سودانايل:
2024-07-26@02:20:14 GMT

وصايا مالك عقار لعقول خاملة

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
في أبيات للشاعر "عمرو بن معدي كرب بن ربيعة الزبيدي" الذي عاش في القرن السابع الميلادي، و قد صارت أبياته من الحكم التي توصف بها حالات العجز و و الانكسار في قوم عطلوا عقولهم، و رفضوا سماع اراء الأخرين، حتى تحكم فيهم العجز و الفشل.. يقول في الوصف
لقد اسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
و لو نار نفخت بها أضاءت و لكن أنت تنفخ في رماد
أن طول فترة النظم الشمولية في السودان، كان لها أثرا سالبا في عملية التربية السياسية، و أيضا في صعود قيادات لا تعرف عن السياسة إلا كلمة الطاعة العمياء و الولاء، بهدف تحقيق مصالح خاصة، و النظم الشمولية و اعتمادها على المؤسسات القمعية في الحفاظ على النظام، جعلتها تشن حربا ضروسا على الأحزاب السياسية و تقليم أظافرها، و مطاردة قياداتها الوطنية الواعية، و المدركة لدورها السياسي في تحقيق أهدافها التي تتمثل في الحرية و المشاركة الجماهيرية الفاعلة في مؤسسات الدولة و صناعة القرار، هذه الدعوة تتطلب اتساع المعرفة و الفكر و الإيمان بدور الجماهير في عملية التغيير.

.. طول فترة القمع و المطاردة أدت إلي صعود قيادات في قمة الأحزاب متواضعة القدرات.. و قيادات أيضا صعدت إلي الوظائف الدستورية هي لا تملك من الخبرة " شروى نقير" لا في الخدمة المدنية و لا في السياسة و لا في الشأن الاجتماعي و لا في الرياضة.. هؤلاء قد صعد بعضهم النسب و ليس غيره فكان السقوط حتما يحدث.
أن تقديم مالك عقار وصايا لقيادات ظلت جالسة أمام أبواب السلطان، فقط تنتقد قوى أخرى، في الوقت الذي هي عاجزة أن تفعل مثلهم في النشاط و الحركة، هو بمثابة نقد لين العريكة لسامعه، و هؤلاء لا يرغبون في النقد لأنه يعري أجندتهم. و قد طالبهم عقار أيضا بالذهاب و الجلوس لكي يتفقوا على الحد الأدني، الشيء الذي يؤهلهم أن يقدموا رؤاهم للخارج، كما تفعل "قحت المركزي" و التي تحولت إلي " تقدم" و لم يكتف بالمطالبة فقط للاتفاق، بل اعلن أنه سوف يدعم حركتهم للطواف بالخارج كما تفعل " تقدم" لكن هل هؤلاء بالفعل قد لا يستبين لهم النصح كما قال الشاعر ( أمرتكم أمري بمنعرج اللوى --- فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد) هؤلاء لا يريدون نصحا، و لا يريدون وصايا، هؤلاء يريدون وظائف قيادية هي التي تجمعهم و تفرقهم، هؤلاء درجوا أن يكونوا دائما في الصفوف الخلفية لآن مقدراتهم لا تساعدهم أن يكونوا في المقدمة، لذلك يحجزون الصفوف الخلفية التي لا تتطلب منهم إلا حناجر قوية تظهر قوة كل واحد منهم في الهتاف لعلها تشف له عند الذي يقوم بدور التوظيف...
أن الذهاب من أجل الاتفاق على الحد الأدني، يتطلب معرفة بالهدف المطلوب تحقيقه و الاتفاق عليه.. و هل المطلوب العمل على وقف الحرب عبر التفاوض و الوصول لتسوية، أم أنتصار للجيش و تغيير في كل المعادلة السياسية في البلاد؟..أم السعي فقط من أجل تشكيل حكومة تصريف أعمال و الدعوة للمشاركة فيها. و هل هؤلاء لو كان لهم علم بمصطلح الحد الأدني كانوا جاءوا يطرقون أبواب السلطان؟.. أن النخب السياسية التي صنعت أثناء حكم الإنقاذ و بعد الثورة ديسمبر هؤلاء وجهتهم واحدة المحاصصات بأي تكلفة و أي ثمن..
قال عقار لجمع من السياسيين جاءوا من أجل التمسح على ثياب السلطان من أجل السلطة، أننا لا نيريد التصفيق و الهتاف، و لكن نيريد العمل، فقط أن تذهبوا تتفقوا على الحد الأدني،..ألا يعلم عقار أن المصالح الذاتية تحتم على هؤلاء أن لا يكون لهم علم بالحد الأدني و لا هم يطالبون بالحد الأدني.. هؤلاء دائما يسخروا انفسهم لخدمة السلطة لكي يحتلوا الأعلى في وظائف الدولة، فالرجاء يا عقار لا تشمت بهم الأعداء، أطلب منهم التصفيق تجدهم أفضل الناس فيه.. أطلب منهم الهتاف تجدهم قد جهزوا حناجرهم، لكن أن تطالبهم برؤية سياسية و مشروع سياسي لماذا هذا العداء و العمل على فضحهم.
أن المعادلة السياسية التي صنعت بعد ثورة دبسمبر 2018م إذا لم تتغيير بدخول عناصر جديدة من الشباب الواعي، و القادر على حمل المسؤولية و تقديم أجندة الوطن على الأجندات الأخرى، ستظل البلاد تنزف من الحروب و النزاعات.. السودان يحتاج لفكر يتجاوز كل تراكمات الفشل السابقة.. يحتاج لثقافة سياسية جديدة تتجاوز كل مرارات الماضي و رواسب الصراع الأيديولوجي العقيم.. عقليات جديدة قادرة أن تحدث أختراقات في جدار الأزمة.. نسأل الله حسن البصير.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الحد الأدنی من أجل

