ترى عائلة مكونة من الأب والأم وطفل أو طفلين وثلاثة وأربعة.. وهم تحت خط الفقر بدرجات ثم يذهلك أنهم شغالين في الإنجاب مرة ثالثة أو خامسة.. الأب غير قادر على الإنفاق على الاطفال وصحة الأم غير قادرة على القيام بهذا القدر الهائل من المجهود للأطفال، وقد تكون عليلة ومعلولة وفضلا عن كل هذه المعوقات ربما هي أم عاملة أو موظفة.
هناك جنون اسمه لازم نخاوي الولاد بولاد تلك هى الخدعة الكبرى للذات، إنها ثقافة العيال عزوة والعيل ينزل من بطن أمه برزقه، وطبيعى إن الله سبحانه وتعالى هو رازق كل دابة على الأرض ولكن الله أيضا خلق لنا العقل ودعانا إلى استعماله، فإن لم نفعل فما الفرق بيننا وبين تناسل الآرانب؟!
حقيقي لا أحد يفهم ماذا يدور داخل عقل أب وأم مطحونين فى الحياة ولقمة العيش عسيرة، فلا مال ولا صحة ومع ذلك تجد شغفا بانتاج المزيد من الأطفال.. وضخ العيال في الشوارع والغيطان، خارج مكانهم الطبيعي في المدارس؟! قرار أن تنجب طفلا إلى الحياة لابد أن يرتبط بوقفة مع النفس ومع الزوج، وطرح بعض الأسئلة، هل أنت وهي قادران على إنجاب طفل وتقديمه إلى إلى هذه الحياة وتحمل مسؤليته؟ هل أنت قادر أو قادرة على تقديم الرعاية والدعم النفسي طوال الوقت للطفل الجديد؟
وهنا نضع مليون خط تحت طوال الوقت لان المسئولية تجاه الاطفال أشبه بدوام كامل لا يوجد به اجازات، فلا ذنب للأطفال أنكم تقرروا بلا تفكير في تشغيل خط إنتاج آدمى وبعد ذلك تلعنون المسئولية والظروف، وتظهر أمراضكم النفسية في جرائم ضرب وتعذيب الأطفال والدفع بهم نحو الشوارع للتسول بهم، وهذه جريمة ومصيبة مضافة ناهيك عن عملية تفريغ الضغوط في جسد وذهنية الكائن الصغير الذى ليس لديه أدنى ذن. عندما قررت انت أيها البائس التعس أن تنجب..
ودور الأهل في الموضوع هذا كارثى فمنذ اليوم الأول من الزواج، تراهم يلاحقون العروسين بسؤال تاريخى سخيف: هو مفيش حاجة جاية فى السكة ؟ وكأن عليهم ندر.. ونظرية المؤامرة حاضرة بقوة في ثقافة الانجاب المفرط وهى ربط الرجل بالعيال فلا يطير إلى إمرأة أخرى والحقيقة أنك أنت من تربطين نفسك يا موكوسة، بينما هو سيهرب من الزحمة إلى عش هادي ويخونك مع غيرك!
الأطفال هبة من الله سبحانه وتعالى لا شك أبدا ولكن التفكير وسؤال الذات واجب قبل قرار انجاب طفل إلى هذه الحياة، هل نحن قادرون على تحمل تلك المسؤلية العظيمة؟ إنجاب طفل هو إنجاب مسئولية.. تلك هى الخلاصة..
ندى زيدان – بوابة فيتو
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لسه فاكر كلام اهلك السلبي عنك؟.. تعرف على آثار الأذى النفسي للأطفال
لسه فاكر كلام أهلك السلبي عنك؟ تعرف على آثار الأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال من قِبل الوالدين..على الرغم من توقيع العديد من الدول على اتفاقية حقوق الطفل، التي تضمن حق الأطفال في الحماية من العنف بجميع أشكاله، فإن الواقع يعكس أرقامًا صادمة.
الصحة النفسية للأطفال تتأثر بشكل كبير بالأساليب التي يتبعها الآباء في التربية
حيث تشير الإحصاءات إلى أن نحو مليار طفل سنويًا يتعرضون للعنف العاطفي، البدني، أو الجنسي، في حين يفقد طفل حياته جراء هذا العنف كل خمس دقائق والأطفال الذين يعيشون في بيئة تخلو من الحب والدفء، ويتلقون بدلًا من ذلك العداوة أو التهديد، غالبًا ما تتشكل لديهم شخصيات غير متوازنة كما ينعكس أسلوب الوالدين بشكل مباشر على نفسية الطفل، سواء كان ذلك عبر الطلبات المستحيلة أو التعامل كأن الطفل عبء أو شخص غير مرغوب فيه.
العنف الأسري تعرف على العلاقة بين الصحة النفسية للوالدين وتأثيره على الأطفال
أوضح العديد من أساتذة علم النفس الإكلينيكي أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين مشكلات الصحة العقلية لدى الآباء وتأثيرها على الأطفال.
فالطفل الذي يعاني أحد والديه من اضطرابات القلق يكون معرضًا للإصابة بنفس الاضطراب بمعدل يتراوح بين أربع إلى ست مرات.
أما الأطفال الذين ينشأون في بيئة يعاني فيها أحد الوالدين من الاكتئاب، فإن احتمالية إصابتهم بالاكتئاب ترتفع بمعدل ثلاث إلى أربع مرات.
إقرأ أيضًا..تنفصل عن الواقع لعدة ساعات؟ تعرف على أعراض مرض الذهان وطريقة علاجه
تعرف على أشكال العنف النفسي ضد الأطفال
• يتعرض الأطفال لعدة أشكال من العنف النفسي من قبل الوالدين مثل:
•التقليل من شأن الطفل وتحطيم ثقته بنفسه.
•التضارب في أساليب التربية، كالعقاب القاسي أحيانًا، وترك السلوك دون ردع أحيانًا أخرى.
•الترهيب وخلق جو من الخوف.
•مقارنة الطفل بأقرانه مما يؤدي إلى شعور بالدونية.
الآثار النفسية للعنف والأذى النفسي الذي يتعرض له الأطفال يترك آثارًا طويلة الأمد، منها:
التوتر والقلق نتيجة فقدان الأمان داخل الأسرة وفقدان التركيز بسبب الانشغال بسلوكيات الوالدين العدوانية كرد فعل على العنف الممارس ضدهم.
والاكتئاب، الذي قد يتطور إلى محاولات انتحار في الحالات الشديدة وضعف الأداء الدراسي والعزلة الاجتماعية.
و لكي تتجنب هذه الآثار السلبية، يجب تعزيز وعي الوالدين بأهمية اتباع أساليب تربوية صحية تضمن بناء شخصيات متوازنة ومستقرة نفسيًا.