“الإمارات للدراسات” يُنظم الملتقى الأول لـ “مفكرو الإمارات”
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وشركاؤه في مشروع “مفكرو الإمارات”، أمس، الملتقى الأول للمشروع والذي حمل عنوان “مفكرو الإمارات.. 2024 تفاعل وإسهام”.
تم خلال الملتقى، الذي عقد في فندق سانت ريجيس في العاصمة أبوظبي، مناقشة قضايا استراتيجية ذات أولوية وطنية لدولة الإمارات، في أكثر من 20 جلسة حوارية، ضمن 8 منصات تفاعلية، توزعت على 4 محاور رئيسية هي: التعليم، والهوية الوطنية والشخصية الإماراتية، والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل، والاستدامة واقتصاد المستقبل.
وقال سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، خلال كلمته الافتتاحية للملتقى، إن الملتقى الأول لـ “مفكرو الإمارات”، هو منصة للتحاور وتبادل الأفكار، مشيرًا إلى أن هذا المشروع الذي دشنه المركز في يناير 2022، قد انطلق بمباركة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وأصبح لديه اليوم حصيلة وفيرة من الخبراء في مجالات متعددة.
وأعرب سعادته عن تقديره الكبير لشركاء النجاح من الباحثين والمتخصصين المشاركين في هذا المشروع الفكري، فضلًا عن المؤسسات الشريكة فيه، وهي شرطة دبي، وشبكة أبوظبي للإعلام، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة خليفة، وكليات التقنية العليا، وجامعة زايد.
وفي إطار الجلسة الحوارية التي جاءت بعنوان “ملامح الاقتصاد الإماراتي مُستقبلًا”، قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، إن دولة الإمارات وقَّعت 13 اتفاقية للشراكة الاقتصادية الشاملة، ودخلت 5 اتفاقيات منها حيز التنفيذ، وهو ما سيفتح الباب أمام تحقيق المزيد من النمو في استثماراتنا الخارجية، كما سيكون لهذه الاتفاقيات تأثير إيجابي قوي لمواجهة التضخم وحل مشكلة ارتفاع بعض أسعار السلع والخدمات، وهي مشكلة تعاني منها كل دول العالم خلال المرحلة الحالية. وأضاف أن الوزارة تتعاون بشكل وثيق مع عدد من المؤسسات الأكاديمية ومراكز الفكر الوطنية، وأنها تستفيد مما تقدمه هذه المؤسسات والمراكز في دعم عملية صنع القرار.
من جانبه، قال معالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة للشباب، في الجلسة الحوارية التي جاءت بعنوان “الشباب الإماراتي وإمارات المستقبل”، إن القيادة الرشيدة سخيةٌ جدًّا في منح الفرص للشباب وعليهم اقتناص هذه الفرص، وأنه في التعامل مع قطاع الشباب ليس لدينا أزمات، بل تحديات، يتعلق أبرزها بالهوية الوطنية، والشراكة والتفاعل مع الشباب.
ولفت معاليه النظر إلى الأهمية البالغة للحوار مع الشباب للتعرف على أولوياتهم عن قرب، وحصول المتميزين منهم على التكريم، وهو ما تقدمه بالفعل قيادتنا الرشيدة.
وفي الجلسة الحوارية التي كانت بعنوان “سمات الشخصية الإماراتية لمستقبل الإمارات”، تحدث فيها كل من سعادة محمد جلال الريسي، مدير عام وكالة أنباء الإمارات “وام”، والدكتورة ابتسام الكتبي، رئيس مركز الإمارات للسياسات، والدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية، وسعادة ناصر الشيخ، الخبير الاقتصادي.
وخلصت الجلسة إلى أن سمات الشخصية الإماراتية لا تنفصل عن طبيعة دولة الإمارات، بوصفها دولة تتطلع إلى المستقبل، وأنه على المواطن الإماراتي أن يتعامل مع المتغيرات المختلفة التي يشهدها الواقع الراهن بأدوات المستقبل، التي تمكنه من استشراف ما ينطوي عليه هذا المستقبل من تحديات وفرص، وأن يكون مستعدًا له من خلال اكتساب التعليم والمهارات اللازمة، كما أن الشخصية الإماراتية هي شخصية معتدلة فكرًا وسلوكًا ومنهجًا، منفتحة على العالم، تتسم بالتواضع الشديد وتنفر من كل صور العنصرية والاستعلاء.
