سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الضوء فى تقرير لها، على الأوضاع الصعبة التى يواجهها الفلسطينيون فى مدينة رفح بقطاع غزة، وذلك فى ظل التدابير القاسية التى فرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفى ظل هذه الإجراءات، يجد نحو نصف سكان غزة، الذين يبلغ عددهم ٢.٣ مليون نسمة، أنفسهم مضطرين للتجمع فى المدينة الجنوبية للبلاد، وهو ما ينذر بتداعيات خطيرة بالنسبة لهم.


وفى هذا السياق، أكدت الصحيفة أن الخطط الإسرائيلية المعلنة لاستهداف مدينة رفح، تثير مخاوف متزايدة من تداعيات مدمرة قد تلحق بالسكان المدنيين.

ومن جانبها، عبرت المنظمات الإغاثية، وكذلك العاملون فى المجال الإنسانى عن قلقهم العميق إزاء توسيع نطاق العمليات العسكرية فى المنطقة، خاصة مع تزايد الاكتظاظ السكانى فى مدينة رفح، التى تعد الملجأ الأخير للفلسطينيين المتضررين.

ونقلت الصحيفة عن جولييت توما، مديرة الاتصالات فى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قولها إن عدد سكان مدينة رفح قد تضخم إلى ما يقارب ١.٤ مليون شخص على الأقل، مقارنة بتقديرات السكان السابقة التى كانت تشير إلى نحو ٢٨٠ ألف نسمة قبل فترة قصيرة من الزمن.

وفى تصريحاتها، أكدت توما أن هذا الرقم يعكس تضاعفًا كبيرًا فى عدد السكان فى المدينة، حيث يبلغ حجم الزيادة خمسة أضعاف مقارنة بما كان عليه الوضع قبل حدوث الحرب الأخيرة.

وأشار تقرير "واشنطن بوست" إلى أن المسئولين الإسرائيليين لم يحددوا بوضوح خططهم المستقبلية بشأن مدينة رفح، مشيرة إلى استمرار تنفيذ جيش الاحتلال لضربات فى المنطقة، بما فى ذلك غارات جوية نفذت قرب المستشفى الكويتى فى المدينة فى ديسمبر الماضي، مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين وفقًا لموظفى المستشفى.

وأفاد التقرير بأن النزاع الأخير فى غزة قد أعاد هيكلة تكوين السكان فى القطاع بشكل جذري، حيث أصبح تسعة من كل عشرة أشخاص يعيشون الآن فى غزة نازحين، مما يسلط الضوء على تداعيات هذا الصراع.

نداء إنساني.. الناس يواجهون خطر الموت جوعًا
تناول تقرير "واشنطن بوست" الأوضاع المأساوية التى يواجهها سكان مدينة رفح فى قطاع غزة، حيث حذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية المساعدات المارة عبر الحدود لا تكفى لتلبية احتياجات السكان المتزايدة بشكل متزايد.

ووجهت سيندى ماكين، رئيسة برنامج الأغذية العالمي، نداءً عاجلًا، طالبت خلاله باتخاذ إجراءات جديدة لتسهيل دخول المزيد من الشاحنات إلى القطاع، موضحة أن الناس فى غزة يواجهون "خطر الموت من الجوع على بعد أميال قليلة من الشاحنات المملوءة بالأغذية".

وأفاد أحد عمال الإغاثة الفلسطينيين بأن استخدام الخيام بشكل واسع يثير ذكريات الأوضاع الصعبة التى عاشها اللاجئون بعد حرب عام ١٩٤٨. وأوضح أن الخيام، التى قد يبلغ حجمها ٢٠٠ قدم مربع، تستضيف عائلة بأكملها أو اثنتين، مشيرًا إلى أن برد الشتاء يزيد من معاناة السكان.

وفى ظل هذا الطقس البارد والممطر، أصبحت الخيام الوجهة الأخيرة للكثيرين، وهو ما يزيد من الصعوبات التى يواجهها السكان المحاصرون فى مدينة رفح.

