تفاعل واسع في فرنسا مع شهادة مفزعة لممرضة عائدة من غزة (فيديو)
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تفاعل ناشطون في فرنسا على نطاق واسع، مع شهادة "مفزعة" قدمتها ممرضة عائدة من قطاع غزة، حيث قدمت الخدمات الطبية خلال العدوان الوحشي الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 27 ألف فلسطيني.
وقدمت الممرضة الفرنسية من أصول عربية إيمان معرفي، حقائق عايشتها لمدة أسبوعين في قطاع غزة، وذلك خلال خدمتها في المستشفى الأوروبي قرب خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وروت معرفي تفاصيل مفزعة، بينها قيام أهالي في غزة بإلقاء ألعاب نارية بجانب أطفالهم، لإيهامهم بأن أصوات القصف المحيطة بهم هي ألعاب مماثلة لأطفال آخرين.
وتابعت "عندما تم قصف محيط المستشفى، أدهشتني ردة الفعل الفطرية للأشخاص البالغين، لم يحاولوا أبدا الهروب بمفردهم، بل جمعوا أولا جميع الأطفال، وبدأوا بالغناء بصوت عال لتغطية صوت القصف على الأطفال المرعوبين ".
وقالت معرفي إن كلمة "كارثي" لتوصيف الوضع في قطاع غزة ضعيفة جدا، في إشارة إلى أن الوضع لا يمكن تخيله أو توصيفه للعالم الخارجي.
وأضافت خلال لقاءات صحفية مع عدة وسائل إعلام لدى وصولها إلى مصر أن انتشار الأمراض، وانعدام الرعاية الصحية أدى إلى كوارث "مرعبة".
وتابعت: "شباب في مقتبل العمر توفوا بسبب فيروس كورونا، أو بسبب سوء التغذية و الرعاية الغائبة، لقد كان الأمر مروعا، نحن لا نتحدث عن أشخاص مسنين - اللذين لم تصبح لديهم الأولوية في العلاج- بل عن شباب بعمر 21 سنة و 22 سنة أمر حتى في أيام ذروة الفيروس لم يحدث".
وأردفت "بعض الجرحى انتظروا 52 يوما من أجل إجراء عملية جراحية مستعجلة"، مضيفة أن هذه الحالات لو كانت في فرنسا على سبيل المثال، سيتم إجراء التدخل الجراحي فور وصولهم إلى المستشفى.
وروت إيمان معرفي بتأثر شديد بعض المشاهد التي قالت إنها لا تزال عالقة في ذهنها عن طريقة تعامل أهالي غزة مع الكارثة، مضيفة "يتقاسمون الألم معا، مشاهد التضامن أثرت فيني كثيرا، على سبيل المثال، المتطوع المكلف بنقل الملفات من مكتب لآخر كان يأكل من نفس الصحن الذي يأكل منه مدير المستشفى".
وقالت معرفي إن المستشفيات في قطاع غزة لا تتوافر فيها أدنى متطلبات اللوازم الطبية، مضيفة "من المستحيل العمل في مثل بيئة المستشفى الأوروبي. لم نتمكن من العمل. كنا نعاني من نقص في جميع المستلزمات الطبية. لا توجد شراشف السرير ولا الضمادات الطبية ولا مناديل معقمة".
وأردفت "فمثلا، في فرنسا في إطار عملي، يمكنني أن أستخدم أربع ضمادات طبية أو أكثر لتطهير وتنظيف جرح واحد. لكن في المستشفى الأوروبي، كنت أستخدم ضمادة طبية واحدة طيلة العملية الطبية. كما كنا نعاني أيضا من نقص في مادة "المورفين" التي تقلل من الوجع. فعلي دائما أن أختار لمن أقدم هذا الدواء".
