جوهرة فرنسية تعكس صفات حاكم الشارقة الملهمة
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
الشارقة (وام)
أعاد مشروع «قصة جائزة»، من دارة الدكتور سلطان القاسمي، الذاكرة إلى يوم تقلد فيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، «وسام جوقة الشرف برتبة قائد أعلى» وهو أرفع تكريم وطني على مستوى الجمهورية الفرنسية.
جاءت قصة شهر فبراير في «الدارة»، لتعكس مسيرة عمل طويلة لصالح المجتمعات من قائد يمتاز بالقوة والوقار والمجد والحكمة والسلام.
فقد شهد يوم 11 أبريل 2023 حدثاً نوعياً عندما منح فخامة إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية، صاحب السمو حاكم الشارقة «وسام جوقة الشرف» وقام بتسليمه في قصر البديع بالشارقة نيكولاس نيمتشيناو سفير جمهورية فرنسا لدى الدولة.
وشكر صاحب السمو حاكم الشارقة، الرئيس الفرنسي لمنحه أعلى الأوسمة الوطنية، كما شكر السفير الفرنسي على العناية بتلك الأمانة التي أوصلها إليه.
وقد أرادت فرنسا، منح سموه هذا الوسام الرفيع، نظير إسهاماته العلمية والثقافية والأدبية ودعم العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية في شتى المجالات «الإنسانية والتعليمية والثقافية والتاريخية والتعايش السلمي والبيئة والمناخ وغيرها مما جعل فرنسا تفتخر بمنحه هذا الوسام الرفيع كأحد الشخصيات الرفيعة على مستوى العالم» وذلك وفقاً لما صرح به السفير الفرنسي.
ويعتبر منح الوسام لصاحب السمو حاكم الشارقة، إشادة بتميز شخصيته في القيادة والثقافة والصداقة العميقة والعمل العام المجتمعي وتعليم الشباب والثقافة والعلاقات الثنائية التعاونية المثمرة فـ«وسام جوقة الشرف برتبة قائد أعلى» له أهمية كبيرة وتاريخ عميق في فرنسا فقد بدأ منحه في العام 1802، فهو جوهرة رمزية إذ يعد أعلى الأوسمة الوطنية في جمهورية فرنسا، ويتم منحه لشخصيات فرنسية أو أجنبية، وذلك تقديراً لجهودها في تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات بين الجمهورية الفرنسية والدول الصديقة.
ويرمز الوسام، إلى الجدارة والتميز والقيم الأصيلة، كما يأتي تصميم شارته على شكل نجمة خماسية محاطة بأوراق البلوط والغار، وهما يرمزان إلى القوة والوقار والمجد والحكمة والسلام.
وصرح السفير الفرنسي بأن رمز الشعار يعكس صفات تميز بها صاحب السمو حاكم الشارقة، مثنياً على جهود سموه في إمارة الشارقة في مجال الفنون والثقافة، حيث ازدهرت المشاريع الثقافية والفنية والتعليمية بجميع أنواعها في الإمارة، ما جعلها مرجعاً حقيقياً في المنطقة والعالم في هذه المجالات، ومكاناً فريداً لتنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية العالمية التي تشرف عليها مؤسسات متخصصة.
وأشار السفير نيكولاس نيمتشيناو، إلى بينالي الشارقة ومعرض الشارقة الدولي للكتاب والجامعات المرموقة، لافتاً إلى أن الاستثمار الحقيقي في الشارقة هو تعليم وتدريب الشباب والعلم والمعرفة إلى جانب مساهمة سموه الشخصي في الكتابة والنشر والمخطوطات التاريخية المهمة، وفي علوم الجغرافيا.
ويهتم صاحب السمو حاكم الشارقة، بجمع كل ما كتب عن التاريخ الثقافي للجمهورية الفرنسية مستعيناً بعناوين الكتب في المجمع العلمي المصري في القاهرة، وتمكن من اقتناء ما يقارب 8 آلاف عنوان وقرر أن يقيم في الشارقة معهداً علمياً لتلك الكتب أسوة بالمعهد الفرنسي وكذلك المعهد المصري، ولكن عندما احترق المجمع المصري في ديسمبر 2011 أعاد سموه بناء المجمع وقدم كل ما اقتناه من كتب (أي ما يقارب 8 آلاف عنوان).
