تفاصيل خطط واشنطن لتشديد الخناق على النفط الإيراني
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
كشفت وكالة بلومبيرغ خطة إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتشديد الخناق على مبيعات النفط الإيرانية، والتي تمكّن طهران من الاستمرار بتمويل الميليشيات التي تعكّر الاستقرار في الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين أن البيت الأبيض "سيعزز تطبيق العقوبات" المفروضة على إيران خاصة مع تفاقم التوترات في المنطقة، مشيرين إلى أن الإدارة الأميركية تدرك أن أي "خطأ قد يؤدي إلى تعطيل أسواق النفط العالمية".
وينظر البيت الأبيض إلى هذه المسألة "المعضلة" على أنها "أولوية" خاصة مع دعم طهران لحركة حماس في غزة التي تسببت مهاجمتها لإسرائيل في إشعال حرب، طالت بعض الدول، ناهيك عن الدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين في اليمن الذي تسببوا في تعكير صفو حركة الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
علي فايز، مدير برنامج إيران في مجموعة الأزمات الدولية قال للوكالة إن واشنطن "لديها رغبة في تشديد العقوبات على إيران.. لكنها لا تملك بالضرورة الوسائل بسبب القيود السياسية والجيوسياسية".
وتشير الوكالة إلى أن خطة واشنطن قد تكون محفوفة بالمخاطر، فهي تأتي في وقت حرج، إذ لا يمكن الضغط بشكل "قوي بما قد يهدد" برفع الأسعار في السوق العالمية، كما أنها تأتي في وقت يخوض فيه بايدن منافسة مع الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وقد تواجه واشنطن تحديات في إقناع المنتجين الرئيسيين، خاصة السعودية، بمنع أسعار النفط من الوصول لمستويات مرتفعة، خاصة وأن المملكة رفضت، في عام 2022، مطالب بايدن بعدم اتخاذ إجراءات لخفض من المعروض في الأسواق بما يزيد الأسعار.
ناهيك عن أن الصين وهي المشتري الأساسي للنفط الإيراني، لن يكون لديها أي حافز لمساعدة واشنطن في تحقيق أهدافها، وفق تعبير بلومبيرغ.
ودعت مجموعة من المشرّعين الأميركيين من الحزبين إلى اتخاذ "إجراءات صارمة" بتفعيل العقوبات الحالية على السفن والموانئ والمصافي التي تتعامل مع النفط الإيراني، إلا أن هذا قد يتسبب بأضرار جانبية تتمثل في رفع الأسعار، وهي ما قد تشكل معضلة أمام بايدن خاصة قبل الانتخابات الرئاسية، في نوفمبر.
وقال أحد المصادر لبلومبيرغ إن "الخيارات التي يدرسها البيت الأبيض، تشمل: استهداف السفن التي تحمل الخام الإيراني، أو حتى معاقبة الدول التي تشتريه أو تسهّل الشحنات".
وحتى الآن تقلّبت أسعار النفط في نطاق قدره 10 دولارات، ورغم المخاطر في الشرق الأوسط إلا أن نمو الاقتصاد العالمي جعل سوق النفط في حالة توازن، بحسب الوكالة.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، أدريان واتسون، في بيان "إن واشنطن تحمّل إيران مسؤولية أفعالها التصعيدية من خلال فرض عقوبات وإجراء عمليات اعتراض بحرية".
وأضافت أن "الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الاجراءات اللازمة لتعطيل قدرات إيران على تمويل العناصر الإرهابية في المنطقة".
وفي مطلع فبراير، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات اقتصادية وقضائية جديدة على إيران، مطلع فبراير.
وأعلن وزير العدل، ميريك غارلاند، والمدعي العام الفيدرالي لولاية مانهاتن في نيويورك، داميان ويليامز، عن ملاحقات بتهم "الإرهاب والتحايل على العقوبات والاحتيال وغسل الأموال ضد سبعة أشخاص في شبكة غسل أموال نفطية يديرها الحرس الثوري الإيراني، المنظمة الأجنبية الإرهابية، وفيلق القدس"، وحدة النخبة التابعة لها، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
واتهم القضاء الأميركي في بيان، مسؤولين رسميين إيرانيين وكوادر أتراك في مجموعة للطاقة في أنقرة بـ "غسل وبيع نفط إيراني لمشترين مرتبطين بالصين وروسيا وسوريا، لتمويل فيلق القدس الداعم للإرهاب الإيراني".
كما أعلن مكتب المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن "مصادرة 108 ملايين دولار كانت شركات للحرس الثوري تحاول غسلها".
وقال غارلاند في البيان: "إيران تستخدم قنوات بيع النفط في السوق السوداء لتمويل أنشطتها الإجرامية، مثل دعمها للحرس الثوري وحماس وحزب الله وغيرها من الجماعات الإرهابية التابعة لها".
