«فورين بوليسى»: الانتخابات الرئاسية تعزز الانقسام بين الأمريكيين
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
تواجه الولايات المتحدة تحديات خارجية معقدة فى ظل الوضع السياسى والاقتصادى العالمى المتغير بوتيرة متسارعة، حيث تعانى من أزمات خارجية متعددة، تأتى فى وقت حساس. بحسب ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.
وأشارت المجلة، فى تقرير لها، إلى حاجة الولايات المتحدة الماسة للوحدة الداخلية من أجل تنفيذ سياسة خارجية فعالة.
وأكدت المجلة أن الانتخابات الرئاسية المقبلة فى البلاد "تبشر بمزيد من الانقسام بين الأمريكيين"، ومع تزايد ما وصفته المجلة بـ "التحديات الدولية الصعبة"، فإن التعامل مع تلك التحديات يتطلب وحدة واسعة النطاق، مشددة على أنه عندما يتعلق الأمر بذلك، فإن "الأداء، وليس المناشدات أو الوعود، هو الذى سيحدث الفارق".
وأظهر استطلاع حديث للرأي، أوردته المجلة، أن نحو أكثر من نصف عدد الأمريكيين يعتقدون أن السياسة الخارجية "يجب أن تكون أولوية قصوى فى عام ٢٠٢٤، مقارنة بما كانت عليه النسبة فى العام الماضي".
شكوك عميقة
ومع ذلك، تظهر استطلاعات رأى أخرى شكوك عميقة فى "القيادة العالمية للولايات المتحدة، والكفاءة الأساسية للحكومة، وقيمة المشاركة الدولية"، بحيث وجدت دراسة أجراها مركز "بيو" الأمريكى أن ٤٪ فقط من البالغين الأمريكيين يعبرون عن ثقة حقيقية بالنظام السياسى الأمريكي، وأن ما نسبته ١٦٪ فقط من المستطلعة آراؤهم "يثقون بالحكومة الفيدرالية دائما، أو فى معظم الأوقات".
وفى استطلاع أجراه مجلس "شيكاغو" الأمريكي، عام ٢٠٢٣، وجد أن ٥٧٪ من الأمريكيين يدعمون دورا نشطا للولايات المتحدة فى الشئون العالمية، وهى النسبة التى تمثل انخفاضا من ٧٠٪ فى عام ٢٠١٨، كما أوضح الاستطلاع أن الانخفاض أكثر وضوحا بين المستطلعين الجمهوريين.
ورأت "فورين بوليسي" أن "الأمة المنقسمة والمنغلقة على نفسها من شأنها أن تجعل التعامل مع التحديات العالمية أكثر صعوبة".
وبحسب ما تابعت المجلة، فإن تأثير الجمود السياسى الداخلى يتجلى، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، بصورة واضحة، فى عرقلة المساعدات لأوكرانيا مثلا، طارحة تأييد الأغلبية من الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس تقديم المساعدة كمثال، لكن المساعدات توقفت بسبب الخلافات العميقة بشأن أمن الحدود.
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أن إعادة التفويض الرابعة لخطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الطارئة للإغاثة من مرض الإيدز، "بيبفار"، أصبحت عالقة فى مناقشات أوسع بشأن الإجهاض.
وأشارت المجلة إلى أن السياسة الداخلية المثيرة للانقسام فى الولايات المتحدة "يمكن أن تعرض للخطر حتى البرامج المنقذة للحياة، مثل خطة بيبفار، التى تتمتع بدعم واسع النطاق من الحزبين الجمهورى والديمقراطي".
وأوضحت أن صياغة الوحدة الوطنية اللازمة لسياسة خارجية فعالة تتطلب التركيز على الجبهة الداخلية، بالإضافة إلى إظهار، وليس مجرد الادعاء، أن النظام السياسى يعمل لمصلحة الشعب الأمريكي.
ضحايا العولمة
وشعر عدد من الأمريكيين فى الأعوام الأخيرة بأنهم ضحايا العولمة، وتهديدهم بسبب الهجرة غير الشرعية، وعدم احترامهم من جانب النخب، وتخلى ساستهم عنهم. ويشعر الأمريكيون بالقلق من القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية وتعليم أطفالهم، ويعانون آثار التضخم، ويتساءلون عن الأمن الوظيفى وسط التغير التكنولوجي. "وفقا لمجلة فورين بوليسى الأمريكية".
