بعد مقتله بضربة نفذتها الولايات المتحدة الأميركية في بغداد، تباينت المعلومات التي انتشرت عن "أبو باقر الساعدي" والمنصب الذي كان يشغله القيادي البارز في كتائب حزب الله العراقية المدعومة بقوة من قبل إيران، لكنها صبت جميعها في قاسم مشترك بأنه "لم يكن اسما عاديا".

وبينما حمّلته وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" مسؤولية التخطيط والمشاركة بالهجمات التي أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين، يوضح صحفيون وباحثون عراقيون وتحليل موجز لـ"معهد واشنطن" أن نشاطه الميليشياوي يتجاوز حدود العراق وسوريا أيضا باتجاه الخليج.

لم يكن اسم الساعدي يتردد خلال السنوات الماضية، وفي أعقاب التصعيد بالهجمات ضد القوات الأميركية منذ 17 أكتوبر. وبعد مقتله لم تنشر له إلا 3 صور عبر مواقع التواصل، إحداها في مدينة حلب بسوريا قبل عام واثنتان في العراق.

ويرتبط ذلك كما يوضح الباحث العراقي في شؤون الحركات الإسلامية المسلحة، رائد الحامد لموقع "الحرة" بحالة التعتيم الكبيرة التي تفرضها كتائب حزب الله وتحيط من خلالها بهكيليتها وأسماء ومناصب القادة الذين يتولون مهامها.

الحامد يشير إلى أن 5 مناصب نسبت لـ"الساعدي" في الساعات الماضية، وبينها مسؤول وحدة الصواريخ والطائرات المسيّرة داخل "الكتائب"، والقائد الفعلي للميليشيا، فضلا عن منصب كشفت عنه وكالة "فراس برس" نقلا عن مصدر بأنه كان يشغل مسؤول "ملف سوريا العسكري" داخل الميليشيا.

ويضيف أنه يمكن التأكيد باختلاف المناصب التي ارتبطت به على أنه "قيادي مهم في كتائب حزب الله ولديه منصب رفيع".

ويتفق الباحث السياسي العراقي، جاسم الشمري على ذات الفكرة.

ويقول إن ردود الأفعال حول مقتله تؤكد أن "الساعدي شخصية كبيرة، وحتى يقال إنه أهم شخصية اغتيلت في العراق بعد مقتل أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني في 2020".

الشمري يوضح لموقع "الحرة" أن "مقتله داخل حي سكني في بغداد يشير أيضا إلى مكانته الهامة، ليس على مستوى حزب الله العراقي فحسب، بل على مستوى ما يسمى بالمقاومة الإسلامية داخل العراق وخارجه".

وهناك دلائل أخرى تؤكد على ذلك، بينها البطاقة التي وجدت إلى جانب سيارته بعد الاستهداف، حيث تشير إلى توليه منصب "مستشار لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني"، وفق الشمري.

وتبين صورٌ أخرى وجود علاقات لـ"الساعدي" مع رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك)، وعلى أساس ذلك يرى الباحث أنه "لا يمكن لأي شخصية اعتيادية أن تكون بهذا المستوى".

"حلقة وصل"

وتصنف واشنطن كتائب حزب الله منظمة "إرهابية" وسبق أن استهدفت الفصيل بغارات في العراق في الأسابيع الأخيرة، كما فرضت عقوبات على ستة أشخاص منتمين لها، في 17 نوفمبر الماضي.

وشيّعت الميليشيا "الساعدي" ظهر الخميس بحشود كبيرة تخللها وجود عناصر حملوا رايات وصور للقتيل، وعليها عبارة "الشهيد القائد الكبير".

ويعتقد فيليب سميث وهو باحث في جامعة ماريلاند ومتابع لنشاطات وكلاء إيران أنه "هذه المرة الأولى في تاريخ ملصقات كتائب حزب الله التي تنشر فيها عبارة (الشهيد القائد الكبير)".

ويضيف لموقع "الحرة" أن الميليشيا صنعت في السابق مثل هذا الملصق لأبي مهندس المهندس فقط، وهو ما يشير إلى مكانة "الساعدي" الكبيرة داخل كتائب حزب الله.