وفيما يخص أهمية اللغة العربية في هذا السياق، شدد المتحدثون على أنها الركيزة الأساسية للهوية الوطنية، مؤكدين أن أهم ما يميز المواطن الإماراتي هو الثقة المطلقة في القيادة والحكومة، ويتعين عليه أن يعكس الشخصية المتميزة لدولته في الإعلام، وأنَّ الهوية الوطنية راسخة كل الرسوخ وتتمحور حول رمزية القائد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، والولاء لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وفي جلسة حوارية بعنوان “الإمارات وطموحات الفضاء”، تحدث سعادة سالم بطي سالم القبيسي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث تم إلقاء الضوء على ما حققه قطاع الفضاء من إنجازات، مؤكديْن أن تطوير الكادر البشري الإماراتي كان المهمة الأساسية لوكالة الإمارات للفضاء منذ تأسيسها عام 2014، وأن الدولة دخلت قطاع الفضاء للاستفادة من المزايا التي توفرها الأقمار الصناعية، وبناء القدرات التكنولوجية.
وأبرز المتحدثان أهمية دور القطاع الخاص في دعم قطاع الفضاء، وكذلك الدور الحيوي للصناعات الفضائية في دعم الاقتصاد الوطني، وأشارا إلى أنه وفي إطار تبادل الخبرات، دخل القطاع الفضائي في شراكات عدة مع عدد من المؤسسات المناظرة في بعض دول العالم الخارجي، وثمة علاقات وتعاون مشترك مع عدد من الجامعات ومراكز الفكر الوطنية.
وضمّت جلسة حوارية بعنوان “استثمارات دولة الإمارات في الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات”، كلًّا من الدكتورة هدى الخزيمي مدير مركز جامعة نيويورك أبوظبي للأمن الإلكتروني، والدكتور عبدالله الشمَّري مدير أول إدارة البرامج- Core42.
وأكّد المتحدثان أن دولة الإمارات تركز على أن تكون لاعبًا في مجال الذكاء الاصطناعي وليس مجرد مستخدم، حيث تمتلك شركات مثل G42، وشراكات عالمية، وأشار المتحدثان إلى أن منظومة التكنولوجيا العالمية في أبوظبي (Hub71) تضم مكاتبَ لأكثر من 200 شركة عالمية.
وأضافا أن الشركات الكبرى تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في الدولة ضمن قطاعات مثل الرعاية الصحية والفضاء والبنية التحتية، في ظل حضور كبير للمواهب الإماراتية التي تعمل على تطوير لغات الذكاء الاصطناعي القادرة على المنافسة مع قادة الصناعة العالمية، اعتمادًا على وجود بيئة تعليمية متطورة في الدولة تلبي هذا الجانب، في ظل تضمن البرامح الدراسية في العديد من الجامعات الوطنية تخصصات الذكاء الاصطناعي.
وأشار المتحدثان إلى أهمية التمويل في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنه لا ينبغي أن يعتمد على الحكومة وحدها، بل يجب أن يسهم فيه القطاع الخاص والنظام المصرفي أيضًا.
وشارك في الجلسة الحوارية الرابعة، التي كانت بعنوان “مقاصد التعليم بعد إطلاق أجندة 2071”، كلٌّ من سعادة الدكتور عارف الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، وسعادة الدكتور غالب الحضرمي، مدير جامعة الإمارات العربية المتحدة بالإنابة، والدكتورة كريمة المزروعي، مستشار مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومنصور جناحي، الرئيس التنفيذي لمجموعة “سند” التابعة لشركة “مبادلة للاستثمار”.
واتفق المتحدثون على أن اعتمادات البرامج الأكاديمية والدرجات العلمية في دولة الإمارات تتم وفقًا لأرفع المعايير العالمية، مشيرين إلى أن الجامعات في كل دول العالم تواجه تحديات، إلى الدرجة التي تُثار فيها تساؤلات عن إمكانية استمرارها كمنصات للتعليم في ظل الذكاء الاصطناعي والثورة العلمية والمعرفية، بالنظر إلى أن التطور خارج أسوار الجامعات أسرع بكثير من قدرتها على ملاحقته، ولمواجهة هذه التحديات، ولتحقيق هدف توافق مخرجات التعليم العالي مع سوق العمل ومتطلبات التنمية والأهداف الطموحة لمئوية الإمارات 2071، يتعيَّن إحداث تغيير جذري في منظومة مؤسسات التعليم العالي بالدولة.