وتابعت "على سبيل المثال، وصل إلى المستشفى طفل أصيب بالرصاص في رجله من أجل إجراء عملية جراحية، فلم أستطع أن أقدم له دواء المورفين للتخفيف من وجعه لأنني كنت أخشى أن أستخدمها (مادة المورفين) أثناء العملية الجراحية".
وعند سؤالها عن كيفية تحملها البقاء في غزة طيلة أسبوعين، قالت معرفي "لا زلت مصدومة بسبب كل الأشياء التي رأيتها وعشتها. أعتقد أن العامل الذي جعلني أتحمل كل هذه المآسي والآلام هي الكرامة التي أظهرها الفلسطينيون".
وأضافت "كنت أشعر بأنني لم أقدم لهم كثيرا وأن كل ما قمت به لا يمثل إلا قطرة ماء في مياه المحيط. لكن الأطباء والممرضين كانوا يقولون لي لا بالعكس إيمان لقد كنت بمثابة الأوكسيجين بالنسبة لنا. كانوا يفتقدون إلى كل شيء. حتى إلى الأقلام من أجل الكتابة".
ورصدت "عربي21" التفاعل الواسع لشهادة إيمان معرفي لدى خروجها من غزة، حيث تناقل آلاف الفرنسيون مقتطفات من حديثها إلى وسائل إعلام بينها قناة "فرانس 24".
???????? ????????Retour sur le témoignage bouleversant d’Imane, infirmière française rencontrée au Caire à notre retour de Rafah.
???? Bravo à elle et tout le personnel humanitaire et de santé qui se dévoue à Gaza dans des conditions insupportables. pic.twitter.com/II948TDllx
واحدة من أكثر الفيديوهات انتشارا في فرنسا لممرضة فرنسية كانت تعمل في المستشفى الأوروبي في غزة تروي ما شاهدته خلال أول شهرين من العدوان على غزة.
" أكثر ما أثر فيي شخصيا هو تعامل الأشخاص البالغين مع أطفالهم. لقد اخترعوا متفجرات وهمية، مثل الألعاب النارية الصغيرة، وكانوا يرمونها من… pic.twitter.com/0AYatN5KDG
???????????? Imane est infirmière. Elle revient tout juste de #Gaza, où elle est partie avec l’ONG @PalMedEuropee pour travailler à l’hôpital européen de Gaza entre #Rafah et #KhanYounès
Elle partage son témoignage poignant à @StphAntoine ⬇️ pic.twitter.com/d4ii26P8yk
Témoignage bouleversant d'une infirmière, Imane de retour de Gaza !
A écouter j'ai pas de mot !
Bravo , respect à cette mère de famille , qui avant de partir , a fait un testament, persuadée qu'elle ne reviendra pas vivante !pic.twitter.com/kwMLQmrYgX
Imane Maarifi, infirmière, membre de la branche française de l'ONG PalMed (Palestine Medical), est rentrée en France le 6 février après avoir passé deux semaines à Gaza, à l'hôpital européen situé non loin de Khan Younès.
Encore sous le choc, elle raconte que plus de "30 000… pic.twitter.com/D2q750KY4l
J’ai rencontré Imane à notre retour de Rafah. Infirmière qui a risqué sa vie pour aider son prochain à #Gaza. ces 4 mois m’ont rempli de dégoût pour le manque d’humanité ou la lâcheté de nombreux gens -dont certains que j’estimais- mais les gens comme elle me donnent de l’espoir https://t.co/C7Z5ifJMhX
— Alma Dufour (@alma_dufour) February 8, 2024Le montage de cette vidéo m’a beaucoup touché. Respect absolu pour les soignant.e.s.