ويوضح تحليل موجز لـ"معهد واشنطن" أن زعيم كتائب حزب الله كان "حلقة وصل حية للفصيل وقوات الحشد الشعبي والجماعة الواجهة (ألوية الوعد الحق)".

المعهد كشف أنه عمل حارسا شخصيا موثوقا به لمؤسس كتائب حزب الله وقوات الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وأنه "أحد الأشخاص القلائل الذين سُمح لهم بدخول الغرفة عندما كان يعقد الأخير اجتماعات مع مسؤولي الحرس الثوري".

كما سُمح له في السابق بحمل الأسلحة حول كبار القادة مثل قائد "فيلق القدس"  قاسم سليماني.

ينتمي الساعدي بحسب "معهد واشنطن" إلى جناح أبو حسين الحميداوي وهو الأمين العام الذي يقود جناح العمليات الخاصة في "الكتائب".

و"هو مقرب من إرهابي آخر ومنتهك لحقوق الإنسان مدرج على لائحة العقوبات الأميركية، وهو أبو زينب اللامي (الاسم الحقيقي حسين فالح)"، حسب تحليل المعهد الأميركي.

وعندما اندلعت احتجاجات أكتوبر عام 2019 كان الساعدي ضابطا كبيرا في مديرية الأمن المركزي (أمن الحشد) التي يترأسها أبو زينب اللامي، وبالتالي موظفا في الحكومة العراقية وجزءا من قوات أمن الدولة. 

وفي ذلك الوقت ارتبط اسم "اللامي" بالكثير من الانتهاكات والجرائم، أبرزها سحق التظاهرات الشعبية، باستخدام قناصة تابعين لمليشيات مدعومة من إيران وملثمون، حسبما كشفت وكالة رويترز في وقت سابق.

"جهد استخباراتي كبير"

ورغم أن كتائب حزب الله في العراق تأسست رسميا في أبريل 2007، فإن قادتها شاركوا منذ الثمانينيات في أنشطة إرهابية بدعم من إيران، وفق تقرير لموقع "صوت أميركا".

وبعد 2003 توسع نشاط هؤلاء ومنهم أبو مهدي المهندس مؤسس الميليشيا الذي قتل في غارة أميركية في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب في 2020. 

الكاتب والصحفي العراقي، عمر الجنابي يرى في عملية قتل الساعدي "جهدا استخباراتيا أميركيا كبيرا، لأن "الهدف كان متحركا وفي منطقة ليست عسكرية".

كما أن عملية نشر وثائقه دون بقية القتلى وقبل احتراق سيارته كما أظهرت المشاهد المصورة التي جرى تداولها "يؤكد وجود عناصر على الأرض كانوا بانتظار الهجوم"، وفق الصحفي. 

ويضيف لموقع "الحرة": "هذا بحد ذاته سيقلق جميع قيادات الفصائل المسلحة وخصوصا العسكرية والأمنية".

الجنابي يعتبر أن قتله في بغداد يشكّل "ضربة نوعية لعدة أسباب"، وأهمها المكان والتوقيت.

وتعرضت السيارة التي كان يستقلها الساعدي للضربة في شارع تجاري في العاصمة العراقية، وبحسب معلومات الكاتب العراقي فإنه "كان باجتماع وبعد خروجه بوقت قصير طاله قصف جوي".

كما أن العملية جاءت رغم تعليق حزب الله لعملياته، في وقت ظن الجميع أن قيادات العسكرية "في مأمن".

ويتابع الجنابي: "الساعدي قيادي عسكري نوعي وعمل مسؤولا عن الدعم اللوجستي في الخارج ومسؤولا عن العمليات بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة، بالإضافة إلى عمله في الحشد الشعبي".

"من الداخل إلى الخارج"

وبحسب المصادر المتقاطعة وحديث الباحثين لم يقتصر نشاط الساعدي في السابق على الساحة العراقية أو السورية، بل كان له دورا في الظل في منطقة الخليج.

