#سواليف

نشرت كتائب الشهيد عزّ الدين القسام / الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية، مساء الخميس، تقرير حول قذيفة “الياسين105″، وما تمكّنت الكتائب من تدميره بواسطة هذا السلاح.

ولفتت الكتائب إلى أن المجاهدين دمروا بقذائف “الياسين 105” أكثر من (1108) آليات صهيونية منذ بداية الحرب، وقد شملت الآليات الصهيونية المدمرة (962) دبابة و(55) ناقلة جند و(74) جرافة و(3) حفارات و(14) مركبة عسكرية.

ولفتت إلى أن استهداف الآليات الصهيونية في الحرب أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من ضباط وجنود العدو ومرتزقته، فيما قُتل عدد من جنود العدو بعد سحق الطيران الصهيوني آلياتهم لعدم قدرة قوات الإنقاذ على سحبها.

مقالات ذات صلة المكتب الحكومي بغزة: 15 مليار دولار خسائر أولية للحرب 2024/02/08

وتاليا نصّ التقرير:

“الياسين 105” قصة تحدٍ وإنجاز في ظل الحصار

القسام – خاص:

على مدار الصراع بين المحتل والمقاومة الفلسطينية اجتهد الاحتلال وداعميه من المنظومة العالمية الظالمة بالمحافظة على التفوق الفارق بين الاحتلال الصهيوني من الدعم بالقدرات العسكرية والأسلحة المتطورة والمتطورة جداً والدعم المالي والدعم بالخبرات والقدرات العسكرية في مقابل حرمان الفلسطيني من بناء أي نوعٍ من أنواع القوة أو منحه حتى الحق في مواجهة صلف الاحتلال والتصدي لأي نوعٍ من عدوانه وإجرامه.

لكن الصدق والإيمان والعزيمة لدى الفلسطيني كانت حاضرة ولم تفارق الأجيال على مدار سنوات الصراع مع المحتل، وعلى كافة الجبهات ومنها جبهة القتال العسكري وبالتحديد مواجهة دروع وآليات العدو التي طالما حصّن فيها جنوده ومع ذلك حققت المقاومة الفلسطينية نجاحًا فارقًا وملموسًا في التصدي لتلك الآليات وتبديد وهم العدو في حماية جنوده لتصبح تلك الآليات توابيت متحركة تنقل جنود العدو إلى الموت الحتمي.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، زجّ الاحتلال الصهيوني بالدبابة والآلية المدرعة إلى قلب المدن والمخيمات في الضفة والقطاع ولم يكن بحوزة المقاومة آنذاك سوى البنادق الخفيفة التي لا تستطيع التصدي بأي شكلٍ لتلك الدروع، لتبدأ المقاومة مشوارها بمواجهة هذه الدبابات وكانت المحاولات الأولى عبر العبوات المتفجرة الكبيرة والتي يتم دفنها في المسارات المتوقعة لسير آليات العدو.

وقد حققت هذه المحاولات نجاحًا إلا أن صعوبة المناورة بتلك العبوات ظلّت معضلةً قائمة، وذلك نظرًا لحجم تلك العبوات ووزنها واستهلاكها لكميات كبيرة من المواد المتفجرة في ظل ندرة تلك المواد حينها، وكذلك الحاجة لزرعها في الأرض ضمن ظروف أمنية معقدة؛ لضمان عدم كشفها من قبل العدو، ومن هنا انطلق مسار طويل لمحاولة تطوير أسلحة أخرى ضمن المتاح والمتوفر من قدرات وخامات محلية.

النواة الأولى

شهد العام 2002م، أولى محاولات تصنيع قذائف مضادة للدروع وحملت اسم (البنا – البتار) وكذلك العبوات الجانبية ولكن معضلة الاختراق والتدمير ظلّت قائمة في ظل تحسين العدو لتدريع آلياته وتطويرها وإضافة منظومات دفاعية لتلك الآليات، وفي المقابل واصلت كتائب القسام جهودها، وتمكن مهندسوها عام 2004م من تصنيع قذيفة وقاذف الياسين (P2) وهو نسخة عن القاذف الروسي الصنع (P2-RPJ)، وبذلك حققت الكتائب وفرة نسبية في السلاح والذخائر إلا أن معضلة الاختراق والتدمير لم تُحل، وفي العام ذاته، بدأت تتقاطر إلى داخل قطاع غزة أعداد شحيحة جدًا من القاذف الروسي P7-RPJ وبأثمان باهظة جدًا تصل لـ 30 ألف دولار للقاذف والقذيفة، وقد كانت تمر عملية الإمداد عبر مراحل معقدة وتتخطى بصعوبات العديد من الحواجز.