وفي كلمة سموه أمام السفير الفرنسي، قال: وضعت وديعة مالية للمعهد المصري لتحفظه من العوز وعاودت أجمع كل ما قدمته للمجمع المصري مرة ثانية، حيث إن، تلك الكتب الفرنسية نادرة الوجود ولكنني سأنتهي من جمعها قريباً، وقد باشرت ببناء معهد الشارقة، وكذلك بدأت بكتابة تاريخ فرنسا الثقافي والمكون من أربعة فصول.
وأضاف سموه: إن الفصل الأول يتناول «قرن الأنوار»، في ذلك القرن الثامن عشر تطور المجتمع الفرنسي في مختلف الميادين الفكري والعلمي والاقتصادي والسياسي، أما الفصل الثاني «قرن الأنوار لا زال نوره يضيء» كان ذلك في القرن التاسع عشر حيث ظهر المثقفون كقوة جماعية.
وأضاف: الفصل الثالث «العهد الجميل» وكان في القرن العشرين، ومن أراد أن يعرف ما في العهد الجميل فليدخل إلى الشارقة حيث بها الجامعات والمسارح والمتاحف والمكتبات... إلخ، والفصل الرابع «قضايا جدلية بين العولمة والاستثناء الثقافي» أبيّن فيه كل ما دار حول العولمة ونظرية الصدام بين الثقافات والحضارات كمنطق للدفاع عن العولمة، لكن فرنسا أخذت تدافع بقوة عن مبدأ الاستثناء الثقافي، حيث كانت على رأس الاتحاد الأوروبي، وقد نجحت في ذلك وسأقوم بنشر هذا الكتاب لتعريف جميع العرب بالثقافة الفرنسية.
وتعتزم الجمهورية الفرنسية، التعاون مع إمارة الشارقة، في عدد من المشروعات لتعزيز الثقافة الفرنسية عبر افتتاح المراكز الثقافية والتعاون في المجالات التعليمية، إلى جانب تعزيز التعاون والعلاقات في مجالات السينما والمهرجانات الفنية والزيارات التبادلية للفنانين والمخرجين والعاملين في التراث، والمشاركات في معرض الكتاب والتعاون مع المؤسسات الفنية، وتنظيم المعارض المشتركة والمؤتمرات العلمية مع الجامعات، والتبادل الاقتصادي المثمر، بالإضافة إلى التعاون في مجالات الطاقة وإدارة النفايات والمياه والنقل والحفاظ على البيئة ومستقبل كوكب الأرض.
وقد أصبحت إمارة الشارقة بالرؤية الحكيمة والاستشرافية لصاحب السمو حاكم الشارقة، بيئة خصبة ومثمرة للمشاريع الثقافية والفنية والتراثية، وتفتح ذراعيها لكل تعاون يخدم الإنسانية ويعزز قيم التآخي والتسامح، ولذلك عُرف سموه في الأوساط السياسية والثقافية الدولية بأنه رجل الحكمة والسلام وصاحب مشاريع ثقافية تولي الإنسان الصدارة في الاهتمام.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سلطان بن محمد القاسمي دارة الدكتور سلطان القاسمي فرنسا صاحب السمو حاکم الشارقة الجمهوریة الفرنسیة السفیر الفرنسی
إقرأ أيضاً:
سلطان القاسمي يلتقي رؤساء المجامع اللغوية العربية
أشاد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لمجمع اللغة العربية بالشارقة، بإنجاز المعجم التاريخي للغة العربية في 127 مجلداً والذي برز فيه التعاون الكبير والجهد الوافر من كافة العلماء في المجامع العربية كلها، ليكون هديةً مباركة إلى الأمة العربية، مشيراً سموه إلى أن المعجم سيكون متاحاً بعدة طرق متنوعة لفائدة جميع الباحثين والشباب.
