موقع النيلين:
2025-04-29@12:40:08 GMT

نتنياهو.. بداية النهاية

تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT


أخيرا، ثاب رئيس وزراء العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، إلى رشده بعد أن تأكّد من استحالة تحقيق جل أهدافه التي وضعها منذ بداية حرب غزة إلى حدّ الساعة، فتنازل عنها واكتفى بهدف وحيد وهو قتل قادة “حماس”.

منذ أربعة أشهر كاملة، ونتنياهو يردّد يوميا تقريبا، بكل عجرفة وغرور، أنّه لن يوقف الحرب إلا بتحقيق أهدافه جميعا: القضاء على “حماس”، وقتل كبار قادتها، وتحرير الأسرى الصهاينة بالقوة، وإعادة احتلال القطاع، فضلا عن الهدف غير المعلن وهو تهجير سكان غزة إلى سيناء المصرية كخطوة أولى نحو تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

وبمرور الأيام، اتضح من خلال سير المعارك بغزة، أنّ أهداف نتنياهو غير قابلة للتحقيق ولو دامت الحرب أربع سنوات وليس فقط أربعة أشهر؛ فالمقاومة الفلسطينية حضّرت نفسها جيّدا لمثل هذه الحرب الضروس من خلال بناء شبكة أنفاق ضخمة ومتشابكة هي أفضل ما بنته أيّ حركة تحرّر في العالم إلى اليوم، ومنها تنطلق الصواريخ لدكّ مدن الاحتلال ومستوطناته، ومنها يخرج مقاتلوها لتدمير دبابات العدوّ وآلياته العسكرية ونصب كمائن لجنوده قبل أن يعودوا إليها، وفي جوفها يخفى عشرات الأسرى الصهاينة، وتدير قيادة “حماس” الميدانية المعارك اليومية باقتدار.. وإزاء تراكم خسائر العدو كل يوم -وإن حاول التكتّم عليها- تصاعدت الضغوط الداخلية والخارجية على نتنياهو لإيقاف الحرب والتفاوض على صفقة لتبادل الأسرى، وتوالت تصريحات قادة الاحتلال السياسيين والأمنيين، السابقين وحتى الحاليين، التي تؤكّد استحالة تحقيق أيّ هدف من أهداف الحرب، بل إنّ بعضهم أكّد بوضوح أنّ الكيان خسر حربه ضد “حماس”، لكنّ نتنياهو يرفض الاعتراف بهذه الحقيقة خوفا من أن يؤدّي إيقاف الحرب إلى فتح تحقيق في هذه الهزيمة التاريخية المدوّية، ومن ثمّ، دخوله السجن بتهم فساد سابقة كما حدث لرئيس الوزراء الأسبق أولمرت عقب هزيمته في حرب تموز 2006 أمام “حزب الله”.

وبرغم رفضه إيقاف الحرب، إلا أنّ نتنياهو بدأ يدرك اليوم، وبعد مرور أربعة أشهر كاملة من المعارك، أنّه يسير في طريق مسدود، وأنّ جل أهدافه التي وضعها يوم 7 أكتوبر وبقي مصرّا عليها، لن تتحقق مهما طال أمد الحرب، فهو لم يستطع تحرير أسير واحد بالقوة، و”حماس” بعيدة عن الانهيار باعتراف قادة الاحتلال أنفسهم، وفي مقدّمتهم قادة عسكريون وأمنيون، وهي ما زالت قويّة وتخوض المعارك في شتى أنحاء غزة، برغم القصف الوحشي للقطاع بعشرات الآلاف من القنابل والصواريخ وتدمير عشرات آلاف البيوت، بل إنّ “حماس” عادت حتى إلى شمال غزة التي يزعم الاحتلال أنّه خضع له، والخسائر المادية والبشرية تتعاظم يوميا في صفوف قوات الاحتلال حتى بات هناك جنود يهربون من الخدمة أو يحتفلون بصخب حينما تسحب ألويتهم من القطاع.. لذلك كله، تخلّى نتنياهو أخيرا عن معظم أهدافه، ووفق الموقع الإلكتروني لـ”هآرتس”، فقد قال في اجتماع لنواب حزبه في الكنيست: “يجب علينا قتل قيادة “حماس”.. لا يمكن أن تنتهي الحرب قبل حدوث ذلك، والوصول إلى هذا الهدف سيستغرق أشهرا وليس سنوات”.

