ريسبونسبل ستإتكرافت: حرب غزة تظهر الانقسام الكامل بين الاتحاد الأوروبي والناتو
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
اعتبر تحليل نشرته مجلة ريسبونسبل ستيتكرافت الأمريكية، أن ثمة انقساما كاملا في وجهات النظر والمواقف بين دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، فيما يتعلق بإسرائيل وإيران وجماعة الحوثي اليمنية أظهرت حرب غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم.
ووفق التحليل، الذي كتبه الخبير في السياسة الخارجية، إلدار محمدوف، أنه ففي الوقت الذي تتعمق فيه مواجهات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مع جهات غير حكومية مدعومة من إيران، بما في ذلك الحوثيين في اليمن وجماعات المقاومة الشيعية في سوريا والعراق، فإن أقرب حلفائها من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يقفون منقسمين.
وذكر أن هذه الانقسامات تعكس فشلاً طويل الأمد من جانب الدول الأعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي في التحدث "بصوت واحد" بشأن الشرق الأوسط.
واستشهد محمدوف بتلبية عدد قليل من الدول الأوروبية دعوة الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف دولي؛ لوقف هجمات الحوثي على الشحن الدولي في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن البيان المشترك للتحالف تم توقيعه فقط من قبل المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا وبلجيكا والدنمارك وإيطاليا.
وعلى الرغم من ذلك، فإن تلك المجموعة لم ينضم منها سوى بريطانيا والدنمارك وهولندا بالإضافة إلى اليونان إلى تحالف الازدهار بقيادة الولايات المتحدة الذي يهدف لشن عملية عسكرية للرد على الهجمات التي يقودها الحوثيون على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
فيما أعربت دول أوروبية أخرى، مثل فرنسا عن تفضيلها لعملية مستقلة بقيادة أوروبية، لحماية ممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر، بينما لا يزال هناك دول أخرى مثل إسبانيا، تشكك بضرورة أي عمل مناهض للحوثيين على الإطلاق.
وحتى الآن، كانت بريطانيا هي القوة البحرية الوحيدة التي شاركت في ضربات فعلية ضد الحوثيين (حتى الآن، بنجاح محدود)، كجزء من العملية التي تقودها الولايات المتحدة.
ومن ناحية أخرى، اتفق وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي على إطلاق "عملية أسبيدس" (الحامي) بقيادة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في ضمان حرية الملاحة وسلامة حركة المرور التجارية وستكون في البداية تحت قيادة إيطالية.
ويعتبر تأمين الحرية البحرية أمراً حيوياً، حيث أن ما يقرب من 40% من تجارة الاتحاد الأوروبي مع دول آسيا والشرق الأوسط تمر عبر البحر الأحمر، لكن التفويض الدقيق وقواعد الاشتباك لهذه المهمة لا تزال غير واضحة.
ومن المفترض أن يتخذ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قراراً بشأن هذه المسائل في اجتماعهم المقرر في 19 فبراير/شباط.
ومع ذلك، أعلن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل أن مهمة "أسبيدس" سيكون تفويضها هو حماية السفن واعتراض الهجمات ولن تشارك في الضربات الأمريكية والبريطانية ضد الحوثيين.
أسباب وجيهة
وذكر الكاتب أنه حتى الآن لا توجد علامة على أن الاتحاد الأوروبي يستعد للانضمام إلى الصراع الأمريكي مع "القوات" المدعومة من إيران في سوريا والعراق، سواء عسكريا أو من خلال الدعم الدبلوماسي.
وأشار إلى أن هناك أسباب وجيهة وراء هذا ضبط النفس، فالطبيعة المفتوحة لالتزام الولايات المتحدة تزيد من مخاطر الصدام المباشر بين الولايات المتحدة وإيران.
وهذا بدوره يمكن أن يحفز إيران على التحرك بقوة للحصول على سلاح نووي كرادع نهائي لأنها بالفعل دولة على عتبة السلاح النووي بحكم الأمر الواقع.
اقرأ أيضاً
الاتحاد الأوروبي يسعى لإطلاق مهمة في البحر الأحمر منتصف فبراير
ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تدمر إلى الأبد أي احتمالات للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، وهي السياسة التي لا يزال الاتحاد الأوروبي يروج لها.
كما أن زيادة عدم الاستقرار في العراق وسوريا وتدمير الميليشيات الشيعية هناك يمكن أن يخلق الظروف الملائمة لعودة تنظيم الدولة، أعدائه اللدودين، الذين ارتكبوا فظائع على الأراضي الأوروبية وكذلك في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
ويحذر المسؤولون في الاتحاد الأوروبي منذ بعض الوقت من المخاطر المتزايدة للإرهاب في أوروبا نتيجة لامتداد الحرب في غزة.
حرب غزة
وذكر محمدوف إن هذا يعيدنا إلى السبب الجذري للانقسامات الأوروبية بشأن الحوثيين وسوريا والعراق وإيران وهو وجهات النظر المتباينة بشأن الحملة الإسرائيلية في غزة.
