ربط وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا خلال مداخلة له بمجلس الشيوخ، ارتفاع الهجرة نحو إسبانيا بوجود عوامل بنيوية منها زلزال الحوز بالمغرب.

وقال مارلاسكا إن "هذا المشكل بنيوي ومتعلق بتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في بلدان مثل السنغال وكينيا، وعوامل طبيعية مثل الزلزال في المغرب، والفيضانات في ليبيا"، مؤكدا "تعزيز المراقبة في سواحل الكناري".

إقرأ المزيد المغرب يخصص 11.7 مليار دولار لإعادة الإعمار

وجاء هذا الربط من الوزير الإسباني في مواجهة أسئلة أعضاء بالمجلس ينتمون إلى أحزاب يمينية انتقدوا استمرار ارتفاع حالات الهجرة نحو جزر الكناري، إذ تشكل وفقهم نسبة 80 بالمائة من استقبال المهاجرين مقارنة بمختلف المناطق الإسبانية.

ورغم أن مارلاسكا حاول التحذير من مسألة "الكراهية" التي تتصاعد داخل المجتمع الإسباني وحاول أن يضع مقاربة أخرى لارتفاع نسب الهجرة بوجود أسباب أخرى لا تنحصر فقط على المستوى الأمني، إلا أن حديثه عن زلزال الحوز في ظل غياب أي معطيات رسمية أثار انتقادات خبراء مغاربة في المجال، فيما برره آخرون.

وقال الباحث المغربي المختص في مجال الهجرة واللجوء حسن بنطالب في تصريح لـ"هسبريس"، إن "تحليل الهجرة وفق أدبياتها لا يمكن أن نقف فيه عند أسباب وحيدة فهي مركبة ومتعددة".

وأوضح بنطالب أن ربط مارلاسكا زلزال الحوز والفيضانات في ليبيا بارتفاع الهجرة هو محاولة لإخراج نظرية جديدة تضع المتغيرات الطبيعية في حالة مركبة.

وصرح بأن ما يلاحظونه حاليا مخالف تماما لاعتقادات الوزير الإسباني، مشيرا إلى أن نسب الهجرة تنخفض وفق الأرقام الرسمية.

وأوضح الباحث أن ما تمت معاينته سواء ميدانيا أو من خلال المعطيات الرسمية، يكشف عدم تواجد أي محاولات من ساكنة الحوز المتضررة من الزلزال للهجرة.

وتابع المتحدث قائلا "ساكنة الحوز ترفض حتى الهجرة بين المدن المغربية، فكيف لها أن تهاجر نحو إسبانيا، ما يعني أن تصريحات الوزير الإسباني غير دقيقة بل غير صحيحة تماما، وفي حالة وجود معطيات رسمية يمكننا أن نناقش هاته الظاهرة الجديدة".

وفي المقابل صرح الخبير في الشأن الإسباني سعيد أدى حسن، بأن ارتفاع الهجرة انطلاقا من منطقة الحوز نحو جزر الكناري هو مسألة مرتقبة، كما أن تصريحات الوزير الإسباني هي توقعات للأمر.

وأفاد سعيد أدى حسن بأن "السياق الراهن فعلا يؤشر على غياب أي صلة بين منطقة الحوز وارتفاع الهجرة نحو جزر الكناري، لكن الأمر مرجح مستقبلا".

وحول الأسباب التي تدفعه إلى هذا الترجيح أوضح أدى حسن أن "هذا الأمر طبيعي للغاية، كما أنه من خلال تتبع جميع ملفات الهجرة فإن كل الأزمات وخاصة الكوارث الطبيعية، تؤدي إلى ارتفاع تلقائي لموجات الهجرة".

وأكد أن "هذا الأمر محسوم والزمن سيبرهن صحته"، مشيرا إلى أن الوزير الإسباني كأنه يتوقع وينطلق من سياق واضح.

كما بين أنه لا يدافع عن الوزير الإسباني ولكنها محاولة لفهم هذا السياق بشكل أوسع.

