زعماء ومفكرون: الراحل أيت إيدر قامة وضمير الأمة أدى الثمن غاليا بسبب نضاله+فيديو
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
تصوير: ياسين أيت الشيخ
وصفوه بالمناضل الفذ، وضمير الأمة وذاكرتها، أدى ثمنا غاليا مقابل نضاله، هكذا شيع العديد من المفكرين والزعماء السياسيين، في جنازة مهيبة، جثمان الفقيد الراحل، بنسعيد أيت إيدر، إلى مثواه الأخبر بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء مساء أمس الأربعاء، مشيدين بمناقبه ونضاله من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإقامة دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات.
نزار بركة، الأمين العام، لحزب الاستقلال، قال في تصريح لـ”اليوم 24 “، إن الراحل بنسعيد أيت إيدر أفنى حياته للدفاع عن حوزة الوطن وعن استقلال المغرب، ولعب أدوارا كبيرة كوطني غيور على بلده من أجل بناء وترسيخ الديمقراطية في بلادنا، ومن أجل بناء دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات، ولعب أدوارا في تأسيس الكتلة الديمقراطية، وأعطى الكثير من أجل التطور الدستوري في بلادنا، ولعب أدوارا مهمة من أجل تأطير الشباب وتوعيته، بما تم تحقيقه في تاريخ المغرب، وما ينبغي تحقيقه لبناء المستقبل.
محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكد أن الراحل بنسعيد أيت إيدر يعتبر من الهامات الوطنية الديمقراطية الكبرى والقامات السياسية التي بصمت التاريخ المغربي المعاصر في البلاد.
وكانت للراحل بحسب بنعبد الله، إسهامات قوية في حصول المغرب على استقلاله، إلى جانب ثلة من الوطنيين الغيورين، كما واصل نضاله من داخل صفوف جيش التحرير الوطني حتى استكمال تحرير كل أجزاء التراب الوطني، فضلا عن أدواره في بناء المغرب الديمقراطي. يحكي بنعبد الله، أن الراحل أيت إيدير ناضل في ظروف حالكة وصعبة، وواصل النضال من أجل بناء المغرب الديمقراطي، وبناء الحرية والتحرر في وسط المجتمع، وكانت له إسهامات أساسية أيضا في وسط اليسار المغربي، وساهم في تأسيس وقيادة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، والدولة الديمقراطية، وكان شاهدا أيضا على بلورة جيل من الإصلاحات التي كانت تطالب بها الحركة الوطنية الديمقراطية والتقدمية.
وكان له بحسب زعيم التقدم والاشتراكية، دور هام في توحيد صفوف اليسار، وهكذا ظل وفيا لمبادئه خلوقا متشبثا وشجاعا جريئا يطرح قضايا الوطن ويدافع عنها.
إدريس لشگر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال إن الراحل أيت إيدر، مناضل وطني تقدمي يساري، ناضل من أجل تحرير الوطن، ودمقرطة وبناء مؤسساته، وناضل من أجل قيم اليسار، العدالة والحرية والمساواة.
من جانبه، أوضح المؤرخ والمفكر، حسن أوريد، أن المناضل بنسعيد، يعبر عن العبقرية المغربية، رجل أتى من رحاب سوس، وتعلم اللغة العربية في مراكش، وانخرط في حزب الاستقلال، ثم بعد ذلك في المقاومة وجيش التحرير، وكان حاضرا في عملياته الأولى، وكان حاضرا من أجل تحرير الصحراء، ولذلك فله شرعية فريدة فيما يخص الدفاع عن شرعية الوحدة الترابية.
وأضاف أوريد، الراحل كان حاضرا في بناء الدمقرطة وحقوق الإنسان، وأدى الثمن غاليا ودفع إلى المنفى، وعاش بعيدا عن بلده إلى غاية الثمانينيات بمقتضى عفو عام، وأنشأ ساعتها منظمة العمل الديمقراطي، بالنسبة للمؤرخ أوريد، هو ذاكرة، لكن الأكثر من ذلك هو ضمير، ويشهد على ذلك، انخراطه في القضايا العادلة، في الصحافة وملف الريف، وحقوق المرأة، وما يؤكد ذلك يضيف أوريد، هو الجنازة المهيبة في حق الراحل الفذ، بنسعيد أيت إيدر.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: بنسعید أیت إیدر من أجل
إقرأ أيضاً:
غانا: مسار الديمقراطية وتحديات المستقبل
محمد تورشين*
تُعد غانا إحدى أبرز الدول الإفريقية التي نجحت في تحقيق انتقال ديمقراطي مستقر وترسيخ التداول السلمي للسلطة. منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني عام 1957، مرت البلاد بتحولات سياسية عميقة، تضمنت فترات من عدم الاستقرار السياسي بسبب الانقلابات العسكرية، قبل أن تدخل حقبة جديدة من الديمقراطية المستدامة مع إقرار دستور الجمهورية الرابعة عام 1992. ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد ثماني عمليات انتخابية منتظمة وتناوبًا سلميًا على السلطة بين الحزبين الرئيسيين: "المؤتمر الوطني الديمقراطي" (NDC) و"الحزب الوطني الجديد" (NPP)، ما جعلها نموذجًا إفريقيًا في الاستقرار السياسي.
