على خلفية ضغوطات من رجال دين، اضطر القائمون على تنظيم ماراثون في محافظة البصرة جنوبي العراق إلى التراجع عن قرار إقامته للنساء وللرجال واقتصار المشاركين به على الذكور فقط.

ونقل موقع "المربد" المحلي عن محافظ البصرة وكالة، محمد طاهر التميمي القول إنه صدر توجيه للقائمين على إدارة ماراثون البصرة "بمنع الاختلاط فيه بين الجنسين، ولا مانع من إقامة الماراثون للذكور فقط".

وتوعد باتخاذ "الإجراءات القانونية بحق المخالفين".

وعلى خلفية القرار، أصدر منظمو المهرجان تصريحات على صفحتهم في إنستغرام قالوا فيها إن المشاركة في المحفل ستقتصر على الذكور فقط "بناء على توجيهات محافظ البصرة وكالة".

وقبل ذلك قال المنظمون إن إدارة الماراثون ستلتزم وبشدة في الحفاظ على القيم الدينية والأعراف الاجتماعية" وأنها لن تسمح بأي سلوك يخالف النظام والآداب العامة"، مؤكدين أن الغرض من إقامته هو "تسليط الضوء على المدينة والسياحة فيها".

        View this post on Instagram                      

A post shared by ماراثون البصرة | Basra Marathon (@basra.marathon)

وقبل نحو 3 أسابيع أعلن المنظمون للماراثون أن الفعالية ستنطلق الجمعة الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي من منطقة سفوان وانتهاء بجبل سنام.

وخلال الفترة التي تلت الإعلان عن تنظيم الماراثون خرج مجموعة من رجال دين في فيديو تداولته وسائل إعلام محلية وناشطون وهم يهاجمون منظمي الماراثون ويتحدثون أن الماراثون "سيخرج نساء البصرة من عفتها وشرفها بحجج الرياضة والانفتاح المنحرف".

وهدد رجل دين ظهر في المقطع المقتضب وخلفه مجموعة من رجال الدين باتخاذ "موقف آخر" في حال عدم التراجع عن إقامة الماراثون.

رجال دين في #البصرة يلوحون بالتصعيد في حال تم اقامة ماراثون رياضي تشارك النساء به pic.twitter.com/5k8bqC2YQE

— Mushtaq Ramadhan (@mushtaqr2007) February 7, 2024

وتعليقا على ما جرى، تعرب الناشطة النسوية بخشان زنكنة عن أسفها لما وصفته "تراجع أوضاع المرأة في العراق على جميع المستويات".

وتقول زنكنة لموقع "الحرة" إن "الرياضة تعد من أوائل القطاعات التي يحاولون منع المرأة منها وسط تبريرات مخجلة جدا".

وتضيف زنكنة أن "خطوة اقتصار المشاركة على الذكور فقط تعبر عن وضع المرأة بشكل عام في العراق والتضييق على العمل المدني عموما وإصدار قرارات كلها تصب ضد قضايا المرأة وضد الحياة المدنية في البلاد".

زنكنة أشارت إلى أن "ما جرى يرسل رسائل سلبية جدا عن العراق، على الرغم من أن ذلك لا يمثل الشعب العراقي المعروف بمدنيته وحبه للديموقراطية والحياة الحرة والتطور".

وترى الناشطة السنوية أن "الصورة السلبية لن تنعكس عن الشعب العراقي وإنما على القائمين على السلطة في البلاد".

والحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد اضطر منظمون لحفلات غنائية قبل نحو عامين إلى إلغاء حفلات كانت مقررة في أعياد رأس السنة، بعد احتجاجات مماثلة لرجال دين أعقبت حفلا غنائيا للفنان المصري محمد رمضان.

وقبل ذلك حاول محتجون منع إقامة مهرجان بابل الدولي الذي أقيم في أكتوبر من عام 2021، بمشاركة فنانين عرب وفرق موسيقية عربية وأجنبية.

اقتحام ومنع الحفلات الغنائية في بغداد.. أبعاد "سياسية" أكثر منها دينية يرى مراقبون أن اعتراضات المتشددين على إقامة الحفلات الغنائية في بغداد "ليست الأولى ولن تكون الأخيرة" وكذلك تحمل في طياتها أبعادا "سياسية" أكثر منها دينية تتعلق بالتنافس على تشكيل الحكومة.

وكان العراق من البلدان العربية الرائدة في مجال الرياضة النسائية ويعود ذلك لسبعينات وثمانينات القرن الماضي. 

وعلى الرغم من القيود العديدة التي شهدتها البلاد بعد عام 2003، لا تزال فرق نسائية عراقية ورياضيات عراقيات يشاركن في بطولات عربية في كرة القدم والملاكمة ورفع الأثقال والكرة الطائرة وقيادة الدراجات.

