اقتصاديون غربيون: أفضل طريقة لفهم مسار اقتصاد الصين زيارتها
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
رغم تشاؤم بعض الاقتصاديين الغربيين فيما يتعلق بالاقتصاد الصيني، فإن رواد الأعمال مثل جون مولر، الرئيس التنفيذي لشركة المنتجات الاستهلاكية “بي أند جي”، متفائلون بشأن فرص الأعمال المستقبلية في الصين.
ووفق ما ذكرت وكالة “شينخوا” الصينية، فيعد السبب وراء هذا التباين واضح، ففي حين يعتمد العديد من خبراء الاقتصاد الغربيين على جداول بيانات إكسل والنماذج الجامدة لتوقعاتهم المعيبة، فإن رواد الأعمال الذين يتمتعون بخبرة مباشرة في السوق الصينية يروون قصة مختلفة.
وقال مولر إن زيارة للصين قام بها الشهر الماضي عززت وجهة نظره بأنه ستكون هناك فرص لتوسيع أعمال الشركة في السنوات المقبلة.
وخلال اجتماع مناقشة أرباح جرى مؤخرا، ذكر مولر أنه أمضى ستة أيام في الصين، حيث التقى بموظفي الشركة المحليين ومسؤولين حكوميين وزار منازل مواطنين. وقال بعد زيارته إن "الفرص التي توفرها الصين على المدى الطويل لا تزال قائمة".
وأضاف أن الرؤية هي أساس التصديق، وأفضل طريقة لفهم الاقتصاد الصيني هي زيارة الصين لاكتساب خبرة مباشرة، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة للشركات والمستثمرين، حيث يمكن معرفة الصين بشكل جيد تفيد الاستثمارات.
ويقدم "بريدج ووتر أسوشيتس"، أكبر صندوق تحوط في العالم، مثالا جيدا في هذا الصدد، فرغم المشاعر السلبية الواسعة النطاق تجاه السوق المالية في الصين، كان أداء صندوق التحوط جيدا بشكل استثنائي في الصين العام الماضي.
وتجاوز أداء "بريدج ووتر تشاينا إنفستمنت مانجمنت" العديد من الصناديق المحلية والأجنبية الأخرى، ومرشح للزيادة إلى نحو 5.6 مليار دولار أمريكي في نهاية عام 2023، وفقا لصحيفة “فايننشال تايمز”.
وعزا المحللون الأداء المتميز لصندوق التحوط إلى إستراتيجيته الاستثمارية والخبرة الكاملة المكتسبة من الأبحاث طويلة الأجل في السوق الصينية.
بعض الاقتصاديين الغربيين الذين ينغمسون في نماذج جامدة قد لا يفهمون اقتصاد الصين بشكل دقيق.
فهؤلاء الاقتصاديون لم يفشلوا في توقعاتهم بشأن الصين فحسب، بل ثبت أيضا بأن تقديراتهم للاقتصاد العالمي غير صحيحة.
وقالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، التي ضمت صوتها إلى جوقة المنتقدين خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا الشهر الماضي، إن "العديد من خبراء الاقتصاد هم في الواقع عبارة عن زمرة قبلية".
وأضافت لاجارد: "يقتبسون من بعضهم البعض، ولا يتجاوزون حدود هذا العالم لأنهم يشعرون بالراحة فيه".
في عام 2023، حافظت الصين على المركز الأول للنمو بين الاقتصادات الكبرى، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2 بالمائة. وضخت التنمية المدفوعة بالابتكار والإنفاق النشط على الخدمات والاستثمارات القوية زخما قويا في النمو الاقتصادي للبلاد.
مع بداية عام 2024، أصبح الاستهلاك المزدهر وأسواق السياحة المنتعشة حقيقة واقعة في الصين. واستقطبت هاربين، حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ الواقعة في أقصى شمال الصين، نحو 3.05 مليون سائح خلال عطلة رأس السنة الجديدة التي استمرت ثلاثة أيام بفضل مناظرها الطبيعية المغطاة بالثلوج وكرم ضيافتها، كما أصبحت البلاد بشكل متزايد نقطة جذب للزوار الأجانب.