الاحتياطات الصحية انهارت.. ومؤشرات على وجود أمراض معدية
فى إطار تقريرها الشامل، كشفت الصحيفة الأمريكية عن انهيار الاحتياطات الصحية فى مدينة رفح، حيث أشارت إلى أن "آلاف الأشخاص يتقاسمون المراحيض الفردية، ويواجهون طوابير تستمر من ٤ إلى ٥ ساعات لاستخدام الحمامات"، مما يعكس مدى الاكتظاظ والضغط الكبير على المرافق الصحية.

وأضاف التقرير أن "التغوط والتبول فى العراء يشكلان خطرًا كبيرًا على الصحة العامة"، حيث تم رصد حالات هائلة من الإسهال المائى الحاد، الذى قد يكون نتيجة لوجود أمراض معدية مثل "كوليرا"، ما يبرز تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية فى ظل الظروف القاسية التى يعيشها السكان فى رفح.

تفاقم الأزمة الإنسانية فى غزة بسبب تعثر تمويل "الأونروا"
وتؤكد "واشنطن بوست" فى تقريرها أن الأزمة الإنسانية فى قطاع غزة تفاقمت بشكل كبير نتيجة للأزمة السياسية الحالية، حيث قررت عشر حكومات غربية على الأقل هذا الأسبوع تجميد تمويلها لـ "الأونروا، الجهة الرئيسية المسئولة عن توفير المساعدات الإنسانية فى القطاع.

وتأتى هذه الخطوة فى أعقاب تقديم إسرائيل ملفًا يزعم أن أكثر من عشرة من موظفى الأونروا تورطوا فى هجمات بتاريخ ٧ أكتوبر على إسرائيل، مع ادعاءات بوجود دعم واسع النطاق لحركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى داخل المنظمة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائيلي رفح غزة الإنسانیة فى واشنطن بوست فى غزة

إقرأ أيضاً:

مباحثات مصرية باكستانية لتوحيد جهود وقف الحرب على غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية

التقى الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إسحاق دار نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية باكستان، استكمالا للقاءاته على هامش منتدى «صير بني ياس» الخامس عشر المنعقد حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة.

تعاون اقتصادي بين البلدين

وثمن الوزيران وتيرة تنامي العلاقات الثنائية بين مصر وباكستان، وأكدا أهمية استمرار التشاور السياسي والتنسيق الدائم من خلال الآليات المختلفة، وكذا الدفع بالتعاون الاقتصادي بين البلدين إلى آفاق أرحب، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين الصديقتين.

كما تبادل عبد العاطي الرؤي مع نظيره الباكستاني حيال تطورات الأوضاع في قطاع غزة ولبنان، حيث أكد الوزيران أهمية وقف التصعيد والتوترات في المنطقة، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وضمان النفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية دون عوائق.

استعادة النظام متعدد الأطراف

وناقش الوزيران عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة إصلاح النظام المالي العالمي وإصلاح مجلس الامن واستعادة النظام متعدد الأطراف.   

مقالات مشابهة

  • مباحثات مصرية باكستانية لتوحيد جهود وقف الحرب على غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية
  • واشنطن بوست: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان رغم جهود وقف إطلاق النار
  • «واشنطن بوست»: أغنى رجل في العالم أصبح «الصديق الأول» لـ«ترامب».. ماسك يجب أن يكون أينما يكون الرئيس المنتخب
  • واشنطن تطالب إسرائيل بتسريع الإمدادات الإنسانية إلى غزة والسعي لحل أزمة لبنان
  • بوتين يبحث مع ولي العهد السعودي تطورات الحرب الأوكرانية
  • واشنطن بوست: تل أبيب ستهدي «ترامب» وقف إطلاق النار في لبنان
  • إجلاء آلاف السكان من منازلهم.. أعاصير مدمرة وفيضانات جارفة تجتاح العالم
  • واشنطن بوست تكشف عن هدية نتنياهو لترامب في أول أيام ولايته الثانية
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينة طولكرم الفلسطينية وتحاصر منزلًا في عزبة الجراد شرقًا
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!