ولفت إلى أنه بالرغم من إدانة كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشدة هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، فإن ردود أفعالها تتناقض مع أولويات مختلفة.
وذكر أن بعض الدول، مثل النمسا وجمهورية التشيك والمجر وألمانيا، تتحالف بشكل وثيق مع إسرائيل، وبالتالي تفضل تأييد حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.
وفي المقابل فغن دولاً أخرى، مثل إسبانيا وبلجيكا وأيرلندا وسلوفينيا، وإلى حد ما فرنسا، ترى أن الحرب في غزة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني بشكل أكثر عموماً هي السبب الرئيسي وراء الفوضى المتوسعة في الشرق الأوسط.
وتجد تلك الدولة صعوبة متزايدة في تجزئة حرب غزة، وهجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والجماعات الشيعية المدعومة من إيران في سوريا والعراق.
ويعتقدون أن اتخاذ إجراء أكثر قوة ضد "جبهة المقاومة" من شأنه أن يقلل الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة.
ومن غير المرجح أن يؤدي حكم محكمة العدل الدولية، الذي فرض عدداً من التدابير على إسرائيل بشأن سلوكها في الحرب في غزة، إلى سد الخلافات بين بلدان أوروبا، على الرغم من التزام الاتحاد الأوروبي المعلن بالقانون الدولي.
وإضافة لذلك، طال الانقسام الأوروبي أيضا تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، في أعقاب مزاعم إسرائيلية بتورط عدد من الوكالة بهجوم حماس في 7 أكتوبر.
وأعلنت إيطاليا وهولندا والسويد وفنلندا والنمسا ورومانيا ودول البلطيق عن تعليق تمويلها للوكالة، بينما قال أخرون مثل فرنسا وألمانيا، إنهم سينتظرون نتائج التحقيقات بشأن تلك الارتباطات المزعومة بحماس، وتعهدت دول أخرى، مثل أيرلندا والدنمارك وبلجيكا ولوكسمبورج وإسبانيا وسلوفينيا، بمواصلة التمويل.
ولتأكيد الانقسامات بشكل أكبر، لا يزال الاتحاد الأوروبي يفشل في الاتفاق على فرض عقوبات ضد المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين، بسبب معارضة المجر وجمهورية التشيك، على الرغم من أن الولايات المتحدة قد أعلنت بالفعل أنها ستتخذ هذه الخطوة.
ولذلك فمن العدل أن نتوقع أن يستمر الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء في التخبط، والاتفاق فقط على القاسم المشترك الأدنى، وهو ما من شأنه أن يزيد من تقييد قدرتها على العمل كعناصر فاعلة ذات صلة في الشرق الأوسط.
اقرأ أيضاً
بعد قطع دول مانحة لتمويلها.. الاتحاد الأوروبي يعلن مواصلة دعم الأونروا
المصدر | إلدار محمدوف/ ريسبونسبل ستيتكرافت- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة الاتحاد الأوروبي الحوثيون البحر الأحمر الناتو الضربات الأمريكية البريطانية على الحوثي الاتحاد الأوروبی فی البحر الأحمر الشرق الأوسط فی الشرق حرب غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتحدث عن انفتاح بوتين لإنهاء الحرب بأوكرانيا والناتو يشكك
قال ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتح على اتفاق "سلام دائم" مع أوكرانيا.
وفي حين تحدث الكرملين عن مؤشرات إيجابية لوقف الحرب، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته أن محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا بوساطة واشنطن "ليست سهلة".
وقال ويتكوف خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة فوكس نيوز إنه يرى اتفاق سلام "يلوح في الأفق"، وأن اثنين من كبار مستشاري بوتين، يوري أوشاكوف وكيريل دميترييف، حضرا الاجتماع المهم الذي عقده مع بوتين الجمعة في سان بطرسبورغ، في ثالث اجتماع لهما منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
وأكد ويتكوف أن "طلب بوتين هو التوصل إلى سلام دائم. فإلى جانب وقف إطلاق النار، حصلنا على إجابة لذلك"، معترفًا بأن "الوصول إلى هذه المرحلة استغرق بعض الوقت".
وأضاف "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق بالغ الأهمية للعالم أجمع"، وقال إن المفاوضات شملت أيضا صفقات تجارية بين روسيا والولايات المتحدة.
ويبذل ترامب مساعي حثيثة لدى موسكو وكييف للتوصل إلى وقف إطلاق النار، لكنه فشل في انتزاع أي تنازلات كبيرة من الكرملين رغم مفاوضات متكررة بين مسؤولين روس وأميركيين.
إعلانوالتقى المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف الجمعة بوتين في سان بطرسبورغ في ثالث اجتماع لهما منذ عودة الرئيس الجمهوري إلى البيت الأبيض.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، لم يُحرز تقدم يُذكر في تحقيق هدف ترامب الرئيسي المتمثل في وقف إطلاق النار بأوكرانيا.