وقالت ماي ماسك، والدة الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا” إيلون ماسك، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "عندما كنت في شانغهاي، رأيت أروع العروض بمناسبة عام التنين".
وذكر ابنها إيلون ماسك على منصة “إكس”، تويتر سابقا، "على المزيد من الناس أن يزوروا الصين.
وكما ورد في قصيدة صينية يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام؛ "إذا كانت مياه الينبوع دافئة، فإن البط المرح سيكون أول من يعرف"، لمعرفة الصين بشكل أفضل، عليك القدوم لترى بنفسك.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السوق الصيني الاقتصاد الصيني الرئيس الاستثمار الاقتصاد صينية تسلا رئيس اقتصاد الصيني الصينية فی الصین
إقرأ أيضاً:
عقب المشادة الكلامية مع ترامب.. زعماء من غربيون يبدون تضامنهم مع زيلينسكي
أبدى زعماء من أوروبا وكندا وأستراليا؛ تضامنهم مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عقب المعاملة المهينة والمشادة الكلامية التي دارت بينه وبين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض بواشنطن، أمس الجمعة.
وبعد توتر الأجواء في البيت الأبيض، خلال لقاء “زيلينسكي” و”ترامب”، داخل المكتب البيضاوي وأمام الصحفيين ووسائل الإعلام، علق بعض القادة الأوروبيون بتصريحات تعبر عن مواقفهم المتضامنة مع الرئيس الأوكراني.
ونشر رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، رسالة تضامن على حسابه في منصة “إكس”، حيث قام بوسم لحساب زيلينسكي على المنصة وكتب: “عزيزي زيلينسكي، الأصدقاء الأوكرانيون لستم وحدكم”.
وفي منشوره على منصة إكس، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: “أوكرانيا، إسبانيا معكِ”.
من جهة أخرى، أظهر الرئيس الليتواني، غيتاناس نوسيدا، في منشور له على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، دعمه لزيلينسكي قائلاً: “أوكرانيا، لن تسيري وحدك أبدًا”.
وأكد رئيس الوزراء النرويجي، جوناس جار ستور في منشور له أيضا، “نحن نقف إلى جانب أوكرانيا في نضالها العادل من أجل سلام عادل ودائم”.
وفي حسابه على منصة “إكس”، أعرب رئيس الوزراء البرتغالي، لويس مونتينيغرو، عن دعمه لكييف، قائلاً: “يمكن لأوكرانيا الاعتماد دائمًا على البرتغال”.
بينما أكدت رئيسة وزراء لاتفيا، إيفيكا سيلينا، في منشورها بحسابها على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي، وقوف بلادها إلى جانب أوكرانيا.
كندا وأستراليا
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، مساء أمس الجمعة، معركة أوكرانيا ضد روسيا بأنها “دفاع عن الديمقراطية”، وذلك تعليقا على توبيخ الرئيس الأمريكي ، لنظيره الأوكراني في المكتب البيضاوي في واشنطن.
وكتب ترودو في منصّة “إكس” للتواصل الاجتماعي أنّ “روسيا غزت أوكرانيا بشكلٍ غير قانوني وغير مبرر، وعلى مدى 3 سنوات، قاتل الأوكرانيون بشجاعة ومرونة”، مضيفا أنّ “معركتهم من أجل الديمقراطية والحرية والسيادة مهمة بالنسبة إلينا جميعاً”، مؤكدا أن أنّ “كندا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا”.
بدوره، قالت وزيرة الخارجية الكندية، ميلاني جولي للصحافيين في فانكوفر: “نحن نؤمن بدعم أوكرانيا، ونعتقد بأن الأوكرانيين يقاتلون من أجل حريتهم، لكنّهم يقاتلون أيضاً من أجل حريتنا”.
