فى الآونة الأخيرة يتم ترويج العديد من قصص زواج انتهت بالفشل أو قصص حب انتهت بالفراق، حتى بات الجميع يظن أن نهاية قصص الزواج والارتباط كلها مؤسفة ولكن سوف أسرد هنا العديد من قصص نجاح للزواج الذى دام العديد من السنوات المليئة بالاحترام والتقدير والمودة والرحمة، فمازال فى الحياة نماذج جيدة كما هناك نماذج سيئة، لابد أن يعيّ الجميع أن الزواج ثقافة وليس مجرد أداء واجب وطني، وإذا كان الهدف الأساسى من الزواج فى نظر البعض لتعمير الأرض عن طريق الإنجاب، ولكن يجب أيضًا أن يُفرق الجميع بين الزواج والإنجاب، فما الفائدة من إنجاب أطفال فى جو مليء بالمشاحنات مما يجعلهم مرضى نفسيين؟! فالإنجاب لمن قادر على تحمل مسئولية روح يُسأل عنها يوم القيامة.
فنحن فى الحقيقة نفتقد ثقافة الحب ثقافة الارتباط ومن ثم ثقافة الزواج، وثقافة التعامل، البعض يتحدث عن فرحة البدايات ويتساءل لِما لا تدوم؟ ولكن للوصول للإجابة سوف أضرب مثالًا لذلك: ماذا لو قررت الدخول فى شراكة مع أحدهم؟ هل ستظل قبل كتابة عقد الشركة فى مجاملات؟ هل ستتغاضون عن العيوب التى تجدونها فى بعضكم البعض وتستحوا من مواجهتها؟ هل ستعيشون فترة جميلة حتى كتابة العقد ومن ثم يبدأ كل طرف بمواجهة ومحاسبة الآخر؟ أم كل شخص منّا قبل الدخول فى علاقة شراكة أيا كان نوعها مع الشخص يبدأ كلاهما بالجلوس مع بعضهما البعض والاتفاق على المشروع المُزمع تنفيذه وكلاهما يتحدث عن مخاوفه ويرسمان علاقة الشراكة بينهما كمستقبل ومن ثم يكتبان العقد.
هذا الحال فى عقد الشراكة كعمل ما بال العقد الذى تحدث عنه الله سبحانه وتعالى فى مُحكم كتابه ووصفه بالميثاق الغليظ؟ فالمشكلة الكُبرى التى يقع فيها المقبلون على الزواج، افتقاد الصدق، والصدق ليس المقصود به المناقض للكذب، بل الصدق فى التحدث ورسم العلاقة والاتفاق على كيفية رسم الحياة التى يريدانها مع بعضهما البعض، فحتى تسير العلاقة بشكل صحيح، أول خطوة هي الشعور بالارتياح والقبول، أى كلا الطرفين ارتاح للآخر وهذا ليس معناه الحب بل ان هذا الشخص من الممكن أن يَشرع فى الارتباط بالآخر، ثم تأتى الخطوة الثانية وهى الصراحة والوضوح والاتفاق على كل شيء، وهذه أهم خطوة فى العلاقة وعقب تلك الخطوة تستطيعون المضى والاستمتاع بجمال البدايات التى سوف تدوم للأبد إذا بُنيّت بطريقة صحيحة!
فبكل تأكيد سوف تمرون بمشاكل وخلافات ولكنها ناتجة عن طبيعة الحياة، والخلافات تقوى العلاقة الجدية الصحيحة واختبار للعلاقة الهشة غير الجدية، فالأخوة الذين يعيشون فى منزل واحد تحدث بينهم مشاكل، فهناك فرق بين مشاكل الحياة الطبيعية وبين المشاكل الناتجة عن افتقاد الصراحة والوضوح منذ البداية، فهناك من يرى عيوب ويغض البصر عنها ولكن تأكد أن ما تشعر به من عيوب منذ البداية وترهقك وتجعلك تشعر بالضيق لن تنتهى بل ستتزايد عقب الزواج ولا تستطيع تحملها! وأفضل شيء هو المواجهة والصراحة والوضوح وليس التغاضى والكتمان. كما أن مجتمعنا يفتقد الحب ومن ثم يفتقد التعبير عنه حتى أصبح البعض يستنكر إذا رأى اثنين يتبادلان الحب ويعتبر الإهانة التى يرونها ما بين اثنين أمرا عاديا حتى أصبح الحب فى السر والحرب فى العلن!
ففى عيد الحب أوجه رسالة للجميع بأن الحب موجود ولكن ابحثوا عن الأبدية فى الحب وهذا يحدث عندما تختار روحًا تشبع عقلك وقلبك، فإذا وجدت من ملأ قلبك وروحك وأشبعك فكريا فأنت هنا فى علاقة روح لا تنتهى إلا بصعود الروح إلى خالقها. وكما قال جلال الدين الرومى «الوداع لا يقع إلا لمن يعشق بعينيه أما ذاك الذى يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبداً». فلا تكن بلا حب كى تشعر بأنك ميت، مت فى الحب وابق حيًا للأبد».
