نشرت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية، تقريرًا، سلطت فيه الضوء على المنافسة بين إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ في صناعة التكنولوجيا والتطورات المثيرة في مجالات الفضاء والتكنولوجيا الرقمية التي تقودها شركاتهما.

وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن "المنافسة بين مارك زوكربيرغ وإيلون ماسك تعود لعدة سنوات.

وعادةً ما يتفوّق ماسك بسهولة بوصفه الشخص الأكثر روعة، أما زوكربيرغ، وهو المؤسس المشارك لشركة فيسبوك ورئيس شركة ميتا، التي تعد عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، فغالبًا ما يوصف بأنه هاوٍ غريب الأطوار".

وتابعت: "يشتهر زوكربيرغ بشعاره "تحرك بسرعة واكسر الأشياء"، الذي ربما ساعد فيسبوك على غزو العالم، لكنه أعطى الترخيص للنقاد لتصويره على أنه تهديد اجتماعي. في المقابل، يحظى ماسك بالثناء باعتباره مخالفًا للقواعد وتبرز صورته كشخص شرير غالبًا ما يفلت من العقاب".

وأشارت الصحيفة إلى أن "هذه كانت طبيعة العلاقة بينهما عندما اقترح ماسك نِزال ملاكمة مع زوكربيرغ في حزيران/ يونيو الماضي قبل أن تطلق شركة ميتا تطبيق الرسائل القصيرة "ثريدس" للتنافس مع تويتر (إكس حاليا) الذي يملكه ماسك. وبعيدًا عن العراك الجسدي الذي لم يحدث أبدًا، فإن اليد العليا من الناحية التجارية تظل لماسك حتى الآن، فهو أغنى رجل على وجه الأرض، والقيمة السوقية لشركة تسلا رغم انخفاضها أعلى من قيمة شركة ميتا، وإيراداتها تنمو بشكل أسرع". 

واسترسلت الصحيفة: "لكن في الأسابيع القليلة الماضية، صدمت شركة تسلا المستثمرين بعرض أرباح مرعب، وألغى القاضي حزمة رواتب ماسك البالغة 56 مليار دولار اعتبارًا من سنة 2018، مما أدى إلى خفض صافي ثروته، كما واجهت سياراته الكهربائية عمليات استرجاع من أمريكا إلى الصين". 


‌وأردفت: "في الأول من شباط/ فبراير، أصدرت شركة ميتا أرباحًا أظهرت ارتفاعًا مذهلاً في المبيعات والهوامش، ووصلت قيمتها السوقية إلى 1.2 تريليون دولار، وهو بالضبط المستوى الذي حققته شركة تسلا في ذروتها في سنة 2021، وأكثر من ضعف ما تبلغه تسلا الآن. ولا شك أن مقاييس الأداء المالي قصيرة الأمد ليست كل شيء، ولكن إذا نظرنا إلى العوامل طويلة المدى، مثل الطريقة التي يدير بها الرجلان أعمالهما، وكيفية معاملة المساهمين والعملاء، والاستجابة لإخفَاقاتهما، فمن الواضح أن المعركة انتهت، بفوز زوكربيرغ".

‌وأوضحت الصحيفة أن "كل واحد منهما يسيطر على شركاته بطريقة تجعل المدافعين عن حوكمة الشركات يشعرون بالغضب. يفعل زوكربيرغ ذلك عبر هيكل ثنائي الأسهم يمنحه السيطرة على الأغلبية في شركة ميتا، في حين يجعل ماسك الجميع في تسلا تحت سلطته. ولكن بينما أصبح زوكربيرغ أكثر حساسية تجاه زملائه المساهمين، أصبح ماسك أقل حساسية تجاههم، وكان لذلك تأثير كبير على الأداء".

وأوردت بأن "التغيير الجذري لزوكربيرغ بدأ في سنة 2022، عندما اعترض المساهمون على الطريقة التي ينفق بها أموالهم على مشاريع مثل ميتافيرس، في الوقت الذي كانت فيه الأعمال الأساسية لشَركة ميتا تتباطأ. وبدلاً من أن يتجاهلهم، استمع إليهم، وغيّر أسلوبه للتركيز على خفض التكاليف، وزيادة الأرباح، واستخدام الأموال للاستثمار في الذكاء الاصطناعي والميتافيرس بطريقة تعمل على تحسين المنتجات الحالية بالإضافة إلى تمويل الرهانات المستقبلية، وكذلك لإقناع المساهمين بأنه لا يهدر أموالهم وأن شركة ميتا ستعيد المزيد من الأموال إليهم من خلال إعادة شراء الأسهم ودفع أول أرباح للشركة".

إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن "ماسك لم يفعل المثل، فمنذ أن وصل سعر سهم تسلا إلى ذروته، يبدو أنه ضاعف جهوده على نحو مخيب للآمال لزملائه أصحاب أسهم الشركة. فإن العقلاء يتوقون إلى سيارة رخيصة الثمن يتم تسويقها على نطاق واسع، لكن شركة تسلا تبيع سيارات باهظة الثمن بخصم ضئيل للغاية. وهم يريدون منه أن يقضي المزيد من الوقت في تسلا، لكنه يتقاسم الوقت مع سبيس إكس ويضيعه على إكس". 

وأبرزت أنهم "يتوقون إلى سيارات ذاتية القيادة بالكامل كمحفز لثورة سيارات الأجرة الآلية، لكن حتى المشجعون المتعصبون أصيبوا بالذهول مؤخرًا عندما هدد ماسك بنقل جهوده في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات بعيدًا عن شركة تسلا ما لم يتم منحه السيطرة على التصويت بنسبة 25 بالمائة"، مشيرة إلى أن "هذا يقودنا إلى الفارق الكبير الثاني ألا وهو الدافع، الذي كان جوهر قرار القاضي في ولاية ديلاوير في 30 كانون الثاني/ يناير بتجريد ماسك من راتبه الضخم". 


وحسب ما أشار إليه الحكم، فإن زوكربيرغ لا يتلقى أي راتب أو خيارات للأسهم، وتعد حصته الاقتصادية البالغة 13 بالمائة في شركة ميتا هي الحافز الرئيسي للقدوم إلى العمل كل يوم. لكن ماسك مختلف، فرغم أن حصته في شركة تسلا في ذلك الوقت كانت تعني أنه سيصبح أكثر ثراءً بمقدار 10 مليارات دولار في كل مرة تقفز فيها قيمة تسلا بمقدار 50 مليار دولار، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا. 

فقد أقنع مجلس إدارة شركة تسلا المساهمين بأن هناك حاجة إلى حافز إضافي لإبقائه على رأس العمل عبر أكبر عائد في تاريخ الأسواق العامة، والآن بعد أن تم إبطاله، فمن المفترض أن دوافعه أصبحت موضع شك أكبر.

وأضافت الصحيفة أن مواقف الرجلين تتحرك في اتجاهين متعاكسين تجاه العملاء أيضًا. فقد تعرض زوكربيرغ للتشهير بسبب نهج فيسبوك السريع والفضفاض فيما يتعلق ببيانات المستخدمين والإشراف على المحتوى والخصوصية، ولا تزال المخاوف قوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشباب على وسائل التواصل الاجتماعي. لكن فيسبوك لديه الآن مجلس رقابة مستقل للحكم على قرارات المحتوى، إذ تقول ميتا إنها استثمرت 20 مليار دولار منذ سنة 2016 في السلامة عبر الإنترنت. 

ولا شك أن ماسك لا يزال لديه العملاء الأوفياء، ولكن بالنظر إلى عدد مالكي السيارات الأمريكيين الذين يميلون إلى الديمقراطيين، فكلما زاد حديثه عن إكس، اتضح أكثر أنه يحتقر آراءهم السياسية. كما يوجه منافسة شرسة في سوق الصين الضخمة، في حين تنسب شركة ميتا الفضل للمعلنين الصينيين في المساعدة في تحقيق زيادة كبيرة في عائدات الإعلانات السنة الماضية.