ورغم الأهمية البالغة للعلوم التطبيقية، فقد أبرز المتحدثون أهمية العلوم الإنسانية لتحقيق التوازن في المجتمع، مشدِّدين على أن المعرفة لا تُكتسب من دراسة العلوم التطبيقية فقط، وأن بناء الإنسان يتقدِّم في أولويته على إنتاج المعرفة، وهو ما تُسهم فيه العلوم الإنسانية بنصيب وافر.
وأكد سعادة الدكتور سلطان محمد النعيمي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أن انعقاد الملتقى يأتي في إطار تحقيق رسالة مشروع “مفكرو الإمارات”، والمتمثلة في تفعيل إسهام الكفاءات والخبرات الأكاديمية والفكرية الوطنية في مسيرة النهضة التي تشهدها الدولة؛ وتعزيز مصادر القوة الناعمة؛ وذلك عن طريق دعم مبادرات البحث العلمي الإماراتي، وتشجيع الجهد الفكري الملتزم استدامةَ التنمية الشاملة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
خلال المؤتمر الصحفي الحكومي “ليب 25”.. “السواحه” يستعرض إنجازات المملكة في مجالي الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي
المناطق_واس
أكد معالي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبدالله بن عامر السواحه، أن القفزات النوعية التي حققتها المملكة في مجالات الاقتصاد الرقمي والابتكار لم تكن لولا الدعم والتمكين الذي يحظى به قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات من قبل القيادة الرشيدة أيدها الله.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مركز التواصل الحكومي في مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات بملهم، بالتزامن مع مؤتمر “ليب 2025″، بحضور معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، ومعالي نائب وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس هيثم العوهلي، وعدد من أصحاب المعالي، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، رئيس مجلس إدارة شركة “تحالف” فيصل بن سعود الخميسي.
أخبار قد تهمك الجزائر تستنكر وترفض التصريحات الإسرائيلية تجاه المملكة 10 فبراير 2025 - 11:31 مساءً الهيئة السعودية للمياه تحصل على شهادة الآيزو في إدارة الابتكار 10 فبراير 2025 - 11:14 مساءًوأشار معاليه إلى أن الاقتصاد الرقمي في المنطقة نما بنسبة 73%، حيث تستحوذ المملكة على ما نسبته 50% من الاقتصاد الرقمي في المنطقة، مما يعكس دورها الريادي في هذا المجال.
وأكد معاليه أن المملكة بدعم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- أصبحت الرياض وجهة عالمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي، إذ شهد المؤتمر الإعلان عن استثمارات بقيمة 14.9 مليار دولار، مستشهدًا بعدد من الاستثمارات من بينها تعاون شركة «غروك» مع «أرامكو ديجيتال» لضخ 1.5 مليار دولار لتوسيع استثماراتها في الحوسبة السحابية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استثمار ملياري دولار من قبل شركتي «آلات» السعودية و«لينوفو» الصينية لإنشاء مركز تصنيع وتقنية يعتمد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات في المملكة.
وأوضح معاليه أن هذه الاستثمارات تعكس الثقة العالمية في بيئة المملكة الاستثمارية، وتؤكد التزامها بتعزيز مكانتها بصفتها مركزًا عالميًا للتقنية والابتكار، منوهًا بزيادة عدد المختصين التقنيين في المملكة من 150 ألفًا إلى 381 ألفًا، مما يعكس النمو السريع في مجالات التقنية والابتكار.
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أن هذه المنجزات تأتي بفضل الدعم المستمر من القيادة الرشيدة -حفظها الله- وحرصها على تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاقتصاد الرقمي، لتكون المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجالات التقنية والابتكار.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز فيصل بن سعود الخميسي، أن مؤتمر «ليب» بات منصة عالمية للتحول الرقمي، مشيرًا إلى أن فكرته انطلقت بتوجيه من سمو ولي العهد -حفظه الله- حيث تم تأسيس شركة تحالف لضمان استدامة الفعالية وتحويلها إلى حدث سنوي يعزز مكانة المملكة في قطاع التقنية والابتكار، كاشفًا عن أن المؤتمر أصبح عاملًا رئيسًا في جذب الاستثمارات التقنية بدليل إبرام العديد من الشركات اتفاقيات تعادل أعمال عام كامل، منوهًا بإسهامه كذلك في تعزيز الحركة الاقتصادية من خلال تنشيط قطاع الضيافة وخلق فرص عمل جديدة، ومنها مشاركة أبناء ملهم في تشغيل المؤتمر الذين يعدون جزءًا من نجاحه، مؤكدًا في ختام تصريحه أن «ليب» أصبح يمثل نقلة نوعية في مشهد التقنية العالمي.