بسبب الحرب والإهمال.. معالم أثرية وتاريخه في ريف اليمن تتهالك وتنفى (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من سهيل الشارحي
تشهد المعالم التاريخية والأثرية في المناطق الريفية من اليمن، إهمالا غير مسبوق منذُ اندلاع الحرب في البلاد، قبل نحو تسعة أعوام، فالرغم من أهمية تلك الآثار التاريخية في بناء العقلية الحضارية لليمنيين، ولكنها لم تحظى باهتمام الجهات المختصة مما جعل تلك المعالم تتهالك وتنفى.
ففي عزلة الشراجة بمديرية جيل حبشي، غربي محافظة تعز جنوب غربي اليمن، توجد عدت معالم تاريخية وأثرية، أصيبت بالإهمال والاندثار بسبب العبث من قبل لصوص الكنوز والآثار ما جعل مخزونها الأثري يتهاوى يومًا بعد آخر، بعد أن كانت تلك المعالم تمثل رافداً كبيرا للميزانية العامة من خلال استقطاب السياح إلى زيارتها.
“حصن الوجيه”
ومن بين هذه المعالم، حصن الوجيه وهو أحد الحصون التاريخية الواقع في قرية عرشان بالعزلة نفسها، والذي شيد في العصر الاسلامي، على يد علي بن الوجيه المقرئ، أصبح اليوم يصارع الاهمال، بعد ما اندثر معظم معالمه التاريخ.
وشيد الحصن على قمة جبل عرشان، ويتم الوصول إليه عبر طريق ومتعرج مرصوف بالحجارة ما تزال بقايا منه واضحة أسفل الجبل، ومن ناحية الشمال من الحصن على، توجد ثلاث برك كبيرة للمياه، وفي الجانب الشمالي الشرقي، يوجد برج للحراسة بشكل دائري، ويوجد نفقا سريا للحصن، ويصل النفق إلى أسفل الجبل، لكنه اندثر واختفت معالمه نتيجة لسيول الأمطار، بحسب منصر سفيان، أحد أبناء المنطقة.
حصن الوجيه يتعرض للاهمال والتدميرويضيف سفيان في لقاء مع “يمن مونيتور”، أن الحصن يتعرض يومًا بعد اخر للاندثار والزوال بسبب الاهمال والتهميش الذي حل به منذُ سنوات نتيجة الصراعات الدائرة في المنطقة، مؤكدً، أنه لم يتبقى من معالم الحصن سوى بعض من أسواره فقط.
وبل الحرب كان الحصن يشهد زوارا من عند مناطق، لكن الاهمال الذي تعرض له من قبل الجهات المعنية أصاب الحصن بالاندثار ولكن خزانات المياه الموجودة فيه ماتزال موجودة وبإمكان المهتمين بالآثار العمل على ترميمه كونه يمثل أحد المعالم الأثرية في محافظة تعز، على حد قول سفيان.
“جامع ابن المقرئ”
على الجهة الشمالية للحصن يوجد جامع ابن المقرئ، الذي شيد في عهد الدولة الرسولية من قبل احدى بنات إسماعيل المقرئ، وشيد الجامع بشكل مستطيل بالحجارة والقضاض بني المسجد حاملًا ست قباب ترتكز على أعمدة ضخمة تحمل عقوداً نصف دائريـة.
وحول المسجد، يتحدث سيف العرشاني لـ”يمن مونيتور، أنه بسبب الاهمال والتهميش من قبل الجهة المعنية تعرض الجامع لسيول الامطار، واندثرت ثلاثة من قبب التي كانت تزين المسجد، أما بقيتها أصبحت آيلة للسقوط.
“سد الوجيه”
وفي أسفل جبل عرشان يوجد سد الوجيه، والذي كان يزود المزارعين بالمياه، وما يدل على مكانته التاريخية نقشت على جدرانه وأسفله كتابات غير منقطة وتعود إلى العصر الاسلامي.
يقول محمد قاسم أحد أبناء المنطقة في لقاء مع “يمن مونيتور”، أن السد كان يغذي وادي الوجيه والذي كان ينتج العديد من الخضروات والفواكه، بل وكان المصدر الرئيسي المزارعين في ذاك الزمان وفي عصرنا هذا.
ويضيف قاسم، “بسبب الإهمال وعدم خضوع السد لترمم ظهر على جدرانه تشققات وبعض من التسريبات للمياه، بل وأصبح عرضه للزوال، مناشدا في الوقت نفسه الجهات المعنية إلى نظر لتلك المعالم التاريخية والعمل على صيانها.
“حصن الدرب”
وفي جنوب غربي العزلة وعلى بعد 10 كيلو من حصن الوجيه يوجد حصن الدرب، والذي كان يعتبر مركزا للمراقبة وحصن دفاعي لأي هجومًا محتمل، فهو يسيطر الحصن على سوق الكدحة الشعبي القديم ومنطقة القبة.
ولأهميته الاستراتيجي والعسكري، يقول |أنور الرحبي، إن “الحصن استخدم كمعقل دفاعي وترسانة تحصين من قبل الحوثيين بعد اندلاع الحرب، مؤكدً أن الصراع الذي استمرت في تلك المنطقة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، لمدة خمسة سنوات أنهى كل معالمه الاثرية، بل وأصبح من المستحيل الوصول إليه بسبب كثافة الألغام والعبوات الناسفة التي خلفتها جماعة الحوثي.