Écoutez ce témoignage bouleversant d’Imane, infirmière française a Gaza. https://t.co/1wHSUwVPuT
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فرنسا غزة فرنسا غزة الاحتلال طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستشفى الأوروبی pic twitter com قطاع غزة فی فرنسا
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعل الأتراك مع قرار عزل رئيسَي بلدية معارضين؟
أنقرة- في خطوة جديدة ضمن مساعي الحكومة "للحفاظ على الأمن وتعزيز الاستقرار في تركيا"، أعلنت وزارة الداخلية، أمس الجمعة، عزل رئيسي بلديتي تونجلي وأوفاجيك في شرق البلاد بعد إدانتهما بتهم تتعلق بـ"الإرهاب والانتماء إلى منظمة إرهابية".
هذه الخطوة رفعت عدد رؤساء البلديات الذين تم عزلهم خلال نوفمبر/تشرين الثاني الجاري إلى 6، وسط تصاعد الانتقادات من المعارضة التي وصفت القرار بأنه "تعد على الإرادة الشعبية".
وأفاد بيان الوزارة بأن المحكمة الجنائية في تونجلي حكمت على جودت كوناك، رئيس بلديتها المنتمي إلى حزب المساواة الشعبية والديمقراطية الكردي، ومصطفى صاريغول، رئيس بلدية أوفاجيك المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، بالسجن لمدة 6 سنوات و3 أشهر، إلى جانب فرض حظر السفر الدولي عليهما.
وأضاف أن تعيين وصيين حكوميين بدلا منهما يأتي كإجراء مؤقت يهدف لضمان سير الخدمات العامة وحماية الاستقرار المحلي.
متظاهرون يحاولون اقتحام حاجز للشرطة حول بلدية تونجلي (مواقع التواصل) احتجاجات المعارضةورغم أن هذه السياسات لم تكن جديدة في المشهد التركي، حيث استهدفت في الماضي -بشكل رئيسي- البلديات التي يديرها حزب المساواة الشعبية والديمقراطية، إلا أن القرارات الأخيرة تشمل شخصيات من الشعب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة. وأثارت قرارات العزل ردود فعل لافتة في الشارع التركي حيث شهدت مدينة تونجلي تجمعات احتجاجية أمام مبنى البلدية.
وأعرب المحتجون عن رفضهم للقرار عبر مسيرات سلمية، لكنها سرعان ما تطورت إلى مواجهات مع قوات الشرطة التي تدخلت باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشود وإعادة النظام. وأظهرت مشاهد تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعمال عنف محدودة في بعض الشوارع المحيطة بمقر البلدية، حيث أُضرمت النار في إطارات وألقيت الحجارة على قوات الأمن.
وشهدت المنطقة توترا أمنيا، وأصدرت السلطات المحلية قرارا بحظر التجمعات العامة والمسيرات في تونجلي لمدة 10 أيام. كما امتدت التدابير إلى ولاية إلازيغ المجاورة التي أعلنت حظرا مشابها لمدة 7 أيام للحيلولة دون امتداد الاحتجاجات إلى مناطق أخرى.
وأثارت قرارات العزل غضب أحزاب المعارضة التي اعتبرتها "انقلابا على الإرادة الشعبية"، وتوافد أعضاء في حزبي المساواة الشعبية والديمقراطية والشعب الجمهوري على مقر بلدية تونجلي للمشاركة في مسيرة احتجاجية. ووصف رئيس الشعب الجمهوري أوزغور أوزال القرار بأنه "سرقة للإرادة الوطنية بشكل فاضح".
وأعلن أوزال عن خطط لعقد اجتماع يضم 414 رئيس بلدية معارضا في مقر حزبه في أنقرة في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بهدف تنسيق الردود واتخاذ موقف موحد ضد سياسة "تعيين الأوصياء". كما أصدر "المساواة الشعبية والديمقراطية" بيانا وصف فيه الإجراءات بأنها "محاولة لإسكات المعارضة وتقويض خيارات الناخبين"، مؤكدا أن "الانقلاب الذي تنفذه الحكومة عبر سياسة الوصاية لن يخيفنا".
