هزيمة جيوسياسية لأمريكا في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
يمانيون – متابعات
تواصل القوات المسلحة اليمنية فرض حصارها البحري على العدو الإسرائيلي في ظل فشل الحلول العسكرية لأمريكا وبريطانيا والدول الغربية لفك هذا الحصار.
وتعيش واشنطن في معضلة حقيقية، فهذه هي المرة الأولى التي تقف عاجزة عن المواجهة، وتجد صعوبة في التعامل مع اليمن وقواته المسلحة، في وقت يواصل فيه اليمن عملياته العسكرية نصرة لغزة بكل ثبات واقتدار، ووفق خطط منظمة ومحكمة، وعمليات متصاعدة توجع العدو من يوم إلى آخر.
وعلى الرغم من لجوء أمريكا وبريطانيا إلى الخيار العسكري كحل رئيس في المواجهة مع اليمن، إلا أن هذا الخيار أثبت عدم جدوائيته، وشكل احراجاً أكبر لواشنطن ولندن، بسبب تنامي وتصاعد العمليات العسكرية لليمن في البحرين الأحمر والعربي، والرد القوي والفوري على العدوان الأمريكي البريطاني الذي استهدف العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية في محاولة لثني اليمن عن عملياته المساندة لغزة، لكن الأعداء تفاجئوا بالنتائج العكسية.
وسائل إعلام أمريكية ومسؤولون كبار في واشنطن أكدوا فشل التحالف الأمريكي البريطاني في ردع الهجمات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، مؤكدة أن قوات صنعاء تدير المعركة بكل حكمة واقتدار.
وفي هذا السياق تؤكد صحيفة “نيويورك تايمز” أن الولايات المتحدة الأمريكية أقرّت بفشل عدوانها على اليمن وسط تخبط بشأن خطط وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في البيت الأبيض والبنتاغون قولهم إنه رغم تحقيق الغارات والقصف الصاروخي لأهدافه بنحو 90% الا أن من وصفوهم بـ “الحوثيين” لا يزالون يمتلكون نحو 80% من القدرات الصاروخية القادرة على استهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر.
وحاولت تلك المصادر تبرير هذا الفشل بالزعم أن “الحوثيين” قادرون على تعويض ما تم استهدافه على الرغم من حديثهم عن صعوبة في استهداف الصواريخ نتيجة التضاريس الواسعة والوعرة.
تدرك واشنطن أنها ارتكبت خطيئة كبرى في دخولها المباشر في العدوان على اليمن، فاليمن لا يقبل التهديد، ولا يعرف لغة الانكسار والخوف، ولهذا فإن إدارة بايدن، تبحث عن خطط جديدة للتعامل مع الواقع الجديد في البحرين الأحمر والعربي، من بينها دراسة 3 خطط، مثل تكثيف عمليات ما وصفتها بملاحقة سفن تهريب الأسلحة، أو تنفيذ اغتيالات بحق قيادات يمنية، والثالثة وصفتها بالأصعب وتتمثل بدعم عمليات برية في اليمن.
غير أن تلك الخيارات كما يرى مراقبون لن يكون لها أي تأثير أو جدوى، فاليمن قد خبر المعارك البرية، وتفنن فيها، ومعركة الحديدة خير مثال على ذلك، فعلى الرغم من الحشود الكبيرة التي جمعها تحالف العدوان الأمريكي السعودي في عام 2017م لمحاولة غزو الحديدة والسيطرة عليها، إلا أنها في النهاية باءت بالفشل، واضطرت تلك القوات الكبيرة والمدربة على المغادرة والاعتراف بالهزيمة أمام القوات المسلحة اليمنية، ولذا فإن تجريب المجرب لا فائدة منه، كما أن أي مغامرة في اغتيال قيادات لن يؤثر على سير المعركة؛ لأن اليمن ولادة، والمشروع لم يتوقف رغم استشهاد عدد من القادة البارزين.
ستظل الخيبة تلاحق أمريكا، كما تقول صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، والهزيمة أيضاً ستظل تلاحقهم، ولا يمكن لأمريكا ردع القوات المسلحة اليمنية، كما أن التصعيد في البحر سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر، كما تقول وسائل الإعلام الأمريكية ذاتها، والتي تؤكد كذلك أن اليمن استطاع التغلب على الأسلحة الأميركية خلال السنوات الماضية من العدوان على اليمن، عبر هزيمتهم لأقوى حلفاء أميركا عسكرياً في المنطقة بعد “إسرائيل”، أي الجيشين السعودي والإماراتي، وهو ما يجعل إدارة بايدن، بحسب هذا الموقع، تقف على عتبة هزيمة جيوسياسية في مواجهة اليمن.
ليس هناك مخرج من هذه الورطة إلا بتحقيق أهداف وشروط صنعاء المتمثلة في إيقاف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
– المسيرة – محمد حتروش
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی البحر
إقرأ أيضاً:
بعد خلاف أمريكي-سعودي جديد بشأن اليمن.. الرياض تقدم شرطاً لدخولها بشكل مباشر في معركة الحديدة
الجديد برس|
عاد التوتر الإعلامي بين الولايات المتحدة والسعودية إلى الواجهة، الاثنين، مع تصاعد الخلافات حول من يتولى قيادة المعركة في اليمن، وسط تحشيدات تُنبئ بتصعيد جديد.
جاءت هذه التطورات عقب تقارير أمريكية تفيد باتصالات بين واشنطن وعدة دول عربية حول قضايا البحر الأحمر، بينما كشفت الرياض عن خلافات جوهرية، حيث أشار الخبير العسكري السعودي أحمد الفيفي في تغريدة غامضة إلى أن السعودية تمارس ضغوطاً على الإدارة الأمريكية بورقة “الحديدة”.
وتزامن ذلك مع تقرير نشرته “واشنطن بوست” عن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، حول مقاومة السعودية للضغوط الأمريكية في البحر الأحمر، في إشارة إلى التحالف الأمريكي لحماية المصالح الإسرائيلية.
ويبدو أن السعودية تشترط تدخلاً أمريكياً مباشراً لحسم معركة الحديدة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لإبقاء الضغط مقتصراً على الفصائل المحلية للحد من عمليات صنعاء في البحر الأحمر.
وقد رفضت واشنطن سابقاً خطة سعودية قُدّمت عبر رئيس أركان التحالف، صغير بن عزيز، مشيرة إلى عدم استعدادها لدعم التصعيد في ظل الانقسامات الداخلية وغياب استراتيجية واضحة للسيطرة على الحديدة، وسط مخاوف من رد فعل صنعاء الذي قد يهدد آخر معاقل التحالف جنوب اليمن.