ورفض بوتين الشهر الماضي مقترحا أميركيا أوكرانيا مشتركا لوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط في النزاع، فيما اشترط الكرملين إعلان هدنة في البحر الأسود برفع الغرب لبعض العقوبات.
وفي سياق متصل، كشف الكرملين أن عملا مكثفا يجري بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال إن "هناك مؤشرات إيجابية مع عدم توقع نتائج سريعة".
لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إنه ليس من السهل الاتفاق مع الولايات المتحدة على الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأضاف -في مقابلة مع صحيفة كوميرسانت- "ليس من السهل الاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية. إنها قيد النقاش".
وقال في المقابلة التي نشرت في عدد اليوم الثلاثاء "إننا ندرك تماما شكل الاتفاق الذي يمكن أن يضمن المنفعة المتبادلة، وهو أمر لم نرفضه قط، كما ندرك تماما شكل الاتفاق الذي قد يقودنا إلى فخ آخر".
وأشار لافروف إلى أن الرئيس الروسي حدد بوضوح موقف روسيا في يونيو/حزيران 2024 عندما طالب أوكرانيا رسميا بالتخلي عن طموحاتها للانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبسحب قواتها من كامل أراضي 4 مناطق أوكرانية تقول روسيا إنها تابعة لها.
وأضاف "إننا نتحدث عن حقوق سكان هذه الأراضي. ولهذا السبب، هذه الأراضي غالية علينا. ولا يمكننا التخلي عنها".
وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن 20% من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 وأجزاء من 4 مناطق أخرى تقول روسيا الآن إنها جزء من أراضيها، وهو ادعاء لا تعترف به معظم الدول.
إعلانوأشاد لافروف "بالإدراك السديد" للرئيس الأميركي دونالد ترامب وبتصريحه بأن الدعم الأميركي السابق لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي كان سببا رئيسيا للحرب.
موقف الناتوومن جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو إن الحلف سيواصل "مساعدة أوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن نفسها اليوم وردع أي عدوان في المستقبل".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الثلاثاء، إن مساعي ترامب للتوصل لوقف لإطلاق نار وسلام دائم في أوكرانيا "ليست سهلة"، منددا في الوقت نفسه بـ"النهج المخيف" للهجمات "المروعة" التي تشنها روسيا على مدنيين أوكرانيين.
وفي زيارة غير معلنة لمدينة أوديسا الساحلية حيث التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال روته عن المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة إن "هذه المحادثات ليست سهلة لا سيما عقب هذا العنف المروع. لكننا جميعا ندعم مساعي الرئيس ترامب لتحقيق السلام".
من جهته، دعا زيلينسكي إلى إعداد فعال لوحدة عسكرية أجنبية لردع روسيا عن مهاجمة أوكرانيا مجددا في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
وقال إن "بريطانيا وفرنسا ودولا أخرى في الناتو تُمهّد الطريق بقوة لنشر وحدةٍ أمنية في أوكرانيا. من المهم أن نكون جميعا سريعين وفعالين في هذه العملية".
وأكد زيلينسكي لروته أن أوكرانيا في حاجة ماسة إلى أنظمة دفاع جوّي بعدما أسفرت الضربات الصاروخية الروسية الأخيرة عن مقتل عشرات المدنيين.
وقال الرئيس الأوكراني إن "الجميع يدرك تماما مدى حاجة أوكرانيا الماسة إلى أنظمة دفاع جوي وصواريخ. لقد تحدثنا عن هذا الأمر كثيرا اليوم".
في غضون ذلك، نقلت بلومبيرغ عن مصادر مطلعة أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها رفضها لبيان يدين هجوما روسيا بأوكرانيا، فيما تحدث الكرملين عن مؤشرات إيجابية لوقف الحرب.
إعلانوقالت مصادر لوكالة بلومبيرغ إن واشنطن أبلغت حلفاءها في مجموعة السبع أنها لن توقع على بيان يدين الهجوم الصاروخي على مدينة سومي الأوكرانية، "لأنها تعمل على الحفاظ على مساحة للتفاوض".
يذكر أن روسيا شنت الأحد الماضي هجوما عنيفا على مدينة سومي الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل 32 شخصا على الأقل، بينهم طفلان، وإصابة نحو 100 آخرين، وفقا لأجهزة الطوارئ الأوكرانية.
في هذه الاثناء، اتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم الثلاثاء أوكرانيا بشن 6 ضربات على البنية التحتية الروسية للطاقة في غضون الساعات الـ24 الماضية، في انتهاك لحظر على مثل هذه الهجمات توسطت فيه الولايات المتحدة.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات مرارا بانتهاك وقف الضربات على قطاع الطاقة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الشهر الماضي، في إطار مسعى أوسع للتوصل إلى تسوية سلمية في أوكرانيا.