس فجوة كبيرة بين البلدين في هذا المجال.

تراجعت المملكة العربية السعودية من كونها أكبر مستورد للأسلحة في العالم خلال الفترة 2015-2019 إلى المرتبة الرابعة في الفترة 2020-2024، مع انخفاض وارداتها بنسبة 41%.

ومع ذلك، لا تزال السعودية مستوردًا رئيسيًا للأسلحة بحصة تبلغ 6.8% من إجمالي الواردات العالمية.

واعتمدت الرياض بشكل رئيسي على الولايات المتحدة التي وفرت لها 74% من وارداتها، تليها إسبانيا بنسبة 10%، ثم فرنسا بنسبة 6.2%.

وأرجع التقرير هذا التراجع جزئيًا إلى الطبيعة الدورية لمشتريات الأسلحة، متوقعًا أن تظل السعودية من أكبر مستوردي الأسلحة في السنوات المقبلة.

سجلت قطر زيادة كبيرة في واردات الأسلحة، مما جعلها تحتل المرتبة الثالثة بحصة تعادل 6.8% من الإجمالي العالمي.

وارتفعت واردات الدوحة بنسبة 127% مقارنة بالفترة 2015-2019، وبنسبة 1312% مقارنة بالفترة 2010-2014.

وكانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي لقطر بنسبة 48%، تليها إيطاليا بنسبة 20%، ثم المملكة المتحدة بنسبة 15%.

وشملت واردات قطر 42 طائرة مقاتلة من الولايات المتحدة، و31 طائرة من بريطانيا، و16 طائرة من فرنسا، بالإضافة إلى 7 سفن حربية من إيطاليا.

سجلت الكويت قفزة كبيرة في واردات الأسلحة بنسبة زيادة بلغت 466%، لتحتل المرتبة العاشرة عالميًا بحصة بلغت 2.9% من الإجمالي العالمي.

واعتمدت الكويت بشكل كبير على الولايات المتحدة التي زودتها بنحو 63% من وارداتها، تليها إيطاليا بنسبة 29%، ثم فرنسا بنسبة 7%.

كما سجلت البحرين ارتفاعا كبيرا في وارداتها بنسبة 898%، لتحتل المرتبة 23 عالميا بحصة بلغت 1.1%، مع اعتمادها بشكل شبه كلي على الولايات المتحدة التي وفرت لها 97% من وارداتها.

انخفضت واردات الإمارات العربية المتحدة بنسبة 19%، لتحتل المرتبة 11 عالميًا بحصة بلغت 2.6%.

وكانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للإمارات بنسبة 42%، تليها فرنسا بنسبة 17%، ثم تركيا بنسبة 11%.

من جهتها، شهدت الجزائر تراجعا حادا في وارداتها بنسبة 73%، لتحتل المرتبة 21 عالميًا بحصة بلغت 1.2%.

واعتمدت الجزائر بشكل رئيسي على روسيا التي وفرت لها 48% من وارداتها، تليها الصين بنسبة 19%، ثم ألمانيا بنسبة 14%.

انخفضت واردات المغرب بنسبة 26%، لتحتل المرتبة 31 عالميا بحصة بلغت 0.7%.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى توقعات بزيادة واردات المغرب في السنوات المقبلة بناءً على الطلبيات التي تنتظر التسليم.

واعتمد المغرب بشكل رئيسي على الولايات المتحدة التي وفرت له 64% من وارداته، تليها فرنسا بنسبة 15%، ثم إسرائيل بنسبة 11%.

استحوذت منطقة الشرق الأوسط على 27% من إجمالي واردات الأسلحة العالمية في الفترة 2020-2024، رغم انخفاض الواردات بنسبة 20% مقارنة بالسنوات الأربع السابقة.

وكانت الولايات المتحدة المورد الرئيسي للمنطقة بنسبة 52%، تليها إيطاليا بنسبة 13%، ثم فرنسا بنسبة 9.8%، وألمانيا بنسبة 7.6%.

مقالات مشابهة

  • التنين يحلّق في آفاق عدة.. هل تقود الصين العالم؟
  • كاتب أميركي: ترامب زلزل العالم في 50 يوما
  • 4 دول عربية تتصدر مستوردي السلاح في العالم
  • هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ 
  • العالم في غياب الناتو: سيناريوهات محتملة
  • الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط في الاستجابة الإنسانية عالمياً
  • الأمم المتحدة: الإمارات حليف نشط وفعال في الاستجابة الإنسانية العالمية
  • «الجامعة التي لا تهدأ».. تاريخ من التصعيد والاحتجاجات في كولومبيا
  • أستاذ علوم سياسية: مفاوضات «جدة» تركز على إقناع أوكرانيا بقبول الخطة التي يطرحها ترامب
  • ‏اندفاع العراق نحو العالم يجعله يستعيد نفوذه