المصدر: "هسبريس"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أوروبا الاتحاد الأوروبي البحر الأبيض المتوسط الرباط الكوارث المحيط الأطلسي المهاجرون الهجرة إلى أوروبا الهجرة غير الشرعية زلازل زلزال المغرب شرطة كوارث طبيعية وفيات ارتفاع الهجرة

إقرأ أيضاً:

موقع إسباني: خطة ترامب لغزة قنبلة سياسية تهدد بإشعال المنطقة

قال موقع "إل بوست" الإسباني، إن خطة الرئيس الأمريكي لغزة ترامب قنبلة سياسية تهدد بإشعال المنطقة، وتتعارض مع اتفاقيات جنيف التي تحظر الترحيل القسري.

وأشار إلى أن ما يصدر يجعلها غير قانونية ومثيرة للاضطرابات في المنطقة، حيث ستنتهك القانون الدولي وستسبب معاناة لملايين الأشخاص، فضلاً عن كونها مكلفة للغاية وغير قابلة للتنفيذ من الناحية اللوجستية.

وقال الموقع، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن اقتراح رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، بالسيطرة على قطاع غزة وطرد نحو مليوني فلسطيني يعيشون فيه، يمثل مشكلة على عدة مستويات، فهو شبه مستحيل التنفيذ ومن المؤكد أنه غير قانوني وفقاً للقانون الدولي. حتى بالنسبة لترامب، اعتُبرت الفكرة مفاجئة، إذ أدلى في الأسابيع الأخيرة بسلسلة من التصريحات غير المألوفة على أقل تقدير في العديد من المجالات، من التجارة الدولية إلى المساعدات الإنسانية وغيرها. على سبيل المثال، وصفته صحيفة الغارديان بأنه "صادم، حتى لرئاسة اعتادت كسر الأعراف والتقاليد".

وأوضح أن ترامب قد قدم هذا الاقتراح خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو؛ فلم يُقدم الكثير من التفاصيل، ولكن من طريقة حديثه، يبدو أن الفكرة تتلخص في طرد سكان القطاع بالقوة، أي "السيطرة عليه"، وتطوير مشروع عمراني ضخم يحوله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". ثم أوضح ترامب صراحةً أنه في هذه المرحلة، لن يُعاد قطاع غزة إلى الفلسطينيين، بل سيتم إدارته من قبل جهة أخرى، غير واضحة الهوية.

إن طرد الأشخاص من أماكن سكنهم هو ممارسة محظورة صراحةً بموجب العديد من المعاهدات الدولية، وعلى رأسها الاتفاقية الرابعة لجنيف بشأن حماية المدنيين في زمن الحرب، التي تم توقيعها عام 1949. وينص المادة 49 من الاتفاقية على أن «عمليات النقل القسري، سواء الجماعية أو الفردية، خارج الأراضي المحتلة إلى أراضي الدولة المحتلة أو إلى أي دولة أخرى، سواء كانت محتلة أم لا، محظورة، مهما كان الدافع وراءها».

وخلال العقود الماضية، نظرت عدة محاكم دولية في قضايا الترحيل والطرد القسري الجماعي، وأصدرت في بعض الحالات أحكامًا بالإدانة، كما حدث على سبيل المثال خلال الحروب التي شهدتها يوغوسلافيا السابقة في تسعينيات القرن الماضي.

وذكر الموقع أنه بعيدًا عن التناقضات الواضحة مع القانون الدولي، فإن الطرد الجماعي للفلسطينيين من قطاع غزة سيتسبب في معاناة هائلة لمليوني شخص، وهم بالفعل منهكون جراء أكثر من عام من القصف الإسرائيلي المستمر والعنيف على القطاع، والذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 60 ألف شخص، في حين أُصيب عشرات الآلاف بجروح.