وألقى دخول العراق في نزاعات متتالية على مدى عقود وبروز مجموعات مسلحة مرتبطة بإيران ذات توجه محافظ، بثقله على المجتمع، في وقت لا تزال قضية حقوق النساء مثيرة للجدل. 
 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: رجال دین

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق

أطلقت شركة متخصصة في تكنولوجيا الزراعة ومواجهة مخاطر تغير المناخ برنامجا تجريبيا للتأمين البارامتري في العراق، وسط اشتداد آثار التغير المناخي الذي يعد أكبر تهديد يواجه بغداد، وفق الأمم المتحدة.

وقالت شركة "ويذر ريسك مانجمنت سيرفيس" إن البرنامج الذي أطلقته بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي هو الأول من نوعه في العراق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟list 2 of 2تباطؤ تيار محيطي رئيسي ينذر بعواقب مناخية صعبةend of list

ويهدف البرنامج إلى حماية المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وكذلك أصحاب المشروعات متناهية الصغر من المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، والتي قد تدمر محاصيل كاملة، وفق الشركة.

وستنفذ مشروعات البرنامج في 4 أقضية هي الحمدانية والموصل وتلكيف (محافظة نينوى) وكربلاء، ويشمل البرنامج تأمين 400 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة ضد الجفاف، وتأمين 400 من أصحاب المشروعات الزراعية متناهية الصغر ضد موجات الحر.

وقالت "ويذر ريسك مانجمنت سيرفيس" وبرنامج الغذاء العالمي -في بيان مشترك- إن المبادرة تهدف إلى توفير إغاثة مالية "بسرعة وشفافية"، لمواجهة الخسائر الناجمة عن الظواهر المناخية القاسية، بما في ذلك موجات الحر والجفاف.

مواجهة الكوارث

ويعد التأمين البارامتري أداة لتعويض المجتمعات الضعيفة بمواجهة الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، باعتباره على عكس التأمين التقليدي لا يعتمد على عمليات مطولة، بل على مؤشرات محددة مسبقا مثل كمية الأمطار وسرعة الرياح أو درجات الحرارة لتحديد مدى الخسائر ودفع التعويضات.

إعلان

وأصبح هذا النوع من التأمين أداة مهمة لمواجهة المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية -بما في ذلك الجفاف- خاصة في المناطق الزراعية والريفية التي تعتمد بشكل كبير على الموارد المائية.

ويوفر التأمين البارامتري حماية سريعة للمزارعين الذين يعتمدون على الأمطار لري محاصيلهم، ويساعدهم على تجنب الإفلاس أو التخلي عن أراضيهم بسبب الخسائر الناجمة عن الجفاف، كما يعتبر مصدر أمان للمستثمرين في القطاع الزراعي.

الأشد تأثرا

ويعد العراق من أكثر البلدان عرضة لأضرار تغير المناخ، وكثيرا ما يتضرر من الجفاف وموجات الحر وندرة الأمطار، مما يضر بالإنتاج الزراعي ودخل المزارعين.

ووفق الأمم المتحدة، فإن العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية بسبب انخفاض مستوى الأمطار لمواسم متعددة، فضلا عن الاستمرار في استخدام وسائل الري التقليدية.

وفي عام 2021 شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافا منذ 40 عاما بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار.

وعلى مدى السنوات الـ40 الماضية انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، والتي توفر ما يصل إلى 98% من المياه السطحية في العراق، بنسبة 30-40%.

ويهدد الجفاف منطقة الأهوار التاريخية في الجنوب، وهي إحدى عجائب التراث الطبيعي، مع قلة التساقطات وتصاعد درجات الحرارة في العراق.

كما يؤدي انخفاض منسوب مياه الأنهار إلى اندفاع مياه البحر داخل الأراضي الجنوبية وتهديد الملوحة للزراعة، مما يهدد سبل عيش مجتمعات كاملة تعتمد على الزراعة، بحسب الأمم المتحدة.

وتعمل الحكومة العراقية مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي لتمويل مشاريع التكيف مع تغير المناخ، كما أطلقت خطة وطنية للتكيف مع تغير المناخ تركز على إدارة المياه ومكافحة التصحر وتحسين البنية التحتية التي أنهكتها سنوات من الحرب.

مقالات مشابهة

  • شمس البصرة.. إطلاق أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العراق (صور)
  • الأمم المتحدة: حقوق المرأة تراجعت عام 2024 في واحد من كل أربعة بلدان 
  • 300 ألف لاجئ عربي وأجنبي بالعراق
  • «الطرمال» تبحث مع «تيته» تعزيز مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار
  • أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • إطلاق أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • الطاقة النيابية: إلغاء الإعفاء الأمريكي على الغاز الإيراني يؤدي لتفاقم أزمة الكهرباء بالعراق
  • ما حجم مشاركة المرأة العربية بالأدب؟ وماذا تعرف عن صاحب كتاب قل ولا تقل؟
  • فورة المناسبات..إنشاء مركز لتعليم وتطوير النساء في قضاء سنجار
  • الرجل السوداني البطل… والمرأة التي تدفع الثمن!