وبموجب هذه العقوبات، يجري تجميد كل الأصول التي يملكها، في شكل مباشر وغير مباشر، في الولايات المتحدة، الأفراد والشركات المعنيون، فضلا عن منع أي شركة أو شخص في الولايات المتحدة من التعامل ماليا مع هذه الجهات.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة النفط الإیرانی البیت الأبیض
إقرأ أيضاً:
الأسطول الشبح الروسي في مرمى عقوبات الاتحاد الأوروبي
سلطت صحيفة "لوموند" الفرنسية الضوء على العقوبات الجديدة التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرضها على روسيا، مستهدفًا ما يُعرف بـ"الأسطول الشبح" الذي تستخدمه موسكو للالتفاف على العقوبات الغربية.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي 21"، إن الاتحاد الأوروبي يعدُّ مجموعة جديدة من العقوبات ضد موسكو، والتي ستستهدف عددا كبيرا من السفن التي تنقل النفط الروسي إلى المصافي الهندية والصينية، أو تنقل الأسلحة إلى روسيا، حيث يسمح هذا الأسطول البحري لموسكو بتمويل الحرب في أوكرانيا والحصول على المعدات العسكرية.
وفي الوقت الذي تناقش فيه الولايات المتحدة تحت قيادة "دونالد ترامب" رفع العقوبات عن روسيا، يواصل الاتحاد الأوروبي تكثيف إجراءات الضغط ضد موسكو، في ظل استمرار حربها على أوكرانيا.
الأسطول الشبح
وذكرت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلّف في بداية الحرب على أوكرانيا رجله المخلص، إيغور سيتشين، الذي كان عضوًا سابقًا في المخابرات العسكرية السوفيتية، وأصبح الرئيس التنفيذي لشركة "روسنفت"، والتي تُعتبر أكبر شركة نفطية في روسيا، بشراء سفن مستعملة لنقل النفط الروسي بسلاسة إلى المصافي الهندية والصينية أو لتوريد الأسلحة.
ووفقًا لكلية كييف للاقتصاد، يتألف هذا الأسطول الشبح من حوالي 600 سفينة تخدم المصالح الروسية، وتبحر هذه السفن تحت علم دول لا تفرض عقوبات على موسكو، مثل بنما أو ليبيريا.
وقال ديفيد أوسوليفان، ممثل الاتحاد الأوروبي للعقوبات الدولية، إن روسيا تستلهم من إيران التي أنشأت أسطولًا شبحًا في عام 2012 للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها، بما في ذلك حظر النفط الذي كان يهدف إلى دفع طهران لاستئناف المفاوضات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.
إخفاء الأثر
ومنذ نهاية عام 2023، حظر الاتحاد الأوروبي بيع الناقلات النفطية إلى روسيا، لكن المشترين تجاوزوا هذا الحظر من خلال تسجيل السفن في الهند أو فيتنام، وإخفاء هويتهم، وتقديم بيانات مزورة، أو تغيير أسماء السفن.
ووفقًا لديفيد أوسولفيان، فإن عائدات روسيا من النفط انخفضت بنسبة 30 بالمئة في 2023، وبنسبة 20٪ في 2024، وهذا الأمر يثبت بأن العقوبات تؤتي ثمارها، ولكنها أصبحت أكثر قدرة على تخطيها مع تطور الأسطول الشبح.
وقد صرح نائب وزير الطاقة الروسي السابق فلاديمير ميلوف بأن بيع الغاز والنفط يدر على الموازنة الروسية حوالي 500 مليون دولار يوميًا.
خطر بيئي
وحسب الصحيفة، فقد أشار البرلمان الأوروبي في قرار صادر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، إلى خطر السفن المتهالكة على البيئة.
وقد أكد البرلمان الأوروبي أن هذه السفن قد تلجأ إلى إيقاف أجهزة الإرسال لتصبح غير مرئية لأنظمة الأقمار الصناعية، أو تجري عمليات نقل إلى سفن أخرى لإخفاء مصدر براميل النفط، وقد يؤدي ذلك إلى تصادم الناقلات وكوارث بيئية.
وفي حال حدوث تسرب نفطي، قد تصل تكاليف التنظيف إلى مليارات اليوروهات للدول الساحلية، نظرًا لأن أصحاب هذه السفن غالبًا ما يكونون مجهولين.
إجراءات جديدة
أشارت الصحيفة إلى أن الأوروبيين وضعوا ثمانين سفينة من أسطول الشبح الروسي على قائمة العقوبات، ولم يعد بإمكان هذه السفن الرسو في الموانئ الأوروبية أو الاستفادة من خدمات الشركات الأوروبية لتزويدها بالوقود أو الغذاء أو تغيير طاقمها.
واختتمت الصحيفة بأن بعض دول الاتحاد الأوروبي التي تعتمد بشكل كبير في اقتصادها على قطاع النقل البحري، مثل اليونان وقبرص ومالطا، حرصت على تجنب فرض عقوبات على روسيا قد تضر بها، سواء على صعيد تحديد أسعار النفط، أو فرض شروط جديدة على بيع السفن القديمة.