إقرأ أيضاً:

محمد الحلبوسي يمارس ضغوط لإجبار خميس الخنجر على سحب مرشحه؟

يوليو 25, 2024آخر تحديث: يوليو 25, 2024

المستقلة/تقرير/- تسود الأجواء السياسية في العراق حالة من التوتر والضغوطات التي قد تؤثر على مستقبل الترشيحات لرئاسة البرلمان. في ظل التهديدات التي أطلقها بعض الجهات السياسية بفتح ملفات حساسة، يواجه خميس الخنجر، زعيم تحالف السيادة، ضغوطاً قوية قد تؤدي إلى سحب مرشحه عن رئاسة البرلمان، سالم العيساوي، خلال الفترة القادمة.

تشير التقارير المتداولة والقريبة من غرف السياسة، إلى أن خميس الخنجر يواجه ضغوطاً شديدة من بعض الجهات السياسية التي تسعى إلى الضغط عليه من خلال تحريك بعض الملفات المهمة والحساسة. والتي من بينها، ملف المغيبين وملف الإرهاب، والتي تعتبر قضايا حساسة ذات أبعاد سياسية وأمنية. هذه الضغوط تأتي في وقت حاسم حيث يُنتظر أن يتم حسم ملف رئاسة البرلمان في الفترة القريبة.

هل ينجح الخنجر في الحفاظ على مرشحه؟

في ظل هذه الضغوط، يظل التساؤل قائماً حول ما إذا كان خميس الخنجر سيتمكن من الحفاظ على مرشحه سالم العيساوي لرئاسة البرلمان. حيث تسعى بعض القوى السياسية إلى استخدام هذه الملفات كأداة ضغط لتقويض موقف الخنجر وتغيير الترشيحات، مما يثير التساؤلات حول مدى نجاح الخنجر في محاولاته للحفاظ على مرشحه.

محمد الحلبوسي والضغوط على الكتل الشيعية

في هذا السياق، يُثار تساؤل آخر حول الدور المحتمل لمحمد الحلبوسي، رئيس البرلمان السابق، والذي يُعتقد أنه قد يكون قد مارس ضغوطاً على بعض الكتل الشيعية لدعم موقفه وإجبار خميس الخنجر على سحب مرشحه. فهل ستساهم هذه الضغوط في تشكيل ملامح الصراع السياسي الحالي وتحديد مصير الترشيحات القادمة.

مستقبل رئاسة البرلمان

مع استمرار هذه الضغوط السياسية والصراعات بين الأطراف المختلفة، تبقى الساحة السياسية في العراق في حالة من الترقب. حيث سيظل ملف رئاسة البرلمان مفتوحاً للتطورات المستقبلية التي قد تؤثر على التوازنات السياسية وتحديد الملامح المستقبلية للحكومة.

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس الدولة يلتقي تجمع الراية الشبابي
  • بالأسماء.. هؤلاء رفضت ملفات ترشحهم للرئاسيات
  • أبو فاعور من دار الفتوى: للبحث عن المشترك بدل الاشتباكات السياسية
  • محمد الحلبوسي يمارس ضغوط لإجبار خميس الخنجر على سحب مرشحه؟
  • هؤلاء الرؤساء الأمريكيون الذين أدّوا مهامهم وهم في حالة صحية سيئة
  • خرج حيا من رحم الموت.. قصة الطفل «المعجزة» مالك ياسين
  • شموع تضيء دروب المستقبل.. المشاركون في الحوار الوطني يشيدون بـ شباب الأمانة الفنية
  • حميد الأحمر يتوقع فشل مجلس القيادة الرئاسي في أداء مهامه بسبب هؤلاء.. ويكشف عن المستفيد الوحيد
  • مزاج الجماهير وحرب السودان
  • نوفا: وجود أكثر من 21 ألفا من حملة جنسية بنغلاديش على الأراضي الليبية