ويكشف تحليل "معهد واشنطن" أنه قاد غارة بطائرة بدون طيار في 2 فبراير 2021 على دولة الإمارات، في حادثة تبنتها "ألوية الوعد الحق"، وهي الميليشيا الواجهة لكتائب حزب الله.

وسبق وأن تبنت "ألوية الوعد الحق" هجمات باتجاه المملكة العربية السعودية.

ويوضح التحليل أن "الساعدي" كان يسيطر على الخلية التي تشكلت في شرق بغداد وجلبت طائرات بدون طيار مقدمة من إيران إلى جنوب العراق.

وبعد ذلك أطلقها باتجاه أهداف مدنية إماراتية باستخدام الإحداثيات التي قدمها "فيلق القدس" عبر منشآت "الكتائب" في جرف الصخر.

ماذا بعد؟

وأسفرت الضربة الأميركية ليلة الأربعاء عن مقتل أركان العلياوي مسؤول الإعلام في كتائب حزب الله وواحد أو أكثر من السائقين أو الحراس الشخصيين، ولم تتسبب في إصابات بين المدنيين.

وجاءت الضربة ردا على هجوم تعرضت له قاعدة لوجستية للقوات الأميركية في 28 يناير في الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا والعراق، وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين.  
ويقول الكاتب الجنابي إن الملفت في بيان القيادة المركزية الأميركية أنه أكد على "استمرار عملية المحاسبة للمسؤولين عن ضرب القواعد العسكرية".

وفي المقابل لوحت الحكومة العراقية بصد الهجمات التي تطال العراقيين والأرض العراقية ردا على استهداف الساعدي.

ويعني ما سبق أن حكومة تحالف الإطار التنسيقي التي يترأسها السوداني "قد تضع العراق بمواجهة مباشرة مع التحالف الدولي"، حسب الكاتب العراقي.

ويضيف: "هذا يحصل للمرة الأولى منذ أن واجهت حكومة صدام حسين التحالف بقيادة أميركا وانتهت المواجهة بغزو واحتلال العراق عام 2003".

كما أن تهديد فصائل في الحشد الشعبي للقوات الأميركية بالانتقام وخصوصا "حركة النجباء" و"أنصار الله الأوفياء" و"كتائب سيد الشهداء" يؤكد أن العراق مقبل على تصعيد عسكري وأمني.

وربما تعود القوات الأميركية من خلال التصعيد إلى شوارع بغداد والمدن الأخرى إذا ما استمرّ من الجانبين، كما يتوقع الجنابي.

و"إذا لم ترد كتائب حزب الله على الضربة المؤلمة فستكون هذه علامة على أن وقف التصعيد الذي أمرت به إيران لا يزال هدف طهران"، وفق تحليل "معهد واشنطن".

ويشير إلى أنه بدلا من ذلك "قد نرى رد فعل عسكريا أوليا وربما في سوريا دون التسبب في وقوع خسائر في صفوف الأميركيين، لتلبية الحاجة إلى رد واضح". 

ويمكن لحركة النجباء أن تنتقم نيابة عن كتائب حزب الله، وربما مرة أخرى في سوريا. 

وقد ترى "الكتائب" وإيران أن أفضل انتقام هو إخراج القوات الأميركية من العراق، وقد يدفعان بالمسار البرلماني بدلا من ذلك، حسب تحليل المعهد الأميركي.

وما سبق يتوقعه أيضا الباحث السياسي جاسم الشمري، بقوله إن "المرحلة القادمة قد تشهد تحركات برلمانية تدعو لخروج القوات العراقية من البلاد".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: کتائب حزب الله الحشد الشعبی معهد واشنطن فی العراق

إقرأ أيضاً:

لبنانيًا.. هذه أبرز الأحداث التي شهدها عام 2024

لم تكن سنة 2024 في لبنان والعالم عادية، بل مليئة بالأحداث غير المألوفة التي خلّفت آثاراً لا تمحى. لقد شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ المنطقة، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث كانت الأحداث تتسارع بشكل غير مسبوق، بدءاً من غزة، مروراً بلبنان وسوريا، وصولاً إلى دول أخرى. لم يكن أحد يتوقع هذا الكم الهائل من التغييرات والصراعات التي قلبت الأوضاع رأساً على عقب. وإن كان من الممكن أن نُصف هذه السنة بكلمة واحدة، لكانت "كابوساً" مرّ على المنطقة بأسرها. كان كل حدث بمثابة صدمة جديدة تضاف إلى سجل طويل من الآلام والذكريات المرة.
في لبنان، كان لهذه الأحداث وقع أكبر، ترسّخت في ذاكرة اللبنانيين كما لو كانت جروحاً عميقة لا تُشفى. فما هي أبرز الأحداث الّتي مرت على لبنان هذا العام؟
بالطبع، كل يوم يحمل أحداثًا جديدة، لكن يختلف تأثير كل حدث عن الآخر. فبعض الأحداث ترتبط بالتاريخ وتصبح محورية، حيث تترك تأثيرًا بالغًا يميزها عن باقي الأحداث. 
مع بداية عام 2024، استمر حزب الله في دعم جبهة المساندة لغزة التي كان قد فتحها في 8 تشرين الأول 2023، ليواصل دوره الفاعل في الأحداث الأمنية التي شكلت محطات بارزة في مسار هذا العام. شهر كانون الثاني
2 كانون الثاني: في هذا التاريخ افتتحت إسرائيل عمليات الاغتيال لهذا العام باغتيال صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" وأحد مهندسي عملية "طوفان الأقصى". تم استهدافه من خلال قصف مكتب تابع للحركة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
8 كانون الثاني: يحمل هذا التاريخ ذكرى اغتيال اسرائيل وسام الطويل، نائب قائد "قوة الرضوان" التابعة لحزب الله، متهمة إياه بتنفيذ هجوم على قاعدة ميرون الجوية قبل يومين. وكان الطويل عضواً في مجلس شورى حزب الله، تربطه علاقة مصاهرة مع الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصر الله، ويقود عمليات الحزب في الجنوب عبر "فرقة الرضوان"، التي تعتبر القوة الخاصة والنخبة بين مقاتلي الحزب. شهر آذار
13 آذار: لا يمكننا أن نغفل عن الحادثة التي هزت منطقة "الحوش" جنوب مدينة صور في هذا اليوم، حيث استهدفت غارة بالطيران المسيّر سيارة سياحية كان على متنها هادي علي مصطفى، زعيم قوات حماس في لبنان. بعد أسبوع من الهجوم، تم تسليم شابين سوريين، أحدهما في السابعة عشرة والآخر في السادسة عشرة من عمرهما، إلى قوى الأمن بتهمة التجسس لصالح إسرائيل. وأفادت التقارير أن الشابين اعترفا بتلقي مبلغ يعادل 11 دولارًا أميركيًا من خادم مسجد المنطقة، بهدف زرع جهاز تتبع غير مرئي في سيارة مصطفى.
شهر نيسان
7 نيسان: في هذا اليوم حدثت واقعة أثارت بلبلة كبيرة في لبنان، حين تعرض منسق حزب القوات اللبنانية في جبيل، باسكال سليمان، للاختطاف أثناء عودته من زيارة تعزية. بعد أن ركب سيارته، وقع في كمين من قبل مجهولين واختطف. وبعد مرور يوم ونصف، عُثر على جثته في سوريا، حيث تم تسليمها من قبل الصليب الأحمر إلى مستشفى بشار الأسد في حمص، ثم نُقلت إلى لبنان. في البداية، تم اتهام حزب الله بالوقوف وراء عملية القتل، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان. لكن قوى الأمن أكدت لاحقًا أن عصابة من اللاجئين السوريين هي من نفذت العملية. شهر حزيران
19 حزيران: في هذا اليوم، فوجئ اللبنانيون بتحذير شديد اللهجة وجهه الأمين العام لحزب الله السابق، السيد حسن نصرالله، إلى حكومة قبرص. فقد كشف نصرالله عن معلومات حصل عليها الحزب تفيد بأن إسرائيل، التي تجري مناورات سنوية في الجزيرة القبرصية الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، قد تستخدم مطاراتها وقواعدها العسكرية لشن هجمات على لبنان، في حال استهدف حزب الله المطارات الإسرائيلية. هذا التحذير أثار حالة من القلق والرعب من احتمال انخراط قبرص في الحرب، وتحول الصراع إلى حرب أوسع. ومن جانبه، رد الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس على هذه التهديدات بتأكيده في تصريحات علنية أن "جمهورية قبرص ليست طرفًا في هذه الحرب"، مشددًا على أن قبرص "جزء من الحل وليست المشكلة".

