احتفلت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج لعام 1445هـ على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى السلام، وجسّد الحفل الذي أقيم على المسرح الكبير بمركز صحار الترفيهي بولاية صحار اليوم، القيم الرفيعة والمواقف العظيمة المستلهمة من حادثة الإسراء والمعراج وأثرها في قلوب المسلمين وتذكير العالم الإسلامي بها ليستفيد منها أفراد المجتمع في واقعهم المعيش.

وشهدت فقرات الاحتفال تنوعًا وثراءً معرفيا واسعا جسدته اللوحات الإنشادية والتمثيلية التي حملت عنوان «أرض الإسراء»، إلى جانب القصائد الشعرية المعبّرة عن هذه المناسبة الدينية، كما توزعت اللوحات التمثيلية بين فقرات الحفل، وشملت أربعة مشاهد تمثيلية جسّد مشاهدها الفنان عبدالحكيم الصالحي برفقة عدد من الشخصيات التي أوضحت القيمة المكانية والزمانية لحادثة الإسراء والمعراج في حياة المسلمين، وما أوجدته من معانٍ سامية وثوابت راسخة في القيم الإسلامية، وما صنعته تلك المواقف الثابتة من عزيمة وإصرار في كل نفس مسلمة للتمسك بالخصال المحمدية، وبرهنت على المعجزة الخالدة لحادثة الإسراء والمعراج، مع توضيح الفضائل والمكارم والنعم التي حظي بها المسلمون إلى يومنا هذا.

كما شهد الحفل إلقاء قصائد معبّرة وواصفة وشارحة لذكرى الإسراء والمعراج، الأولى منها قصيدة فصيحة حملت عنوان «أمة المعراج» للشاعر يوسف بن عبدالقادر الكمالي، وقصيدة نبطية بعنوان «شموخ» للشاعر عامر بن سالم الحوسني، تناول فيها مشاعر إيمانية مترسخة في نفوس المسلمين لذكرى الإسراء والمعراج وما تعلمنا فيها من قيم وفضائل إيمانية خالدة، كما شهد عرضًا مرئيًا حمل عنوان «رسالة إلى أرض الإسراء» لعدد من الشخصيات العمانية المؤثرة، تتحدث عن هذه المناسبة وأثرها في قلوب المسلمين، كما اشتمل الحفل على ثلاثة أناشيد بعناوين «يا قدس، وفضل لها، ويا رسول الله»، قام بأدائها عدد من المنشدين، عبّروا بأصواتهم من خلال كلماتها عن تجليّات القيم والأخلاق العالمية التي تزخر بها هذه المناسبة العطرة.

أقيم الحفل تحت رعاية سعادة محمد بن سليمان بن حمود الكندي محافظ شمال الباطنة، بحضور عدد من المكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والولاة، وجمع من المواطنين.

كما تناول وليد زكي قطب الواعظ الديني بولاية دبا حادثة الإسراء والمعراج في محاضرته التي أقامتها إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة مسندم وألقاها في مسجد قرون الصيد بولاية دبا بحضور سعادة الشيخ عبد العزيز بن أحمد الهوم المياسي والي دبا ومدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة مسندم وجموع من المواطنين.

تطرّق المحاضر إلى العبر والدروس والعظات المستوحاة من حادثة الإسراء والمعراج وهي تسلية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بهذه الرحلة الربانية ليرجع إلى قومه أشد إصرارا وثباتًا وأكثر عزمًا وقوة وصلابة، وإن المنح لا تكون إلا بعد المحن، وإن الله تعالى عوّد عباده المؤمنين أن العطايا لا تكون إلا بعد الرزايا وأن اليسر لا يكون إلا في ذيل العسر، فقد توالت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأحزان والآلام قبل إسرائه ومعراجه حتى سُمي ذلك العام بعام الحزن، وفي النهاية تعد الإسراء والمعراج حدثين مهمين في الإسلام، يشددان على أهمية الدين والرسالة لإسلامية ويذكّرانا بأهمية الصلاة والاتصال بالله والعمل الصالح في تحقيق التوازن بين العالم الروحي والحياة الدنيوية، كما ذكر المحاضر أن من واجب المؤمن أن يصدّق النبي -صلى الله عليه وسلم- كما فعل الصديق -رضي الله عنه-، وتحدّث المحاضر كذلك عن قيمة الصلاة والمكانة السامية لها، حيث تم فرضها في السماء، مشيرًا إلى أن من فوائد الإسراء والمعراج حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على أمته ورحمته بهم حين طلب التخفيف عند فرض الصلاة عليهم فهو الحريص على أمته بالمؤمنين رؤوف رحيم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الإسراء والمعراج