التحديات الاقتصادية وتأثيرها على الاستقرار
رغم الإنجازات السياسية، تواجه غانا تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة قد تهدد استقرارها. في مقدمة هذه التحديات، تأتي البطالة التي وصلت إلى معدلات مقلقة تجاوزت 14% من قوة العمل، ما أدى إلى حالة من السخط الشعبي، خاصة بين الشباب. يمثل هذا الوضع ضغطًا متزايدًا على الحكومة الجديدة، حيث أظهرت استطلاعات الرأي مثل تقارير "جلوبال إنفو أناليتكس" و"أفرو باروميتر" أن أغلبية الشعب تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لخلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية. الفقر أيضًا يمثل عائقًا كبيرًا أمام التنمية والاستقرار. على الرغم من النمو الاقتصادي الذي حققته البلاد في السنوات الأخيرة، إلا أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعًا، ما يزيد من التحديات الاجتماعية. تحتاج الحكومة إلى تعزيز سياسات التوزيع العادل للموارد، ودعم القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة لتوفير فرص عمل مستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية. إلى جانب ذلك، تعاني البلاد من ارتفاع الدين العام الذي يضغط على الميزانية الوطنية ويحدّ من قدرة الحكومة على تنفيذ مشروعات تنموية ضرورية. يتطلب هذا الوضع اعتماد إصلاحات اقتصادية جذرية تهدف إلى تقليل الاعتماد على القروض الخارجية، مع التركيز على تعزيز الإنتاج المحلي والصادرات. لا تزال البنية التحتية في غانا غير متطورة بالشكل الكافي لدعم الطموحات الاقتصادية للبلاد. هناك حاجة ماسة إلى تحسين شبكات النقل والطاقة والمياه، خاصة في المناطق الريفية، لتسهيل الوصول إلى الخدمات وتعزيز النشاط الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، يعاني قطاعا التعليم والرعاية الصحية من تحديات كبيرة تتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا. تحسين هذه القطاعات سيكون له تأثير مباشر على تحسين جودة الحياة للمواطنين وتعزيز الإنتاجية.
غانا ودورها في محاربة الإرهاب في غرب إفريقيا
في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، تلعب غانا دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الإقليمي. وعلى الرغم من أنها لم تشهد هجمات إرهابية كبيرة على أراضيها حتى الآن، إلا أنها تدرك خطورة انتشار الجماعات الإرهابية في البلدان المجاورة مثل بوركينا فاسو ومالي.تعمل غانا على تعزيز قدراتها الأمنية والعسكرية من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين، مثل الأمم المتحدة والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). بالإضافة إلى ذلك، تساهم غانا في عمليات حفظ السلام الإقليمية وتبذل جهودًا لتأمين حدودها الشمالية من تسلل الجماعات الإرهابية. ومع ذلك، لا يقتصر دور غانا في مكافحة الإرهاب على الجانب الأمني فقط، بل يمتد إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تغذي التطرف، مثل الفقر، والبطالة، وضعف الخدمات العامة. إن تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين، خاصة في المناطق الحدودية، يُعد عاملًا رئيسيًا في منع انتشار الفكر المتطرف والحفاظ على استقرار البلاد والمنطقة.
ختاما يمكن القول بأن غانا تقف على مفترق طرق. نجاحها في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتعزيز دورها الإقليمي في محاربة الإرهاب، سيحدد مستقبلها كدولة مستقرة وديمقراطية في إفريقيا. ورغم التحديات الكبيرة، فإن إرثها السياسي الراسخ، إلى جانب التزامها بالإصلاحات، يمنحها فرصة حقيقية لتعزيز مكانتها كقوة ديمقراطية واقتصادية في القارة. إن الجمع بين الاستقرار السياسي، ومعالجة القضايا الاقتصادية، وتعزيز الأمن، سيُسهم في خلق بيئة مواتية للتنمية المستدامة، ما يجعل غانا نموذجًا يُحتذى به للدول الإفريقية الأخرى.
* باحث وكاتب سوداني ، متخصص بالشأن المحلي والشؤون الإفريقية
mohamedtorshin@gmail.com