اتهاماتوشهد البرلمان التركي، الأربعاء الماضي، شجارا بالأيدي بين نواب الشعب الجمهوري، ونواب حزب العدالة والتنمية الحاكم، على خلفية قرارات عزل رؤساء البلديات. واندلعت المشادات أثناء دخول وزير الداخلية علي يرلي قايا إلى القاعة لمناقشة ميزانية الوزارة، حيث اعترض نواب المعارضة على دخوله احتجاجا على عزل رئيس بلدية أسنيورت، أحمد أوزر، المنتمي للشعب الجمهوري، قبل أسابيع.
واتهم نواب الشعب الجمهوري وزير الداخلية باستخدام سلطاته لتصفية حسابات سياسية مع البلديات التي يديرها معارضون، معتبرين أن قرارات العزل تستهدف تقويض إرادة الناخبين.
في المقابل، أوضح يرلي قايا خلال الجلسة أن وزارة الداخلية تلقت 1701 شكوى ضد البلديات من مختلف الأطياف السياسية، وتم منح الإذن بالتحقيق في 176 حالة فقط، مشيرا إلى أن قرارات العزل لا تقتصر على رؤساء البلديات التابعين للمعارضة، بل شملت أيضا بلديات يديرها الحزب الحاكم.
ويعتبر الكاتب والباحث في الشؤون التركية محمود علوش أن إجراءات العزل التي تتخذها الحكومة ضد رؤساء البلديات تعكس المعضلة العميقة التي تواجه الحالة السياسية الكردية في تركيا، والمتمثلة في عجزها عن الفصل الكامل بين نفسها وحزب العمال الكردستاني.
وبرأيه، يتطلب الانخراط في الحياة السياسية الانفصال التام عن أي صلة بتنظيم إرهابي أو تبني خطابه، إذ لا يمكن استخدام الشرعية الممنوحة عبر صناديق الاقتراع كوسيلة لتحصين النفس من المساءلة القانونية.
رسائل الحكومةوقال الباحث علوش للجزيرة نت إن سياسة تعيين الأوصياء على البلديات، رغم كونها مثيرة للجدل، تأتي كأحد الحلول التي لجأت إليها الدولة لمواجهة المشاكل الناشئة عن العلاقة الملتبسة بين الحالة السياسية الكردية والنظام الديمقراطي في تركيا. وأضاف: "هذه السياسة ليست سبب المشكلة بل نتيجة لها، إذ إنها ترتبط بشكل مباشر بتهديدات الإرهاب التي تواجهها الدولة".
ووفقا له، تبعث الحكومة التركية من خلال هذه الإجراءات رسالة واضحة مفادها أن انفتاحها على حل الصراع مع العمال الكردستاني لن يكون على حساب إستراتيجيتها الصارمة في مكافحة الإرهاب، سواء داخل تركيا أو عبر حدودها مع سوريا والعراق. ولفت إلى أن سياسة الوصي تُعد جزءا من أدوات هذه الإستراتيجية التي تُفعل عندما تستدعي الضرورة لحماية النظام العام.
وأضاف علوش أن أي تراجع عن هذا النهج الصارم يحمل مخاطر كبيرة على تركيا خاصة في هذه المرحلة. إذ إن التردد في مكافحة الإرهاب قد يُفسر من قبل حزب العمال كنقطة ضعف. و"قد رأينا كيف استغل الحزب عملية السلام عام 2013 لترميم شبكاته اللوجستية وتعزيز نشاطه المسلح. والحكومة التركية لا تريد تكرار هذه التجربة".
وأشار إلى أن أنقرة ستواصل نهجها المتشدد في مواجهة كافة أشكال الإرهاب، لكن في الوقت نفسه، ستحاول إيجاد مساحة محدودة لإبقاء قنوات الحل السياسي مفتوحة. وخلص إلى القول إن "هذا النهج المتوازن بين الحزم الأمني والانفتاح المحدود يعكس أولويات الحكومة في حماية أمن الدولة من دون تقديم تنازلات غير محسوبة".