لا ندري كيف يمكن أن يصل جيش الاحتلال إلى يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى وأبي عبيدة وبقية القادة الميدانيين لـ”حماس” في أعماق الأنفاق المحصّنة، وهو الذي عجز عن ذلك طيلة أربعة أشهر كاملة، ولكنّ لنفترض جدلا أنّ العدو قد تمكّن منهم يوما ونالوا الشهادة، وهي أغلى أمانيهم، فما الذي سيتغيّر ميدانيّا؟ هل يعتقد الاحتلال أنّ ذلك كفيل بإضعاف “حماس”؟ هل ضعفت الحركة حينما اغتال الاحتلال شيخها المؤسّس أحمد ياسين والرنتيسي وقادة آخرين، أم لم يزدها ذلك إلا قوة وشموخا بعد أن خلفهما السنوار والضيف وعيسى وهنية ومشعل والعاروري وقادة آخرون كثيرون؟ هل تراجعت الثورة الجزائرية حينما تمكّنت فرنسا من اغتيال بعض كبار قادتها كبن بولعيد وديدوش وبن مهيدي وعميروش وغيرهم؟

نتنياهو يبحث عن أيّ صورة انتصار؛ فبعد أن تأكّد من استحالة تحرير أسراه بالقوة والقضاء على “حماس” والسيطرة عسكريا على غزة، ها هو يكتفي بهدف وحيد وهو قتل كبار قادة “حماس” ليتخذها ذريعة لوقف حربه الخاسرة والحفاظ على ماء وجهه، وقد لا يتمكّن حتى من تحقيق هذا الهدف الوحيد في نهاية المطاف، ويرغم على إنهاء الحرب والرضوخ لشروط المقاومة وتبييض سجون الكيان من الأسرى الفلسطينيين، وبعدها يسقط حتما وتنتهي مسيرته السياسية ويسجن سنوات يتجرّع خلالها مرارة هزيمته التاريخية.

حسين لقرع – الشروق الجزائرية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أربعة أشهر

إقرأ أيضاً:

القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟

#سواليف

في كل خطاب ومناسبة وتصريح، يؤكد #قادة_الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين #نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل #كاتس على هدف #القضاء على حركة #حماس كشرط لإنهاء الحرب. لا يقدّم هؤلاء تصورا تفصيليا حول الطبيعة النهائية للقضاء على حركة حماس، لكنهم يشددون في كل مرة على الأداة؛ مزيد من استخدام #القوة وتكثيف #الإبادة.

تختلف التفسيرات حول مركزية هذا الهدف في خطاب نتنياهو ومن حوله، فهناك من يرى أنه هدف لإطالة أمد الحرب من شخص يعرف تماما أنه سيذهب للمحكمة والسجن بعد أن تتوقف أصوات المدافع، وهناك من يرى أن هذا التوجه هو رؤية خاصة ببعض أطراف ائتلاف نتنياهو الحكومي ويخشى أن التنازل عنه قد يؤدي لانهيار الائتلاف وهذا سبب يتقاطع مع السبب السابق، وآخرون يرون أنه توجه استراتيجي ضمن المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر.

كما أشرنا، فإن أحدا لدى الاحتلال وقادته لا يقدّم تصورا تفصيليا لطريقة وطبيعة القضاء على حماس، أو حتى إن كان هذا بالفعل ممكن بالمعنى الكلاسيكي للقضاء على حركة مقاومة؟!. يرصد موقع قدس في هذه المادة، مواقف عسكريين وسياسيين إسرائيليين ومحللين سياسيين وعسكريين حول القدرة على القضاء على حركة حماس:

مقالات ذات صلة “الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يُفاقم تجويع الأطفال في غزة 2025/04/29

في مقابلة مع موقع “صحيفة يديعوت أحرونوت” بتاريخ 16/10/2023 قال إيهود باراك، رئيس وزراء ووزير حرب سابق لدى الاحتلال إنه “لا يمكننا القضاء تمامًا على حماس. حماس هي فكرة، تعيش في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم. الهدف العملي للعملية العسكرية يجب أن يكون القضاء على القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما يكفي ويجب التركيز عليها”.

