بوابة الوفد:
2025-02-05@06:39:36 GMT

مقترح رئيس الوفد

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

تعيد «الوفد» نشر مقال الزميل سليمان جودة المنشور فى جريدة «المصرى اليوم» وفيما يلى نص المقال:

ما حدث مع اقتراح رآه الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الوفد، يؤشر على أن مسافة ممتدة لا تزال بيننا وبين القدرة على استقبال الرأى الآخر، فضلًا بالطبع عن القدرة على مناقشته.

ذلك أن رئيس الوفد اقترح أن يقوم المصريون فى الخارج بتحويل 20٪ من مدخراتهم عبر البنوك الوطنية، وكان تقديره وهو يقترح ما يراه أن ذلك من الممكن أن يخفف من حدة الأزمة الاقتصادية، وأن يوفر من العملة الصعبة ما يجعل هذه الأزمة تمر.

لم يُخطئ الرجل فى شىء، ولم يُرغم أى مصرى فى الخارج على تحويل جزء من مدخراته من خلال البنوك الوطنية، ولم يطلب الاستيلاء على حصة من تلك المدخرات، ولم يذكر أن ما يقترحه هو الصواب، ولا قال إن ما عداه خطأ.. لم يفعل شيئًا من هذا أبدًا.. ولكنه أحس بأن عليه أن يساهم من موقعه برأى فسارع يساهم.

ولكنه ما كاد يقول ذلك ويعلنه حتى قامت عليه الدنيا ولم تقعد، مع أن ما صدر عنه لم يكن سوى فكرة يمكن أن تكون صوابًا، ويمكن أن تكون خطأ، لا لشىء إلا لأنها فكرة من اقتراح إنسان، وليست شيئًا مُنزلًا من السماء.

ولا بد أنه كان يتمنى لو كان اقتراحه قد جرى استقباله فى هذا الإطار، ولو حدث هذا لربما تم تطوير الفكرة من خلال الإضافة إليها والحذف منها، ولربما أخذها صاحب اقتراح آخر فراح يُعدل فيها ويبدل منها، فنجد أنفسنا فى النهاية أمام فكرة مكتملة، وتصبح بالتالى محل توافق وقبول.

لم يحدث شىء من هذا كله، ولكن التسفيه من الاقتراح كان سيد الموقف، وبدا أن التقليل من شأن الفكرة هو الذى ساد وشاع وانتشر.. وكان وجه الخطورة فى تسفيه الفكرة، وفى التقليل من شأن الاقتراح، أن ذلك سوف لا يشجع أحدًا على أن يطرح أى فكرة يراها، وسوف يخيف كل الذين يشعرون بأن لديهم ما يمكن أن يقدموه من أفكار واقتراحات للصالح العام!.. وقد وصلت الخفة فى التعامل مع اقتراح الرجل إلى حد قيل معه إن رئيس الوفد يريد إرغام محمد صلاح على تحويل جانب من فلوسه من خلال البنوك الوطنية!

والخلاصة أننا فى غالبيتنا لم نتعلم بعد، كيف يمكن أن نستقبل أى فكرة جديدة، ولم نتدرب على ذلك بما يكفى، ولا بد أننا مدعوون إلى أن نتعلم وأن نتدرب على هذا الأمر، وأن ندرك أنه لا أحد يملك الحقيقة بمفرده، وأن الحقيقة تبقى مسألة نسبية بين عقل وعقل، وأن علينا أن نتعامل مع كل مقترح جديد على هذا الأساس.. إننى أخشى أن أقول إن كثيرين بيننا فى حاجة إلى العودة للمدرسة من جديد، بشرط أن تكون مدرسة من النوع الذى يعلم ويدرب، لا مدرسة من النوع الذى يعطى شهادة.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر مقترح رئيس الوفد رئيس الوفد الوفد مقال الزميل الدكتور عبدالسند يمامة الممكن أ رئیس الوفد

إقرأ أيضاً:

بعد ترامب..مسؤولون أمريكيون يُروجون لتهجير سكان غزة

دافع مسؤولون أمريكيون عن اقتراح الرئيس دونالد ترامب نقل الفلسطينيين من قطاع غزة الذي دمرته الحرب إلى دول مجاورة، مؤكدين أنه يحاول النظر إلى المشكلة بواقعية دون فرض حل بعينه.

