نجاح في آسيا وفشل في أفريقيا.. لماذا تباين أداء المنتخبات العربية؟
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
بينما لم تتخط منتخبات عربية الأدوار الأولى من كأس أفريقيا للأمم، استطاعت فرق عربية أخرى، التأهل لأدوار متقدمة من كأس آسيا، حيث سيتواجه منتخبا الأردن وقطر، في المباراة النهائية لهذه البطولة التي يحمل "العنابي" لقبها.
وهي المرة الثالثة التي تكون المباراة النهائية عربية بحتة في كأس آسيا، بعد نسختي 1996 بين السعودية والإمارات و2007 بين العراق والسعودية.
وللسعودية، بثلاثة ألقاب آسيوية متحتل المرتبة الثانية من حيث عدد التتويجات بعد اليابان المتصدرة بأربعة تتوجيات.
والسبت المقبل، ينشط المنتخب القطري والأردني اللقاء النهائي، بعدما ضمن الأول تأهله بفوزه على إيران 3-2، والثاني (الأردن) بعد تغلبه على جمهورية كوريا الجنوبية بثنائية نظيفة.
ويطمح منتخب قطر في الفوز بلقب البطولة للمرة الثانية في تاريخه، وذلك على أرضه، بعدما كان حقق اللقب الأول في النسخة الماضية عام 2019.
ويسعى "العنابي" لأن يصبح أول فريق عربي يتوج بلقب البطولة مرتين على التوالي بعد منتخب اليابان الذي حقق ذلك عامي 2000 و2004.
في المقابل يظهر منتخب الأردن في المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما كان أبرز إنجاز له قبل ذلك بلوغ الدور ربع النهائي عامي 2004 و2011.
ونجح "النشامى" تحت إشراف المدرب المغربي، حسين عموتة، في الصعود بمستواهم من مباراة لأخرى، ما جعلهم على بعد خطوة من اللقب القاري.
المنتخب السعودي، من جانبه، خرج من الدور ربع النهائي بضربات الترجيح أمام منتخب كوريا الجنوبية، بينما غادر العراق البطولة بعد خسارته أمام الأردن (2-3) في الدور ثمن النهائي في الوقت القاتل.
وظهر المنتخب السوري أيضا "بوجه جيد" حيث أنهى "نسور قاسيون" مشاركتهم في نهائيات كأس آسيا في ثمن النهائي للمرة الأولى في تاريخهم وذلك بخسارة أمام إيران 3-5 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي
وفي كأس أفريقيا الجارية بساحل العاج، خيبت بعض الفرق العربية المشاركة آمال أنصارها حيث لم تستطع بعضها حتى تجاوز الأدوار الأولى.
وبينما غادرت الجزائر التي كانت مرشحة للفوز باللقب من دور المجموعات، لم يستطع المنتخب المورتاني الصاعد تخطي ثمن النهائي، بينما خيب المنتخب المغربي الذي وصل نصف نهائي كأس العالم في قطر، بمغادرته البطولة من ربع النهائي أمام جنوب أفريقيا.
وبينما لم تستطع تونس تخطي دور المجموعات مثلها مثل "محاربي الصحراء، أخفق منتخب "الفراعنة" من تجاوز الدور ثمن النهائي أمام منتخب الكونغو الديمقراطية.
لذلك، يطرح المتابعون سؤالا مفاده : لماذا هذا التباين بين عرب آسيا وعرب أفريقيا؟
يقول المحلل الرياضي السعودي، ناصر الأحمد، إن "الدافعية والرغبة في الفوز" تنقص الفرق العربية التي شاركت في كأس أفريقيا للأمم، مقابل "رغبة كبيرة لدى المنتخبات العربية التي تشارك في كأس آسيا".
وفي حديث لموقع الحرة، شدد الأحمد على أن كون بعض لاعبي الجزائر ومصر والمغرب، ينشطون بالدوريات الأوروبية القوية وعدد من الدوريات العربية المعروفة "أثر كثيرا على عطاءات اللاعبين من حيث الدافعية والرغبة في الفوز".
وأرجع الأحمد "عدم الاندفاع" وبالتالي عدم الفاعلية خلال أطوار المباريات التي نشطها هؤلاء اللاعبون ضمن المنافسة الأفريقية، لـ"خوفهم من الإصابات" وفق تعبيره.
من جانبه، يرى المحلل الرياضي الجزائري، فضيل شرف، أن ظروف كأس أفريقيا للأمم تختلف كثيرا عن ظروف كأس آسيا.