أما إيهود أولمرت وهو رئيس وزراء سابق لدى الاحتلال، فقد أكد في مقابلة مع موقع ICE في ديسمبر 2023 أن “القضاء على حماس غير ممكن… الحديث عن إبادة حماس وإزالتها من على وجه الأرض هو أمر غير ممكن بشريًا… لا يمكن تدمير حماس”.

وفي السياق ذاته، أشار دانيال هاجاري، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 19/6/2024 إلى أن “حماس فكرة. من يعتقد أنه يمكن القضاء عليها فهو مخطئ. هي جزء من #المجتمع_الفلسطيني وحركة الإخوان، وما يمكن فعله هو خلق بديل آخر يحل محلها”.

العميد احتياط في جيش الاحتلال أمير أفيفي، مؤسس ورئيس “منتدى ضباط من أجل أمن إسرائيل”، كتب في مقال بموقع المنتدى 7/10/2024 أن “الشعور الذي ساد الأيام التي تلت السابع من أكتوبر 2023 كان الإحباط والجهل بكيفية تحقيق النصر… القيادة الجنوبية كانت قدّرت أنه سيستغرق عامًا لتفكيك حماس كجسم عسكري، وحتى اليوم، ما زالت الطريق طويلة ولم تنتهِ”.

وبالنسبة للعميد احتياط في #جيش_الاحتلال يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، فإن “الحرب في غزة هي حرب على الوعي، ليس فقط على الأرض… لا يمكن تدمير فكرة، لكن بالإمكان إضعافها”، وهو ما كتبه د في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

أما إمكانية تحقيق #نصر_كامل على حماس، فهي أيضا محط تشكيك، وقد أعرب عدد من كبار الضباط والسياسيين والمحللين عن شكوكهم حيال إمكانية تحقيق حسم عسكري كامل ضد الحركة. الجنرال احتياط غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال، قال في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ” #حماس_فكرة وليست مجرد تنظيم، ولا يمكن القضاء على فكرة بالقوة العسكرية فقط”.

أما المحلل العسكري رونين بيرغمان فقد كتب في “يديعوت أحرونوت” “حتى لو تمكنت إسرائيل من تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الأيديولوجيا والقاعدة الاجتماعية ستبقى، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل”.

عضو الكنيست يوآف غالانت، وزير الحرب السابق، صرح في مقابلة مع “القناة 12” بأن “الحسم العسكري الكامل ضد حماس هو هدف غير واقعي. يجب الجمع بين الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من أجل إضعاف التنظيم على المدى الطويل”.

وبحسب الصحفي عاموس هرئيل المراسل العسكري في صحيفة “هآرتس” فإن “على إسرائيل أن تعترف بأنها لا تستطيع تحقيق نصر كامل على حماس، بل عليها أن تسعى لإدارة الصراع بشكل ذكي لمنع التصعيد”.

مقالات مشابهة

  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • مسؤول أمني صهيوني: نتنياهو يحدد أكتوبر 2025 موعدًا أقصى لإنهاء العدوان على غزة
  • صحيفة إسرائيلية: نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب في أكتوبر
  • إعلام عبري: نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات.. ويريد إنهاء الحرب في أكتوبر
  • مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يسعى لإنهاء حرب غزة في هذا الموعد
  • لماذا لم تنقل أي قناة إسرائيلية كلمة نتنياهو؟.. تفاصيل
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • نتنياهو يواصل خطابه التصعيدي .. ويزعم: غيرنا وجه الشرق الأوسط
  • جولة مفاوضات جديدة في القاهرة وحماس تؤكد استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإنهاء الحرب
  • حماس: استخدام نتنياهو سلاح التجويع بغزة يستدعي خطوات دولية للمحاسبة