شهر تموز
27 تموز: في هذا اليوم، وقعت حادثة مجدل شمس التي شكلت تحولًا مهمًا في الصراع بين حزب الله وإسرائيل. فقد استهدفت صواريخ قرية مجدل شمس الدرزية في هضبة الجولان المحتلة، وسقطت في ملعب لكرة القدم، مما أسفر عن مقتل 12 طفلًا وإصابة 34 آخرين بجروح. وقد سارعت وسائل الإعلام والسلطات الإسرائيلية إلى اتهام حزب الله بالوقوف وراء الهجوم، إلا أن الحزب نفى تمامًا مسؤوليته عن الحادثة، مما زاد من تعقيد الأوضاع وزاد من حدة التوتر في المنطقة في تلك الفترة.
30 تموز: بعد ثلاثة أيام من حادثة مجدل شمس، وقعت حادثة غيّرت مجرى الحرب بشكل جذري، وهي اغتيال فؤاد شكر القيادي العسكري وكبير المستشارين العسكريين للأمين العام لحزب الله السابق، السيد حسن نصرالله، في 30 تموز. فقد استهدفت غارة جوية مبنى في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد شكر الذي كان يُعتبر المسؤول الفعلي والمشرف على العمليات العسكرية لحزب الله وعندها توعد الحزب برد قاس على هذا الاغتيال.
شهر أيلول:
يعد هذا الشهر شهرًا مليئًا بالأحداث الكبيرة والمزلزلة التي وقعت كالصاعقة على الشعب اللبناني، حيث اهتزت أركان الوطن وتداعت الأوقات العصيبة على الجميع، ليعيش اللبنانيون لحظات من التوتر والخوف.
17 ايلول: لم يكن أحد يتوقع وقوع تفجير البيجر، الذي بدا وكأنه مشهد من فيلم خيالي. وأسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 12 شخصًا وإصابة أكثر من 4000 آخرين، من أعضاء حزب الله، حيث فقد بعضهم بصرهم وأيديهم. وكان من بين المصابين السفير الإيراني في لبنان، مجتبى أماني، الذي تعرض لإصابات في هذا الهجوم المفاجئ والمدمر.
20 ايلول: شنّت طائرات الجيش الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مبنى في حارة حريك. وأعلنت إسرائيل أن الضربة أسفرت عن استشهاد إبراهيم عقيل، عضو مجلس الجهاد في حزب الله وقائد قوة الرضوان. هذا الحدث أدّى إلى تصعيد الحرب وتحولها إلى صراع موسع، حيث تحوّل لبنان إلى ساحة معركة واسعة بعد استهداف أحد أبرز قادة الحزب.
25 أيلول: فرّ العديد من أبناء الجنوب أو نزحوا داخليًا مع تصاعد التوترات، خصوصًا بعد الضربات الجوية التي شنتها إسرائيل خلال هذا الشهر. وقد أسفرت تلك الضربات عن نزوح حوالي 500 ألف شخص من مناطقهم، مما أضاف مزيدًا من المعاناة .
27 أيلول: لم يكن هذا التاريخ يومًا عاديًا في لبنان والمنطقة، فقد شهد لحظة فارقة. ففي هذا اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف المقر المركزي لحزب الله في بيروت، في عملية قصف استهدفت الأمين العام للحزب السابق، السيد حسن نصر الله، مما أسفر عن استشهاده. جاء هذا الاغتيال بعد أن حصل الجيش الإسرائيلي على معلومات تفيد بعقد اجتماع لقادة الحزب في المقر المركزي بالضاحية الجنوبية. وتشير التقارير إلى أن طائرات من طراز إف-35 ألقت قنابل ثقيلة خارقة للحصون، بلغ وزنها أكثر من 2000 طن، مما أدى إلى تدمير كامل لستة مبانٍ، فضلاً عن تدمير المقر المستهدف.
30 أيلول: أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة في هذا اليوم بنيتها تنفيذ مناورة برية في لبنان بهدف "تفكيك البنية التحتية لحزب الله" على طول الحدود. وفي نفس اليوم، انسحب الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل إلى الشمال لمسافة 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. في تلك الأثناء، صنف الجيش الإسرائيلي مستوطنات المطلة ومسكاف عام وكفار جلعادي كمناطق عسكرية مغلقة. كما تمركزت قوات إسرائيلية على الحدود في جنوب لبنان، حيث أعلنت إسرائيل استعدادها لتنفيذ غزو بري محدود.
 