وأضافت إن هذه المشاكل الداخلية، متمثلة بالهجرة غير الشرعية، والفوضى عند الحدود الجنوبية، وعدم استدامة الإنفاق على برامج الاستحقاقات، ومستويات الديون التى تهدد الاستقرار المالي، وغير ذلك، "تلازمنا منذ عقود من الزمن".
وأشارت "فورين بوليسي" إلى أنه "فى كثير من الحالات، كانت الحلول واضحة أيضًا. ومع ذلك، لا يزال نظامنا السياسى غير قادر على تفعيل حلول مستدامة مشتركة بين الحزبين".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة أوروبا الشرق الأوسط الولایات المتحدة فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
تفشي الحصبة بتكساس يثير مخاوف الأمريكيين
أميرة خالد
كشف وزير الصحة الأمريكي روبرت كينيدي جونيور، عن تفشي مرض الحصبة في ولاية تكساس، مشيرا إلي أن الوزارة تسعى للتصدي لهذا التفشي الخطير، معلناً أن إنهاء تفشي مرض الحصبة يعد أولوية قصوى لوزارته.
وأعلن جونيور، أن وازرة الصحة بدأت بالفعل في توفير 2000 جرعة من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية لتعزيز جهود التحصين في المنطقة، بعد وصول عدد حالات الإصابة بتكساس إلى 124 حالة في وقت قصير جدا.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تعد عدوى الحصبة، التي أثارت الفزع في ولاية تكساس، مرضاً شديد العدوى ينتقل بعدة طرق منها تنفس شخص مصاب بالعدوى، الرذاذ، السعال، ملامسة إفرازات الأنف أو الحلق الحاملة للعدوى‘ استنشاق الهواء الذي يتنفسه شخص مصاب بالحصبة، إذ تصيب الجهاز التنفسي ومن ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، وتظل أعراضها بين 10 و14 يوماً.
وبحسب صحيفة “ميرور”، تصاعدت التحذيرات الأمريكية من انتشار الفايروسات والأوبئة، حيث حذّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية من تفشي عدوى الإصابة بالحصبة، داعياً السكان المحليين في الولايات الأمريكية والمسافرين إلى الالتزام بمعايير النظافة الصارمة، تحسباً لخطر الإصابة بمرض الحصبة الذي عاود الانتشار مرة أخرى، وتسبب في وفاة طفلين.
ونصحت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، المسافرين بالتوجه إلى الطبيب على الفور، اذا عانوا من أعراض مثل الطفح الجلدي أو ارتفاع درجة الحرارة أو السعال أو سيلان الأنف أو احمرار العينين، خصوصاً أن الحصبة شديدة العدوى.
وأبلغت إدارات صحية عدة في وسط وجنوب تكساس عن حالات تعرض للحصبة مرتبطة بتفشي المرض المستمر في منطقة السهول الجنوبية، مما دعي السلطات الصحية لتحذير مقدمي الرعاية من ضرورة توخي الحذر والإبلاغ الفوري عن أي حالات مشتبه بها، وذلك بعد تأكيدات ولاية تكساس ارتفاع أعداد الإصابات بالمرض.
وأوصت السلطات الصحية بتلقي جرعتين من لقاح MMR للوقاية الفعالة، وفي حال التعرض للفايروس، يمكن للقاح أن يوفر حماية إذا تم أخذه خلال 72 ساعة، بينما يُنصح الأشخاص غير القادرين على التطعيم بتلقي الغلوبولين المناعي «IG» خلال ستة أيام من التعرض للفايروس.
كما أكدت السلطات الصحية ضرورة التزام المصابين بالعزل المنزلي حتى اليوم الرابع بعد ظهور الطفح الجلدي، ملزمة الأطفال غير المحصنين في المدارس بالبقاء في المنزل لمدة 21 يوماً بعد أخر تعرض محتمل للحصبة.