ومع تطور عمل كتائب القسام وجهازها العسكري، عملت الكتائب على تقسيم قواتها إلى تخصصات ليكون تخصص مضاد الدروع أحد أبرز هذه التخصصات وأكثرها أهمية، ومع تحرير قطاع غزة من قوات الاحتلال الصهيوني وكنسه من المغتصبات عام 2005م، تحسنت حالة الإمداد لينعكس ذلك على تطور قدرات المقاومة الفلسطينية بشكل عام وتطور التصنيع العسكري لكتائب القسام بشكل خاص.

عام 2007م، شهد دخول كميات من السلاح إلى قطاع غزة، منها P7-RPJ وبكميات وفيرة ما أدى إلى خروج قاذف الياسين من الخدمة، كما دخلت أنواع أخرى من الأسلحة المضادة للدروع الموجهة وبعيدة المدى مثل الفاغوت والكورنيت والكونكورس وغيرها، وفي إطار الإعداد والتدريب تمكنت الكتائب من تدريب عدد من المجاهدين على تلك الأسلحة خارج فلسطين المحتلة وبذلك تم تعزيز تخصص مضاد الدروع لدى القسام بالخبرات والعتاد.

نقلة نوعية

في عام 2014م، وضمن استخلاص الدروس والعبر من معركة العصف المأكول، كانت التوصية بإنتاج سلاح مضاد دروع فعال ضد آليات ومدرعات العدو مثل (ميركافا 4 وناقلة النمر وجارفة D9 المحصنة وغيرها من آليات العدو ومدرعاته) وتنفيذًا لتلك التوصية بدأت فرق البحث والتطوير من مهندسين وكوادر في دوائر التصنيع العسكري في كتائب القسام بالعمل الدؤوب وإعداد البحوث حول إمكانية الوصول إلى ذلك خاصة وأن هذا النوع من العلوم يحتاج إلى دقة عالية في القياسات والخامات والسبائك.

ونتيجة لجهود صادقة وإبداع عقول نيرة وإرادة تحدّت المستحيل وحفرّت في الصخر، وبعد العشرات من المحاولات والتجارب في الأعوام 2015-2016-2017م، دخلت إلى حيّز الإنتاج قذيفة الياسين 105 المضادة للدروع عام 2018م، وكذلك قذيفة الياسين المضادة للتحصينات والأفراد بالإضافة إلى عبوات العمل الفدائي.

ليكون ذلك إبداعًا كاملًا يُحسب لمهندسي القسام من الصفر حتى اكتمال ونجاح القذيفة بقوة انطلاقها واندفاعها واستمرارها حتى وصولها إلى هدفها، وقدرتها على الاختراق للدروع بمسافة تتراوح بين الـ60-100 سم في جسم الدبابة والمدرعة.

وبالتوازي مع هذا التطور في التصنيع العسكري، عملت الكتائب على تدريب قناصي الدروع على مواجهة الآليات والمدرعات لجيش الاحتلال وقد تضمن هذا المسار دراسة دبابة الميركافا دراسة مستفيضة وكذلك باقي آليات جيش الاحتلال والتعرف على نقاط ضعفها وآليات عملها وتكتيكها وكذلك بناء نماذج تحاكي تلك الآليات بشكل دقيق جدًا من حيث الحجم والشكل وكذلك تصميم أجهزة محاكاة رماية لتدريب المجاهدين على أنواع الرماية الثابتة والمتحركة والقريبة والبعيدة وأيضًا التدرب على المناورة بالأسلحة المضادة للدروع في الميدان.

لتتكامل بذلك مرحلة مهمة من مراحل التطور في التجهيز والإعداد داخل صفوف كتائب القسام والتي تلخص جهوزية القسام في القتال ضد دروع العدو وتحصيناته.

ياسين 105 والطوفان

ومع اندلاع معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر لعام 2023م، أعلنت الكتائب عن دخول قذيفة ياسين 105 المضادة للدروع وقذيفة ياسين 105 (TPG) المضادة للتحصينات والأفراد إلى الخدمة، وتوعدت العدو بأن هذا السلاح سيكون له دورٌ فاعل في تبديد أوهامه وتحطيم آلياته في الحرب البرية وقد كان ذلك حيث أضحت قذيفة الياسين 105 أيقونة بارزة ومهمة في معركة طوفان الأقصى.