وفي نظرة مسبقة للمحادثات في البيت الأبيض في وقت لاحق اليوم بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سعى هؤلاء المسؤولين الكبار إلى تبسيط ما اعتبر على نطاق واسع دعوة من ترامب لتهجير جماعي لسكان غزة من القطاع، والتي رفضتها بشدة دول عربية ومسؤولون فلسطينيون.

وأكد المسؤولون الأمريكيون، الذين تحدثوا شريطة حجب هوياتهم، أن الولايات المتحدة تريد العمل مع شركائها العرب وإسرائيل للتوصل إلى حلول مبتكرة للمشكلة.

ويعكس الاقتراح الذي أطلقه ترامب في الشهر الماضي رغبات اليمين المتطرف في إسرائيل، لكنه يتناقض مع تعهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن برفض التهجير الجماعي للفلسطينيين.

ولم يصل المسؤولون إلى حد تكرار دعوة ترامب بشكل صريح للأردن ومصر لاستقبال سكان غزة، لكنهم أيضًا لم يتراجعوا عن الاقتراح.

وقال أحد المسؤولين الكبار للصحافيين: "ينظر الرئيس ترامب إلى قطاع غزة ويعتبره موقعًا هُدم، ويرى أنه ليس ممكنًا من الناحية العملية إعادة بنائه في غضون ثلاث إلى خمس سنوات، إذ يعتقد أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن 10 إلى 15 عامًا، ويعتقد أن ليس من الإنسانية إجبار الناس على العيش في أرض غير صالحة للسكن بين ذخائر غير منفجرة وأنقاض".

وأضاف أن ترامب "يبحث عن حلول لمساعدة سكان غزة على عيش حياة طبيعية أثناء إعادة إعمار قطاع غزة، ويحاول النظر إلى الأمر بطريقة واقعية".

وبعث خمسة وزراء خارجية عرب ومسؤول فلسطيني كبير رسالة مشتركة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس الإثنين، عارضوا فيها خطط تهجير الفلسطينيين من غزة، وحملت الرسالة توقيعات وزراء خارجية السعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن بالإضافة إلى حسين الشيخ مستشار رئيس السلطة الفلسطينية.

وطرح ترامب لأول مرة اقتراح استقبال الأردن ومصر للفلسطينيين من غزة بعد فترة وجيزة من تنصيبه في 20 يناير. وردًا على سؤال هل كان يقترح ذلك باعتباره حل طويل الأمد أم قصير الأمد، قال الرئيس الأمريكي: "قد يكون أيًا منهما".

وأججت تصريحات ترامب المخاوف التي تساور الفلسطينيين منذ فترة طويلة من إجبارهم على الرحيل من ديارهم بشكل دائم. 

مقالات مشابهة

  • ترامب يؤيد فكرة إرسال المجرمين من الولايات المتحدة إلى دول أخرى
  • نتنياهو: فكرة ترامب تجاه غزة ستغير التاريخ
  • بعد ترامب..مسؤولون أمريكيون يُروجون لتهجير سكان غزة
  • رئيس «الشيوخ» يشيد بأداء الوفد المصري بجنيف: نجح في عرض تطورات الملف الحقوقي
  • نتنياهو يدرس إعفاء رئيس الشاباك من دوره في الوفد المفاوض بشأن غزة
  • رئيس الوزراء الكرواتي يعلق على فكرة ترامب حول فرض رسوم على السلع الأوروبية
  • رئيس النواب الأمريكي: لا يمكن لـ حماس الاستمرار في السلطة
  • دوائر سياسية غربية وعربية: «مقترح التهجير» يقود لكارثة إنسانية
  • نائب: لا يمكن الانكسار فى ظل وجود رئيس وجيش قوى
  • برلمانية الوفد بالشيوخ: لا يمكن الانكسار في ظل وجود رئيس وجيش قوي