إقرأ أيضاً:

هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟

رحلة الإسراء والمعراج جبر الله فيها خاطر سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، وهي المعجزة الكبرى التي أيد الله عز وجل بها نبيه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- وذكرها في القرآن، حيث رأى فيها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عجائب آياته الكبرى، ومنحه فيها عطاءً رُوحيًّا عظيمًا؛ وذلك تثبيتًا لفؤاده، مع بيان الحكمة الإلهية منها وموقف أهل مكة وماذا يستفاد منها في الواقع.

ويتساءل الكثيرون: “هل رأى النبي الله فى رحلة الإسراء والمعراج وكيف كان الحوار؟”.

وسُئلت السيدة عَائِشَة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- هَلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَبَّهُ؟ فَقَالَتْ: «لَقَدْ قَفَّ شَعَرِي مِمَّا قُلْتَ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ ثَلَاثٍ مَنْ حَدَّثَكَهُنَّ، فَقَدْ كَذَبَ مَنْ حَدَّثَكَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ سورة الأنعام آية 103 وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ سورة الشورى آية 51، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا سورة لقمان آية 34، وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ كَتَمَ فَقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ سورة المائدة آية 67 الْآيَةَ، وَلَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ».

وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أنه رآه سبحانه بعين رأسه، قَالَ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى قَالَ رَآهُ بِفُؤَادِهِ مَرَّتَيْنِ» رواه مسلم (الإيمان/258)، وروى عطاء عنه أنه رآه بقلبه كذا ذكرهما في المدارك، وعن أبي العالية أنه رآه بفؤاده مرتين، وروى شريك عن أبي ذر في تفسير الآية: «ما كذب الفؤاد ما رأى»، وحكى السمرقندي عن محمد بن كعب القرظي وربيع بن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: هل رأيت ربك ؟ قال: رأيته بفؤادي ولم أره بعيني.

هل رأى النبي محمد الله في رحلة الإسراء والمعراج؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن كلمة أسرى يعني سار بالليل وليست الروح هى التى سارت بالليل فقال العلماء بعبده اى بكله ولم يقل بروح عبده اى أخذ الجسد الذي بداخله الروح الذي بداخله النفس.

وأوضح جمعة، خلال لقائه ببرنامج "الله أعلم"، أن الكثير يتساءل الرؤيا التي رآها سيدنا النبي هل رأى ربه بعينه أم بقلبه؟ مستشهدا بقوله تعالى( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) فهو رأى ربه بالفؤاد تقول عائشة ((من قال ان محمدا رأى ربه بعينه فقد كذب لأنه لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار))، فالله عز وجل لا يرى بالعين المجردة وإنما يرى بالقلب والفؤاد، فالعين له البصر والفؤاد له البصيرة ففى القلب عين تسمى البصيرة، ويرى بها الانسان.

وأشار الى أن الله عز وجل ليس له طول وعرض حاشاه فالله خارج الزمان والمكان فإذا ما رأيناه، رأيناه بصورة أخرى غير التي نرى بها سائر المخلوقات، فنراه بقلوبنا وبوجوهنا النضرة ولذلك يقول المولى عز وجل فى كتابه الكريم (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ۝ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) فالله سبحانه وتعالى ليس جسماً وكل ما خطر ببال الإنسان كيف شكل الله، فالله بخلاف ذلك، وهناك فارق بين الخالق والمخلوق.

وأضاف أن رؤية العين كانت رؤية جبريل، فهو مخلوق فرآه النبي صلى الله عليه وسلم على حاله، ولذلك عندما سئل النبي أرايت ربك فقال لهم نوراً أن أراه وليست الرؤية بالتاء البصرية إنما هى الرؤيا التى يراه فيها الروح والقلب والبصيرة .

هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج؟

قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن العلماء اختلفوا في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله تعالي في رحلة الإسراء والمعراج.

وأضاف عثمان، أن الجمهور اتفقوا فيه على عدم رؤية النبي لله تعالي في رحلة المعراج وصعد إلى أماكن لم يرق إليها نبي من الأنبياء واقترب منها ولكن كان هناك حجاب بينه وبين الله.

وأشار إلى أن السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قالت "من ادعي أن محمدا قد رأى ربه فقد كذب".