شهر تشرين الأول
لم يخلُ هذا الشهر أيضاً، من العمليات الأمنية المعقدة وغير العادية، التي اتسمت بالدقة والتعقيد، مما جعلها محورية في مجريات الأحداث.
1 تشرين الأول: وفي صباح هذا اليوم،أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء "عملية برية محددة الهدف والدقة" ضد ما وصفه بـ "أهداف تابعة لحزب الله" في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان.
3 تشرين الأول: بعد أسبوع من اغتيال نصرالله، شنت إسرائيل غارة جوية استهدفت الضاحية، وأسفرت عن استشهاد هاشم صفي الدين، أحد أبرز قيادات حزب الله. وقد تم تنفيذ الهجوم بناءً على معلومات استخباراتية حصل عليها الجيش الإسرائيلي تفيد بوجود اجتماع لعدد من قادة الحزب، من بينهم صفي الدين. شهر تشرين الثاني
2 تشرين الثاني: نفذت وحدة الكوماندوز البحرية الإسرائيلية من وحدة "شايطيت 13" عملية مداهمة في بلدة البترون، حيث اختطفت مواطنًا لبنانيًا يدعى عماد أمهز زعمت أنه من كبار عملاء حزب الله. وبعد تنفيذ العملية، فرت الوحدة باستخدام زورق سريع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم نقل عماد أمهز، إلى إسرائيل لاستجوابه من قبل المخابرات العسكرية، حيث أفاد الجيش بأنه مسؤول عن العمليات البحرية لحزب الله، ولم يعرف مصير عماد حتى اللحظة.
27 تشرين الثاني: في تمام الساعة الرابعة صباحًا من هذا اليوم، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ  بين إسرائيل ولبنان، وذلك بموجب اتفاق مؤقت يقضي بوقف الأعمال العدائية لمدة ستين يومًا. ومع تنفيذ وقف إطلاق النار، عاد أهالي الجنوب إلى بيوتهم، حيث ملأت قلوبهم فرحة كبيرة بعد ليلة عاصفة شهدت خلالها إسرائيل ضربات مستمرة من الشمال إلى الجنوب.   المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • عاجل وزارة الدفاع الأميركية تعلن عن الأهداف الحساسة للمليشيات الحوثية في صنعاء التي استهدفتها الغارات الجوية اليوم
  • التوتر الأميركي الإيراني: العراق بين التنافس ودور الوساطة بعد عودة ترامب
  • خبير اقتصادي:العراق سيصدر نفطه إلى الأردن وتركيا وسوريا من محطة حديثة
  • رينارد: الجيل السعودي الحالي «رائع» وهدفه لقب كأس الخليج
  • لبنانيًا.. هذه أبرز الأحداث التي شهدها عام 2024
  • تركيا تُحيد 4 عُماليين في العراق وسوريا
  • إخفاق في كأس الخليج 26 وغياب شخصية المنتخب العراقي
  • السعودية تكتسح العراق وتتأهل لنصف نهائي كأس الخليج بثلاثية مثيرة
  • ضيعة الرسالة نظمت نشاطات ميلادية للنازحين في مركزها بالدكوانة
  • موعد مباراة السعودية وعمان في نصف نهائي كأس الخليج العربي والقنوات الناقلة