وقفات في السبعين بصنعاء في الذكرى السنوية للشهيد القائد
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
يمانيون../
نظم أبناء مديرية السبعين بأمانة العاصمة اليوم الخميس، وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني دعما واسنادا لمقاومته الباسلة وذلك في الذكرى السنوية للشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه.
وجدد المشاركون في الوقفات التي أقيمت في مختلف أحياء المديرية، تفويضهم المطلق لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي باتخاذ أي قرارات لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق والتصدي للعدوان الأمريكي البريطاني على البلاد.
وباركت الوقفات عمليات القوات البحرية والصاروخية والطيران المسيّر لردع العدوان الأمريكي – البريطاني والكيان الصهيوني الغاصب، ونصرة أبناء وأهالي غزة وفلسطين المحتلة.
وأكد أبناء المديرية استمرار النفير والتحشيد والتعبئة العامة استعداداً لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، ومواجهة أعداء الأمة أمريكا والصهاينة الغاصبين حتى تحقيق النصر وتحرير المقدسات وفلسطين المحتلة.
وأكدت بيانات صادرة عن الوقفات، استمرار الوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمقتول والمحاصر بكل الوسائل والخيارات حتى تحقيق النصر وإيقاف العدوان والحصار الصهيوني الإجرامي والإرهابي على قطاع غزة وفلسطين المحتلة.
وأعلنت النفير والجهوزية التامة لمواجهة العدو الأمريكي والبريطاني الذي أعلن الحرب على الشعب اليمني.. مشيرة إلى أن اليمن قيادة وجيشا وشعبا سيكون بالمرصاد لكل الأعداء ولن يتغير موقفة الديني والمبدئي في مساندة ونصرة إخوانهم في فلسطين وغزة مهما كانت التحديات.
وباركت البيانات ضربات القوة البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسير التي تستهدف المزيد من بوارج مثلث الشر الأمريكي والبريطاني والصهيوني، مطالبة بالمزيد من الضربات الموجعة للعدو والشعب اليمني معكم.
ودعت كل أحرار الشعب اليمني إلى الالتحاق بالدورات العسكرية والتعبئة العامة، لمواجهة الشيطان الأكبر الأمريكي وحلفائه، مؤكدة أن الشعب اليمني يقف مع الشعب الفلسطيني في خندق واحد وفي معركة (الفتح الموعود والجهاد المقدس).
وعاهد أبناء مديرية السبعين، الوفاء للشهيد القائد ولقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والمضي على نهج المشروع القرآني والمسيرة القرآنية ومواجهة أعداء الأمة الإسلامية وإفشال مؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية و الاستعمارية للدول والشعوب.
وناشدت بيانات الوقفات، الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم بعدم الخضوع للأنظمة العميلة وتفعيل سلاح المقاطعة للبضائع الامريكية والإسرائيلية كأقل واجب يمكن تقديمه لنصرة الشعب الفلسطيني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی الشعب الیمنی
إقرأ أيضاً:
نسيان الإنسان لله وآثاره السلبية.. تحليلٌ للأزمة العربية والنموذج اليمني
طالب عمير
تمر الأُمَّــة العربية اليوم بفترات عصيبة، حَيثُ تزداد الهوة بينها وبين ماضيها المشرق، وتكتسب الهزائم والتفرقة سمات واقعها. هذا الواقع المرير لم يكن مُجَـرّد صدفة أَو نتيجة للظروف السياسية وحدها، بل هو في جوهره نتيجة لابتعاد الأُمَّــة عن إيمانها بالله، ونسينها لدور الله في تعزيز قوتها واستعادة كرامتها. إن النسيان المتعمد لله في قلوب الشعوب والحكام جعلهم عرضة للاختراق من قوى الاستعمار والغزو، فتوالت الهزائم والانقسامات في كُـلّ زاوية من الوطن العربي.
إن الأمم التي ابتعدت عن معالم إيمانها وتخلت عن قيم دينها الحنيف قد أصبحت فريسة سهلة للمخطّطات الأجنبية. فقد أصاب الأُمَّــة العربية في قلبها هذا التفرقة والضعف؛ بسَببِ النسيان التام لله، الذي كان يومًا ما سبب قوتها وصمودها في مواجهة أعتى الإمبراطوريات. ومع مرور الوقت، تحول العرب إلى أدوات في يد القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة الأمريكية و”إسرائيل”، التي لا يخفى على أحد أنها تتسلط على مصير الشعوب في المنطقة العربية. آخر هذه التصريحات التي تكشف حجم التبعية العربية هو تهديد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بتهجير سكان غزة والاستيلاء على أرضهم للاستثمار التجاري، في تصرف مستفز يوضح حجم التخاذل الذي تعيشه الأنظمة العربية.