منذ اليوم الأول للطوفان وخلال عملية العبور الكبير استخدم مجاهدو القسام هذه القذيفة، وبرز اسمها مع بدء المعركة البرية بإعلانات القسام المتتالية عن تصدى طواقم الدروع وقوات النخبة لآليات ودبابات العدو، وفي مقدمتها دبابة “الميركفاه 4 BAZ) التي طالما تغنى بها المحتل وجهزها بأعتى الأسلحة والمنظومات والتدريعات ضد الصواريخ الموجهة ووصلت تكلفة إنتاج الدبابة الواحدة لنحو 6 مليون دولار تنقسم إلى 3 ملايين لجسم ودرع الدبابة ومليون لمنظومة المدفع ومليونين لباقي الأجهزة والمنظومات التي يتم تركيبها على هذه الدبابة، في المقابل لم تتجاوز تكلفة إنتاج القذيفة الواحدة من الياسين 105 لـ 500 دولار.

لكنها إرادة القتال لدى المجاهد الفلسطيني والروح الاستشهادية التي ظلّت حاضرة بقوة وبكل وضوح في ميادين القتال التي زحف فيها المجاهدون صوب أرتال وتجمعات الدبابات رغم القصف الجوي العنيف والجنوني والطائرات المسيرة والقصف المدفعي المعتمد على سياسة الأرض المحروقة، وأظهرت عشرات المقاطع المصورة التي وثقت تلك المعارك البطولية التي بحث فيها المجاهدون عن تلك الآليات لضربها في معاقلها وإعطابها أو تدميرها وقتل وإصابة من فيها من جنود العدو ومرتزقته.

وفي حصيلة تُنشر لأول مرة -حتى إعداد هذا التقرير-، تمكن مجاهدو القسام من إعطاب وتدمير أكثر من 1108 آلية منها 962 دبابة و55 ناقلة جند و74 جرافة و3 حفارات و14 جيب عسكري، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من ضباط وجنود العدو ومرتزقته داخل تلك الدبابات والآليات التي احترق عدد من الجنود داخلها وقتل عدد منهم بعد سحق الطيران لآلياتهم لعدم مقدرة قوات الإنقاذ على سحبها.

معارك بطولية والتحام مباشر لمجاهدي القسام مع آليات العدو التي تحطمت وتدمرت بفعل سلاح نوعي تم تصنيعه داخل قطاع مُحاصر ومستنزف منذ أكثر من 16 عامًا، إلا أن معية الله وتوفيقه كانت حاضرة مع هذه الثلة المجاهدة المرابطة لتكتب بهذا الإنجاز الوطني المبارك صفحة جديدة من صفحات الجهاد والمقاومة في تاريخ الشعب الفلسطيني.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف المضادة للدروع قذیفة الیاسین کتائب القسام آلیات العدو الیاسین 105 عدد من

إقرأ أيضاً:

مخاوف صهيونية من التهديدات اليمنية

وأوضح تقرير نشره موقع "ماكو" التابع للقناة العبرية الثانية عشرة، أن اليمنيين "يزيدون من وتيرة تهديداتهم باستئناف إطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل"، وذلك على خلفية وقف إطلاق النار الهش واستعدادات الجانبين لاحتمال تجدد القتال في قطاع غزة.

وأشار التقرير إلى تصريحات السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي في وقت سابق، والتي قال فيها: "إننا نتابع الوضع في غزة باستمرار ونرى أن العدو الإسرائيلي يتهرب من الالتزام الكامل بالاتفاق" وقال أيضاً: "كنا مستعدين للتدخل العسكري عندما هدد ترامب بإعادة الحرب في غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن".

وذكر التقرير أن التهديدات من جانب اليمنيين تشمل استئناف إطلاق الصواريخ على "إسرائيل"، وتشديد الحصار البحري على الممرات الملاحية في البحر الأحمر إلى ميناء أم الرشراش "إيلات".

ووفقاً للتقرير فإن الكيان الصهيوني "لا يتجاهل التهديد الذي يشكله اليمنيون، وهو يدرك أن تجدد القتال في غزة سيؤدي إلى إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل، وربما بأعداد أكبر".

