بوابة الوفد:
2024-11-21@20:33:36 GMT

تاريخ من الانتصارات!

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

قبل نحو ثمانية آلاف عام تم توحيد المقاطعات المصرية فى مملكتين: مملكة الوجه البحرى، ومملكة الوجه القبلى، وأصبح لكل منهما جيش منظم، وظل هذا الأمر حتى عام 3425 قبل الميلاد عندما تم توحيد مصر نهائياً على يد الملك مينا.

وفى بداية الأسرة الثالثة تعرضت مصر لغارات من البدو على حدودها.. فسارع الملك زوسر بوضع اللبنات الأولى لبناء جيش موحد ثابت لمصر.

. وقد شهد تنظيم وتسليح هذا الجيش تطورات عديدة فى عصور الدولة القديمة والدولة الوسطى، أما التطور الكبير فى تنظيم الجيش المصرى فقد حدث فى عهد الدولة الحديثة «1552- 1085» قبل الميلاد.

وعلى مدى هذه القرون خاض الجيش المصرى معارك كبرى.. معارك تحرير واستقلال وردع للأعداء والطامعين.

وفى عصر الدولة الوسطى تكالبت على مصر الهجرات العنصرية.. خاصة من قبل الجماعات الآسيوية التى عرفت بالهكسوس الذين أمكنهم الاستيلاء على السلطة لأول مرة فى تاريخ مصر.. وظل هؤلاء الغزاة يحكمون مصر قرابة قرن ونصف القرن من الزمان.

وقد وقع عبء تحرير مصر من هذا الوجود الأجنبى على عاتق الأسرة 17، وتجلت فى هذه الحروب آيات البطولة والشجاعة من الحكام والمقاتلين، وشاركت بعض الملكات المصريات فى تلك الحروب مثل الملكة «أياح حتب» التى ساندت زوجها «سقنن رع الابن» فى كفاحه ضد الهكسوس حتى سقط كأول شهيد فى سبيل مصر، فاستكمل ابنه أحمس الأول تحرير أرض مصر، ويعد أحمس الأول بطل استقلال مصر فى العهد القديم وطارد الهكسوس من وادى النيل.

فى عام 1468 قبل الميلاد توفيت ملكة مصر حتشبسوت وخلفها فى الحكومة تحتمس الثالث فحكم مصر 32 عاماً قاد خلالها 16 حملة عسكرية لتوطيد سلطان مصر ونفوذها فى كل أنحاء المعمورة.. ولم يعرف جيش مصر خلال حكمه طعم الهزيمة.. ويعتبر تحتمس الثالث من أعظم ملوك مصر القديمة وأقدر قوادها العسكريين والسياسيين، ومن أشهر المعارك التى ارتبط بها اسمه معركة «مجدو».  كانت مجدو- تل المسلم حالياً شمال شرق جبال المكرمة شمال فلسطين- منطقة ذات موقع استراتيجى.. فتحرك إليها الجيش المصرى بقيادة تحتمس الثالث حتى انقض على أعدائه عام 1468 قبل الميلاد، واختار تحتمس الهجوم عبر ممر «مجدو» ما كان مفاجأة كبرى لأعدائه.. فاختل نظامهم وتفرقت صفوفهم، فحسم جيش مصر المعركة فى ساعات.

منذ أن دخلت مصر الإسلام، أصبحت حصن المسلمين وقلعتهم.. وأصبح جيش مصر درع وسيف الأمة الإسلامية.. وحقق لها النصر فى معارك كبرى سجلها التاريخ فى حطين وغيرها.

وبعد تولى محمد على باشا عرش مصر فى بداية القرن التاسع عشر، أعاد بناء جيش مصر فى إطار مشروعه القومى لبناء دولة حديثة قوية فى مصر، خاض هذا الجيش حروباً عديدة أشهرها الحروب التى خاضها ضد تركيا فى الشام والتى أبلى فيا جيش مصر بلاء رائعاً.