ما يعكسه هذا التخاذل هو غياب الهوية والإيمان بالله، الذي كان يحمى الأُمَّــة من الضغوط والهيمنة. فالغرب، وأمريكا بشكل خاص، تحولت إلى القوة الضاربة التي يقف أمامها الحكام العرب عاجزين. تحولت أمريكا إلى “الرب” الذي يحدّد مصير المنطقة، بينما تتهاوى الأنظمة العربية أمام هذا النفوذ المقيت، فلا يتجرأ أحد على قول كلمة ضد أمريكا أَو “إسرائيل”، بل أصبح البعض منهم يسعى إلى إرضاء هذه القوى على حساب شعوبهم.
ومن أكثر هذه المؤثرات السلبية هي الفكر الوهَّـابي السعوديّ الذي زرع بذور التبعية للغرب في عقل الأُمَّــة. فالفكر الذي تروج له بعض الأنظمة العربية، والمبني على إضعاف الدين والعقيدة الإسلامية الصحيحة، ساهم بشكل كبير في خلق هذا التفكك. فبدلًا من أن يتوجّـه العرب إلى مصدر قوتهم، وهو الله، تجمدت قدراتهم تحت تأثير هذا الفكر الذي قيدهم وأصبحوا أسرى لقوى استعمارية تهيمن على مفاصل حياتهم السياسية والاقتصادية.
في مقابل هذا الواقع المأساوي، يبرز الشعب اليمني كأحد النماذج الفريدة التي استلهمت قوتها من تمسكها بالله وثقتها به. تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، رفض اليمنيون أن يكونوا عبيدًا لأي قوى أجنبية أَو مرتزِقة. في الوقت الذي انهارت فيه بعض الأنظمة العربية أمام الضغوط الخارجية، نادى الشعب اليمني بشعار “لا ولن تكونوا يومًا وصيين على الشعب اليمني”. كان هذا التمسك بالله هو السر في صمودهم ومقاومتهم للاعتداءات المتواصلة، واستطاعوا أن يقدموا رسالة قوية لجميع الشعوب العربية والإسلامية أن النصر يتحقّق بالاعتماد على الله، لا بالانحناء أمام القوى الغربية.
لقد أثبت الشعب اليمني بقيادة السيد القائد أن الأُمَّــة لا تنهض إلا حين تضع ثقتها بالله، وتتمسك بعقيدتها الراسخة. ففي مواجهة أعتى التحالفات العسكرية بقيادة أمريكا، صمدت اليمن بشعبها وقيادتها، رافضة الاستسلام لأية قوة تسعى لفرض هيمنتها عليها. كان الشعب اليمني في مقاومته نموذجًا يحتذى به، حَيثُ جدد معركة العزة والكرامة في زمن غابت فيه كثير من الشعوب العربية عن الساحة.
إن ما يفعله الشعب اليمني اليوم يعكس الأمل في العودة إلى الله، وفي تحقيق النصر عبر تمسك الأُمَّــة بهويتها وعقيدتها. إن النصر ليس هبة من الغرب، ولا يعتمد على تكرار التبعية للمستعمرين، بل هو ثمرة تمسكنا بالله وبقيمنا التي لا يمكن أن تهزمها أية قوة خارجية. اليمن، اليوم، يقدم دليلًا على أن الأُمَّــة التي تتوكل على الله، وتدافع عن مبادئها، لن تهزم مهما كانت التحديات.
ما يجب أن نتذكره أن ضعف الأُمَّــة العربية هو نتيجة نسيانها لله، وهو لا يعني فقط فشل الحكومات، بل هو إشارة إلى إضعاف هويتنا الدينية والعربية. علينا أن نستلهم من الشعب اليمني، الذي علمنا أن النصر لا يأتي بالتبعية، بل بالثقة في الله وتوحيد صفوف الأُمَّــة. عبر العودة إلى الله، سنستعيد قوتنا، ونواجه التحديات التي تحيط بنا، وسنحقّق العزة والكرامة التي طالما كانت غائبة عن واقعنا الإسلامي.