 وأفاد التقرير الصادر عن موقع "ماكو" التابع للقناة العبرية الثانية عشرة، بإنه في حال تجددت العمليات اليمنية، فسوف تحظى إسرائيل بدعم كبير من الولايات المتحدة، ما يؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل هي الراعي الرسمي للعدو الصيهوني مهما تعاقبت الإدارات وتغيرت مناصب الرؤساء.

في السياق نفسه نشرت مجلة "إيبوك" العبرية تقريراً نقلت خلاله عن مسؤولين أمنيين كبار في إسرائيل قولهم إنه: "بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الذي بدأ في 19 يناير، أوقف اليمنيون عملياتهم على إسرائيل، لكنهم لم يختفوا من المشهد وهم منتشون بنجاحاتهم في ضرب "إسرائيل".

وأكد التقرير أن "القصف الإسرائيلي في اليمن لم يغير تصميمهم على مواصلة القتال ضد إسرائيل دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة وحزب الله في لبنان".

ولفت التقرير إلى أن "زعيم حركة أنصار الله، هدد في 13 فبراير بأنه إذا انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، فإن اليمنيين سيستأنفون النشاط العسكري ضد إسرائيل، كما حذر من أنه إذا تحركت الولايات المتحدة وإسرائيل بقوة لتنفيذ خطة ترامب لهجرة سكان قطاع غزة، فإن اليمن ستتدخل بالقوة العسكرية المتاحة لهم، بما في ذلك عن طريق الصواريخ والطائرات المسيرة وغيرها من الوسائل".

وأضاف التقرير الصادر عن مجلة "إيبوك" العبرية: "لقد هدد زعيم انصارالله مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي، في 28 فبراير، بأن تل أبيب ستكون تحت النار إذا عادت إسرائيل إلى الحرب على قطاع غزة".

 

وبحسب المجلة فإن "تقييم المؤسسة الأمنية في إسرائيل، هو أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، واستئناف القتال الإسرائيلي في قطاع غزة، سيؤدي إلى تجدد هجمات اليمنيين على إسرائيل"، مشيرة إلى أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية قلقون للغاية ويأخذون تهديدات قائد انصار الله المتكررة على محمل الجد.

ونقلت المجلة العبرية عن مسؤولين أمنيين في الكيان الصهيوني قولهم: إن "اليمنيين لديهم مواقف مستقلة"، موضحين أنه في حال استأنفت إسرائيل الحرب على قطاع غزة، فإن إدارة ترامب ستقف إلى جانب الكيان في القتال ضد اليمنيين، وهنا تأكيد آخر على تعويل الكيان الصهيوني الكبير على الولايات المتحدة في كل الخطوات العدوانية التي تمارسها ضد الشعب الفلسطيني.

يشار إلى أن السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي كان قد هدد في خطابه بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، الكيان الصهيوني بضربات قاسية وانتقامية في حال عودة التصعيد ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أو تنصل عن تنفيذ التزاماته بشأن اتفاق وقف اطلاق النار، وهو الأمر الذي أثار حفيظة العدو الصهيوني وراعيه الأمريكي، ما يؤكد أن اليمن بات لاعباً أساسياً في المنطقة ورادعاً للعربدة الصهيوأمريكية.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: ما لم يأخذه العدو بالحرب لن يأخذه بالتهديدات والحيل (شاهد)
  • أول إجراء من كوريا الجنوبية بعد حادث إطلاق قذيفة حربية على مدنيين
  • الإفطار على الحواجز.. سياسة صهيونية ممنهجة لعقاب الفلسطينيين في رمضان
  • حماس: سياسة التجويع هي امتداد لحرب الإبادة التي شنها العدو ضد غزة
  • الجيش السوداني: دمرنا أسلحة ومعدات عسكرية لميليشيا الدعم السريع في عدة مناطق
  • "البام" ينتظر تقريرا من السكوري حول خارطة التشغيل الحكومية مع تصاعد حدة الخلافات
  • التعطيل البرلماني.. نواب يهتمون بالتحشيد الانتخابي اكثر من الجلسات
  • مخاوف صهيونية من التهديدات اليمنية
  • توغلات جديدة وعمليات إنزال صهيونية جنوب سوريا
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تناقش تقريرا عن ملف إيران النووي