وحسب الصحيفة، يبدو أنه زوكربيرغ يتعلم من أخطائه مع تقدمه في السن، بينما يصبح ماسك أكثر صبيانية وتشتتًا. ومن الأمثلة الواضحة على ذلك رد فعله الغاضب على حكم محكمة ديلاوير حيث هدد بتصعيد الأمور ونقل شركة تسلا إلى تكساس، مما يشير إلى أنه يريد أن يتمتع مساهمو الشركة بحماية أقل من المعتاد من تقلباته.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي إيلون ماسك صناعة التكنولوجيا مارك زوكربيرغ مارك زوكربيرغ إيلون ماسك صناعة التكنولوجيا المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شرکة میتا شرکة تسلا إلى أن

إقرأ أيضاً:

“أحرقوا تسلا”.. مظاهرات ضد ماسك تجتاح مدن أميركية

مارس 2, 2025آخر تحديث: مارس 2, 2025

المستقلة/-تجمع متظاهرون، السبت، أمام معارض “تسلا” في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، احتجاجًا على سياسات الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إيلون ماسك، وجهوده لخفض الإنفاق الحكومي بدعم من الرئيس دونالد ترامب.

وتأتي هذه الاحتجاجات في وقت يتصاعد فيه الرد الغاضب في أميركا الشمالية وأوروبا ضد دور ماسك المثير للجدل في السياسة الأميركية. ويأمل منتقدو ترامب وماسك في تثبيط عمليات شراء سيارات “تسلا”، الشركة التي تُعد الأكبر في العالم من حيث القيمة السوقية في صناعة السيارات الكهربائية.

ويقود ماسك حملة غير مسبوقة لتقليص حجم الحكومة الاتحادية، ما أسفر عن تسريح آلاف الموظفين وإنهاء مئات من عقود المساعدات والإيجارات الحكومية. ومنذ أسابيع، نشأت احتجاجات متواصلة ضد “تسلا”، تهدف لتحفيز المعارضة ضد سياسات ماسك ووزارة الكفاءة الحكومية التي أسسها، وكذلك تحفيز الديمقراطيين الذين لا يزالون غاضبين من فوز ترامب في الانتخابات الماضية.

وقال ناثان فيليبس، عالم بيئي من ولاية ماساتشوستس، أثناء احتجاجه في بوسطن: “يمكننا الرد على إيلون. يمكننا أن نلحق أضرارًا اقتصادية مباشرة بتسلا من خلال مقاطعتها، وإخبار الجميع ببيع أسهمهم وبيع سيارات تسلا”.

ووفقًا للتقارير، يتلقى ماسك التوجيهات من ترامب لتقليص الإنفاق الاتحادي بشكل حاد، مدعيًا أن فوز ترامب منحه تفويضًا لإعادة هيكلة الحكومة الأميركية.

ألقت الشرطة القبض على 9 أشخاص خلال احتجاج صاخب أمام مقر “تسلا” في نيويورك، بينما شارك المئات في الاحتجاج الذي كان جزءًا من سلسلة احتجاجات في مختلف المدن الأميركية ضد ماسك.

كما تجمعت حشود أمام معارض “تسلا” في جاكسونفيل بولاية فلوريدا وتوسون بولاية أريزونا، حيث أوقفوا حركة المرور وهتفوا ولافتاتهم حملت شعارات مثل “أحرقوا سيارة تسلا: أنقذوا الديمقراطية” و”لا للمستبدين في الولايات المتحدة”.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

مقالات مشابهة

  • احتجاجات ضخمة ضد إيلون ماسك في 50 صالة عرض لشركة تسلا.. لهذا السبب
  • احتجاجات ضخمة ضد إيلون ماسك في 50 صالة عرض تسلا لهذا السبب
  • سباق شرس بين دودج تشارجر وتسلا موديل Y.. من الفائز؟
  • “أحرقوا تسلا”.. مظاهرات ضد ماسك تجتاح مدن أميركية
  • «أحرقوا تسلا».. الاحتجاجات تجتاح المدن الأمريكية ضدّ «ماسك»
  • تظاهرات حاشدة امام معارض شركة تسلا الامريكية
  • احتجاجات أمام معارض تسلا في أمريكا ضد إيلون ماسك ودعمه لـ ترامب
  • احتجاجات ضد إيلون ماسك في نيويورك.. والشرطة تعتقل 9 أشخاص
  • "أحرقوا تسلا".. احتجاجات ضد ماسك تجتاح مدنا أميركية
  • أحرقوا تسلا..احتجاجات ضد إيلون ماسك أمام معارض شركته للسيارات