تصوير: ياسين أيت الشيخ

وصفوه بالمناضل الفذ، وضمير الأمة وذاكرتها، أدى ثمنا غاليا مقابل نضاله، هكذا شيع  العديد من المفكرين والزعماء السياسيين، في جنازة  مهيبة، جثمان الفقيد الراحل، بنسعيد أيت إيدر، إلى مثواه الأخبر بمقبرة الشهداء بالدارالبيضاء مساء أمس الأربعاء، مشيدين  بمناقبه ونضاله من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإقامة دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات.

نزار بركة، الأمين العام، لحزب الاستقلال، قال في تصريح لـ”اليوم 24 “، إن الراحل بنسعيد أيت إيدر أفنى حياته للدفاع عن حوزة الوطن وعن استقلال المغرب، ولعب أدوارا كبيرة كوطني غيور على بلده من أجل بناء وترسيخ الديمقراطية في بلادنا، ومن أجل بناء دولة الحق والقانون، ودولة المؤسسات، ولعب أدوارا في تأسيس الكتلة الديمقراطية، وأعطى الكثير من أجل التطور الدستوري في بلادنا، ولعب أدوارا مهمة من أجل تأطير الشباب وتوعيته، بما تم تحقيقه في تاريخ المغرب، وما ينبغي تحقيقه لبناء المستقبل.

محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أكد أن الراحل بنسعيد أيت إيدر يعتبر من الهامات الوطنية الديمقراطية الكبرى والقامات السياسية التي بصمت التاريخ المغربي المعاصر في البلاد.

وكانت للراحل بحسب بنعبد الله،  إسهامات قوية في حصول المغرب على استقلاله، إلى جانب ثلة من الوطنيين الغيورين، كما واصل نضاله من داخل صفوف جيش التحرير الوطني حتى استكمال تحرير كل أجزاء التراب الوطني، فضلا عن أدواره في بناء المغرب الديمقراطي. يحكي بنعبد الله، أن الراحل أيت إيدير ناضل في ظروف حالكة وصعبة، وواصل النضال من أجل بناء المغرب الديمقراطي، وبناء الحرية والتحرر في وسط المجتمع، وكانت له إسهامات أساسية أيضا في وسط اليسار المغربي، وساهم في تأسيس وقيادة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، والدولة الديمقراطية، وكان شاهدا أيضا على بلورة جيل من الإصلاحات التي كانت تطالب بها الحركة الوطنية الديمقراطية والتقدمية.

وكان له بحسب زعيم التقدم والاشتراكية، دور هام في توحيد صفوف اليسار، وهكذا ظل وفيا لمبادئه خلوقا متشبثا وشجاعا جريئا يطرح قضايا الوطن ويدافع عنها.

إدريس لشگر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قال إن الراحل أيت إيدر، مناضل وطني تقدمي يساري،  ناضل من أجل تحرير الوطن، ودمقرطة وبناء مؤسساته، وناضل من أجل قيم اليسار، العدالة والحرية والمساواة.

من جانبه، أوضح المؤرخ والمفكر، حسن أوريد، أن المناضل بنسعيد، يعبر عن العبقرية المغربية، رجل أتى من رحاب سوس، وتعلم اللغة العربية في مراكش، وانخرط في حزب الاستقلال، ثم بعد ذلك في المقاومة وجيش التحرير، وكان حاضرا في عملياته الأولى، وكان حاضرا من أجل تحرير الصحراء، ولذلك فله شرعية  فريدة فيما يخص الدفاع عن شرعية الوحدة الترابية.

وأضاف أوريد، الراحل كان حاضرا في بناء الدمقرطة وحقوق الإنسان، وأدى الثمن غاليا ودفع إلى المنفى، وعاش بعيدا عن بلده إلى غاية الثمانينيات بمقتضى عفو عام، وأنشأ ساعتها منظمة العمل الديمقراطي، بالنسبة للمؤرخ أوريد، هو ذاكرة، لكن الأكثر من ذلك هو ضمير، ويشهد على ذلك، انخراطه في القضايا العادلة، في الصحافة وملف الريف، وحقوق المرأة، وما يؤكد ذلك يضيف أوريد، هو الجنازة المهيبة في حق الراحل الفذ، بنسعيد أيت إيدر.

 

 

 

 

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: بنسعید أیت إیدر من أجل

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي: رغم الأمطار الأخيرة المغرب يواجه تحديات طويلة الأمد بسبب تغير المناخ

سلط تقرير بحثي نشره معهد الشرق الأوسط الضوء على التحديات التي يواجهها المغرب نتيجة لتغير المناخ، وتأثير ذلك على الأمن الغذائي والاقتصاد الوطني.

ووفقًا للتقرير، فقد ساعدت الأمطار الغزيرة التي هطلت في شهري فبراير ومارس 2025، بمعدل 43.5 ملم، في تخفيف آثار الجفاف المستمر، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في مستويات المياه في السدود.

ومع ذلك، حذر التقرير من أن هذه الأمطار لا تقدم حلاً دائمًا للمشكلات المائية والزراعية التي يعاني منها المغرب.

وذكر التقرير أن تدفق المياه إلى السدود الرئيسية قد شهد زيادة، لكن سعة التخزين في السدود لا تزال عند 37.84% فقط من طاقتها الإجمالية حتى مارس 2025، مع تفاوت كبير بين المناطق، حيث تجاوزت سعة السدود في المناطق الشمالية 50%، في حين لم تتعدّ السعة في المناطق الجنوبية 10-20%.

من جهة أخرى، يواصل القطاع الزراعي، الذي يمثل نحو 16% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، مواجهة صعوبات كبيرة بسبب الجفاف المستمر.

ورغم هذه التحديات، تشير التوقعات الاقتصادية إلى نمو القطاع الزراعي بنسبة 4.5% في عام 2025، بفضل تحسن الظروف المناخية وزيادة هطول الأمطار، مع توقع نمو اقتصادي إجمالي بنسبة 3.6%.

ورغم التفاؤل المؤقت، يحذر التقرير من أن هذه المكاسب قد تكون غير مستدامة إذا لم يتم تنفيذ استراتيجيات طويلة الأجل لضمان استدامة الموارد المائية، مثل توسيع مشروعات تحلية المياه وتحسين تقنيات الري.

وفي ختام التقرير، أُكد على ضرورة تبني سياسات تكيفية طويلة الأمد لضمان استقرار القطاع الزراعي والاقتصادي في المغرب.

ويُشدد على أن الاعتماد المستمر على الأمطار لا يمكن أن يكون خيارًا مستدامًا في ظل التقلبات المناخية المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • مخاوف من هروب الشركات الإسبانية نحو  المغرب بسبب رسوم ترامب
  • تقرير دولي: رغم الأمطار الأخيرة المغرب يواجه تحديات طويلة الأمد بسبب تغير المناخ
  • انتخاب المغرب في مكتب لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان داخل الاتحاد البرلماني الدولي
  • انتخاب المغرب بمكتب لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان للاتحاد البرلماني الدولي
  • أردول يكشف الثمن الذي دفعه الحلو مقابل تحالفه مع حميدتي
  • عوامل الركود وموانع الانعتاق بين الماضي والحاضر
  • الدورات الصيفية.. جبهة تربوية استراتيجية لإعادة بناء الأمة
  • المغرب عضوا بمكتب لجنة الديمقراطية وحقوق الإنسان للاتحاد البرلماني الدولي
  • بنسعيد يقدم مشروع قانون حماية التراث أمام المستشارين
  • ليبيا تفقد قامة فنية وطبية متميزة