هكذا يؤكد التاريخ أن الجيش المصرى هو أقدم جيش نظامى ثابت فى العالم. كما كان الجيش المصرى طوال تاريخه مدرسة للقيم الإنسانية النبيلة فى أوقات السلم والحرب على السواء.. وعلى مدى تاريخه سجل جيش مصر انتصارات عظيمة فى المعارك الحاسمة التى خاضها والتى أتيحت لرجاله فيها فرصة القتال والمواجهة.

وعلى مدى التاريخ الطويل من القديم إلى الحديث، اتصف الجيش المصرى بالعديد من الصفات التى ميزته عن أى جيش فى العالم، وفى مقدمتها أنه لم يكن أبداً جيش عدوان أو احتلال أو اغتصاب لأرض أو حقوق الغير.. بل كان دائماً قوة من أجل دعم السلام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن رات محمود غلاب تاريخ الجیش المصرى قبل المیلاد جیش مصر

إقرأ أيضاً:

الشيخة جواهر: «أولاد الناس» توثّق تاريخ مجتمع مصر

الشارقة: «الخليج»
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة مثرية ضمن سلسلة جلسات «صالون الشارقة الثقافي» الذي نظمه المكتب الثقافي بالمجلس، وقد حملت الجلسة عنوان «قراءة في تاريخ المماليك، من خلال رواية «أولاد الناس»، بحضور ومشاركة مؤلفته الأديبة المصرية د. ريم بسيوني، في حوار أدارته د. مريم الهاشمي صباح يوم الثلاثاء الماضي، في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، بحضور عدد من الأديبات والمهتمات بالشأن الثقافي والتاريخي والإبداعي ولفيف من سيدات المجتمع.
أعربت سموها، في بداية الجلسة عن سعادتها، باستضافة الكاتبة د. ريم، قائلة: «إن د. ريم بسيوني شخصية ثقافية عربية نفتخر بها، ونتمنى أن يكون لها صيت أكبر مما تحظى به الآن، لما قدمته لنا من تصوير مفصل عن تاريخ حبيبتنا مصر». لطالما كنا نجول في مصر ومدنها القديمة بحب دون الانتباه إلى تاريخها ومدى عمقه، فيقال لنا هذا مسجد السلطان الحسن، وهذا أحمد بن طولون، وغيرهم، تلك أسماء مررنا عليها مرور الكرام في التاريخ لمجرد المعرفة، ولكن «أولاد الناس» صور لنا تفاصيل المجتمع المملوكي وكأننا نعيش ما بين سحر الماضي وعبق التاريخ الذي جعلنا نشعر وكأننا نجالس «أولاد الناس».
وتابعت سموها قائلة: «مما لاشك فيه أن د. ريم استطاعت من خلال كتاباتها أن تسلط الضوء على المعنى الأعمق للفكر الصوفي، وهو جزء لا يمكن تجاهله عند بحثك في التاريخ الإسلامي، فوسعت مداركنا وبينت للقارئ كم هو فكر مملوء بالرحمة وتقبل الآخر والتسامح، ويحتاج منا إلى إعادة التفكر بمعانيه، وعدم إصدار الأحكام أو النفور منه ومن معتنقيه».
وأضافت سموها: «ولأننا في عالم لا يسعنا فيه أن نرمش دون ظهور صيحة جديدة نواكبها أو تكنولوجيا حديثة نتعلمها، وجب علينا التشديد على أهمية عدم التفريط بالهوية العربية الإسلامية، وقيمها ومبادئها السامية، التي - عكس ما يزعم البعض - تصلح لكل زمان ومكان ما دامت الأرض في دوران. لذلك أوصي الشباب بالعودة إلى الكتب والتمعن في التاريخ والتعرف على شخصياته العظيمة التي بَنَت مجتمعاتها وأسهمت في النهضة التي نشهدها اليوم. لذا أدعو أبناءنا للحفاظ على هذا الموروث وتمثيله بأفضل صورة».