بالنسبة للفلسطينيين، سيكون ذلك صدمة جماعية جديدة، بعد عمليات الطرد الجماعي التي تعرضوا لها قبل وأثناء وبعد الحرب التي خاضها الاحتلال عام 1948 ضد عدة دول عربية، والتي أُجبر خلالها نحو 700 ألف فلسطيني على مغادرة منازلهم.
إن سكان قطاع غزة الحاليون، علاوة على ذلك، لن يكون لديهم أي مكان للذهاب إليه. فقد اقترح ترامب أن يتم استقبالهم من قبل مصر والأردن، وهما دولتان تستضيفان بالفعل العديد من أحفاد اللاجئين الفلسطينيين – حيث يوجد في الأردن أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني – ولا تملكان حاليًا الموارد المادية ولا الإرادة السياسية لاستقبال سكان قطاع غزة.

وبالتالي سيكون أيضًا طرد الفلسطينيين من قطاع غزة عملية مستحيلة من الناحية اللوجستية، حيث من المحتمل أن يتطلب ذلك نشر عشرات الآلاف من الجنود الأمريكيين بشكل دائم في القطاع. وفي الماضي، كان ترامب قد روج مرارًا لسياسة انسحاب تدريجي للولايات المتحدة من الشرق الأوسط، لكن هذا الاقتراح يسير في الاتجاه المعاكس تمامًا.

ووفقا للموقع؛ يبدو اقتراح تحويل قطاع غزة إلى مجمع سياحي ضخم على شاطئ البحر أكثر غرابة، قد أشار لذلك بيتر بيكر، رئيس مراسلي البيت الأبيض في صحيفة نيويورك تايمز، قائلًا: "يبدو وكأنه أحد المشاريع العقارية التي كان ترامب يعمل عليها كرجل أعمال".

وصرح المحلل أندرو ميلر، الذي عمل سابقًا مع إدارات الديمقراطيين جو بايدن وباراك أوباما، أيضًا لصحيفة نيويورك تايمز بأن مشروع تطوير عقاري بهذا الحجم سيكلف مبالغ طائلة، أكثر بكثير من 40 مليار دولار سنويًا، وهو المبلغ الذي تنفقه الولايات المتحدة حاليًا على التعاون الدولي، والذي اعتبره ترامب نفسه مبالغًا فيه. وقد صرّح ميلر لصحيفة نيويورك تايمز قائلًا: "إنها حرفيًا أكثر المقترحات التي لا يمكن فهمها على الإطلاق والتي يمكن سمعتها من أي رئيس أميركي".

وبعد أن طرح ترامب فكرة طرد الفلسطينيين من قطاع غزة دون تقديم الكثير من التفاصيل، رفضت عدة دول ذات أغلبية عربية، من بينها مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، بالإضافة إلى السلطة الفلسطينية – وهي الجهة شبه الحكومية التي تدير جزءًا من الضفة الغربية – هذه الفكرة بشدة. وأوضحت في بيان أن تنفيذها "سيعرّض استقرار المنطقة للخطر.

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تستعد لنقل 4500 قاصر من جزر الكناري وسبتة المحتلة للداخل الإسباني بينهم عشرات المغاربة
  • ارتدت خاتم نجمة داود أثناء مصافحة الرئيس.. مسؤولة أمريكية تثير جدلا في لبنان
  • شاهد.. يتنكر في زي نسائي لخطف مسنّة مغربية
  • وزير الطيران المدني يختتم زيارته بلندن بلقاء الوزير المفوض البريطاني لشئون الطيران
  • وصية صادمة تشعل جدلاً.. ما موقف ياسمين عبد العزيز من منشور شقيقها؟
  • موقع إسباني: خطة ترامب لغزة قنبلة سياسية تهدد بإشعال المنطقة
  • 6 أفلام مغربية تستفيد من دعم قطري
  • وزير الخارجية الإسباني: غزة أرض وجزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية
  • وزير الداخلية الإسباني يأمل أن تشرع "الحدود الذكية" في العمل بحلول أكتوبر بعد زيارته مليلية
  • تيشيرت الزمالك الممزق في برلين يثير جدلا..والعدليعتزم التحرك قانونيا