من ناحيته، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، اليوم السبت، أنّ بلاده “ستقف إلى جانب أوكرانيا” ما دام ذلك ضرورياً.
وقال ألبانيزي للصحافيين في سيدني إنّ “الشعب الأوكراني لا يُقاتل من أجل سيادته الوطنية فحسب، بل أيضاً من أجل تأكيد احترام القانون الدولي”.
وأضاف: “سنقف مع أوكرانيا لأنّ الأمر يتعلق بنضال أمة ديمقراطية ضد نظام استبدادي بقيادة فلاديمير بوتين الذي لديه مخططات إمبريالية تجاه أوكرانيا والمنطقة بـأكملها”.
يُشار إلى أنّ العلاقات بين كانبيرا وموسكو متوترة منذ سنوات، وأنّ أستراليا عارضت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وخصصت ما يقرب من 900 مليون يورو لدعم حليفتها كييف.
وأمس، وقعت مواجهة كلامية محتدمة بين ترامب، ونظيره زيلينسكي، في البيت الأبيض، خلال اجتماع كان من المقرر أن يوقعا فيه على اتفاق بشأن تقاسم ثروات أوكرانيا المعدنية.
واشنطن تدعو زيلنسكي للاعتذار
ومساء الجمعة شهد لقاء “ترامب” و”زيلينسكي”، في البيت الأبيض، أجواءً متوترة، حيث دخل الزعيمان في نقاش حاد أمام الكاميرات.
واتهم ترامب زيلينسكي بـ”إظهار عدم احترام للولايات المتحدة في مكتبها البيضاوي”.
كما دعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، زيلينسكي، إلى الاعتذار قائلاً إنه “أضاع وقتهم”، معقبا أن التصريحات العلنية لزيلينسكي تزيد من تعقيد محاولات التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وقال روبيو في تصريحاتٍ لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: إنّ على زيلينسكي “الاعتذار عن إضاعة وقتنا في اجتماع انتهى بهذه الطريقة”، متعجباً من قدوم زيلينسكي إلى البيت الأبيض و”تصرّفه بعدائية”.
وأشار روبيو إلى أنّ هناك انطباعاً بأنّ “زيلينسكي ربما لا يريد السلام، رغم قوله عكس ذلك”، مؤكداً أنّ على زيلينسكي “شكر الولايات المتحدة على الدعم الذي قدّمته له، وأن يكون ممتناً لها”.
ورداً على أنّ زيلينسكي شكر الولايات المتحدة أكثر من مرّة، قال روبيو إنّ “الصحافة تعرف أنّه ناكرٌ للجميل، وأحد الصحافيين نقل نكرانه للجميل حين كان بايدن رئيساً”.
كما انتقد روبيو الأوروبيين، قائلاً: “ليس لديهم استراتيجية للخروج من هذه الأزمة”، مشدداً على أنّ “ترامب هو الوحيد الذي يملك استراتيجية لإنهاء هذه الحرب، ولا يوجد أي شخص آخر يستطيع ذلك”.
وفجر اليوم، استكمل ترامب هجومه على نظيره الأوكراني، قائلاً إنّ “الولايات المتحدة لا ترغب في اللهو”، واصفاً اللقاء مع زيلينسكي بأنّه “لم يكن جيداً”.
وفي الجلسة التي شارك فيها أيضاً نائب الرئيس جاي دي فانس، اتهم ترامب زيلينسكي بأنه “ليس لديه أوراق في يده” وأنه يخاطر بحياة ملايين البشر بتصعيده، معتبراً أن موقفه قد يؤدي إلى “حرب عالمية ثالثة”.
وبعد الجدل، تم إلغاء المؤتمر الصحفي المشترك، وغادر زيلينسكي، البيت الأبيض، دون التوقيع على اتفاق بشأن المعادن النادرة.
وفي تعليقه على هذا الموقف، انتقد زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، تصرفات ترامب وفانس، مشيراً إلى أن “هذا العمل القذر يخدم مصالح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.