وضمت الجلسة الحوارية عدة محاور شاركت فيها الدكتورة ريم كيفية تولُّد شعلة الكتابة لهذه الثلاثية التي تجاوزت السبعمئة صفحة، وناقشت قدرة الأديب على تغيير المفاهيم التاريخية لجمهور المتلقين دون الإخلال بالتوازن بين الشخصية الأكاديمية والإبداعية. كما تطرقت لدور الشخصيات النسائية في أعمال الكاتبة عموماً ورواية أولاد الناس على وجه الخصوص.
وتحدثت الدكتورة عن مسؤوليتها المزدوجة كأكاديمية وكأديبة روائية، وما يستدعيه ذلك من حرص على الأمانة العلمية، خاصة حين تبنى الرواية على أحداث حقيقية وشخصيات لها حضورها المؤثر في التاريخ.
على الرغم من أنها حاصلة على شهادتي الماجستير والدكتوراه في علم اللغة الاجتماعي من جامعة أكسفورد في بريطانيا، وعملها كأستاذة ورئيسة لقسم اللغويات في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تحرص ريم بسيوني على استخدام اللغة العربية في كتاباتها البحثية والأدبية، افتخاراً منها بانتمائها للثقافة العربية والإسلامية، مؤكدة أن الكاتب مسؤول عن تعزيز هذه الثقافة والتعريف بها وبما تحتوي من ثراء فكري وكنوز علمية، الأمر الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا الشابة المتأثرة بعالم التكنولوجيا وما تحمله من اتجاهات معرفية لا تتناسب مع هويتنا.
كما تطرقت للحديث عن روايتها «أولاد الناس - ثلاثية المماليك» الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للأدب من المجلس الأعلى للثقافة لأفضل رواية مصرية لعام 2019-2020، وأوضحت أن مصطلح «أولاد الناس» يعود إلى العصر المملوكي، حيث كان يطلق على أبناء المماليك الذين ولدوا على أرض مصر، فأبناء الأمراء المماليك لا يرثون صفة المملوك من آبائهم بل ولادتهم فوق التراب المصري تعفيهم من صفة المملوك وتحولهم إلى أحرار بنعت «أولاد الناس». ويشاركهم الطبقة المرموقة في المجتمع القضاة والفقهاء وتليهم طبقة التجار، أما أهل مصر وسكانها فهم فقط من العامة، ولا يسري عليهم هذا اللفظ.
كما أشارت إلى أن حياة المملوك كانت تتسم بالصعوبة حيث كان ملزماً بقوانين صارمة، فلم يكن يسمح له بالزواج إلا بإذن من السلطان ولا يورث أولاده للحد من الفساد، لذلك عرف أولاد الناس بعدم امتلاكهم للكثير من الأموال ولكن بمخزونهم الوفير من العلم والثقافة والفكر والوعي.
وأكدت أن العمل يجمع بين الجانب الأكاديمي والروائي الإبداعي، ويسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويقدم تاريخاً جميلاً للقراء ويصحح الكثير من المفاهيم المغلوطة.

مقالات مشابهة

  • برشلونة يسعى إلى استعادة طريق الانتصارات في الدوري الإسباني عبر بوابة سلتا فيجو
  • الشيخة جواهر: «أولاد الناس» توثّق تاريخ مجتمع مصر
  • سعر استخراج شهادة الميلاد 2024.. اعرف التفاصيل
  • شجرة «عيد الميلاد» تثير موجة احتجاج في الفاتيكان
  • مواعيد دير الأنبا باخميوس في صوم الميلاد
  • 43 يوما من الروحانية.. الأقباط يبدأون الصوم استعدادا لعيد الميلاد
  • زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
  • أخبار السيارات| مقارنة بين سيتروين C4X وكيا اكسيد .. شاهد.. سيارة مازدا CX90 موديل الجديدة
  • "دير المحرق" بأسيوط يعلن مواعيد استقبال زواره خلال فترة صوم الميلاد
  • البرازيل والأرجنتين تعودان تعودان لسكة الانتصارات في تصفيات مونديال 2026