عضو مجلس النواب
Email: [email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
مسافة السكة
الحب
السر
ومن ثم
إقرأ أيضاً:
كشف السر.. لماذا بقيت إسرائيل داخل 5 نقاط لبنانية؟
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن إنسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان يوم الثلاثاء الماضي، بعد مرور 4 أشهر ونصف على شن غزوها البريّ الذي طال جنوب لبنان في الأول من تشرين الأول 2024". وتحدث التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" عن بقاء
الجيش الإسرائيلي خلال الوقت الرّاهن داخل المناطق الـ5 الإستراتيجية في جنوب لبنان، حيث تم بناء مواقع استيطانية جديدة، وأضاف: "إن المدة التي سوف يستغرقها بقاء الجيش الإسرائيلي داخل لبنان سوف تعتمد على الأخير وعلى الدرجة التي سوف يتحرك بها الجيش اللبناني ضد حزب
الله ويمنعه من تحويل القرى الجنوبية اللبنانية مرة أخرى إلى تحصينات مسلحة متخفية في زي مدني، تضم أسلحة ثقيلة وتستضيف مسلحين مستعدين لمهاجمة إسرائيل". التقرير يقول إنه "يمكن لإسرائيل أن تفكر بالإنسحاب الكامل إلى ما وراء الحدود الدولية وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وذلك في حال ضمان انسحاب مُقاتلي حزب الله إلى شمال نهر الليطاني وتفكيك البنية التحتية العسكرية للحزب في جنوب لبنان ونشر الجيش اللبناني على طول الحدود"، وأضاف: "قبل كل ذلك، لن يحصل أي انسحاب إسرائيل. لقد خاضت
إسرائيل تجربة مؤسفة في مجال انسحاب القوات من لبنان، فقد أقدمت على ذلك في مناسبتين منفصلتين. الأولى كانت على عجل وبطريقة فوضوية في أيار 2000، والثانية في عام 2006 تحت رعاية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي وضع حداً لحرب لبنان الثانية آنذاك. ولكن في النهاية، تبين أن كلا الأمرين كانا كارثيين، فقد ملأ حزب الله، بمساعدة سخية من إيران، الفراغ الذي خلفته إسرائيل بسرعة، وحوّل المنطقة إلى منصة لإطلاق هجمات مستقبلية". وتابع: "لقد حدث هذا لأسباب عدة، أبرزها تردد إسرائيل، بعد الانسحاب، في اتخاذ خطوات مهمة لمنع حزب الله من الاستيلاء على السلطة، وعدم رغبتها في الانجرار مرة أخرى إلى المستنقع اللبناني. لقد كان هذا صحيحاً بشكل خاص في أعقاب حرب لبنان الثانية، فقد دعا قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 صراحة إلى تحرك حزب الله شمال الليطاني ونزع سلاحه، ولكن لم يتم تنفيذ أي من هذه الشروط. لقد تم تجاهل القرار علناً وبشكل صارخ، لكن إسرائيل لم تفعل شيئاً. وبدلاً من ذلك، وقفت متفرجة بينما كانت قوات حزب الله تتقدم إلى القرى الواقعة على مسافة يمكن رمي الحجارة عليها باتجاه التجمعات الحدودية الإسرائيلية. كذلك، راقبت تل أبيب ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف تتضاعف عشرة أضعاف من نحو 15 ألف صاروخ قبل حرب 2006 إلى ما يقدر بنحو 150 ألف صاروخ في بداية الجولة الأخيرة من القتال". وأكمل: "إذا كان لهذا النمط من الانسحابات الفاشلة أن يتغير، فلا بد وأن تكون الأمور مختلفة جذرياً هذه المرة. والواقع أن القرار بإبقاء المواقع العسكرية الإسرائيلية الخمسة داخل لبنان إلى أن يفي اللبنانيون بالتزاماتهم بموجب الاتفاق يشير إلى أن إسرائيل استوعبت هذا الدرس". واعتبر التقرير أن العمل الجاد من قبل إسرائيل سيمنع تكرار الأخطاء الماضية التي حصلت عند الحدود بين لبنان وإسرائيل، وأضاف: "حتى الآن، كانت العلامات مشجعة. فوفقاً لتقرير بثته إذاعة الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، حددت إسرائيل نحو 230 انتهاكاً منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لقد تعامل الجيش اللبناني مع الغالبية العظمى من هذه الانتهاكات بعد أن تقدمت إسرائيل بشكوى إلى آلية التنفيذ التي ترأستها الولايات المتحدة والتي أنشئت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. أما الانتهاكات التي لم يتعامل معها الجيش اللبناني، فقد تولت إسرائيل معالجتها بنفسها". وختم: "إن التصميم الذي تظهره إسرائيل هنا سوف يخلف تأثيرات متوالية في أماكن أخرى. فإذا أثبتت أنها سوف تطبق الاتفاقات حرفياً، فإن الرسالة سوف تكون واضحة ليس فقط للبنان، بل ولحماس أيضاً ومفادها إنَّ إسرائيل لن تسمح بتكرار الأخطاء السابقة، وسوف يتم التعامل مع أي انتهاك للاتفاق الذي تم التوصل إليه من شأنه أن يهدد أمن إسرائيل على الفور وبقوة مميتة". المصدر: ترجمة "لبنان 24"