وفي اتصال مع موقع الحرة، قال شرف إن المناخ السائد حيث الدول العربية المنضوية تحت القارة السمراء يختلف كثيرا عن المناخ الاستوائي السائد في البلدان الأفريقية الأخرى، وهذا في نظره، عامل يكبح الفنيات التي يتمتع بها اللاعبون العرب، ولا سيما أولئك الذين ينحدرون من الدول شمال القارة مثل الجزائر وتونس والمغرب، وحتى مصر.
شرف شدد على الأجواء المناخية التي تعرفها كثير من الدول الأفريقية، وسط القارة وجنوبها، والذي يتميز بالرطوبة "التي تمنع اللاعبين من التألق" وفقه.
شرف يعود بعد ذلك ليؤكد أن هناك استثناءات، مثل منتخب الفراعنة الذي حاز على الكأس الأفريقية عندما نظمت في دول أفريقية ذات مناخ استوائي.
وبرر ذلك بالقول "كان منتخب الفراعنة مكونا من لاعبي الأهلي والزمالك وكلاهما ينشط ضمن المنافسات الأفريقية للأندية، وهو السر وراء نجاحهم في تخطي عامل المناخ الذي يشكل عادة عائقا للمنتخبات العربية".
ناصر الأحمد، من جانبه، جدد التأكيد على أن الرغبة في الفوز هي من صنعت الفارق بين اللاعبين الأفارقة والعرب في كأس أفريقيا قائلا "نعم بعض اللاعبين الأفارقة أيضا يلعبون ضمن الدوريات الأوروبية لكن الرغبة في الفوز لديهم كانت أكبر مقارنة باللاعبين العرب".
نفس الدافعية والرغبة في الفوز، كانت وراء نجاح المنتخبات العربية في كأس آسيا مقارنة بأشقاهم في أمم أفريقيا، وفق الأحمد، الذي عبر عن ذلك بالقول "الرغبة في الفوز كانت جليّة وواضحة جدا بالنسبة للمنتخب الأردني بالذات، حيث كان الإصرار لديه عاليا جدا".
ثم عاد ليؤكد أن لاعبي قطر أيضا أظهروا إمكانيات كبيرة ورغبة جامحة في الوصول إلى النهائي ومحاولة تحقيق اللقب للمرة الثانية على التوالي.
وقال "هذا هو الفرق بين الفرق العربية في آسيا ونظيرتها في أفريقيا" في إشارة إلى العزيمة والرغبة والاندفاع نحو تحقيق النتائج الإيجابية.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: منتخب الأردن کأس أفریقیا ثمن النهائی کأس آسیا فی الفوز فی کأس
إقرأ أيضاً:
رغم الفوز.. محمد صلاح ينتقد ليفربول
انتقد محمد صلاح نجم ليفربول أداء فريقه رغم الفوز على ساوثهامبتون بنتيجة 3 / 1، أمس السبت، ضمن منافسات الجولة 28 بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
قال صلاح عبر شبكة “بريميير ليغ” عقب المباراة التي أقيمت على ملعب أنفيلد “ساوثهامبتون لعب بخطة جيدة اليوم، والمدرب (أرني سلوت) كان محبطا بين الشوطين، لأننا كنا غير منظمين وعابنا البطء الشديد في الشوط الأول”.
وأضاف النجم المصري “لا أعتقد أننا قدمنا أداء جيدا اليوم”.
واستدرك نجم ليفربول “ولكن إذا كنا نريد الفوز بلقب الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا، فإنه علينا تحقيق الفوز إذا لم نقدم أداء جيدا، في مباراة مثل مباراة اليوم”.
وسجل صلاح ثنائية في شباك ساوثهامبتون من ركلتي جزاء، ليرفع رصيده إلى 27 هدفا في صدارة هدافي الدوري الإنجليزي هذا الموسم إضافة إلى 17 تمريرة حاسمة.
وبوصوله إلى 44 مساهمة تهديفية أصبح صلاح أكثر لاعب في تاريخ ليفربول مساهمة بالأهداف في موسم واحد ليتجاوز الرقم المسجل باسمه في موسم 2017 / 2018 والذي كان يتساوى به مع الأوروغواياني لويس سواريز في موسم 2013 / 2014.
وتساوى محمد صلاح أيضا مع الأرجنتيني سيرجيو أغويرو نجم مانشستر سيتي السابق برصيد 184 هدفا في صدارة أكثر هداف أجنبي بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويتساويان أيضا في المركز الخامس بقائمة الهداف التاريخي للبطولة الإنجليزية.