“ضريح الشيخ جابر”
على الجهة الشمالية من حصن الدرب يوجد ضريح “الشيخ جابر”، والذي يتكون من بناء مربع الشكل تغطيه قبة كبيرة ترتكز بواسطة حنايا ركنية وعقود نصف دائرية.
ويضم المكان أيضاً عدة أضرحة أهمها: “ضريح الشيخ جابر”، و”ضريح الشيخ عبد الرحيم”، وهم من الصالحين الذين كانوا يعلمون الناس بأصول الدين وعلوم القرآن خلال فترات العصر الإسلامي.
وكانت تعتبر تلك الأضرحة قديمًا مزارات دينية يتوافد الناس إليها، ويقام بجانبها سوق سنوي، ما تزال جدران مبنى ضريح “الشيخ جابر” قائمة ولكن القبة تحتاج إلى ترميم عاجل يحميها من الانهيار.
وتعتبر عزلة الشراجة جبل حبشي أحد المناطق الغنية بالمعالم التاريخية والأثرية، فبعدها عن المدينة لم تشهد إي اهتمام من قبل الدولة، ما جعل معالمها الأثرية والتاريخية تعيش الاحتضار.
ومديرية جبل حبشي، (أو جبل ذُخر) هي إحدى مديريات قضاء الحجرية في محافظة تعز يقع في الناحية الغربية لجبل صبر ويفصل بينهما وادي الضباب. يبلغ عدد سكانها (119818) نسمة عام 2004، وتقع في إطار الجزء الأوسط لمحافظة تعز، يحدها من الشمال مديريتا التعزية ومقبنة، ومن الجنوب: مديرية المعافر، ومن الشرق: مديريات صبر الموادم، والمسراخ، والمعافر، ومن الغرب: مديرية مقبنة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الآثار اليمن تعز جبل حبشي یمن مونیتور الشیخ جابر من قبل
إقرأ أيضاً:
تقرير دولي صادم: مخاطر تهدد مستقبل اليمن!
شمسان بوست / متابعات:
أكد تقرير حديث أن اليمن التي تعاني بالفعل من عقد من الصراع، تواجه مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ، مما يؤدي إلى تكثيف التهديدات القائمة مثل ندرة المياه وانعدام الأمن الغذائي.
ويسلط تقرير المناخ والتنمية في اليمن الصادر حديثًا عن مجموعة البنك الدولي الضوء على الحاجة الماسة للاستثمارات المستجيبة للمناخ لمعالجة التحديات العاجلة المتعلقة بالمياه والزراعة وإدارة مخاطر الكوارث، مع مراعاة الظروف الهشة والمتأثرة بالصراع في البلاد.
ويواجه اليمن ارتفاع درجات الحرارة وأنماط هطول الأمطار غير المتوقعة وأحداث الطقس المتطرفة بشكل متكرر، مع تأثيرات كبيرة على السكان الأكثر ضعفاً وآفاقهم الاقتصادية. نصف اليمنيين معرضون بالفعل لخطر مناخي واحد على الأقل – الحرارة الشديدة أو الجفاف أو الفيضانات – مع تأثيرات مركبة على انعدام الأمن الغذائي والفقر.
ومن المتوقع أن تشتد هذه المخاطر دون اتخاذ إجراءات فورية وقد ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بمعدل 3.9٪ بحلول عام 2040 في ظل سيناريوهات مناخية متشائمة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وتلف البنية التحتية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يحدد التقرير فرصاً استراتيجية لتعزيز القدرة على الصمود، وتحسين الأمن الغذائي والمائي، وإطلاق العنان للنمو المستدام. على سبيل المثال، يمكن للاستثمارات المستهدفة في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، إلى جانب تقنيات الزراعة التكيفية، أن تؤدي إلى مكاسب إنتاجية تصل إلى 13.5% في إنتاج المحاصيل في ظل سيناريوهات مناخية متفائلة للفترة من 2041 إلى 2050. ومع ذلك، لا يزال قطاع مصايد الأسماك في اليمن عرضة للخطر، مع خسائر محتملة تصل إلى 23% بحلول منتصف القرن بسبب ارتفاع درجات حرارة البحر.
وقال ستيفان جيمبرت، مدير البنك الدولي لمصر واليمن وجيبوتي: “يواجه اليمن تقاربًا غير مسبوق للأزمات – الصراع وتغير المناخ والفقر، مشيرًا إلى أن اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة بشأن القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ هو مسألة بقاء لملايين اليمنيين”.
وأضاف: “من خلال الاستثمار في الأمن المائي والزراعة الذكية مناخيًا والطاقة المتجددة، يمكن لليمن حماية رأس المال البشري وبناء القدرة على الصمود وإرساء الأسس لمسار التعافي المستدام”.
وقال إن كافة السيناريوهات المتعلقة بالتنمية المستقبلية في اليمن سوف تتطلب جهود بناء السلام والتزامات كبيرة من جانب المجتمع الدولي. وفي حين أن المساعدات الإنسانية من الممكن أن تدعم قدرة الأسر على التعامل مع الصدمات المناخية وبناء القدرة على الصمود على نطاق أوسع، فإن تأمين السلام المستدام سوف يكون مطلوباً لتوفير التمويل واتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ على المدى الطويل.