هل كان الحوار بين الله والنبي باللغة العربية فى رحلة الإسراء والمعراج؟

تروي لنا قصة الإسراء والمعراج ووصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى أن حوارًا دار بينه وبين الله سبحانه وتعالى، فهل كان الحوار ما بين المولى عز وجل وبين النبي صلى الله عليه وسلم باللغة العربية التي نعرفها أم أنه كان بوسيلة أخرى؟ هذا ما أجاب عنه تفصيلًا الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه "والله أعلم".

يوضح جمعة فارقًا بين الحقيقة والمجاز في اللغة العربية، فيقول إن الله سبحانه وتعالى حين قال: "وكلم الله موسى تكليمًا"، كان ذلك على سبيل الحقيقة، ففي اللغة العربية إذا استعمل المصدر بعد الفعل فهو على الحقيقة ولا يجوز فيه المجاز، وأضاف جمعة أن كلام الله سبحانه وتعالى قائم بنفسه ليس فيه لا صوت ولا حرف، لأنهما يقتضيان الترتيب وهو يقتضي التركيب والتركيب يقتضي الحدوث، والحدوث لا يكون في ذات الله تعالى، ولذا، يقول جمعة أن كلام الله سبحانه قديم على غير هيئة المخلوقات، فذات الله ليست مخلوقة، أما كلمة "الله" مثلًا فهي كلمة مخلوقة، أما العلاقة بين كلمة "الله" وبين الله سبحانه وتعالى فهي العلاقة بين الدال والمدلول، فالله تدل على الذات العليا غير المخلوقة، وكذلك في اللغة.

فيقول جمعة إن اللغة العربية أو لغة سيدنا موسى أو نحوها فهي عبارة عن دال، أما المدلول القائم بذاته تعالى، فلما نزلت التوراة بالعبرية والإنجيل بالآرامية والقرآن بالعربية، فكلها دالة على ما في ذات الله، وأوضح جمعة أن البشر هم من لديهم الحرف والصوت (فهو كتاب الله المقدور)، والكتاب مخلوق، فيقول العلماء: “خلق الله سبحانه وتعالى في الشجرة كلامه مع سيدنا موسى، وخلق الله سبحانه وتعالى في السدرة كلامه مع سيدنا محمد”.

"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ"، يشرح جمعة كيف يكلم الله سبحانه وتعالى عباده وأصفياءه، فيقول إن الآية تعني أن الله سبحانه وتعالى يخاطب البشر في ثلاث طرق، أولاها أن يطبع الكلام في قلبه، فالله لا يتكلم بحرف أو بصوت، ولكن يخلق ما يشاء من الدال على كلامه في ذات الإنسان، فخلق في محمد وموسى وعيسى ما شاء من الوحي أو الكلام، أو أنه يرسل جبريل ما يكلمهم به، "فالله يخلق في جبريل ما يبلغه للأنبياء".

كيف رأى الرسول الجنة والنار في الإسراء والمعراج؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار في الجنة برحلة الاسراء والمعراج، سار في زمن آخر، وذكر قول الإمام السيوطي أنه من الوارد أن يكون قد رآها بعينيه، ووارد أن يكون قد كشف الله له ما فيها، فكشف الله الغيب الذي يعلمه.

وأوضح جمعة أن الغيب بالنسبة لله هو كائن بالفعل، فهو بالنسبة لله تحقيق وبالنسبة لنا تقدير، فالله يراه لكننا مازلنا لا نعرفه، ولذا، يقول جمعة، الله لا يظلم أحدًا لأن الله يعلم إن كنت سوف تصلي أو لا، فهو يعرف الإنسان منذ أن خلق حتى مات، "مظلمش لكنه رأى لأنه لا زمن هناك".

مقالات مشابهة

  • حادثة الإسراء والمعراج وإيمان أبو بكر الصديق
  • «أوقاف الظاهرة» تحتفي بذكرى الإسراء والمعراج
  • أوقاف الفيوم تحيي ذكرى الإسراء والمعراج بمسجد التقوى
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج لعام 1446هـ
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج
  • القوات المسلحة تحتفل بذكرى ليلة الإسراء والمعراج لعام 1446ه
  • الاحتفاء بذكرى الإسراء والمعراج في صلالة
  • هل راجع النبي الله في عدد الصلوات برحلة الإسراء والمعراج.. الإفتاء تجيب
  • مسرح 23 يوليو يستضيف احتفالية قصور الثقافة بذكرى الإسراء والمعراج
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