جاء ذلك خلال لقاء سموه، صباح اليوم الثلاثاء، برؤساء المجامع اللغوية العربية، وأعضاء مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة، وذلك في مقر المجمع بالمدينة الجامعية.
ورحّب صاحب السمو حاكم الشارقة في بداية حديثه بالحضور من العلماء الأجلاء، ومباركاً لهم هذا الإنجاز الكبير الذي يُنسب إلى المجامع العربية في كل البلدان بتعاونهم الشامل، وقال سموه معبراً عن تقديره لكل من عمل في هذا الإنجاز غير المسبوق // سنكتبُ أسماءهم بالذهب على هذا العمل الجليل //.
وتطرق سموه خلال حديثه إلى ما بذل من جهودٍ كبيرة في العمل على مشروع المعجم التاريخي للغة العربية والذي اكتمل في سبع سنوات فقط ويضم كل ما نطق به العرب منذ فترة ما قبل الإسلام إلى اليوم، مؤكداً أن اكتمال المعجم هو يوم مشهود في تاريخ الأمة العربية. ومقدماً سموه شكره إلى كافة المجامع في الدول العربية والعلماء وكل من عمل في المعجم التاريخي للغة العربية، مشيراً إلى دور اتحاد المجامع العربية في القاهرة والذي كان له الفضل في وضع القواعد لهذا المشروع الكبير سابقاً، وفتح الطريق إلى هذا الإنجاز.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية توفير ونشر المعجم التاريخي للغة العربية بعدة طرق ووسائل حديثة تستوعب صعوبة اقتناء كافة مجلدات المعجم التاريخي وحمله من مكانٍ إلى آخر، وكذلك لضمان انتشار المعجم خاصة بين أجيال الشباب، ولذلك تم وضع المعجم كاملاً على الموقع الإلكتروني، كما تم إطلاق تطبيقات خاصة به على الهواتف الذكية حتى يتمكن الباحثون من البحث فيه بسهولة، إلى جانب مشروع “معجم جي بي تي” وهي تقنية تعمل بالذكاء الاصطناعي تمكّن الباحثين من التحاور مع المعجم وطلب أي من محتوياته بسهولة كبيرة، وسيكون المشروع جاهزاً خلال أشهرٍ معدودة.
وتناول صاحب السمو حاكم الشارقة الموسوعة العربية الشاملة للعلوم والآداب والفنون والتي سيستمر العمل فيها مع نخبة العلماء الذين أنجزوا المعجم التاريخي للغة العربية والتي ستكون فريدة في نوعها ومختصة ودقيقة، مما سيجعل البحث فيها سهلاً وبسرعة فائقة لما ستكون عليه من الترتيب المتقن والمتكامل.
وأعرب سموه في ختام حديثه عن أمله في أن تقوم المجامع اللغوية العربية بأدوار كبيرة في تثقيف الناس من خلال الندوات المتخصصة والمحاضرات، موضحاً أهمية هذه الأنشطة الثقافية في إبراز مكانة العلماء وإجْلالهم وإعلاء مقامهم وتعريف الناس بعلمهم وجهدهم، كما ظهر ذلك خلال عملهم في المعجم التاريخي للغة العربية، بالإضافة إلى ما تعمل عليه الثقافة، التي تركز عليها الشارقة، في الارتقاء بالأمة العربية في دينها وعِلمها وإنسانها.
وتحدث خلال اللقاء عدد من رؤساء المجامع اللغوية العربية مباركين لصاحب السمو حاكم الشارقة، اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية، مثمنين ما ظلّ يقدمه سموه من دعمٍ لا محدود، ومتابعةٍ حثيثة، لكافة أمور المعجم حتى اكتمال صدوره في وقتٍ قياسي مقارنة بكافة المعاجم من هذا النوع في العالم، وتناول المتحدثون أهمية المعجم للباحثين والعلماء والدارسين وغيرهم لغوياً وتاريخياً، كما قدموا الشكر والامتنان إلى سموه لدعم كل ما يتعلق باللغة العربية في مختلف البلدان.